تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

منصور الغساني: الميكرفون صديقي...

أجش الصوت، هادئ المزاج عفوي الطلة، كأنما لا يشغله شيء. يملك من مقومات النجاح ما يؤهله لمضاعفة نجاحاته الإعلامية والفنية.
إنه مزيج من العمل الإعلامي والفني الإماراتي الخالص، لا يعرف مكاناً يذهب إليه غير الاستوديو الذي يمضي في داخله أهم أوقاته، بما فيها أوقات فراغه.
المذيع والممثل الإماراتي منصور الغساني كان لنا معه الحوار التالي.


- كيف دخلت عالم الإعلام؟
دخلت الإعلام من خلال الميكرفون والاستوديو الذي طورت فيه صوتي قبل أن أظهر على شاشة تلفزيون أبوظبي.
وقد بدأت مسيرتي الإعلامية الفعلية من خلال الاستوديو الصوتي كقارئ نصوص، وكنت هوية قناة أبوظبي الصوتية لمدة عامين، وبعدها رأت القناة أن أقدم برامج، علماً بأن الناس ارتبطوا بصوتي قبل أن يشاهدوني، وعندها بدأ المشوار.

- ماذا تقصد بـ «هوية تلفزيون أبوظبي الصوتية»؟
أقصد أن الهوية الصوتية الخاصة بي متفردة، وبالتالي جعلتني أعلق على كل شيء في تلفزيون أبوظبي، مثل الإعلانات وقراءة الأشعار والتعليق الصوتي للأفلام التسجيلية والأرشيف.

- وما أول برنامج قدمته على شاشة أبوظبي؟
 برنامج «سؤال على الطاير» واستمر لمدة ثلاث سنوات، وهو متوقف حالياً، وكان برنامج مسابقات تفاعلت من خلاله مع الجمهور بصورة مختلفة، من خلال الأسئلة ومن يجيب عليها يحصل على جائزة.
ومن خلاله ظهر منصور الغساني المذيع، والبرنامج كان من فكرتي وتقديمي.

- هل سنراك في برنامج جديد خاص بك على الشاشة؟
قدمت للقناة أفكاراً كثيرة لبرامج مميزة، وهي التي تقرر ما تشاء، ولدينا حالياً برنامج يعد خليطاً بين الدراما والتقديم مع زميلي الفنان عبد الله حيدر بعنوان «بريدك وصل»، نستقبل من خلاله أسئلة الجمهور في شكل بريد إلكتروني، ونرشدهم للإجابة والطريقة التي يتعاملون بها مع مشاكلهم وسلبياتهم.
وهذه الإجابات تسهل على الجمهور كيفية التعامل مع المواقف والأشياء والخدمات التي يحتاجها، مثل السياحة والأماكن القابلة للزيارة والمطاعم والفنادق وغيرها.

- إذا أتيح لك أن تغادر «أبوظبي الإمارات»، ففي أي فضائية أخرى ترى نفسك؟
لا أعتقد أنني من الممكن أن ترك تلفزيون أبوظبي، لأنه الذي أسسني ورباني إعلامياً وقدمني بأحسن صورة، كما أنه احتواني طوال السنوات الخمس الماضية، وإذا خرجت إلى أي مكان لا بد أن يكون بترشيح من تلفزيون أبوظبي، وعن طريقه.

- ما مقومات المذيع والمقدم الناجح من وجهة نظرك؟
يجب أن يتمتع مقدم البرامج بالثقافة، وهي الأهم، ثم الحضور والكاريزما، والأخلاق العالية، والعمل بروح الفريق، والتعامل بشكل إيجابي مع الآخرين، وحسن التخاطب مع الناس.

- هل تعترف بأخطائك المهنية عندما تشاهد نفسك، وما الخطأ الذي أرقك لفترة؟
ليس عيباً أن يخطئ الإنسان، ولكن العيب ألا يعترف بخطئه، ولذلك أنا مع نظرية «الاعتراف بالخطأ فضيلة»، لأن هذا يقرب الإنسان من الآخرين.
وخلال عملي أرى بأعين الآخرين وتوجيهاتهم، وأقوم بالتعديل الفوري للخطأ، وهذا شيء مهم، ودائماً ما أستشير أصدقائي، وبالفعل لفت بعضهم نظري إلى كثرة حركة يدي التي كانت من السلبيات التي أرقتني لفترة، وكذلك الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون وهي كيفية النظرة السليمة إلى الكاميرا، فكثراً ما كنت أشرد عنها، وهذه كانت سلبية أخرى تمكنت من التخلص منها.

