تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

صبا مبارك: نانسي عجرم دعمتنا...

رغم أنها اشتهرت بالأدوار الجادة، تخوض الفنانة الأردنية صبا مبارك تجربة مختلفة تماماً من خلال مسلسل «حكايات بنات» الذي يحمل الطابع الكوميدي.
ورغم البطولات التي قدمتها والنجومية التي حصدتها، لم تتردد أيضاً في قبول دور ثانوي مع يسرا في مسلسل «شربات لوز».
صبا تتحدث عن العملين، ودعم نانسي عجرم لها في «حكايات بنات»، ورأيها في سلافة معمار، وحقيقة خلافها مع إياد نصار، والاعتصام الذي كانت تتمنى المشاركة فيه، والفيلم العالمي الذي قبلته من أجل القضية الفلسطينية، وموقفها من اتجاه ابنها الى التمثيل...


- مشاركتك في مسلسلين كوميديين هما «حكايات بنات» و»شربات لوز» تؤكد أنك ترغبين في تغيير صورتك عند الجمهور. هل هذا صحيح؟
لا أرغب في تغيير صورتي التي يعرفني بها الجمهور، بل أريد أن أضيف إليها، لأنني قادرة على تقديم كل الأدوار وليس فقط الشخصيات البدوية والتاريخية.
وكذلك أستطيع تقديم الأدوار الجادة الدرامية والتراجيدية، وكانت مشكلتي الوحيدة أنني لم أقدم أدواراً كوميدية من قبل، وهو ما أعوضه هذا العام بـ«حكايات بنات».
أما مسلسل «شربات لوز»، فرغم أن أحداثه تدور في إطار كوميدي فإن الشخصية التي أقدمها جادة جداً، ومنسوجة بشكل ليس لديَّ قدرة على أن أحكيه، خاصة أن مؤلف المسلسل تامر حبيب يصنع حالة لا يمكن أن تصفها إلا عند مشاهدة العمل، فالعمل يشبه إلى حد كبير مسلسلات «هوليوود» التي تعيش لفترات طويلة، وليست مثل الأعمال المستهلكة التي تصنع لتعرض مرة واحدة في رمضان.

- ما الذي جذبك الى مسلسل «حكايات بنات»؟
جذبني إليه أنني لأول مرة أجسد شخصية كوميدية خفيفة، وفي الوقت نفسه تتحدث عن قضايا يمكن أن نصفها بأنها نسائية، من خلال أربع بنات صديقات. فالمسلسل يعيد مفهوم الصداقة الى الشاشة، وهو أمر نفتقده في الدراما العربية.
ولأن هذا المسلسل أيضاً يقدمني بشكل مختلف، ويخرجني من الإطار الذي وضعت فيه نفسي أمام المشاهد، فدائماً كنت أقدم الأدوار الجادة درامية وتراجيدية وتاريخية، لذا كانت فرصة أن أقدم لأول مرة شخصية «مودرن» تشبه بنات اليوم، في طريقة حياتهن وملابسهن.
والمسلسل بشكل عام يطرح القضايا المهمة بطريقة سهلة ومبسطة، ويحمل للمشاهد ابتسامة طوال شهر رمضان.

- هل المسلسل ينتقد المرأة أم ينصفها؟
في المسلسل نتحدث عن كل شيء يمس المرأة اليوم، وبالأخص «بنات جيلنا».
نتحدث عن الزواج والخيانة، وكيف تعيش المرأة التي لا تنجب، والأمومة، وأيضاً عن الخوف والأوهام والخرافات التي تطارد المرأة في مجتمعاتنا العربية، وصولاً إلى المظهر الذي يجب أن تكون علية المرأة.
كما نعترف خلال الأحداث أننا في مجتمع أحياناً يكون غربياً وأحياناً يكون شرقياً، وأحياناً ثالثة يكون تائهاً بين الشرقي والغربي...

