تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

عمر الشريف: ابني حذّرني...

عادة ما تثير آراؤه حالة من الجدل لا تتوقف إلا بعد إطلاقه تصريحات جديدة يسبح بها ضد التيار، ولأنه جريء ولا يخشى أن يقول إلا الذي يقتنع به، يبدو أمام العالم وكأنه يأبى إلا أن يعيش في هذا الجو المليء بالجدل والإثارة.
النجم العالمي عمر الشريف، خصّنا بحوار تحدث فيه عن سبب تفكيره في مغادرة مصر، وخوفه من أن يلقى مصير عادل إمام، كما يوضح سبب تأجيل فيلمه الجديد «إشاعة حب»، ويكشف بعضاً من أسراره الفنية الخاصة، ويحكي عن علاقته بالرئيس الراحل أنور السادات، وصداقته لأحمد رمزي، وعدائه لرشدي أباظة أيضاً.


- ما حقيقة ما تردد بأنك قررت الهجرة إلى فرنسا وعدم العودة إلى مصر؟
هذا كلام غير دقيق لأني لم أقرر الهجرة بشكل نهائي، وكل ما حدث أن ابني نصحني بالسفر إلى فرنسا وعدم العودة إلا بعد أن تستقر الأوضاع سياسياً، يضاف إلى ذلك أن هناك حالة هلع بين الفنانين في مصر بسبب تيار الإسلام السياسي، وهو أمر مقلق للغاية.

- وما الذي دفع ابنك طارق لنصحك بالسفر إلى فرنسا؟
لأنه يخشى ملاحقتي قضائياً مثلما حدث مع الفنان عادل إمام، بعد أن قام محامٍ سلفي بتحريك دعوى قضائية ضده بتهمة ازدراء الدين في أفلامه، وحكم عليه بالفعل بالحبس ثلاثة أشهر.
هذا الحكم جعل ابني يتصور أنني يمكن أن أتعرض لهذا الموقف، خاصة أنني شاركت في فيلم «حسن ومرقص» الذي يعد أحد الأفلام التي حبس بسببها عادل إمام، لذلك نصحني بالسفر. وأعترف بأنني أخشى بالفعل مصير عادل إمام.

- كيف ترى الوضع في مصر خاصة أن لك تصريحاً قديماً قلت فيه إن الشعوب العربية لا يصلح معها سوى الحاكم الديكتاتور؟
عندما أدليت بهذا التصريح لم أكن أقصد بالديكتاتور أن يكون الرئيس طاغية يسيء معاملة شعبه، لكني قصدت أن يحتوي هذا الحاكم كل الشعب، حتى لا تحدث انشقاقات بين أطرافه المختلفة.
وبهذا المفهوم أشجع الحاكم الديكتاتور لكل البلاد العربية، لأن نسبة كبيرة من شعوبها لا تعرف عن الثقافة شيئاً، ولم تتعلم أصلاً.
لذلك تحتاج الشعوب العربية إلى سلطة جادة وحازمة، وأن تكون قبضة الأمن قوية ضد التطرف والإرهاب، وليس على الشعب الذي يريد الحياة.
وبشكل عام، وبعيداً عن أن الرئيس المصري السابق ضلّل الشعب وخدعه، كنت راضياً عن أسلوب الحكم في كل البلدان العربية.