- ماذا عن علاقاتك بزميلاتك وزملائك، وهل من مواقف معينة حدثت مع أحد؟
علاقتي بزملائي وزميلاتي أكثر من رائعة، وأقل أزمة تحدث بين أعضاء الفريق تأتي بالأثر السلبي على الجميع، وبالتالي لا بد أن يكون هناك دفء في العلاقة بين أعضاء الفريق، علماً بأن أي فرد يقع في الخطأ أو المواجهة يسبب الإرباك للجميع.

- أي البرامج تتابع؟ وكيف تمضي أوقات فراغك؟
أوقات فراغي أمضيها في الاستوديو، حتى لو لم يكن هناك عمل، يمكنك أن تقول إن السنوات الخمس التي أمضيتها في أبوظبي كانت كلها عملاً وليس فيها يوم إجازة.
أحب مشاهدة برامج عن الطبيعة وعالم الحيوانات والأفلام الأجنبية، كما أحب الشعر جداً وقارئ بنهم له، وأحب إلقاءه.

- من هم أصدقاؤك وصديقاتك؟
صديقي الوحيد هو الميكرفون، والفن عامة هو المحيط الذي أعيش فيه. حتى أصدقائي معظمهم فنانون، لي أصدقاء كثر، أجلس معهم وآخذ من كل واحد منهم ولو معلومة.
المقربان لي جداً هما الفنان علاء النعيمي والمستشار الإعلامي أحمد بن علي، ولكنْ هناك فرق كبير بين الأصدقاء في الوسط الإعلامي وبين الأصدقاء في الوسط الفني، فالاهتمامات تختلف في كل مجال.

- إلى أي مدى أفادك عملك في الإعلام وشهرتك؟
عملي في الإعلام خدمني في حياتي العملية، جعلني أكثر وعياً بأمور كنت أفعلها لا ألقي لها بالاً، لكن بعد عملي في الإعلام تقلصت الخصوصية، وأصبحت أكثر حرصاً على كل كلمة وتصرف يصدر مني.

- ماذا غيرت الشهرة فيك؟ وما مدى تأثيرها على حياتك الخاصة؟
لم تغيرني الشهرة مطلقاً، لكن على الصعيد الشخصي أثرت في بشكل كبير جداً، حيث قلصت الخصوصية في حياتي، فلم أعد ملك نفسي، بل أصبحت ملك الدولة، وكل خطوة محسوبة علي.
إضافة إلى أنها ألقت على عاتقي مسؤولية كبيرة تجاه الناس والقناة، فمثلاً عندما أدخل مركز تسوق تجاري أضع في الاعتبار أن كل الأنظار متجهة نحوي، كما أن المرافق العامة لا يمكنني أن ارتادها بشكل عفوي، فلا مجال للأخطاء.

- كيف تطور نفسك وأدواتك لتواكب المستجدات؟
أثقف نفسي أولاً بأول حتى أحافظ على اسم منصور الغساني الممثل ومقدم البرامج، لأن هناك مفاجآت كثيرة في العمل، أهمها أنه في حالة أن المادة لا تسعفك كمقدم برامج لا بد أن تملأ هذا القصور وتبحث عن البديل.
ومن الأشياء المهمة أنني أقوم بالتدريبات الصوتية، كما أنني أعزف على البيانو، وأهتم بالقراءة عن الحيوانات وفي التاريخ والمعلومات العامة التي تخدمني، إضافة إلى مواكبة التطورات التكنولوجية، فهناك نوعيات من الكاميرات يمكنها أن تُظهر حالة الخوف والارتباك على مقدم البرامج أو المذيع، بل يمكنها أن ترى الدم المتدفق في الأوردة، وبالتالي يجب أن تسيطر عليها أكثر مما تسيطر عليك.

