تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

شيرين: غنائي مع تامر حسني سيكون قنبلة فنية!

أثار انفصال المطربة شيرين عبد الوهاب عن روتانا جدلاً كبيراً في الوسط الغنائي، خاصة بعد اتهامها الشركة بتعمد التقصير في الدعاية لألبومها الأخير «اسأل عليَّ»، وعدم الالتزام بتصوير الأغنيتين اللتين نص عليهما العقد الذي ينتهي فعلياً خلال أيام. في هذا الحوار تكشف شيرين الكثير من الأسرار المهمة حول علاقتها بروتانا، وتتحدث عن سبب عودتها الى التمثيل بعد تجربتها الفاشلة في فيلم «ميدو مشاكل»، وتبرئ نفسها من اتهامها برفض الغناء في تأبين المطربة الراحلة وردة الجزائرية، كما تفجر قنبلة فنية جديدة بنيتها الغناء مع تامر حسني الذي شاركها الغناء في بداياتها، واختلفت معه بعدها لسنوات طويلة.


- هل انتهت علاقتك تماماً بشركة روتانا؟
حتى الآن لم أرحل فعلياً عن روتانا، لأن العقد سينتهي خلال أيام، لكن هذا لا ينفي أن علاقتي بالشركة انتهت، ولن يستمر تعاوني معها خاصة بعد أن أخلت ببنود العقد، ولم تلتزم تصوير أغنيتين من آخر ألبوماتي «اسأل عليَّ» مع المخرجة ليلي كنعان التي حضرت للأغنيتين وحددت الأماكن التي كان مقرراً أن يتم التصوير فيها. ولأن مسؤولي الشركة اختاروا أن يحدث الانفصال بهذه الطريقة غير اللائقة، قررت أن أعاملهم بالمثل ورفضت تنفيذ برنامج حفلاتي مع الشركة الذي كان يتبقى فيه حفلتان. والحقيقة أنني حتى الآن لا أعرف أن كان تقصير الشركة في الدعاية لألبوم «اسأل عليَّ» مخططاً له أم أنها مصادفة أن يحدث ذلك مع آخر ألبوم لي معها؟

- كيف تيقنت أن روتانا ترفض تصوير الأغنيتين؟
 الشركة لم تبلغني رسمياً أنها لن تصور الأغنيتين، لكني استنتجت ذلك لأنها كانت تعلم موعد التصوير، الذي كان مفترضاً أن يحدث الشهر قبل الماضي. وعندما سألت المسؤولين تحججوا بأنهم ينتظرون رعاة للأغنيتين، لأن الشركة تمر بأزمة مالية... قالوا ذلك رغم أنهم في الوقت نفسه صوّروا كليبات لمطربين آخرين، فهناك تفرقة واضحة ومتعمدة في المعاملة بين مطربي الشركة، ومسألة الأزمات المالية لا تظهر إلا على مطربين معينين.

- ألم تلتقي مسؤولي الشركة للتفاوض حول تجديد العقد؟
لم ولن أجلس مع أي مسؤول في الشركة، لأنه ليس لديَّ نية التجديد، وأتصور أن روتانا تعرف ذلك جيداً، ولن تعرض عليَّ تجديد العقد.

- هل قررت الإنتاج لنفسك أم أن لديك عرضاً أفضل؟
لا أريد أن أستبق الأحداث، فأنا حتى الآن لم أحدد إن كنت سأنتج ألبوماتي بنفسي وهو الخيار الأرجح، أم أنني سأتعاقد مع شركة إنتاج جديدة. لكن في هذه الحالة سأشترط أن أكون المطربة الوحيدة في الشركة أو يكون معي مطرب آخر. 