- ما ردك على من يرون أن المسلسل يشبه إلى حد كبير فيلم «احكي يا شهرزاد» للفنانة منى زكي؟
التقارب الوحيد بين العملين ينحصر في طريقة سرد فنية معروفة وتم تقديمها في كثير من مسلسلات هوليوود قبل «احكي يا شهرزاد»، وأن يعاد تقديم طريقة السرد أمر مشروع جداً، بدليل أن روايات «شكسبير» قدمت كثيراً سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، ورغم ذلك تقدم في كل مرة بطريقة مختلفة تماماً عن الأخرى.
فالمسلسل يشبه الفيلم في «التيمة»، لكنه لا يشبهه في المضمون والتناول، وأنا لا أكرر شخصية منى زكي في «احكي يا شهرزاد»، رغم تشابه طبيعة شخصياتنا، وأدعي أننا نقدم في «حكايات بنات» طرحاً جديداً ومختلفاً لا يقل أهمية عما قُدّم من قبل.

- إلى أي مدى يمكن أن يساهم المسلسل في انتشار البطولات النسائية بعد حصر الفنانات في الأدوار المساعدة للنجوم الرجال؟
لا أحب تصنيف الدراما على أنها نسائية ورجالية، إلا أنني أتمنى أن يكون هذا المسلسل نقلة، حتى تجد الممثلات فرصة للعب دور البطولة وأن تتغير هذه النظرة الذكورية لدى بعض المنتجين، وليس جميعهم. لكننا في كل الأحوال لم نتجاهل الرجل في «حكايات بنات» الذي يضم أدواراً مهمة جداً للرجال.

- رغم نجوميتك وافقت على بطولة جماعية في مسلسل أدواره تقريباً متساوية في الأهمية. ألم يقلقك هذا؟
لا أفكر بهذه الطريقة، فليس لأنني الأقدم بينهن والأكثر عملاً يجب أن تكون مساحة دوري كبيرة والأخريات مهمشات.
وبصراحة عندما قرأت السيناريو أعجبت بكل الشخصيات، ورغم أن مساحة دوري أكبر بعض الشيء، إلا أن هذا لا ينفي أن الشخصيات الثلاث الأخرى رئيسية في الأحداث أيضاً.
وبالفعل من يشاهد المسلسل سيشعر بأننا جميعاً متساويات في الأهمية، والفرق الوحيد بيني وبينهن أنني أروي حكاياتهن، والمسلسل يعطي كل ممثل مساحة كبيرة ليثبت نفسه.
والحمد لله أننا جميعاً موهوبات وملتزمات ونحب بعضنا البعض، فعندما كنا في التصوير كانت لكل ممثلة غرفة منفصلة سواء أنا أو حورية فرغلي أو دينا الشربيني أو ريهام أيمن، إلا أننا في النهاية كنا نجلس في غرفة واحدة طول الوقت، حتى أن علاقتنا تحولت من عمل إلى صداقة حقيقية، وأتصور أن ذلك ينعكس على شكل العمل.
يضاف إلى ذلك أنني لا أعترف بما يسمى البطولة المطلقة، وأراها شيئاً مملاً جداً، وأؤمن بأنه إذا لم يكن هناك سبب حقيقي يستدعي أن يكون الممثل بطلاً أوحد في العمل، الجمهور نفسه سينصرف عن متابعة المسلسل، لأنه يريد مشاهدة العلاقات بين الناس أمامه على الشاشة، وهذا لن يكون إلا من خلال ممثلين محترفين.
وأريد أن أوضح أن التنافس في المهنة مهم جداً، وأنا شخصياً من نوعية الممثلين الذين يغارون جداً، ليس من نجومية الممثل الذي يشاركني العمل، لكن من الأداء الجيد الذي يخرج منه، لذلك أكون سعيدة جداً عندما يكون الممثلون الذين يشاركونني أعمالي محترفين، لأنهم يجبرونني على أن أخرج أفضل ما لديَّ من طاقة.

