كارمن لبّس: لست وقحة...
ممثلة لبنانية طبيعيّة، جديّة الطباع ومرحة الروح. تحبّ الحياة بكل تفاصيلها، ولا تجسّد أدوارها بل تعيشها. بدأت مشوارها التمثيلي في سن السادسة عشرة، وتعتبر أن العام 1996 كان عام التحول الرئيسي في مسيرتها الحياتية.
قدّمت أعمالاً مسرحيّة وتلفزيونيّة وسينمائيّة مهمّة كان أبرزها الفيلم العالمي Whatever Lola Wants وهو الأحبّ إلى قلبها.
خطت أولى خطواتها في عالم التقديم من خلال برنامج «شو سرّك» الذي تعتبره «خطوة ناقصة»، أما نقطة التحوّل في مسيرتها التمثيليّة فكان مسلسل «ابنة المعلّم» الذي أدّت بطولته.
هي الممثلة الأنيقة كارمن لبّس التي أطلّت على الشاشة في شهر رمضان بدور البطولة في مسلسل «العائدة»، مجسّدة دور امرأة سجنت ظلماً مدة 18 عاماً.
- ظهرت خلال شهر رمضان في مسلسل «العائدة»، مؤدّية دور «ميسم عبوّد» المرأة التي تخرج من السجن لتبحث عن ماضيها الذي ضاع منها. كيف وجدتِ هذا الدور وتأديتك له؟
لم أثنِ على أدائي ولا مرّة، أشاهد نفسي بمفردي دائماً، أنظر بعين الناقدة التي تبحث عن الأخطاء كي تحسّنها، فقد أجريت نقداً ذاتياً لنفسي.
حاولت أن أعطي الدور حقّه من خلال إظهاري حقيقية الشخصيّة ومصداقيّتها.
وهناك من أعترض على الشكل الذي ظهرت به، بعدما ظهرت كبيرة في السن، فقد نسوا أني خارجة للتوّ من السجن. أهملت نفسي وارتديت ملابس «تبشّع» جسمي، ولم أواجه أي مشكلة في عدم تصفيف شعري ووضع الماكياج في عدد من الحلقات وليس في مشهد واحد أو مشهدين.
ملابسي كانت ثلاث قطع جلبتها من «البالة» وتعود إلى «التسعينات»، المرحلة التي دخلت فيها السجن، وبقيت معي لأن أحداً لم يزرني في السجن ليجلب لي ملابس جديدة.
لم يكن همّي مظهري وأظافري، بل كانت الشخصيّة هي الأساس بالنسبة إليّ، وأعتقد أن هذا هو التحدّي الحقيقي الذي يواجه الممثل.
- هل أنت راضية عن أدائك لهذا الدور بالذات؟
أحببت في نفسي عندما شاهدت المسلسل أني نجحت في إظهار الكثير من الشرّ، والطيبة والحبّ، إضافة إلى الكثير من الحزن والوجع.
- هل تعتبرين أن المسلسل أخذ حقّه؟
لقد نجح لكنّي توقّعت أن ينال نسبة مشاهدة أعلى، ربّما السبب كان توقيت عرضه المتأخر.
- هل تعتقدين أن عرضه على قناة «الجديد» ظلمه؟
قناة LBC هي الأقوى لبنانياً، وتمنّيت لو عرضته منذ البداية. لقد اشترت حقوقه وسوف تعرضه من جديد على قناتها. ويبقى أن نأمل أن تُعرض أعمالنا على قنوات عربية كقناة MBC ، عندها تأخذ حقّها كما يجب.
- لاحقت المشكلات الإنتاجيّة مسلسل «هروب» إلى أن أبصر النور هذا العام، وتطلّين من خلاله على الشاشة إلى جانب يوسف الخال. كيف تصفين لنا تعاملك الأول مع يوسف، وما مدى رضاكِ عن هذا العمل؟
يوسف ممثل ممتاز وقد كانت تجرية جميلة وممتعة بالفعل. كما أن دوري في «هروب» يشبهني كثيراً. حيث أجسِّد فيه شخصيَّة «سلام»، الصحافيّة الَّتي تغرم بصاحب الجريدة.
تعيل أسرتها وتعلّم شقيقها بعدما أصبحت مسؤولةً عن عائلتها بعد تقاعد والدها. إلى أن يدخل «أدونيس» الذي يجسّد شخصيّته يوسف الخال حياتها، وهو مخرج شاب قادم من الولايات المتحدة ويسعى للإستقرار في لبنان.
يصغرها بالسن وتقع في غرامه، ليدخل في صراعٍ مع التَّقاليد الَّتي تنظر إلى مثل هذه العلاقات على أنَّها غير طبيعيَّة. صوّرنا المسلسل منذ سنة ونصف، وكان يفترض أن يُعرض عام 2011، إلى أن تقرّر أخيراً عرضه على قناة LBCI دراما.
- تعرض لك قناة LBC عملاً آخر بعنوان «القناع»، حدّثينا عنه.
صوّرنا المسلسل بين لبنان وأفريقيا وهو من تأليف جبران ضاهر وإخراج شارل شلالا وإنتاج شركة Chelae وأجسّد فيه شخصية «ناهد» المرأة المرتاحة مادياً، «مغنّجة» تحصل على كل ما تريد، لم تعتاد على أن تحمل المسؤولية، ليس لديها هموم ولا تعرف ماذا يعني الهمّ. ليست مسؤولة، يموت زوجها «مجدي» الرجل الغني الذي يعمل في مجال العقارات، بعد تعرّضه لحادث انفجار في أفريقيا.