- لماذا يخرج بعض المطربين من روتانا غاضبين؟
هذه الأزمة مستمرة، وتحدث لأن كثيراً من المطربين لا يعرفون قيمة أنفسهم وحجمهم الحقيقي، فالمفروض ألا يسمح المطرب لأي منتج بأن يتعامل معه بشكل غير لائق أو يقلل من مكانته، وإذا شعر المطرب بأن ألبوماته تخسر وتسبب خسائر للشركة، عليه أن يبادر ويحفظ كرامته ويترك الشركة ثم يبدأ الإنتاج لنفسه ليعرف إن كان يحقق مكاسب أم لا. لكن في كل الأحوال يجب ألا يسمح الفنان للمنتج بأن يقلل من مكانته، ويشكك في أنه مطرب ناجح ويحقق أرباحاً، لمجرد أن الألبوم تسرب الى الإنترنت كما حدث معي في روتانا. وأنصح المنتج بأن يحل مشاكله بعيداً عن المطرب، وألا يضغط عليه حتى يتفرغ لفنه. أما أن يساومه بحجة أن ألبوماته لا تباع، فهذا لا يليق بالمطربين الكبار، وعلى المنتجين الذين يتحججون بذلك أن يتركوا الإنتاج فوراً ويحولوا شركاتهم إلى نشاطات أخرى، لأنهم حينها يثبتون أنهم لا يفهمون في المهنة أصلاً.

- هناك اتهام دائماً ما يوجه إلى روتانا بأنها تحارب المطربين المصريين. إلى أي مدى هذا الاتهام صحيح؟  
الشركة تتحكم في مصائر المطربين، ولا تترك التقويم للجمهور، فهي عندما تريد أن تجعل مطرباً رقم واحد تفعل ذلك حتى إذا كان عكس إرادة الجمهور، وعندما تريد أن ترمي بالمطرب نفسه الى ما تحت سابع أرض أيضاً تفعل ذلك حتى إذا كان في عز تألقه. لكن الحمد لله أن روتانا لا تستطيع أن تخسف بشيرين عبد الوهاب الأرض، لأني أعرف قيمتي جيداً. وأريد أن أوضح شيئاً يتردد كثيراً منذ فترة وبدأت أؤمن به الآن، وهو يتعلق بالهدف الرئيسي لشركة روتانا: بمنتهى الأمانة بدأت أشعر بأن الشركة تم تأسيسها أصلاً للقضاء على المطربين المصريين، ولتجعل مطربي الخليج رقم واحد والمطربين اللبنانيين رقم اثنين، وأن يكون المطربون المصريون في المرتبة الثالثة. ويجب أن أعترف الآن بأنني منذ انضمامي إلى الشركة وكل التصرفات معي أكدت لي أنني أبداً لن أكون رقم واحد، حتى إذا كان العالم لا يسمع غيري، وأنا بذلك أتحدث عن سياسة شركة وليس عن دول الخليج التي تحترمني وتقدر فني وتدعوني إلى كل حفلاتها ومهرجاناتها. 

- ما نسبة رضاك عن ألبومك الأخير «اسأل عليَّ»؟
راضية عنه بنسبة 200%، ورغم ذلك أعترف بأنه كان يجب أن أبذل مجهوداً أكبر في الألبوم، لكن هذا لا يمنع أنني أعتبر هذا الألبوم نقلة نوعية في حياتي، وأشعرب أنني نضجت فيه جداً، وتحدثت من خلاله في موضوعات وقضايا مهمة تشغل الرجل والمرأة.

- هل تأثرت مبيعات الألبوم في ظل القرصنة وعدم استقرار الشارع العربي؟
تراجع المبيعات لا يحدث مع كل المطربين، فهناك كثير من الفنانين لا يزال الجمهور يهتم بشراء النسخ الأصلية لألبوماتهم. وأنا شخصياً عندما يطرح ألبوم سميرة سعيد أحرص على الاحتفاظ بنسخة أصلية منه، فالجمهور الذي يحب مطرباً يحرص على دعمه من خلال شراء نسخ أصلية لألبوماته، حتى إذا تمت سرقتها عبر مواقع الانترنت. والحمد لله ألبومي حقق مبيعات مرتفعة جداً، ونسب استماع خيالية على الإنترنت، حتى أنه تم تحميله في موقع واحد 86 مليون مرة!

- لكن جميع المنتجين يؤكدون أنهم تأثروا بالقرصنة!
ما يقوله المنتجون بشأن القرصنة لا يكون صحيحاً طوال الوقت، أو بمعنى أدق لا يكون مع كل المطربين، فهناك نجوم كثيرون لا يتأثرون بالقرصنة، مثل عمرو دياب وسميرة سعيد وإليسا ونانسي عجرم وحسين الجسمي وآمال ماهر، والحمد لله أنا ضمن هذه القائمة.