- البعض يتعجب من إطلاقك تصريحات سياسية رغم أنك لا تعرف شيئاً عن الشارع المصري بحكم وجودك معظم الوقت في فرنسا وأميركا؟
صحيح أني أمضيت وقتاً طويلاً من حياتي خارج مصر، حتى الآن أمضي نصف العام تقريباً في فرنسا، لكن هذا لا ينفي أنني على دراية بكل ما يحدث في بلدي.
وأريد أن أوضح أنني عندما أكون في مصر لا أعيش في قصر أو في معزل عن الناس، وإنما أقيم في فندق على النيل بوسط البلد، وهذا يسمح لي بأن أنزل الشارع بشكل يومي حتى ألتقي الناس البسطاء، وأسير معهم على الكورنيش.
فأنا بطبيعتي أحب التحدث إلى الفقراء والبسطاء، وليس الشخصيات المهمة، وأسير في الشارع على قدميّ لأحتك بسكان مصر الحقيقيين، وأفرح عندما يلتف الناس حولي في الشارع، لأعرف منهم أخبارهم وكيف يعيشون.
حتى أنه عندما يتجمع عدد كبير حولي لا أرفضهم وإنما أطلب منهم فقط الا يزاحموني السير ويضايقوني وأن يسيروا إلى جانبي بهدوء، وأتحدث معهم أيضاً في أي موضوع يريدونني أن أتكلم معهم فيه.
الأمر الآخر الذي أود توضيحه أنني أتنقل بالتاكسي القديم، وأحب الجلوس الى جانب السائق، لأسأله عن حياته وإن كان معه مال أم لا، وهل يستطيع تعليم أولاده وتوفير العلاج لهم في حالة مرضهم أم لا.
أفعل ذلك لأنني أحب ألا أكون منفصلاً عن شعب مصر بجميع طبقاته خاصة البسطاء، وهذه الأسباب هي التي جعلتني أحتفظ بشخصيتي المصرية الأصيلة واللهجة الدارجة في طريقة الكلام ومخارج الألفاظ، والدليل أنني طوال حديثي إليكم لم أنطق بكلمة واحدة بلغة غير العربية، رغم أنني عشت معظم حياتي بين أميركا وفرنسا ولندن.

- يتعجب الكثيرون من إقامتك في فندق على ضفاف النيل ولا تعيش في قصر أو فيلا؟
ضحك قائلاً: هذا الأمر ليس جديداً، فأنا أقيم منذ 20 سنة بين فنادق مصر وفرنسا، ولأن ولدي الوحيد طارق ليس لديه مقر ثابت يعيش فيه، نظراً لكونه متزوجاً أكثر من امرأة تعيش كل منهن في منطقة مختلفة عن الأخرى، وجدت أنه من الصعب أن أعيش معه في بيته، فقررت أن أقيم في أحد الفنادق لأنني أعيش بمفردي وليس لديَّ من يؤنس وحدتي.
والحقيقة ليس هذا هو السبب الوحيد لإقامتي بفندق، بل لأنني رجل متقدم في العمر، وأصبحت أخاف من أن أعيش بمفردي في بيت، لأنني إذا تعرضت لأزمة صحية ليلاً لن أجد من ينقذني، أما في الفندق أشعر أكثر بالأمان والراحة، لأنني إذا شعرت بأي ألم في أي وقت متقدم من الليل، أتصل عبر الهاتف ويأتيني منقذ على الفور.

- لماذا يعلن بعض أبناء جيلك أنهم يعشقون مصر قبل ثورة 1952؟
لأننا كنا سعداء ونعيش حياة مرفهة. كان تعداد السكان لا يتجاوز 20 مليون نسمة، وكانت الأموال كثيرة، وكانت زراعتنا يتم تصديرها إلى كل دول العالم، أما الآن فنحن نستورد كل أنواع الخضر والفواكه والمحاصيل بما في ذلك الفول المدمس.
والسبب أن جمال عبد الناصر قسم ثروات الباشوات على الشعب، وأعطى كل مواطن خمسة أفدنة، فتبدل الحال، لأنه بعد أن كان يملك الباشا الواحد آلاف الأفدنة يستطيع من خلالها وضع خطط لإنتاج محصول معين يصدّره الى الخارج، أصبح لكل مواطن خمسة أفدنة، وأصبح كل الهدف من الزراعة أن يأكل المواطن نتاج أرضه.
وقد يعتقد البعض أنني أقول ذلك لأنني لم أكن فقيراً، لكن هذا ليس صحيحاً فأنا لم أكن يوماً من الباشوات أو الإقطاعيين، ودائماً كنت أتعاطف مع الفلاحين.
إلا أن هذا لا ينفي أن الباشوات كانوا يصدّرون محاصيل الى الخارج ويجلبون العملة الصعبة الى مصر، وفي الوقت نفسه لم يكونوا يبخلون على الفقراء والفلاحين.
وأدعي أنني رأيت هذا بعيني، لأنه كان لي أصدقاء كثيرون أغنياء، وكانوا يعرفون المزارعين بأسمائهم.

