صلاح السعدني: مسلسل «عمر» أبهرني...
منذ تألقه في تجسيد دور العمدة سليمان غانم في مسلسل «ليالي الحلمية»، حصل الفنان صلاح السعدني على مكانة خاصة عند المشاهد العربي، خاصة مع استمرار تألقه في «أرابيسك» و«الناس في كفر عسكر»، وغيرهما من المسلسلات التي تعد من كلاسيكيات الدراما.
وهذا العام نافس بقوة بمسلسل «الإخوة أعداء» المأخوذ عن رواية عالمية للكاتب الروسي فيدور دوستويفسكي تحمل عنوان «الإخوة كارامازوف»، وهي الرواية نفسها التي قدمها يحيى شاهين في فيلم سينمائي بمشاركة نور الشريف ونادية لطفي وحسين فهمي وميرفت أمين.
في هذا الحوار يتحدث السعدني عن الحالة النفسية التي أصابته أثناء العمل في المسلسل، ويكشف سر علاقتة التاريخية بعادل إمام وسعيد صالح التي يرى أنها لا تتكرر.
كما يبدي رأيه في زملائه يحيى الفخراني ونور الشريف ومحمد صبحي، ويوضح سر انبهاره بمسلسلي «عمر» و«نابليون والمحروسة»، ولماذا يصف شريف منير بـ«اليهودي»؟
- ما الذي دفعك إلى إعادة تقديم رواية «الإخوة كارامازوف» في مسلسل رغم تقديمها من قبل في السينما والمسرح؟
هناك قصة قدرية تجمعني بهذه الرواية منذ 51 عاماً عندما كنت طالباً في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، فقد تلقيت دعوة من منتخب التمثيل في الجامعة للمشاركة في مسرحية «الإخوة كارامازوف» على مسرح الجامعة، وحضرت الاجتماع التحضيري للعمل في مكتب رعاية شباب الجامعة، وكان يرأسه الفنان الراحل فؤاد المهندس، وكان مخرج العرض هشام أبو النصر الذي أصبح مخرجاً سينمائياً كبيراً بعدها.
ورغم حماسي لهذه المسرحية، ضغط عليّ عادل إمام رئيس فريق تمثيل الكلية في ذلك الوقت ومعه عبد العزيز مكيوي مخرج الفريق، لاعتذر عن عدم المشاركة في العرض، بدعوى أن فريق تمثيل كلية الزراعة الذي ننتمي إليه أفضل مقاماً من منتخب تمثيل الجامعة.
كان ذلك صحيحاً، لأن فريقنا كان يضم محسنة توفيق وشعبان حسين والمنتصر بالله وعادل إمام وصلاح السعدني وآخرين، ورغم أن علاقتي بهذه الرواية انقطعت منذ ذلك التاريخ، فوجئت في مطلع 2011 باتصال من المنتج محمد السبكي يعرض عليَّ فيه تجسيد شخصية الأب في مسلسل تلفزيوني يكتبة المؤلف أحمد عبد الله، لكن اندلاع ثورة يناير عطل المشروع.
المثير في حكايتي مع هذه الرواية أنني تلقيت اتصالاً من المخرج محمد النقلي بعد توقف المشروع مع السبكي، وعرض عليَّ أن أجسد شخصية الأب في مسلسل تلفزيوني، لكن هذه المرة بكاتب مختلف هو شريف حلمي.
- هل تفكير أكثر من طرف في تنفيذ المشروع هو سبب وجود أزمة حول ملكيته؟
لم يكن ذلك سبباً، لأن كل من فكر في تنفيذ المشروع أكبر من أن يتصارع على ملكيته. هناك رجل يدعى جابر عبد السلام ادعى أن قصة المسلسل ملكه، وهذا غير صحيح، وأنا أعرف هذا الرجل منذ أن كنت شاباً، كان يبيع جرائد قديماً، وكان طموحاً جداً، وذات يوم التقى الفنان الكبير فريد شوقي وعرض عليه فكرة فيلم كان قد سرقها من فيلم أمريكي، ولأن «عمنا فريد» كان طيباً، اشترى منه القصة وأعطاها للسيناريست بهجت قمر كتبها له، وأنتج فيلماً كتب على تتره: «قصة جابر عبد السلام». ومنذ ذلك اليوم اعتبر هذا الرجل نفسه مؤلفاً، ولأنني أعرفه رفضت التدخل في سعيه للمشاركة في المشروع، رغم أنه طاردني كثيراً.