وتقع في فخّ هذه المسؤولية، ويقف شريكه «أشرف» الذي يؤدي دوره جورج خبّاز إلى جانبها لأنها تجهل أن تسيّر أمورها في هذه الحياة.
في مزيج من الرومانسيّة والتشويق والأكشن، تتطوّر أحداث المسلسل كاشفة عن حقيقة مقتل «مجدي» ولغز البحث عن مصيره، في ظلّ تقرّب صديقه «أشرف» منها، لتكتشف لاحقًا أنَّ زوجها لم يمت.
- ما هي ملامح الدور الذي تجسّدينه فيه مسلسل «كيندا»؟
دوري في مسلسل «كيندا» هو دور فتاة من عائلة مرتاحة ماديّاً أيضاً، وحيدة لأهلها ولها شقيقان وهي متزوجة.
لديها قيم ومبادئ، وتعيش في نعيم، وهي رسّامة وصحافيّة ناجحة. تعتبر أنها حصلت على كل شيء في هذه الحياة، إلى أن تسقط الأقنعة وتُصدم بالواقع الحقيقي الذي لم تتوقّع يوماً أن تواجهه.
- عن دورك في فيلم «33 يوم». ماذا يعني لك تجسيد هذا النوع من الأدوار؟
أحببت تجسيد دور المرأة الجنوبية المناضلة، فقد حرصت على أن أعيش لا أن أجسّد فحسب، شخصيّات لم أعشها من قبل. التجربة كانت موجعة جداً وأثّرت بي بالفعل.
- قدّمت للتلفزيون و السينما أعمالاً مميّزة، أيّ عمل كان الأقرب إلى قلبك؟
يصعب عليّ المقارنة بين السينما والتلفزيون، ففي السينما كان فيلم Whatever Lola Wants الأحب إلى قلبي. أما في التلفزيون فهناك أكثر من عمل أحبها ولكنّي أنتظر الأحبّ كي يأتي.
- خطوتِ نحو السينما العالمية من خلال فيلم Whatever Lola Wants، كيف تقوّمين التجربة؟ ما حسناتها وسيئاتها؟ ولماذا لم تقدمي على أي خطوة من بعدها؟
لقد أقمت علاقات مع المنتجين في فرنسا، انتهت بعد عودتي إلى لبنان. أحتاج إلى المال كي أمتلك منزلاً في أوروبا أقصده شهرياً بحيث يدرك المنتجون والمخرجون أنّي موجودة، وجاهزة لتلقّي العروض.
وإمّا أن أستقرّ هنا وأقصد الخارج لمتابعة كل عرض أتلقاه والتواصل مع القيّمين على العمل، عندها تصبح كل رجل من رجليّ في بلد... لذا اتخذت قراراً بأن أستقرّ في المنطقة العربية.
- هل تندمين على ترك هذا العالم باستقرارك في لبنان؟
تمنّيت لو أنّي تابعت مسيرتي بأعمال عالمية، لكنّها تطلّبت مجهوداً جسدياً ومادياً أقوى منّي.
- ماذا أضاف هذا العمل إلى مسيرتك؟
تجربة جميلة جداً وردود الفعل الإيجابية كثيرة، الكل أحبّ العمل لكنّي شخصيّاً لم أتلقَّ أي عرض عالمي على أثره. توقعت خطوة أكبر من بعده، ولكنها لم تحصل!
- أي عمل كان نقطة التحوّل في مسيرتك التمثيليّة؟
مسلسل «ابنة المعلم».
- كيف تقوّمين تجربتك في التقديم مع برنامج «شو سرّك»؟
لم أتعمّق في مجال التقديم بعد، ولم أقدّم غير العادي حتّى الآن.
- تعرّضتِ للنقد وقيل وإنّك لا تشبهين نفسك في البرنامج، ما الذي حال دون نجاح هذه التجربة؟
لست وقحة. لا أتحدّى ولا أستطيع أن أطرح الأسئلة المزعجة والمحرجة، ومن أنا كي أحاسب الآخر؟! فكرة البرنامج ضايقتني ولم تساعدني.
- أي نوع من البرامج يلفتكِ؟
أميل إلى تقديم البرامج الاجتماعيّة التي تسلّط الضوء على المشكلات الاجتماعية الملموسة.
- ما هو تقويمك للدراما اللبنانية اليوم؟
الدراما اللبنانية عظيمة، فقد شهدت تحسّناً لافتاً في السنوات الأخيرة، من حيث القصّة وأداء الشباب الموهوبين والإخراج والإنتاج.
بغضّ النظر عن المشكلات التي تعانيها وتحول دون تقدمها بشكل أكثر، لكنّي سعيدة جداً بأنها بدأت أخيراً تنافس الإنتاجات الدرامية العربية.
- هل تابعتِ الأعمال الرمضانيّة؟
لم أتمكّن من متابعة أي مسلسل لانشغالي بتصوير «العائدة».
- هل تنوين متابعة العرض الثاني لأي مسلسل؟
أرغب في مشاهدة مسلسل «عمر».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024