- رغم أنك قدمت مسلسلات ضخمة وحصلت على أكبر الجوائز ومنها «الإيمي أوورد»، لم يكن لديك مشكلة في تقديم دور ثانوي في مسلسل من بطولة يسرا!
بالطبع ليس لديَّ أي مشكلة، لأنه شرف لي أن أعمل مع يسرا في مسلسل واحد، فهذه الفنانة من رموز الدراما العربية، وأي ممثلة إذا لم تدرس تجربة يسرا ولم تتعلم منها، ستمر بمشكلة، لأن هذه السيدة لديها أكثر سيرة مهنية محترمة ومثيرة للإعجاب والاهتمام.
ورغم أنني نافست الأستاذة يسرا من قبل من خلال مسلسل من بطولتي، لكنني أرحب على الفور عندما تطلبني في مشهد واحد معها.
وأحب توضيح أنني في ذلك لا أختلف عن يسرا، لأنها شخصياً ظهرت في أعمال كثيرة ضيفة شرف، كما شاركت في بطولات جماعية كثيرة، وفي «شربات لوز» هي لا تحتكر البطولة، لأن معها نجوماً كباراً في المسلسل مثل سمير غانم ورجاء الجداوي، فهذه السيدة مثال يُحتذى به في كل شيء.

- دائماً كنت ترفضين الجمع بين عملين في وقت واحد فلماذا وافقت على «شربات لوز» و«حكايات بنات»؟
بالفعل هذه أول مرة أقدم على هذه الخطوة، وما حدث أنني وقعت عقد مسلسل «شربات لوز» ووافقت عليه بلا تردد، لأن مؤلفه تامر حبيب ومخرجه خالد مرعي وبطلته يسرا، فرأيت أن فيه ثلاثة عناصر تجعلني لا أفكر إلا في أن أوافق فوراً، وبعد بداية التصوير رشحني المنتج نفسه لبطولة «حكايات بنات»، والحقيقة أنني في البداية كنت مترددة خوفا من تعارض العملين، لكن لأن «حكايات بنات» فرصة ليس من المعقول أن أفرط فيها، ولأن المسلسلين تنتجهما شركة واحدة وافقت، والحمد لله نجح المنتج في التنسيق بين العملين على نحو أتاح لي فرصة التركيز في تقديم الشخصيتين دون أن أضر بأي منهما.

- كيف ترين غناء نانسي عجرم مقدمة «حكايات بنات»؟
كل بطلات المسلسل سعدن جداً بغناء نانسي عجرم «التتر»، لأنها تختار أغانيها بعناية شديدة وكونها توافق على الغناء لمسلسل «حكايات بنات» يعني أن الفكرة نالت إعجابها، ونانسي عجرم في العموم من أكثر المطربات اللواتي تصل أغانيهن لجيل الشباب، وهذا مهم جداً لنا ويدعم المسلسل.

- مشاركتك في عملين مصريين دفعة واحدة هل يعني أنك ستركزين على الفن المصري فقط الفترة المقبلة؟
رغم أن التركيز على مصر ليس أمراً سيئاً، فالقاهرة بها صناعة فنية ضخمة، ويوجد فيها أصحاب قرار كثيرون يستطيعون أن ينتجوا أعمالاً محترمة، عكس دول أخرى.
لكن من يقرأ سيرتي الذاتية سيعرف أن هذا لا ولن يحدث، لأنني عملت بالفعل في مصر من قبل في فيلم «بنتين من مصر» ومسلسل «نسيم الروح»، وبعد ذلك عدت الى التمثيل في سورية والأردن، فأنا لديَّ اقتناع بأن الممثل الجيد ينتمي للتمثيل، وليس الى جنسية أي بلد، لذلك ليس لديَّ أزمة المشاركة في أي عمل في العالم.

