تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمد الأحمد: السينما والمسرح في سورية قطاعان خاسران...

فنان مجتهد يعطي كل دور حقه. يملك مقومات الممثل المحترف، ويغوص في تفاصيل الشخصية ليقدم أفضل ما لديه.
هو الفنان محمد الأحمد الذي انفرد بخطه الفني بعيدا عن أخيه الفنان أحمد الأحمد الذي نجح في الأدوار الكوميدية مما جعل محمد ينوع أكثر أعماله الاجتماعية بعيدا عن التأطير في لون فني معين.
قدم العديد من الشخصيات الفنية التاريخية والاجتماعية، كما كانت له بصماته في عالم السينما والمسرح، لكنه يرى أن كلا الفنين لم ينضج بعد في سورية، واعتبرهما قطاعين خاسرين كالخبز المدعوم.


- هل كان الوسط الفني هو هدفك منذ البداية أم أنه مجرد تكرار لتجربة ناجحة لأخيك الفنان أحمد الأحمد؟
هو هدف، أنا وأخي قدمنا الثانوية معا لكن تعرضت لحادث وتأخرت قليلا عنه في الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وفي السنة التالية درست اللغة العربية لكن بقي هاجس الفن بداخلي فتقدمت العام التالي الى المعهد وبدأت مشوار الدراسة.

- كان لك مشاركة مميزة في مسلسل «سوق الورق»، هل تعتبر دورك من أهم الشخصيات التي جسدتها في مسيرتك الفنية؟
هي شخصية ناجحة وتشبهني والعمل كله كان ناجحا، وكانت الشخصية مهمة جدا لي، شخصية الشاب البريء الذي جاء من الريف إلى المدينة، لا يعرف من الدنيا إلا العصامية والبراءة وأحب بصدق امرأة تملك كل شيء إلا الصفات التي يملكها هذا الشاب.

- هل استطاع العمل أن يحظى بمتابعة جماهيرية وسط مجموعة الأعمال السورية المعروضة؟
نعم لاقى إقبالا وولّد جدالا واسعاً خاصة انه تحدث عن قضية الجامعات والأخطاء التي تقع في هذا القطاع الشبابي المهم.

- ما رأيك في مستوى الدراما هذا العام وهل صحيح أنها لم تحرز أي تقدم مع الموسم الجديد؟
كانت ممتازة ومتنوعة في ظل الأوضاع السيئة سياسياً وإقتصادياً. الدراما أثبتت وجودها رغم كل الصعوبات لذلك أعتبر أنها نجحت وقدمت قضايا مهمة تحاكي الواقع.

- كان عدد الأعمال الكوميدية هذه السنة أكبر نسبياً منه في السنوات الماضية، ما السبب؟
هذا شيء ايجابي والكوميديا صعبة التقديم وهي الأقرب الى الجمهور، لكن أعتقد أن الصدفة لعبت دورها في هذا الموضوع.

- ما أهم الأعمال الاجتماعية والكوميدية هذا العام؟
هناك عدة أعمال لكن مسلسل «بقعة ضوء» كان مميزا على صعيد الكوميديا، أما بالنسبة الى الأعمال الاجتماعية فأعتقد أن مسلسلي «الولادة من الخاصرة» و»سوق الورق» هما الأفضل من حيث النص والإخراج.
وبالنسبة الى أدواري الثلاثة في مسلسلات «سوق الورق» و«وادي السايح» و»توق»، كنت راضيا من حيث التنوع والأداء، والأهم أني انتهيت من موضوع التأطير والنمطية.

- هل شعرت بالتطور على مستوى أدائك الفني؟
طبعاً كل تجربة كان لها وقع خاص وتعلمت منها الكثير خاصة في مسلسل «توق» لأنه عمل مهم ولو أن وقت عرضه كان غير مناسب، لكن العمل من الناحية الإخراجية كان الأول وميزانية إنتاجه كانت ضخمة والكادر الفني كان مميزا وقويا.
وأنا بطبعي أحب العمل على التفاصيل والمخرج شوقي الماجري يعمل بقوة على التفاصيل وهذا من ميزات المخرج المتمكن والقوي مثل الماجري.