- بعض المطربين يعيدون تقديم أغانٍ لعمالقة الغناء في ألبوماتهم مثل إليسا ومحمد منير وخالد عجاج... هل ترينه استغلالاً لأغاني الزمن الجميل؟
بالعكس أعتبر أن هذه خطوة مهمة لإحياء التراث وليس استغلالاً له، فهناك بعض الجماهير لا تعرف الأغاني القديمة ولا تهتم بها، وعندما يعاد تقديمها بصوت مطربهم المفضل بتوزيع مختلف يعرفون أن هناك أغاني تستحق العودة إليها وسماعها.

- قبل أشهر أعلنت أصالة أن ألبومها المقبل سيكون الأخير وتفكر في طرح أغنيات منفردة تصورها فيديو كليب. هل تشعرين بأن الحال يمكن أن يصل إلى ذلك خاصة أن مطربين كباراً مثل أنغام وسميرة سعيد لا يجدون شركات إنتاج ويطرحون من وقت إلى آخر أغاني منفردة؟
أرى أن فكرة أصالة جيدة للمطربين الذين لا يستطيعون إنتاج ألبوم كامل، لكن الذي يستطيع إنتاج ألبوم كامل لماذا يكتفي بتسجيل أغانٍ منفردة؟ وأنا طرحت أغاني كثيرة «سنغل» وكان آخرها «ما تعتذرش»، وصورتها كليب وحققت نجاحاً كبيراً، لكنني ما زلت قادرة على إنتاج ألبومات، ولن أستسلم للقرصنة ومشاكل السوق. وبالمناسبة أمنية حياتي أن يكون لي حفلة كل شهر مثل سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم، التي كانت تبث على الهواء مباشرة في الخميس الأول من كل شهر، وتكون تذاكر الدخول فيها متاحة للجميع. إذا حدث ذلك سأعتمد طريقة الغناء السنغل، لأني سأكون في حاجة إلى أغنية جديدة في كل حفلة.

- أنت من أكثر المطربين الذين غنوا لمصر قبل الثورة لذلك هناك من يتعجب لعدم تفكيرك في الغناء لمصر بعد الثورة حتى الآن، فما السبب؟
أنا شخصياً أتعجب من نفسي لأنه ليس لي أغنية وطنيه بعد الثورة، لكن أعتقد أنني انشغلت بالثورة وإلى أين نحن ذاهبون ببلدنا. وفي الوقت نفسه يجب أن أعترف بالأزمة الحقيقية، وهي أنني حتى الآن لست مستوعبة الموقف، وهناك أمور كثير لا أفهمها، فأنا سعيدة بالثورة وواثقة أن الشباب سيبني مصر الجديدة، لكن في الوقت نفسه أخشى أن أغني ثم أكتشف أنني مخطئة، فأنا تعرضت للاتهام والإساءة لمجرد أنني غنيت في عهد النظام السابق.

- هل تقصدين غناءك لشخص الرئيس السابق مبارك؟
أعتقد أن كبار المطربين غنوا لجمال عبد الناصر كثيراً، ومع ذلك عندما غنيت لمبارك لم أكن أغني لشخصه ليكون بيني وبينه صداقة أو لأصبح من المقربات منه، وإنما كنت أغني لرئيس بلدي العائد من إجراء جراحة صعبة. وطبعاً لم يكن أحد وقتها يتخيل أن هناك ثورة ستطيح هذا الرئيس وتكشف هذا الكم الهائل من الفساد.

- هذا يعني أنك لا تفكرين في الغناء للثورة حتى الآن؟
ليس إلى هذه الدرجة، فأنا مقتنعة بأن الثورة يجب أن توثق في الأغاني كما سيتم توثيقها في السينما والتلفزيون، لكن مقتنعة أيضاً بأننا مهما أنتجنا من أغنيات وطنية لن تكون أكثر جمالاً من الأغاني التي تذاع لأم كلثوم وعبد الوهاب وشادية وعبد الحليم حافظ، فأغانيهم الوطنية لا يعلى عليها في كل وقت وكل زمان، وهذا حدث لأن الشاعر كان يؤمن بما يكتب، وكذلك الملحن والمطرب.