- كيف ترين المنافسة في رمضان هذا العام؟
لست قلقة من المنافسة لأنني مقتنعة بأن العمل الجيد يفرض نفسه، ومؤمنة أيضاً بأن المسلسل الذي لا يحصل على فرصة مشاهدة في الموسم الرمضاني يحصل عليها في العرض الثاني أوالثالث، فمشكلة رمضان أن فيه كماً كبيراً من المسلسلات وأحياناً تُظلم الأعمال الجيدة.
وأنا شخصياً فزت عن مسلسل «الاجتياح» بجائزة «إيمي أوورد»، رغم أن أحداً لم يشاهده وقت عرضه الأول.
فاتفاقات العرض ليست قاعدة نحكم من خلالها على جودة الأعمال، وفي النهاية لست مشغولة إلا بأن يحترم الجمهور أعمالي عندما يشاهدها في أي وقت.
وأنا شخصياً من الناس الذين يحرصون على متابعة مسلسلات النجوم، ولن تفوتني مشاهدة مسلسل «الخواجة عبد القادر» ليحيى الفخراني، و«باب الخلق» لمحمود عبد العزيز، وكذلك سأحرص على متابعة أعمال نجوم السينما الشباب والكبار مثل عادل إمام وأحمد السقا وكريم عبد العزيز ومحمد سعد، لنرى ماذا سيقدمون في الدراما، فجميعهم لديهم تجارب ناجحة في السينما، ومن المؤكد أن مشاركتهم في التلفزيون سترفع من شأن صناعة الدراما المصرية.

- كيف ترين مشاركة سلافة معمار في بطولة «الخواجة عبد القادر»؟
سلافة معمار ممثلة موهوبة وإنسانة محترمة وملتزمة جداً وتحب شغلها بشكل خيالي، ولذلك تلعب أدواراً مهمة كل عام، وأتمنى لها التوفيق في مسلسل «الخواجة عبد القادر».

- إلى أي مدى أثرت الأزمة السورية على الدراما؟
رغم أنني لا أعمل في سورية منذ ثلاث سنوات، لن أدعي البطولة وأنفي أن تكون الأزمة قد أثرت، لأنها بالفعل أضرت بصناعة الدراما، فلم تعد هناك مسلسلات ضخمة الإنتاج، كما أنه لم يعد أمام الممثلين خيارات كثيرة.
لكن هذا ليس السبب في عدم وجودي في الدراما السورية هذا العام، والسبب الحقيقي هو أن المسلسلين المصريين عرضا عليَّ في وقت مبكر جداً، فاتخذت قراراً مبكراً بألا أوافق على العمل في سورية هذا العام، لأنه ليس من الطبيعي أن أسافر بين بلدين.

- كيف ترين تعليق الفنانين على الثورات العربية وتصنيفهم ما بين قوائم العار والشرف؟
أنا شخصياً، ولأسباب تخصني، لا أريد أن أعلق على أحداث سياسية مطلقاً، فالتحدث عن مواقف سياسية أصبح شيئاً مزعجاً.
وأعتقد أنه عندما يكون هناك قتلى وجرحى بينهم أطفال لن يكون مهماً أن نبحث عن ماذا يقال.
وكل ما أتمناه الآن ألا يدعي أحد البطولة، ولا أحد يقف أيضاً إلى جانب النظام، فالأمر أصبح أخطر من مجرد آراء، والأهم من أن يعرف الناس رأي صبا مبارك أو سلافة معمار أو هند صبري أو منة شلبي، أن يكون لدينا قدرة البحث عن حلول لإنهاء الأزمة، لأن هناك بشراً يموتون يومياً. 

- إذاً ما الدور الذي على الفنان أن يلعبه في هذه الأوقات؟
الفنان لا يختلف كثيراً عن المواطن العادي، الفرق أن كلمته تصل بشكل أسرع، لكن أحياناً يكون رأيه مضللاً، لذلك على الفنان قبل أن يطلق أي تصريحات أو يعلن انحيازه إلى طرف ضد الآخر أن يكون لديه معلومات كافية، وأن يكون مؤهلاً سياسياً وثقافياً، حتى يقول رأياً يثبت عليه للنهاية، لا أن يقول شيئاً يندم عليه بعد ذلك، أو يشارك في تضليل الناس، أو يقول رأياً لمجرد أن يكون فقط تحت الأضواء.
فالكلمة سيف في هذا الوقت، لذلك علينا جميعاً أن نحذر قبل أن نصرّح. وأنا شخصياً لا أدعي أنني مؤهلة سياسياً حتى أطلق تصريحات، لكنني كإنسانة أبداً لن أرى أمامي طفلاً يموت وأبحث عن مبرر إنساني لذلك.