- هل أصبح العمل التاريخي موضة قديمة وغير متابعة؟ وهل سحب العمل الاجتماعي البساط من العمل التاريخي؟
اعتقد أن ذلك صحيح. وهذا الكلام لا يعني أن نهمل العمل التاريخي، لكن يجب علينا أن ننتقي العمل المميز فقط، أما أن نعيد ونزيد بقصص التاريخ فهذا شيء خاطئ، خاصة أن هذا الجيل يعيش عصر النت والتكنولوجيا الحديثة.

 - تكرس أخوك الفنان أحمد كممثل كوميدي رغم نجاحه في مجالات أخرى. هل تعتقد أنه ظلم فنيا؟
يملك احمد كاريزما وعفوية كبيرة في تقديم الكوميديا، وله أيضا أدوار مهمة في إطار الأعمال الاجتماعية تركت بصمة واضحة، فأنا أراه ناجحا في المجالين.
حاولوا تكريسه في مجال معين لكنه قاوم ليقدم كل ما يملك كممثل شامل وأعتقد أنه نجح، ونجاحه الكبير في الكوميديا سببه شخصيته الملائمة الى درجة أنه على الصعيد العائلي هو فرحة بيتنا.

- هل خفت أن تقع في المطب نفسه لذلك أردت أن تنوع أكثر أدوارك الاجتماعية؟
نعم، هذا ما حرصت عليه منذ بداية عملي الفني، لكي لا أوضع في فئة معينة من الأعمال الفنية.

- هل العمل الفني موجود في عائلتكم من قبل أم أنكما أول الفنانين في العائلة؟
أخي علاء يحمل دكتوراه بالفنون الجميلة.

- لماذا لم تعمل في الكوميديا؟
لم تعرض علي أعمال كوميدية، ولا مانع لدي إذا وجدت الفرصة المناسبة التي يمكن أن أقدمها بشكل مقنع.

- أين أنت من العمل المسرحي وما هي تجاربك المسرحية؟
كان لي مشاركات عديدة، وهناك مسرحية اسمها «وعكة عابرة» ولدي الآن عمل مسرحي سنقدمه لآرثر ميلر سنبدأ العمل عليه قريبا.

- هل أنت من مشجعي العمل المسرحي؟
أحب المسرح وحبي هذا دفعني للعمل والوقوف على خشبته، لكن المشكلة أن المسرح لا يطعم خبزا وظروف المسرح في سورية فقيرة جدا.

- ما هي حكايتك مع السينما؟
تجربتي الأولى كانت مع المخرج يسري نصرلله في فيلم «باب الشمس»، ثم مع المخرج طلال ديركي في فيلم «الرد الكامل من اجلها» وهو فيلم قصير من بطولتنا أنا والفنانة نادين سلامة.
أما الفيلم الثالث فهو «دمشق يابسمة الحزن»، ثم عملت في فيلم «بوابة الجنة». لكن المشكلة في السينما السورية هي نفسها مشكلة المسرح، فهو قطاع خاسر، للأسف كالخبز المدعوم، علما أنني أعشق السينما بمقاييسها فهي ثقافة بلد.

- هل نجح فيلم «بوابة الجنة» كمادة فنية؟
نعم نجح، فقصة الفيلم مميزة، والأداء كان جميلا، وكانت آراء النقاد جيدة، لكن المشكلة هي في السينما فقط وأعمالها النخبوية.

- عمل «أنا القدس» من أهم الأعمال التي قدمت، لكن لم ينل العمل نصيبه من النجاح، لماذا؟
هذا شيء طبيعي، فالعمل يتناول قضية مقدسة ومهمة وهي قضية فلسطين، لكن المشكلة في الفضائيات وسياستها الغربية.

- من هو المخرج الذي ترتاح في العمل معه؟
في كل مرة اكتشف شيئا جديدا ومهما في كل مخرج، فلكل مخرج طريقته وآليته التي يطور فيها الممثل، ودائما ما يتولد لدي مع كل مخرج لغة وتناغم، فمثلا مع المخرج باسل الخطيب هناك هدوء هائل، وهو يعرف ماذا يريد.
مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد أيضا هناك تناغم بيننا وأحببت العمل معه، والمخرج شوقي الماجري أكثر من رائع، فطريقة عمله ليست سهلة وصارمة لكن العمل معه ممتع فهو يهتم بالتفاصيل كأنه ينقل لوحة سينمائية الى التلفزيون.