- لماذا لم يتم الالتزام بالرواية الأصلية؟
حتى يتناسب العمل مع المرحلة التي نعيشها حالياً، فالرواية كتبت في نهاية القرن الثامن عشر، ولن يكون مفيداً أن تنفذ كما هي، ولذلك جعلنا أحداثها تدور عامي 2009 و2010، وناقشنا ظاهرة استيراد المنتجات الصينية الرديئة التي تفشت في مصر في السنوات الأخيرة.
- حُذفت مشاهد الإلحاد والسكر وفتاة الليل، فهل فعلتم ذلك خوفاً من صعود التيار الديني؟
لا نخاف من التيار الديني، لكنني منذ الاجتماع الأول الخاص بالمسلسل طلبت من المؤلف أن يراعي في كتابته مجتمعنا الشرقي المحافظ، وأن المسلسل سيعرض في شهر رمضان، وكان أول طلباتي أن تحذف شخصية الملحد وتستبدل بشخصية صحافي مشاغب ضد الحكومة، مثل نموذجي عادل حمودة وإبراهيم عيسى.
وفعلت ذلك لأنني مقتنع بأن شخصية الشاب الملحد لا يمكن تقديمها على الشاشة حالياً، ومن المؤكد أنها سترفض في مجتمع متدين تسيطر عليه غالبية إسلامية.
هذه الشخصية كانت مناسبة في الزمن الماضي، عندما كانت فلسفة الإلحاد تغزو الغرب، وبالمناسبة هذه الشخصية لم تحذف من الفيلم المصري المأخوذ عن الرواية وجسدها الفنان نور الشريف، أما حذف مشاهد «البار» الذي كان مكاناً يسكر فيه البطل، وعلاقته بفتاة الليل التي جسدتها في الفيلم الفنانة نادية لطفي، فكان لمراعاة أن المسلسل يعرض في مجتمع شرقي مسلم في شهر رمضان الكريم، وتم استبدال وجود هذه الفتاة في حياته بزواجه من فتاتين صغيرتين.
- لماذا فضلت تحويل رواية قديمة إلى مسلسل ولا تستعين بسيناريو كتب خصيصاً لهذه المرحلة؟
أتصور أن المسلسلات تحديداً عندما تؤخذ عن رواية أدبية تكون أهم وأفضل، لأن الأديب ينسج لشخصياته أحداثاً حقيقية يستطيع السيناريست بعد ذلك أن يتحرك من خلالها.
أما المؤلف الذي يكتب من ذهنه أحداثاً لثلاثين حلقة، فلا ينتج عملا بشكل لائق، بدليل أن أول مسلسل تلفزيوني 30 حلقة في العالم العربي كان مأخوذاً عن رواية أدبية تحمل عنوان «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبد القدوس، بطولتي وإخراج الراحل نور الدمرداش، وقدمها الأخير رغم أن المخرج الراحل صلاح أبو سيف كان قد قدمها في فيلم سينمائي قبل ذلك بعامين.
- هذا يعني أنك مع الجانب الذي يرى أن هناك أزمة سيناريو في مصر؟
قلت إن الرواية تكون أفضل لكن هذا ليس تعميماً، لأن نموذجاً مثل الراحل أسامة أنور عكاشة كانت شخصياته ثرية إلى أبعد مدى، وكذلك وحيد حامد ومحفوظ عبد الرحمن وفتحية العسال ومحمد صفاء عامر.
لدينا الكثير من المؤلفين الكبار، ولا أرى أن هناك أزمة في السيناريو، لكن الأزمة الحقيقية أن هناك نوعية من الأعمال البلهاء يتم تسليط الضوء عليها، وهو ما يسيء إلى المبدع المصري.
- «الإخوة الأعداء» هو العمل الثالث الذي تأخذه عن السينما بعد «لا تطفئ الشمس» و«الباطنية»...
قاطعني قائلاً: لا أرى أي مشكلة في إعادة ما تم تقديمه في السينما للتلفزيون، لأن المسلسلات مساحتها أطول، فالفيلم لا يزيد وقته عن ساعتين، أما المسلسل فتصل أحداثه إلى ما يزيد عن 20 ساعة، وهنا تأخذ الشخصيات منحى آخر.