- كثر يتعجبون من علاقتك وصداقتك للرئيس الراحل أنور السادات!
قاطعني ضاحكاً: كنت أعيش في شقتي بفرنسا، وفوجئت بأن الرئيس السادات يتصل بي على الهاتف، وكان ذلك بعد انتصار حرب 1973، وقال لي إنه يرغب في السفر إلى إسرائيل والتصالح مع اليهود، وأبدى تخوفه من ألا يستقبلوه بشكل جيد.
وعندما سألته عن سبب حديثه معي في هذا الموضوع، قال إنه فكر بي لأني أعمل مع اليهود كثيراً في هوليوود وفرنسا، وأستطيع أن أتعرف على رد فعلهم من زيارته لإسرائيل.
في ذلك الوقت لم أكتف بسؤال زملائي من الفنانين اليهود، بل ذهبت إلى سفارة إسرائيل بفرنسا وطلبت من السفير الإسرائيلي أن يتصل لي بمناحيم بيغن، رئيس وزراء إسرائيل وقتها، والحقيقة أن الرجل حينها أكد لي أنهم في إسرائيل سيستقبلون الرئيس السادات كـرسول.

- وهل كان الرئيس السادات يترك لك وسيلة اتصال مباشرة معه؟
ضحك قليلاً ثم قال: هذه هي الأزمة التي وقعت فيها بعد انتهائي من التكلم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، اذ اكتشفت بعد خروجي من السفارة الإسرائيلية أنني لا أملك أي وسيلة اتصال مع الرئيس السادات أو برئاسة الجمهورية المصرية، حتى أنقل إليه رد فعل إسرائيل الرسمي على زيارته، فقررت العودة إلى السفارة الإسرائيلية وطلبت رقم السادات من السفير الإسرائيلي فأعطاني إياه.
وبعد أن أخبرت السادات بما جرى، فوجئت به بعد أسبوع واحد في إسرائيل يلقي خطابه الشهير في الكنيست، وبعدها صرنا صديقين، واستمرت علاقتنا حتى وفاته.

- كيف يعقل أن تكون جداً لثلاثة أحفاد يعتنقون ديانات مختلفة؟
هذه المفارقة حدثت لأن ابني طارق تزوج كثيراً، كانت زوجته الأولى يهودية وأنجب منها حفيدي الأكبر عمر، ثم تزوج مسيحية من تشيكوسلوفاكيا ولم تنجب، ثم تزوج فتاة مصرية مسلمة أنجبت كارم وهو الأقرب إلى قلبي وعمره 11 سنة.
وأخيرا تزوج امرأة روسية وأنجب منها طفلاً كان يريد أن يطلق عليه اسم دانيال، ولكني رفضت وقلت له لابد أن يكون الاسم إسلامياً.
وعندما أصر على تسميته دانيال طلبت منه أن يتركني ليوم أبحث له عن اسم يتماشى مع المجتمع الإسلامي، واشتريت قاموسا يحتوي على كل الأسماء الإسلامية، واخترت منه اسم داني وهو اسم إسلامي لكن الكثير لا يعرفونه، والشيء الداني أي القريب، فاقتنع بهذا الاسم جداً لأن دانيال في اليهودية يقولون له داني.

- إذا ذهبنا إلى الفن ما هي آخر تطورات فيلمك الجديد «إشاعة واحدة لا تكفي»؟
لا أعرف عن هذا الفيلم سوى أن المنتج أجله حتى تستقر الأوضاع في مصر، وأعتقد أن المؤلف يوسف معاطي لا يزال يواصل كتابة السيناريو. وبالمناسبة أنا لم أقرر بشكل نهائي أن كنت سأصور هذا الفيلم أم لا، لأنني لم أقرأ السيناريو حتى هذه اللحظة.
والبعض يعتقد أن هذا الفيلم سيكون نسخة من فيلم «إشاعة حب»، الذي قمت ببطولته مع سعاد حسني قبل أكثر من خمسين عاماً، والحقيقة أنه مختلف تماما، وكل ما يربطه بالفيلم القديم أنه يعتمد على الفكرة والشخصيات نفسها دون تكرار للأحداث أو المواقف، وسيتم تقديم الشخصيات بشكل مختلف لأنني شخصياً لا أجرؤ على تقليد يوسف وهبي.