- لكنها كارثة ألا يكون هناك إبداع غنائي جديد يوثق لحدث مثل الثورة!
النظام السابق لم يكن يهتم بالأغنية الوطنية إلا أيام انتخابات الحزب الوطني، واحتفالات أكتوبر، عكس أيام زمان حين كان محمد عبد الوهاب يتبنى أوبريتات من أجل مصر وكانت الحكومة تدعمه. أما الآن فعندما غنى حمادة هلال أغنية للثورة كان يقصد بها خيراً ونيته سليمة. الكل انتقدوه وهاجموه وسخروا منه، رغم أن الشاعر هو المخطئ وليس هو. فالفنانون دائماً مظلومون، ويدفعون ثمن شهرتهم خاصة في الأوقات الصعبة. أحياناً البعض يطلب رجم الفنانين وهم لم يفعلوا شيئاً، فأنا مثلاً في بداية الثورة كنت أجلس في بيتي خائفة من هول الموقف، وفوجئت بأحد أصدقائي يقول لي إن الثوار غاضبون منك، وعندما سألته لماذا؟ أكد لي أنهم يعتقدون أنني هاجمتهم، فسارعت ونزلت إلى الميدان، ورغم أنني نزلت معهم حتى أثبت أنني لست ضدهم، فوجئت بأن هناك من يشتبك معي مثلما حدث مع أحمد حلمي، ولكن الحمد لله أن من دافع عني كان أيضاً من الميدان. ولا ننسي أن الفنانة الكبيرة شيريهان تعرضت لإساءات رهيبة بعد نزولها الى الميدان، وأعتقد أن أفضل وسيلة لتقدمنا هي ألا يخوّن بعضنا بعضاً كما كان يحدث في الفترة الماضية، وأن نحب بعضنا أكثر.

- هل تخشين على مستقبل الغناء من وصول تيار الإسلام السياسي إلى الحكم؟
لا أخشى شيئاً، على العكس متفائلة جداً، ليس بالتيار الإسلامي، لكني متفائلة ببلادي وبشبابها. وأتمنى من الرئيس الجديد أن يستوعب أن مصر كبيرة جداً، وليس الرئيس فقط هو الذي يجب عليه أن يفعل ذلك، لكن علينا جميعاً أن نستوعب قيمة مصر ونعطيها كل ما عندنا.

- ما هي مشاريعك؟
لديَّ مشروع مهم جداً ليس ببعيد عن الغناء، فأستعد للمشاركة في لجنة تحكيم برنامج the voice  على شاشة mbc، وهي تجربة جديدة ومهمة لي على طريقة برامج المسابقات الشهيرة التي تهتم باكتشاف المواهب الغنائية الشابة. وهذا البرنامج مأخوذ عن برنامج أميركي شهير قامت بالدور النسائي فيه المغنية العالمية كريستينا أغيليرا، وأنا حضّرت له جيداً ودرست النسخة الأميركية حتى أظهر بشكل لائق، ومن المقرر أن أصوّر البرومو الخاص بالبرنامج قريباً (تمّ التصوير والمؤتمر الصحافي).

- إلى أين وصلت في العمل الاستعراضي الذي تحضرين له مع المنتج اللبناني صادق الصباح؟

لم تنتهِ كتابة السيناريو الذي تشرف عليه المخرجة اللبنانية ليلى كنعان. ورغم أنني لا أعلم القصة التي يدور حولها العمل، إلا أنه في النهاية لن يخرج عن كونه عملاً استعراضياً خفيفاً سيقدم بشكل جديد في رمضان 2013.

- ألا تخشين المقارنة بنجمات استعراض مثل نيللي وشيريهان وميريام فارس اللاتي قدمن الفوازير؟
حسب معلوماتي هذا العمل لن يكون فوازيراً بالمعنى المتعارف عليه، فلن نعرض كل يوم حلقة منفصلة عن السابقة ويكون في نهايتها فزورة، وبالتالي هو لن يحمل أي شبه مع ما قدمته نيللي وشيريهان، وكذلك ميريام فارس. ثم إنني في النهاية سأظهر بصفتي مطربة تعشق الاستعراض، وأتمنى أن أوفق في هذا العمل، لأنني أعتبره امتحاناً كبيراً لي في التمثيل، وأسعى بكل ما أوتيت من قوة للنجاح فيه، لأنني أريد أن أصل إلى فئات أخرى من الجماهير التي لا تسمعني.

