تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مروة محمد: الفن النسائي السعودي في البدايات...

لا يأتي النجاح من فراغ، ومن يتمتع بالعزيمة والإصرار والموهبة ويتعب على نفسه ويتمكّن من أدواته، حتماً سيجني الثمار، حتى لو سبح لوقت ما ضد التيار، أو أحيط بمناخ غير محبذ لما يفعله.
هذا باختصار ما ينطبق على ضيفتنا في هذا الحوار التي أثبتت نفسها في مجال الإعلام كمذيعة، وعندما أيقنت أن سقف طموحها أعلى من أن يلبّيه الإعلام، قررت خوض غمار التمثيل، رغم علمها أن مجال التمثيل الأنثوي في السعودية في طور البدايات.
وعمل بعد عمل استطاعت إثبات وجودها وفرض نفسها كفنانة سعودية تقدم فناً هادفاً بعيداً عن الابتذال، وعن كل ما يخالف العادات والتقاليد السعودية والخليجية...
الممثلة السعودية الموهوبة مروة محمد، كان لنا معها الحوار الآتي:


- من هي مروة محمد في كلمات؟
مروة محمد هي مجموعة من المتناقضات والأحلام والطموحات.

- حدثينا عن تجربتك كمذيعة؟
قدمت لمدة ثلاث سنوات مجموعة برامج، كان أشهرها برنامج «نسايم طرب» على قناة art طرب، حيث كان يعرض الأغاني والأشعار القديمة، وكنت أستضيف فيه الفنانين، خصوصاً فناني الأغنية الطربية.
وكان هذا البرنامج يبث كل أحد وخميس من الأسبوع ومدته ساعة ونصف ساعة على الهواء مباشرة. استفدت كثيراً من تجربتي كمذيعة في art و«شوتايم»، ثم خضت مجال التمثيل أثناء عملي كمذيعة، حين جاءتني فرصة كبيرة في التمثيل، وبعد أول عملين لي تقدمت باستقالتي من القناة لأتفرغ للتمثيل تماماً.

- هل شجعتك تجربتك في «نسايم طرب» في تشجيعك على دخول التمثيل؟
لا أبداً. كل ما استفدته أنه منحني جرأة على الوقوف أمام الكاميرا، وأدواتي كإعلامية أفادتني كثيراً في طريقة التعامل مع الكاميرا، وهذا بالطبع انعكس على نجاحي في أولى تجاربي الفنية.
كما أن احتكاكي بأهل الفن شجعني على دخول هذا العالم، رغم الخوف الذي كان يتملكني، لأنني لم أفكر يوماً بأن أصبح ممثلة، لكن عندما دخلت في حوارات ونقاشات مع أهل الفن، وكذلك التغطيات لبعض المهرجانات وحضور بعض كواليس التمثيل، كل هذا جعلني أحب هذا المجال، وشجعني على خوض التجربة، والحمد لله نجحت.

- هل تركت الإعلام بلا رجعة، أم ماذا؟
لم أترك الإعلام بشكل نهائي، لكن لم يأت الوقت أو المناسبة للعودة إليه، لأن انشغالاتي الفنية لا تعطيني الفرصة للعمل في أي برنامج، كما أنه لا تربطني حالياً عقود بأي قناة.

- لماذا تغيّرت توجهاتك إلى الفن؟
عندما كنت مذيعة كان كل طموحي أن أنتمي إلى قناة كبيرة مفتوحة وليست مشفرة، لأن القناة التي كنت أعمل فيها كانت مشفرة ولم تكن تلبي طموحاتي، خصوصاً أن نسبة مشاهدتها أقل بكثير من القنوات المفتوحة.
والسبب الثاني أن عرض التمثيل الذي جاءني كان كبيراً، ومن المستحيل رفضه، لأنه كان مغرياً جداً.

- ما جديدك فنياً، وماذا في جعبتك من أعمال رمضانية؟
أصوّر حالياً المسلسل الكويتي «امرأة تبحث عن المغفرة»، وتشاركني فيه الفنانة زهرة عرفات وإبراهيم الحربي ولمياء ترك، والعديد من النجوم.
وكذلك أصوّر المسلسل السعودي «لعبة الشيطان» الذي يشارك فيه كل من الفنان عبد المحسن النمر، والفنان محمد الطويان، والفنانة شمعة محمد، والفنان ماجد مطرب، ويشارك فيه نخبة كبيرة من النجوم، ويعرض العملان في رمضان.
إضافة إلى ذلك، انتهيت من تصوير مسلسل «رجال وسط الحريم»، وهو مسلسل سيت كوم من جزءين، كل جزء 30 حلقة، يعرض الجزء الأول منه في رمضان حصرياً على قناتي «أبو ظبي» و«الحياة» المصرية، أما الثاني فيعرض بعد رمضان مباشرة.
كما انتهيت منذ أشهر من تصوير مسلسل سعودي كوميدي بعنوان "ألو مرحبا"، ومن المحتمل أن يعرض على قناة MBC لكن لم يتأكد الأمر بعد.

- آلم يشكل الأهل أو المجتمع الذي تعيشين فيه أي عائق من أي نوع؟
بالتأكيد كانت هناك بعض العوائق، لكن الحمد لله استطعنا تجاوزها، لأن موضوع التمثيل لم يجد ترحيباً في أول الأمر لدى الأهل، والحمد لله تفهموا الموضوع، واقتنعوا بأن التمثيل مهنة مثل أي مهنة أخرى، واقتنعوا أكثر عندما شاهدوني على الشاشة أقدم أدواراً هادفة غير مبتذلة.