- لماذا تخشى تقديم شخصية جسدها قبلك يوسف وهبي؟
أنا على اقتناع كامل بأنه لا يوجد ممثل في العالم يستطيع تقليد يوسف وهبي، ولا تقديم أي شخصية قدمها هذا العملاق في السينما أو على خشبة المسرح. وتابع ضاحكا: مستحيل أن أحسن قول «يا للهول» ومثل هذه الكلمات التي اشتهر بها، فمن المستحيل أن ينجح أي ممثل في تجسيد شخصية يوسف وهبي، يضاف إلى ذلك أنني كنت أعشق هذا الفنان الكبير وحزنت كثيراً لفراقه.

- إلى أي مدى ترى أن الفنان أحمد عز سيوفق في تجسيد الشخصية التي قدمتها من قبل في فيلم «اشاعة حب»؟
أولاً يجب أن ألفت نظركم إلى أنني لم أشارك في اختيار أحمد عز لتجسيد الشخصية التي قدمتها، لأنني لا أعرف الممثلين المصريين أصلاً، والسبب في ذلك يعود إلى أنني لم أتابع الفن المصري بشكل عام طوال الثلاثين عاماً الأخيرة من حياتي، ولم أشاهد في الفترة نفسها سوى أربعة أفلام فقط لم يكن بينها أي فيلم مصري.

- وماذا تفعل إذا جاء أحد النجوم الشباب ليسلّم عليك في أي احتفال فني؟
أولا أنا لا أحضر احتفالات فنية، كما أنني بدأت أتعرف على صور بعضهم من خلال متابعتي للصفحات الفنية في الجرائد، يضاف إلى ذلك أنني أتابع الفضائيات التي تعرض الأفلام السينمائية المصرية الحديثة، ورغم ذلك لا أعرف من تكون هذه الشخصيات في الواقع.
مثلاً هناك ممثل شاب من أشهر الفنانين في مصر، لكنني لا أعرفه ولم أقابله ولم أشاهده حتى في التلفزيون، اسمه كريم عبد العزيز، وعندما قرأت عنه في الصحف ووجدت كثراً يهتمون به، سألت المخرجة إيناس بكر من يكون كريم عبد العزيز؟ فقالت إنه أحد نجوم السينما المصرية الشباب.

- هذا يعني أنك لا تعرف الممثلين المصريين الذين يشاركون في أفلام عالمية؟
لا أحد من هؤلاء الممثلين يصلح لتقديم فيلم عالمي من بطولته مثلما فعلت، فأنا قدمت بطولات مطلقة كثيرة، ليس فقط باللغتين الفرنسية والإنكليزية اللتين أجيدهما بطلاقة منذ طفولتي، بل بكل اللغات والجنسيات مثل الروسية والألمانية وغيرهما.
أما الممثلون المصريون فهم يفتقدون التحدث جيداً بلغة الغرب، وهذا ليس تشكيكاً في قدراتهم التمثيلية، لأن لدينا نجوما يوازون في نضجهم نجوم هوليوود، ولكن نجومنا لا يتحدثون لغات الغرب بطلاقة، ولهذا السبب تجد أنهم مرشحون فقط لأدوار صغيرة جداً في الأفلام لتجسيد شخصيات عربية.
وللعلم لا يستعين المخرج الأجنبي بممثلين عرب إلا عندما يكون يريد وجهاً عربياً في الفيلم، وليس لأنه يريد هذا الممثل، لذلك لا أرى أن هناك ممثلاً وصل إلى العالمية من مصر غيري.

- لماذا تبرأت من فيلمك «المسافر»؟
منذ مشاهدتي الأولى والأخيرة لـ«المسافر» في مهرجان البندقية أعلنت غضبي من المستوى الذي ظهر عليه هذا الفيلم... عندما قرأت السيناريو قبل التصوير أعجبت به جداً، لأنه يعرض حياة إنسان بسيط عبر ثلاث مراحل من حياته بين كل واحدة والتي تليها 25 عاماً، ولأنني أشارك في مرحلة واحدة فقط ولم يكن لي علاقة بالمرحلتين الأخريين، اكتشفت عند مشاهدتي الفيلم ظهوره بهذا المستوى السيئ.
وأتصور أن مخرج الفيلم أحمد ماهر كانت أمامه فرصة حقيقية لتصحيح أخطاء الفيلم قبل عرضه جماهيرياً لكنه لم يفعل.