- ولماذا قررت العودة الى التمثيل بهذا العمل بعد غياب سنوات طويلة وتحديداً منذ مشاركتك أحمد حلمي بطولة فيلم «ميدو مشاكل»؟
لأني أخال أن المشاهد الذي يصوم طوال النهار يبحث في الليل عن مسلسل جيد أو استعراض أو عمل خفيف يتابعه، بالإضافة إلى البرامج الترفيهية وتيترات المسلسلات، فأنا من المشاهدين الذين يبحثون عن الترفيه والمنوعات في رمضان، ولذلك ليس غريباً أن أتحمس لهذا العمل.

- هل تجيدين الاستعراض؟
لي حركاتي الاستعراضية المعروفة بها عند غنائي على خشبة المسرح، ولا أعتقد أن الاستعراضات ستكون أكثر من التي يعرفها جمهوري، فأبداً لن تجدوني أمشي على الحبل، أو أرقص رقصات غريبة واحترافية، بالعكس ستكون كل حركاتي وتصرفاتي بحساب.

- لماذا انتقدت نفسك بشدة في فيلم «ميدو مشاكل» ووصفته بأنه تجربة فاشلة؟
أهاجم هذه التجربة لأنها لم تعجبني على الإطلاق، سواء في الأداء التمثيلي أو في الشكل النهائي الذي ظهرت عليه، وهذا حدث بسبب المخرج الذي قصَّر معي ولم يوجهني بالشكل اللائق، كما أنني كنت في حاجة إلى تدريب حتى أستطيع أداء مشاهدي بشكل احترافي. ومثلت في الفيلم دون دراية حقيقية بمهنة التمثيل. ولا يمكن أن ننكر أن هذا العمل كان البداية الحقيقية لأحمد حلمي الذي يعد أحد أهم نجوم التمثيل في مصر، وكذلك الفنان خالد صالح. لكن الوضع الآن مختلف كثيراً عن الماضي، لأنني أصبحت أكثر خبرة في حياتي العملية والشخصية، ولن أقدم عملاً لا يناسبني أو يقلل من الصورة التي رسمتها لنفسي عند جمهوري. وبالمناسبة أنا أعلم أن الجمهور لا يكرهني في فيلم «ميدو مشاكل»، لكنني أكره نفسي في هذا الفيلم، وأريد أن أمحوه من ذاكرتي إلى الأبد، لأنني لا أحب نفسي فيه على الإطلاق.

- هل تنوين احتراف التمثيل أم أن هذا العمل الجديد أيضاً سيكون مجرد تجربة؟
أتمنى النجاح في التمثيل، لأنني يهمني نجاحي، عكس مطربين كثيرين يرددون دائماً أنهم لا يفرق معهم التمثيل، لكنه يفرق معي لأن الصورة مهمة جداً، وهي التي تبقى في الذاكرة وتعيش لأجيال وأجيال، فالأفلام تعيش أكثر من الأغاني.
وأرى أن الفنانة الكبيرة شادية هي الأكثر تفوقاً ونجاحاً بين المطربين الذين خاضوا تجربة التمثيل في الماضي، والعندليب عبد الحليم حافظ نفسه كان يغار منها، لأنه كان يتمنى أن يمثل في فيلم لا يغني فيه، فهي نجحت في أن تكون ممثلة بعيداً عن كونها مطربة كبيرة، فأنا أيضاً أتمنى أن أنجح في التمثيل بعيداً عن الغناء، واسمحوا لي بأن أوضح شيئاً حتى لا أُفهم بشكل خاطئ، فأنا لا أقصد أن أكون نسخة من الفنانة الكبيرة شادية، لكني فقط أتمنى أن أنجح على طريقتها في التمثيل، فهي استطاعت أن تفصل بين الغناء والتمثيل، وأوضح ذلك لأنني عندما تم تشبيهي من قبل في برنامج «أراب آيدول» بالسيدة فيروز انتقدني البعض لأني قلت «يا رب أكون ربع الناس الذين تتكلمون عنهم»... هم فهموني غلط، ولا أريد أن يتكرر مثل هذا الخطأ مرة أخرى مع شادية، فأنا لا أريد أن أكون إلا نفسي. وفي النهاية إذا لم أوفق في التمثيل لن أحارب لأفرض نفسي على الجمهور، وسأحترم رغبة الناس وأكتفي بالغناء الذي حققت فيه نجاحاً كبيراً.