- وإلى أي مدى ترى أن المسلسل يدخل في مقارنة مع الفيلم من حيث الشخصيات والأحداث؟
التمثيل بحره واسع، وغالباً تساهم شخصية الممثل في تغيير العمل، فهي تطغى على الأحداث وتكون جزءاً رئيسياً.
كل ممثل يختلف عن الآخر في ثقافته وإدراكه وإمكاناته التمثيلية ومقوماته الجسدية، وأنا شخصياً لا أتوقف عند المقارنات بل ولا تشغلني لأنني كررت أدواراً قدمها أحمد رمزي وفريد شوقي ويحيى شاهين.
وبالمناسبة أنا أتمنى أن أقدم شخصية «محمد أبو سويلم» التي قدمها الفنان العظيم محمود المليجي في فيلم «الأرض»، ورغم أنني عملت في هذا الفيلم، أحب هذه الشخصية جداً، وإذا تم تنفيذها سأكون أسعد الناس لأنني أحب هذه الرواية، كما أنها تستحق الاستعادة لأنها تناقش قضية الفلاح المصري.
- تتزوج كثيراً في أحداث المسلسل. هل أصبحت شخصية الرجل المزواج ضرورة درامية في رمضان؟
تعدد الزوجات ليست قضيتنا الرئيسية في المسلسل، لكن لأننا نقدم شخصية شديدة القبح وتحمل كل الصفات السيئة، فكانت مؤهلة لأن تظهر أيضاً شغوفة بالنساء بشكل فج.
فهذا الرجل أعجبته سكرتيرته فتزوجها، وكذلك طمع بزوجة منافسه في التجارة فسعى إلى سرقتها منه، لكن كل ذلك في إطار إظهار الشخصية بشكل قبيح، وليس لمناقشة قضية تعدد الزوجات.
- تقديم شخصية بهذا القبح إلى أي مدى أجهدك؟
أعرف أن شخصية «سيد الدقاق» التي أقدمها لا تطاق من الحلقة الأولى، لذلك كنت حريصاً جداً عند تقديمها، وبذلت جهداً كبيراً حتى يقبل الجمهور متابعة المسلسل ولا يرفضه.
- هناك فرق في الخبرة والسن بينك وبين الممثلين الذين يشاركونك بطولة المسلسل. كيف كانت العلاقة بينكم؟
عندما اقترح المخرج محمد النقلي أسماء أبطال المسلسل فرحت جداً، لأنني كمشاهد أحب وأتابع فتحي عبد الوهاب وأحمد رزق، كما أن فتحي بدأ حياته الفنية معي قبل 12 عاماً في مسلسل «كفر عسكر»، وأدهشني عندما مثل أمامي أول مشهد وعرفت أنه سيكون ممثلاً مبهراً، وكأنه عبدالله غيث، ومن بعدها أصبح صديقي.
أما أحمد رزق فأتابعه منذ ظهوره، وهو من الممثلين الذين أحبهم، فأنا أحب الممثل الجيد، سواء في جيل الكبار أو الشباب، وأرى أن فتحي ورزق وياسر جلال ممثلون موهوبون. أما شريف حلمي فتوقفت عنده ككاتب أكثر منه ممثلاً، لأنه تعامل مع الرواية بشكل رائع.
- لماذا تتكلم عن عادل إمام في كل أحاديثك؟
عادل إمام كان في شبابنا رئيس فريق التمثيل الذي كنت أحد أعضائه في كلية الزراعة، والآن هو رئيس فريق تمثيل مصر، كما أنه أهم صديق في حياتي هو وسعيد صالح؟ ونحن تربينا وعشنا عمرنا معاً، بداية من أيام الجامعة وحتى بعدها في بيت المنتج سمير خفاجي أكثر من عشر سنوات نقتسم رغيف العيش.
وأحياناً كنا نشحذ ثمن الأكل عندما يتوقف المسرح ولا يكون معنا مال، وكان معنا الكاتب بهجت قمر أيضاً.
وعادل إمام وسعيد صالح ليسا مجرد صديقين أو زميلين، بل هما أكثر من أخوين، وأعتبر علاقتي بهما خاصة جداً ولن تتكرر.