- لماذا تهاجمين التلفزيون الأردني طوال الوقت؟
أنا أهاجم الجهات الرسمية التي لا تدعم وجود صناعة سينمائية ودرامية في الأردن، فالمسؤولون يحكمون على الممثلين بالإعدام إذا لم يتحركوا... الفنانون في الأردن يواصلون اعتصاماً مفتوحاً منذ شهر تقريباً بقيادة نقابة الممثلين هناك، ولا أحد من المسؤولين رد عليهم، ولم يسع أحد لطمأنتهم حتى يعودوا إلى بيوتهم.
فالممثلون في الأردن مشاكلهم لا تنحصر في ضعف الصناعة، وإنما في غياب التأمين الصحي والمعاشات والإسكان، بسبب عدم وجود صناعة ودعمها، وفي رأيي أن أي صناعة في الدنيا لا يمكن أن تنهض بدون دعم الدولة، وذلك لا يحدث في الأردن للأسف، وإذا حدث يكون استثناء وليس بشكل كافٍ.

- ولماذا تغضبين رغم أنك حققت نجوميتك خارج الأردن؟
لأن من حقي أن أعمل في بلدي، مثل كل مواطن عادي طموحه أن يعمل ويجد حياة كريمة في بلده. ليس جميع الممثلين لديهم رغبة في العمل خارج الأردن، وليس كل ممثل لديه فرصة العمل خارج البلد، يجب أن تكون الصناعة موجودة في الأردن، وعلى الممثلين أن يختاروا أين يعلمون.
هناك فنانون أردنيون انتشروا في الخارج مثل إياد نصار وياسر المصري ومنذر رياحنة، لكن الشيء المحزن أنه لم يعد هناك ما يسمى المسلسل الأردني، فقد اختفى تماماً.

- هل يمكن أن يدفعك هذا لخوض تجربة الإنتاج؟
بالفعل أسست شركة إنتاج ستبدأ أول أعمالها العام المقبل من خلال مسلسل سأقوم ببطولته، ويشارك فيه ممثلون من دول عربية مختلفة، لكني أتحفظ عن تفاصيله حاليا.

- اعتذرت من قبل عن عدم العمل في مسلسل «الجماعة» مع إياد نصار ولم يحدث بعدها أن تم ترشيحكما لأي عمل معاً. هل هناك مشكلة بينكما؟
إطلاقاً فأنا أرحب بالعمل مع جمبع الممثلين، وبينهم بالطبع أبناء بلدي، وأنا لم أشارك في مسلسل «الجماعة» لأن المرحلة التي كنت سأظهر خلالها في الأحداث تم الاستغناء عنها لكثرة الخيوط الدرامية في العمل.

- بعد نجاحك في فيلم «بنتين من مصر» توقع كثر استمرارك في السينما المصرية لكن هذا لم يحدث.
الحقيقة جاءتني عروض كثيرة بعد نجاح هذا الفيلم وحصولي على كثير من الجوائز عن الدور الذي قدمته فيه، فكنت أفضل ممثلة عن هذا الفيلم في معظم استفتاءات النقاد والصحافة، لكن العروض التي جاءتني لم تكن في مستوى «بنتين من مصر»، ولا أقصد بذلك مساحة الدور أو البطولة المطلقة، لكن نوعية الفيلم نفسه.
فلا يصح أن أقدم فيلماً ضعيفاً و»تافهاً» بعد مشاركتي في فيلم محترم يطرح قضية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن أعمل في أي فيلم لمجرد أن أكون موجودة في السينما.