- كيف دخلت عالم الفن، وماذا أضافت لك هذه التجربة؟
دخلت مجال الفن عن طريق تلفزيون أبوظبي، عندما كان ينتج مسلسل «أوراق الحب» الذي كان المخرج إياد الخزوز المنتج المنفذ له، وكان وقتها يبحث عن وجوه إماراتية جديدة للمشاركة في العمل الذي كان مخصصاً للحياة والبيئة الإماراتية، وتحديداً الحياة المعيشية في أبوظبي. فتم ترشيحي للمخرج إياد الخزوز من قبل تلفزيون أبوظبي، وعندما رأى امتلاكي الموهبة عرض على المشاركة في الكثير من أعماله.
وتوالت الأعمال والمشاركات، وآخرها مشاركتي في مسلسل «لعبة المرأة رجل»، فحياتي العملية فيها الكثير من المحطات.
وهناك أشياء فعلتها لم تكن في الحسبان، تماماً مثلما حدث معي في دخولي إلى الحقل الإعلامي.
ولكني أصبحت الآن معروفاً في الشارع وعرفت كيف أتعامل مع الناس والمجتمع من خلال عملي، إلى درجة أن ألفة نشأت بيني وبين الناس وكأنني أعرفهم كلهم.
ومن وجهة نظري وتقديري لنفسي فقد أصبحت أكثر حرفية، وأتعامل مع الناس من خلال اهتماماتهم، وأخذت الأشياء الإيجابية وتجاهلت السلبيات، وبدأت أبني على مواضيع أكثر حرفية ومهنية.

- حدثنا عن انضمامك إلى فرقة مسرح بني ياس؟
جميع أعضاء الفريق أصدقائي، وعندما رأيت أنني أستطيع السيطرة على بعض الثغرات الموجودة في عالم المسرح انضممت إليهم كعضو فعال، أشارك عندما أريد، وليس عندما يريدون هم، هذا هو الاتفاق.

- ما الذي جعلك تقدم على هذا التوجه المفاجئ؟
صحيح، فالمسرح من أصعب الفنون، لأنك تكون في مواجهة الجمهور، لكن عملي في المجال الإعلامي أعفاني من الخوف وشجعني على الوقوف على خشبة المسرح، لأن العمل الإعلامي يجعلك تقف أمام الملايين من المشاهدين والمتابعين.

- قدمت مسرحية «سبيس زون» التي تخاطب الأطفال، لماذا صعبت الأمور على نفسك في بداياتك المسرحية بمخاطبتك لعقول الأطفال التي هي من أصعب المخاطبات؟
هناك تحدٍ للممثل التلفزيوني أنه غير قادر على ممارسة العمل المسرحي. أنا الوحيد الذي عكست الآية، فالناس يبدأون من التلفزيون ثم يدخلون المسرح، لكني بدأت من المسرح أولاً، بل واخترت عملاً قوياً وكاراكتر عبارة عن كائن فضائي غير موجود، والمسرحية نجحت والحمد لله.

- كيف وجدت الفرق بين العمل في التلفزيون والمسرح؟
هناك فرق كبير بين العمل التلفزيوني والعمل المسرحي، فالعمل المسرحي من الممكن أن يستمر سنوات، وهذا يتطلب علاقات قوية وممتدة مع الفريق، ولكن العمل الدرامي يستمر لفترة قصيرة، وبالتالي من الممكن ألا تكون هناك علاقات ممتدة بين أعضائه إلا إذا عملوا معاً في أعمال أخرى، إضافة إلى أن العمل في التلفزيون أسهل بكثير من الوقوف على خشبة المسرح.

- هل من بين خططك الفنية المشاركة في أعمال مصرية أو سورية مستقبلاً؟
لدي طموح أتمني أن يوصلني إلى العالمية، ليس العربية فقط، وأتمنى أيضاً أن أواجه فنانين كباراً، ولكن لا يمكنني أن أطلب ذلك بنفسي، هم من الواجب أن يرشحوني، لأني لا يمكن أن أقدم نفسي.
وفي هذه النقطة تحديداً عرض على عمل تاريخي اسمه «الشيماء»، وكنت سأجسد فيه شخصية أحد كفار قريش، وعرض على النص كاملاً في سورية، وطلب مني اختيار الدور الذي أرغب فيه، إلا أن الثورة السورية اندلعت فتوقف كل شيء.

- على ذكر الأعمال التاريخية، أي شخصية تاريخية تود تجسيدها؟
لا توجد شخصيات تاريخية معاصرة يمكن للفرد أن يقدمها، باستثناء شخصية المغفور له الشيخ زايد (رحمه الله) التي أتمنى تجسيدها، لكني أعتقد أنها شخصية صعبة عليّ ولا يمكنني إجادة تجسيدها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079