- كيف كانت تجربتك مع المخرج نجدت أنزور؟
شاركت معه في «المحروس» و«رجال الحسم». أنا أعشق أسلوب هذا الرجل لأنه جريء، والتقينا عندما تخرجت وكنت أبحث حينها عن عمل، فطرح أسمي أمام المخرج أنزور فوافق وأعطاني الورق، وقال لي اقرأ بدون تفحص كما يفعل غيره من المخرجين يعني من النظرة الأولى.
أنا اعتبره صاحب الفضل في بداية عملي لأنه دعمني بدور مهم وكان كريما جدا، فلقد طلبت رقما معينا لأجري فزاد عليه. هو من المخرجين المهمين في العالم العربي.

- لكنه معروف بأنه صعب المراس في العمل؟
طبيعي لأنه المخرج القائد وهذا سر نجاحه.

- في عملين تاريخيين «توق» و«رايات الحق»، أي العملين هو الأميز؟
وجدت نفسي في مسلسل «توق». العملان لا يشبهان بعضهما وكل منهما له صبغة معينة، ومسلسل «توق» مميز لأنه معاصر أكثر ويحكي عن فترة قريبة نوعا ما.

- هل أنت مع أعمال السيرة الذاتية؟
لست معها دائما وفيها مخاطرة، خاصة عند المقارنة بين الأصل والتمثيل، مع أن ذلك مهم من أجل التاريخ.

- هل تؤمن بالشللية وهل تنتمي إلى شلة معينة؟
أينما ذهبنا نجد شللية، ولكن أنا لا شلة عندي وربما أتعرض للظلم وخاصة في موضوع الفرص، لكن لن أنضم إلى أي شلة فأنا احافظ على علاقاتي ومعارفي دون أن استغل احدا من اجل العمل. وهذا ينطبق علي وعلى أخي أحمد.

- كيف تتعامل مع الشائعات؟
تضحكني كثيرا.

- هل تنتقد أعمال أخيك أحمد؟
نعم ننتقد بعضنا ونستفيد من بعضنا، وأعود إليه كثيرا في أي عمل لأنه مرجع لي واحترم رأيه.

- إذا جاءتك الفرصة للعمل في مصر هل ترحب بها؟
أنا ممثل وأعمل في أي مكان، خاصة إذا كان العمل مناسبا لي. لكن مرجعنا الفني يجب أن يكون سورية فهي الأحق بنا جمعيا.

- هل انت مرتبط، وهل تفضلها من الوسط الفني؟
لا أبدا، ولا فرق إلى أين تنتمي ما دام الحب والاحترام هما أساس علاقتنا، لكن أفضل أن تكون من الوسط لنفهم بعضنا أكثر ونكون متقاربين من ناحية العمل.

- هل عندك عمل آخر غير الفن؟
نعم عندي محل للملابس الجاهزة، وأنا أؤمن بأن الفنان يجب أن يكون له عمل وركيزة مادية، وأخي أحمد موهبته النجارة أيضاً، وأنا كنت سابقا حلاقا نسائيا.
وتجاربنا هذه تعود إلى كوننا انخرطنا في العمل منذ صغرنا. في بداية حياتنا كان والدي يملك كرمة عنب كنا نعمل فيها جميعا، ثم أصبحنا نبيع عرانيس الذرة والفول، ثم عملنا في محلات للسمانة، ثم امتهنت الحلاقة النسائية وافتتحت محل الألبسة، كل ذلك ونحن ندرس. واتجهنا الى التمثيل الذي هو موهبة من الأساس.

- ما هو الدور الحلم بالنسبة اليك؟
أحب الشخصيات المركبة الصعبة وفي كل مرة يستفزني أمر معين، وتلفتني شخصيات صعبة مثل الشخصية التي قدمها بسام كوسا في مسلسل «ما وراء الشمس»، وأحب أن اترك بصمة في أي عمل اقوم به...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079