- ماذا عن فيلمك العالمي «هاملتون»؟
هي سلسلة روايات عالمية اسمها «هاملتون» تحقق أعلى المبيعات، وتدور الأحداث حول شخصيتين رئيسيتين هما «هاملتون» والثانية منى الحسيني التي ألعب دورها، وهي ضابطة في منظمة التحرير الفلسطينية. هاتان الشخصيتان تحاولان حل مشكلات العالم.

- هل تعوِّلين على هذا الفيلم ليفتح لك طريق العالمية؟
أنا بالفعل وصلت الى العالمية بهذا الفيلم الذي وافقت عليه فقط لأنني بعد أن قرأته وجدته مناسباً لوطنيتي، فأنا نصفي فلسطينية، وهو غير مسيء إلى قضيتنا الفلسطينية.
عندما قرأت الرواية وافقت عليها، وأنا شخصياً أؤمن بأن الممثل لا بلد له، وأي عمل جيد سيعرض عليَّ من أي بلد في الدنيا إذا كان جيداً سأشارك فيه، سواء كان عالمياً أو محلياً.

- يعرض لك في أيلول/سبتمبر فيلم «مملكة النمل» مع شوقي الماجري، فماذا عنه؟
«مملكة النمل» يحكي عن قصة سيدة تفقد ابنها أيام الانتفاضة في رام الله، ولا تعرف إن كان قتل أم هو موجود في سجون الاحتلال. وخلال رحلة بحثها عنه تطرح كثيراً من الأسئلة عن الحياة والموت، وحق الفلسطينيين في المواطنة والتعايش أو عدمه، وحقنا في العودة إلى أرضنا.

- هل تشاركين في الأفلام التي تدافع عن القضية الفلسطينية لأن لك أصلاً فلسطينياً أم لأنها أفلام جيدة؟
أفعل ذلك لأنني مواطنة عربية، القضية الفلسطينية يجب ألا تغيب أبداً عن تفكيري، ولا يمكن أن أنسى أن فلسطين محتلة، وأن الأرض من حقنا، وأن أهل فلسطين يقتلون منذ أكثر من 50 عاماً. ونحن تأخذنا الحياة وننسى أنه في فلسطين هناك أم تفقد ابنها كل يوم.

- ما سر تكرارك العمل مع المخرج التونسي شوقي الماجري؟
شوقي من أكثر المخرجين الذين أتواصل معهم، لأن لديه رؤية وهو فنان على مستوى رفيع جداً. وانتظروني معه بشكل مختلف في «مملكة النمل».

- هل نقلت إقامتك رسمياً إلى مصر؟
أنا أقيم في مصر بشكل موقت، ولم أحسم قراري بأن أقيم بشكل نهائي في القاهرة.

- هل تنوين إدخال ابنك عمار مجال التمثيل؟
عمار له الحق في أن يفعل ما يشاء ويعمل ما يتمنى، حتى إذا كان يرغب في أن يعمل ميكانيكياً فلن أعترض على شيء، المهم أن يكون سعيداً ومرتاحاً في ما يفعل، فأنا لا أحب أن أدفع به في اتجاه معين، بل أنتظر لأعرف ماذا يريد وأساعده في تحقيقه.

- هل يحب عمار أعمالك أم ينتقدك؟
هو ليس متابعاً للحركة الفنية على الإطلاق بما فيها أعمالي، فهو لديه اهتماماته الرياضية، يحب كرة القدم جداً، ورغم أنني أشجع النادي الفيصلي الأردني فهو يشجع نادي الوحدات الأردني وبرشلونة الإسباني.

- ما هي رياضتك المفضلة؟
أحب الخيل، وهو أكثر حيوان مفضل عندي، ورغم أنني لست محترفة ركوب الخيل، فأنا قادرة على فعل ذلك، وبالفعل قدمت أدواراً كثيرة في الدراما مع الخيل.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077