- كيف تقوّم السينما المصرية؟
إذا نظرنا إلى جمهور السينما المصرية سنكتشف أنه من الشباب فقط، لأن الكبار يستسهلون ويجلسون أمام التلفزيون. وإذا نظرت الى الشباب المصري الذي يمثل الجمهور الحقيقي للسينما ستجده لا يريد مشاهدة أفلام جادة على الإطلاق، وتنحصر اختياراته بين أفلام الكوميديا والإثارة.

- حصلت على جوائز كثيرة لكنك لم تفز بالأوسكار، هل أحزنك هذا؟
لم أحزن، لأنني تم ترشيحي بالفعل للأوسكار عن دوري في فيلم «لورانس العرب»، والترشيح لهذه الجائزة يوازي الحصول عليها، فاللجنة تختار واحداً من أفضل خمسة ممثلين على مستوى العالم، وكان هذا الترشيح عن أول فيلم لي في العالمية، وكنت أجسد فيه شخصية عربي يركب جملاً، فقالوا وقتها لن نمنحه الأوسكار لأنهم اعتقدوا أن ركوب الجمال سهل للعرب، وأن هذا كان عملي في مصر قبل أن أعمل بالتمثيل.
وبالمناسبة أنا حصلت على جوائز وتكريمات كبيرة خلال مشواري، على رأسها جائزتا «غولدن جلوب» عن فيلم «لورانس العرب» وثالثة عن فيلم «دكتور زيفاغو» الذي حصلت عنه أيضاً على جائزة أفضل ممثل في ألمانيا.
كما حصلت على جائزة سيزار وهي توازي الأوسكار في فرنسا، وحصلت على جائزة «الأسد الذهبي» من مهرجان البندقية، وغيرها الكثير من الجوائز.

- ما سر عدائك للنجم الراحل رشدي أباظة؟
رشدي أباظة كان صديقي، ولم أكن أكرهه كما يردد البعض، وكنا دائماً نلعب بلياردو معاً. وكان سبب خصامه لي أنني ذات مرة انتقدت مشاركته في فيلم مع راقصة لم يكن يلعب فيه دور البطولة، ورغم أن رشدي أباظة في ذلك الوقت لم يبكن يقدم سوى أدوار ثانوية، إلا أنه كان صديقي وغضبت لعمله مع راقصة... فقلت له كيف توافق على المشاركة في فيلم بدور صغير مع راقصة؟ وكان خطئي عندما قلت له إن الجمهور لن يدخل الفيلم لأنه سيظهر بشكل غير لائق، وفوجئت بعد أن انتهيت من كلمتي بأنه ثار جداً وغضب ولم يتكلم معي بعدها حتى وفاته.
وأعترف بأنني كنت مخطئاً عندما قلت هذا الكلام، لأنه ليس من حقي، وقد حاولت أكثر من مرة أن أتصالح معه إلا أنه رفض ذلك حتى وفاته.

- لماذا الفنان أحمد رمزي هو صديقك الوحيد من الوسط الفني؟
لأننا صديقان منذ طفولتنا ولم نفترق أبداً، إلا عندما قررت السفر إلى أميركا لأعمل في هوليوود، وبسبب ذلك أصيب رمزي بصدمة كبيرة كانت السبب في أنه تقرب من رشدي أباظة.
ورغم أنني افتقدته أيضاً خلال رحلتي التي استمرت ما يقرب من 15 عاماً، لم أكن أستطيع العودة إلى مصر، لأن جمال عبد الناصر كان يشدد على تأشيرات السفر قبل الخروج من مصر، فقررت ألا أعود في عهد عبد الناصر حتى أستطيع تنفيذ مشاريعي في الخارج، خاصة أنني في ذلك الوقت كنت قد وقعت عقود أفلام كثيرة لمدة سبع سنوات متتالية بعد نجاحي الكبير في «لورانس العرب».

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080