- معنى ذلك أن مسلسل «فرقة ناجي عطاالله» على رأس أولوياتك عند متابعة أعمال رمضان؟
بالفعل هو على رأس أولوياتي في المشاهدة، لأنه من أهم وأمتع مسلسلات رمضان. عادل إمام ممثل له حضور قوي عند الناس، ويجب أن أعترف بأنني من جمهور عادل إمام، بغض النظر عن أنه صديق عمري، فبعيداً عن الإنسانيات أنا أحب أفلام عادل إمام، وأحرص على أن أكون في العروض الخاصة لها.
- أليس غريباً أن تتحدث عن زميل منافس لك في موسم واحد بهذا السخاء؟
ليس غريباً، لأنني من الممكن أن أتحدث عن محمد صبحي وإنجازاته وما قدمه للمسرح والتلفزيون، وكذلك محمود عبد العزيز ونور الشريف ويحيى الفخراني. أنا أملك تقويماً جيداً ومنصفاً لمعظم الممثلين، ولا أقول ذلك لأنهم نجوم، لكن لأن هذه قيمتهم الحقيقية التي يستحقونها.
وعادل إمام لا يختلف عني كثيراً، فهو أيضاً يعطي كل فنان حقه، فمثلاً هو أول من قال إن أحمد زكي سيكون نجماً كبيراً عندما أتى به سعيد صالح، وكان شاباً صغيراً، إلى فرقة المتحدين ليعمل معنا على خشبة المسرح، وكان أول من أشار إلى موهبته بشكل حقيقي هو عادل إمام.
وأتذكر أننا كنا نقف على خشبة المسرح أثناء تقديم رواية «قصة الحي الغربي»، وكنت أجسد زعيم حي «بولاق» وعادل إمام يجسد زعيم حي «الزمالك»، وكان أحمد زكي يقدم مشهداً واحداً في المسرحية، ولأننا في أحداث المسرحية يجب أن نكون مختلفين ونتعارك مع بعضنا، فوجئت بعادل إمام ذات يوم يصر على أن يتحدث معي أثناء العرض، وقال «الولد اللي اسمه أحمد زكي ده ممثل جامد جداً»، فكان عادل إمام أول من أدرك قيمة أحمد زكي وأهميته، وعملا معاً في ما بعد.
- كيف رأيت المنافسة في رمضان؟
لا أؤمن بما يسمى المنافسة بين المسلسلات في رمضان، فالدراما اجتهاد ورمضان السوق الأساسي لها، وأغلب ما نشاهده على الشاشة هو فكر اقتصادي وتجاري ليس له علاقة بالفن أو الوطنية، فالمسألة تنحصر في «تورتة» إعلانات تصل إلى مئات الملايين، توزع على محطات بعينها.
ولأن المسرح انتهى والسينما تترنح، فلم يعد هناك أمام الممثلين إلا العمل في التلفزيون والرضوخ لرغبة المعلنين، فالإعلانات الآن تتحكم إلى أبعد مدى في كل شيء بالمسلسلات والبرامج وخاصة «التوك شو»، بداية من اختيار الفكرة وحتى الصورة النهائية التي يظهر عليها المسلسل على الشاشة، فكل ما يظهر على شاشة التلفزيون هو تنفيذ لما يطلبه المعلنون.
- ما الأعمال التي جذبتك لمشاهدتها؟
أتابع «باب الخلق» لمحمود عبد العزيز، و«الخواجة عبد القادر» ليحيى الفخراني، وشاهدت الحلقة الأولى من مسلسل «رقم مجهول» ولم أتمكن من الاستمرار في متابعته لأن عدد المسلسلات أكبر من حصر مواعيدها.
والغريب بالنسبة إلي أنني لم أشاهد أي حلقة من مسلسل «عرفة البحر» لنور الشريف.
أما بالنسبة الى الشخصيات فقد أعجبني جداً دور المحامي الذي يلعبه عزت أبو عوف في «باب الخلق».
وكذلك محمود الجندي شاهدته في أكثر من مسلسل، فهو بارع في تجسيد الشخصيات التي أسندت إليه.