- النقاد وصفوا تجربة هيفاء وهبي في التمثيل من خلال فيلم «دكان شحاتة» بأنها استغلال من المخرج خالد يوسف لنجوميتها وأكدوا أنها أثرت على جماهيريتها. ألا تخشين أن يتكرر معك ذلك؟
لن أسمح باستغلالي كمطربة في التمثيل، فأنا سأمثل قدر ما استطعت وإذا لم أنجح لن أستمر. أما في ما يتعلق بهيفاء وهبي فأرى أن تجربتها في فيلم «دكان شحاتة» كانت ناجحة ومميزة جداً، لأنها بذلت في الفيلم مجهوداً كبيراً وقدمت الدور بشكل يحسب لها، ويكفي أنها تحدت نفسها وظهرت ممثلة وليست مطربة.

- ولماذا تأخرت حتى قررت العودة إلى التمثيل بعد فيلم «ميدو مشاكل»؟
هناك أكثر من سيناريو مهم عرض عليَّ بعد مشاركتي في فيلم «ميدو مشاكل»، لكن دائماً كانت تحدث ظروف قاهرة تحول دون تنفيذ هذه الأعمال، وكان أهم هذه العروض مسرحية بعنوان «هن آه منهن» مع الفنان خالد صالح، وكنت أتمنى المشاركة فيها، لكن لأنني كنت حاملاً بطفلتي الثانية، هنا، ورفضت هذا العرض. 

- لماذا تراجعت عن غناء تيتر مسلسل «خطوط حمراء» لأحمد السقا؟
بسبب عدم وصولي إلى اتفاق مع الجهة المنتجة للمسلسل. لكن هذا لا ينفي أن علاقتي قوية مع بطل المسلسل النجم أحمد السقا الذي غنيت له من قبل الأغنية الدعائية لفيلم «عن العشق والهوى»، ولا يمكن لعلاقتنا أن تتأثر بتراجعي عن غناء تتر مسلسله.

- ما حقيقة رفضك الغناء في تأبين الفنانة الراحلة وردة الجزائرية؟
لم أرفض المشاركة في احتفال تكريم الفنانة الكبيرة وردة، وكل ما حدث أنني اعتذرت للسفير الجزائري نهاية الشهر الماضي عندما عرض عليَّ المشاركة لأنه في اليوم الذي أقيم فيه التأبين كنت خارج مصر، ولم يكن وارداً أن أشارك في حدث كبير مثل تكريم الفنانة الراحلة وردة دون التحضير له جيداً. نحن نعيش على أغاني وردة، ومؤكد أنني سأشارك في حفلات تكريم أخرى لها.

- لكن الإعلامي وجدي الحكيم منظم الاحتفال أكد أنه تواصل معك وغيّر موعد الاحتفال حتى يتناسب مع مواعيدك؟
رغم احترامي الشديد للإعلامي الكبير وجدي الحكيم، يجب أن أوضح أنه لم يتحدث إليَّ مطلقاً بخصوص غنائي في احتفال وردة، لأنه ليس لديه رقم هاتفي ولا نتواصل أصلاً. لكن هذا لا ينفي أنني أريد أن أشكره على مجهوده، وأبلغه أنني تحت أمره في أي احتفال يقيمه، لأنه لا ينظم شيئاً إلا إذا كان له قيمة. 

- كيف استقبلت خبر وفاة وردة التي تتخذينها مثالاً أعلى خاصة في الوقوف على المسرح؟
حزنت جداً لوفاتها لأنها تركت فراغاً كبيراً في حياتنا، لكني متأكدة أيضاً أنها ذهبت إلى مكان أفضل لها من الحياة على الأرض، فهي ذهبت إلى ربها الأكرم من كل البشر. وبالمناسبة أنا أدعو الله أن نتوفى جميعاً ونحن بصحتنا وواقفون على أرجلنا حتى لا نُتعب أحداً معنا، وأنا مقتنعة بأن الموت في كثير من الأحيان يكون رحمة للإنسان.