- وكيف ترين نظرة المجتمع السعودي حالياً إلى من تعمل في مجال الفن؟
الفن مثل أي مهنة، هناك المؤيد والمعارض له، وبالطبع هناك في المجتمع السعودي من يؤيد الفن أو يعارضه، سواء من الأهل أو الجمهور، لأن المجتمع السعودي له خصوصية معينة، ويعد الفن مجالاً جديداً عليه بعض الشيء.
وبالتأكيد تختلف نظرته إلى الفن عن نظرة المجتمع المصري أو السوري مثلاً.

- في ظلّ غياب الدعم المعنوي، من الداعم للفنانات السعوديات؟
أكبر دعم تلقاه الفنانة السعودية يأتي بالدرجة الأولى من المنتجين والقائمين على الفن، ثم القنوات الفضائية.

- وبماذا تفسّرين قلّة الظهور الإعلامي للفنانات السعوديات؟
أرى أن الإعلام الفني ليس مسلّطاً بشكل كافٍ على الفن السعودي، لذا يعتقد البعض أن الفنانات السعوديات متغيبات أو لا يردن الظهور في وسائل الإعلام.
وحتى الآن يوجد بعض الاستغراب عند مشاهدة فنانة سعودية في أي وسيلة إعلامية، لأن الفن النسائي السعودي ما زال في طور البدايات.
وبرأيي، الإعلاميون السعوديون لم يقصروا، بل نلقى منهم كل الدعم، وأتوقع مستقبلاً انتشاراً أوسع وظهوراً أكبر للفنانات السعوديات في وسائل الإعلام.

- هل تتوقعين أن ينمو عدد الممثلات السعوديات في السنوات القليلة المقبلة؟
عندنا أمل كبير في أن تتغير نظرة المجتمع السعودي إلى الفنانات ، خصوصاً أن هناك من أثبتن جدارة وقدرات فنية عالية.
وبالتالي أرى أن هذه النظرة سوف تتغير في المستقبل القريب، كما أتوقع أن عدد الفنانات السعوديات سينمو في المرحلة المقبلة، لالتحاق مواهب كثيرة بمجال التمثيل حالياً.

- وما أسوأ انتقاد طالك كفنانة؟
أسوأ انتقاد تعرضت له جاء بعد أول عمل لي، فقد قالوا إني متشبهة بالرجال، لكن العمل كان كوميدياً وليس تشبهاً بقدر ما هو عرض مواقف كوميدية من الممكن أن تحدث في الحقيقة، ونحن عرضناها في إطار كوميدي.

- أين أنت من السينما الآن؟
أنا موجودة سينمائياً، لكن ما يعرض عليّ من أدوار غير مشجع ولا يناسبني، فقد عرضت عليّ المشاركة في فيلم سعودي، وأيضاً في فيلم إماراتي، لكني رأيت أن الدورين لن يضيفا إلي شيئاً، لذا اعتذرت عنهما.

- ألم تطرقي باب الدراما أو السينما المصرية؟
بالطبع فكرت في دخول الدراما أو السينما المصرية، لكن معظم العروض التي جاءتني لم تناسب طموحي، والعمل الذي كان يناسبني منها وكنت أود المشاركة فيه لم أجد الوقت للمشاركة فيه، نظراً إلى ارتباطي وقتها بأعمال خليجية، ومن غير اللائق أن أتركها أو أؤجلها من أجل المشاركة في عمل آخر، لأني أحترم كل من أعمل معهم.
ولو أتيحت لي الفرصة مرة أخرى وكانت الظروف مؤاتية فبالتأكيد لن أتردد، لكن أفضل أن تكون في السينما، فحلمي أن أشارك في فيلم مصري.

- ما الخطوط الحمراء التي تضعينها؟ وما مفهموك للتنازلات من أجل الشهرة؟
خطوطي الحمراء هي ألا يخالف الدور عاداتنا وتقاليدنا السعودية والخليجية بشكل عام. أما عن التنازلات، فأعتبر نفسي من المحظوظات لأنني لم أتعرض لها مطلقاً، كنت فقط أسمع عنها، ولست مستعدة لتقديم أي تنازلات مهما كانت المغريات.

- وماذا تعني لك الجرأة؟
الجرأة تعني جرأة الموضوع والقصة، وليس في العري والإغراء أو أي شيء يخدش الحياء.

- على أي أساس تقبلين أدوارك؟
بالتاكيد تأتي الفكرة أولاً، وأقصد الفكرة الجميلة والشخصية الجديدة، وأن تكون مفيدة للناس وتقدم رسالة هادفة للمجتمع، وأن أشعر بالشخصية وأحبها.

- وما الدور الذي ندمت على رفضه؟
الدور الذي ندمت على رفضه كان معروضاً عليّ في مسلسل "بنات الثانوية" الذي عُرض على قناة دبي، لأنه حقق نجاحاً كبيراً وتمنيت لو كنت ضمن فريق العمل، لكن كل شيء قسمة ونصيب.

- متى يكون الجمال السبب الرئيسي لنجاح الفنانة؟
إذا استعملت جمالها بطريقة صحيحة وبذكاء، شرط أن يكون مدعوماً بالموهبة وليس جمال الشكل فقط، بل الشكل والمضمون معاً، فالجمال قد يكون جواز الدخول للفن، لكنه من دون موهبة لن يكون ضمانة للنجاح.

- وما الدور الذي تنتظرين بلهفة أن يعرض عليك؟
كنت أنتظر بلهفة دور «كليوباترا»، لكنه لأسف لم يعرض عليّ ولم يكن من نصيبي.

- ومع من تودين العمل؟
أحب تكرار العمل مع الفنان الكويتي يعقوب عبد الله والفنانة انتصار الشراح، كما أحب أن يجمعني عمل بالفنانة سعاد العبد الله.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079