والجندي ممثل جيد جداً وأنا أحبه على المستويين الفني والإنساني، كما يعجبني جداً فاروق فلوكس في شخصية اليهودي بمسلسل «الصفعة»، والمسلسل ككل يعجبني جداً وأتابعه بشكل يومي، وشريف منير نفسه أصبحت أعتبره «يهودياً» من كثرة إتقانه لشخصية الجاسوس، فهو نجح في تقديم شخصية الجاسوس في فيلم «ولاد العم» قبل عامين، وأعتبره أحد أفضل الأفلام المصرية.
وفي ما يتعلق بالأعمال التاريخية، فقد أبهرني جداً مسلسل «عمر» للمخرج الرائع حاتم علي، فأنا حريص جداً على متابعته بشكل يومي، فهو مسلسل رائع جداً ويستحق المشاهدة.
كما أنني فخور بالشيوخ والفقهاء الذين أجازوا تجسيد الصحابة رضوان الله عليهم في العمل، وأرى أن ذلك سيفتح الباب إلى تقديم مزيد من الشخصيات الإسلامية العظيمة التي كانت مستبعدة ومحرماً تقديمها على الشاشة، كما أتابع مسلسل «نابليون والمحروسة» للمخرج التونسي شوقي الماجري، وهو عمل متميز جداً لتناوله الحملة الفرنسية على مصر، وهي حقبة تاريخية مهمة جداً.
- لماذا لم تذكر ابنك أحمد السعدني الذي يشارك في «فرقة ناجي عطا الله»؟
لا أنكر أن وجود ابني في أي عمل سيدفعني لأن أهتم بمتابعته، لكنني أرفض أن يسألني أحد عن تقويمه المهنيمهنيا لأن ذلك غير واقعي، فمن المستحيل أن أصفه بأفضل ممثل أو العكس.
- هل ترى فيه صلاح السعدني؟
لا أرى فيه صلاح السعدني على الإطلاق، لأنني من جيل مختلف، كما أنه أجمل وتركيبته الشكلية أفضل مني بكثير، وظروفه أفضل من ظروفي بكثير، فأيامي كانت أصعب، وأنا سعيد جداً لأنني لا أساعده في عمله إطلاقاً بل يعتمد على نفسه تماماً.
- هل يعقل أنك لا تنصحه ولا تقوِّمه؟
التمثيل ليس فيه نصائح، وأنا شخصياً لا أبادر بالتحدث معه عن أي دور يقدمه، سواء في التلفزيون أو السينما أو المسرح، إلا إذا سألني عنه، لكن لا أفرض رأيي عليه ولا أوجهه، وليس لي أي علاقة بما يقدمه من أعمال فنية.
والأمر وصل إلى أننا نرفض العمل والظهور معاً في أي عمل فني، وكانت المرة الوحيدة التي عملنا فيها معاً في بدايته بمسلسل «رجل في زمن العولمة»، ولم أكن أنا الذي رشحته، لكن عندما اعتذر الممثل الشاب أحمد زاهر عن الدور المسند إليه قبل التصوير بأسبوع، ضغط عليَّ المخرج عصام الشماع لنستعين بأحمد بدلاً منه، فقلت له ليس لي علاقة بذلك، وطلبت منه ألا يتحدث معه ولا يعرض عليه الدور في بيتي، رغم أنه كان يجلس في غرفته بالداخل.
وبالفعل خرج إلى الشارع واتصل به هاتفياً والتقاه خارج البيت. وكان نصيب ابني أن المسلسل كان له جزء ثانٍ شارك فيه أيضاً، ورغم أن كل مخرج أعمل معه يقترح أن يعمل معنا أحمد السعدني، تبقى إجابتي واحدة: «ليس لي علاقة به».
والحقيقة أنه هو شخصياً لا يريد أن يعمل معي ولا يعتمد عليَّ، ويخشى أن يقول له أحد إنك تمثل لأنك ابن صلاح السعدني. وذات يوم قال لي: «اتركني أشق طريقي بمفردي حتى أصبح نجماً كبيراً، ووقتها سأقول لهم عايز أمثل مع الراجل العجوز صلاح السعدني».
هذا يزيدني إعجاباً به وبشخصيته المستقلة.
- وكيف تُقوّم مشواره الذي وصل إلى عشر سنوات تقريباً؟
الحمد لله أراه بالفعل شق طريقه بمفرده وربنا أعطاه الكثير، والجمهور بدأ يتعلق به، وأنا فرحان به جداً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024