- هاجم نقّاد كثر ألبومها الأخير، فكيف تقوّمينه؟
أحببته جداً، لأن وردة كانت لا تزال تملك صوتاً رائعاً، وتستطيع تقديم أغانٍ مبهرة، لكن كانت هناك مشكلة وحيدة في الألبوم تتعلق بطبقات صوتها. غير ذلك كان الألبوم رائعاً جداً.

- لماذا اخترت وردة مثالاً أعلى لك؟
كل إنسان يختار لنفسه مثالاً أعلى في الحياة. وردة كانت مثلي الأعلى في الوقوف على المسرح، لأنها كانت تعجبني جداً، وليس أنا وحدي، فهي مثال أعلى لكثير من الفنانين، مثل نوال الزغبي التي أهدتها جائزتها من «الموركس دور». والحقيقة أنا أحسد الفنانة الراحلة وردة على تعاملها مع فنانين كبار في مسيرتها الفنية المشرفة، مثل الموسيقار بليغ حمدي، وأنا مؤمنة بأن جزءاً كبيراً من نجاح المطربين الكبار يعود إلى تعاونهم مع عمالقة التلحين والتأليف... لدينا ملحنون موهوبون جداً هذه الأيام، لكن للأسف الكل يسأل قبل أن يعمل على كم من المال سيحصل مقابل الأغنية. الفن لم يعد مثل أيام زمان من أجل الفن، فهو أصبح من أجل جني الأموال، ولذلك تجد كل المطربين الآن يفكرون تجارياً عند إصدار الألبومات وليس فنياً، حتى من يفكر فنياً تجد ألبومه لا يبيع جيداً، لأن كل شيء تغير، حتى الذوق العام تغير.    

- هل قررت الابتعاد عن المشاكل والصدام مع زملائك الفنانين؟
ضحكت قائلة: لم أبتعد عن المشاكل، المشاكل هي ابتعدت عني، لأن أي فنان سيفكر في مضايقتي لن أتركه في حاله، فأنا لا أترك حقي. لكن الحمد لله أنني تصالحت مع أصالة وكذلك تامر حسني الذي تجددت صداقتي به بعد مصالحتنا وأصبح يزورني كثيراً في منزلي.

- هل نتوقع عودة التعاون بينكما قريباً؟
لا أستبعد عودتنا الى التعاون قريباً إذا وجدنا فكرة تستحق أن نجتمع عليها، لكن حتى الآن لا يوجد تعاون بيننا، وعندما يحدث أتوقع ألا يكون سراً، وستكون مثل قنبلة في الوسط الغنائي.

- رغم أن المطرب أحمد سعد من أكثر أصدقائك في الوسط الفني، لا يوجد تعاون فني بينكما. لماذا؟
 علاقتي بأصدقائي الفنانين لا تكون لها عادة علاقة بالعمل، وأحمد سعد من أعز أصدقائي، ويزورني في البيت دائماً ونلتقي بشكل مستمر.


قصة طلاق شيرين

فجأة انتشر خبر طلاق شيرين من زوجها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، وتناقلت الخبر صحف ومواقع إلكترونية، ولم تخرج شيرين مباشرة لتنفي أو تؤكد طلاقها، بل أغلقت هاتفها المحمول، وزاد من الغموض أنها غادرت الى بيروت من أجل المشاركة في إطلاق برنامج The Voice الضخم الذي تعرضه MBC1 في أيلول/ سبتمبر المقبل، كما أن المقربين منها رفضوا التحدث في أمر هو في صلب حياتها الخاصة.

من جانبه أيضاً أغلق محمد مصطفى هاتفه. وكنا قد أجرينا هذا الحوار مع شيرين ورفضت خلاله الحديث عن حياتها الخاصة، رغم أنها كانت في كل حواراتها السابقة تبادر إلى الحديث عن سعادتها واستقرارها مع زوجها والد ابنتيها، ورغم أن البعض قد يرى في رفض شيرين هذه المرة الكلام عن حياتها الخاصة مؤشراً لحدوث خلاف ما بينها وبين زوجها، فإننا في النهاية احترمنا رغبتها في عدم التطرق إلى الموضوع.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079