حمادة هلال: لم أسخر من تامر حسني...
قبل عرض فيلمه الجديد «مستر أند مسز عويس»، تردّد أنه يسخر فيه من تامر حسني، لكننا عندما سألناه قال: «لن أسمح لأحد بالإيقاع بيني وبين صديقي!».
المطرب حمادة هلال، يتحدث عن فيلمه الجديد، ويعترف باقتباس أفكار أفلامه من أعمال أجنبية، ويردّ على اتهامه بتقديم أعمال سطحية، ويكشف سبب تأخير ألبومه وتمسكه بمشروع فيلمه التاريخي، ويعلن بكل صراحة ندمه على إحدى الأغنيات التي قرر تغيير كلماتها، كما يبدي رأيه في عمرو دياب وألبوم آمال ماهر الأخير ولقب محمد منير، وعندما سألناه عن حياته الخاصة ضحك وقال: «هي خاصة، ولذلك لا أحب التحدث عنها».
- هل صحيح أنك تسخر من تامر حسني في بعض مشاهد فيلمك الجديد «مستر أند مسز عويس»؟
أكبر دليل على كذب هذا الكلام أن الفيلم لا يزال في مرحلة التصوير، وبالتالي من أطلق الشائعات حول سخريتنا من تامر، هدفه الإيقاع بيني وبينه وهو ما لا أسمح به، لأنني حريص على أن تكون علاقتي بكل زملائي طيبة.
ومثلما لا أحب أن يسخر مني أحد في أفلامه، لا يمكن أيضاً أن أسخر من زميل لي، وتامر تحديداً تربطني به علاقة طيبة، وهو فنان ناجح وله شعبية كبيرة، ونموذج للشاب الذي لا يتوقف طموحه عند حد، بدليل أنه يسعى دائماً إلى تقديم كل ما هو جديد في عالم الغناء والموسيقى.
- نعود إلى فيلمك، ما الجديد الذي تقدمه من خلاله؟
هو فيلم كوميدي تشاركني بطولته بشرى وتتيانا ولطفي لبيب وغسان مطر، والطفلة جنا، وأجسد فيه دور مطرب فاشل يدعى «عويس»، ليس لديه أي اهتمامات في الحياة، ولا يفعل أي شيء مفيد، حتى يتوفى والده ويرث عنه ثروة مالية كبيرة، ويستكمل حياته بهذه الثروة، ويقرر أن ينفقها على ملذاته ونزواته في الملاهي الليلية.
وتحاول والدته أن تساعده وتقف بجواره، وتجعله يتراجع عن هذا الطريق، بأن تعرض عليه عدداً من الفتيات ليتزوج واحدة منهن.
ولأنه يرفض مبدأ الزواج من الأصل، يحاول فى كل مرة أن يفتش عن العيوب الداخلية والخارجية لكل فتاة، ليتهرب من الزواج بها، وتجبره والدته على الزواج من فتاة صعيدية تدعى «حشمت»، وهو دور الفنانة بشرى، ويحاول أيضاً الهروب من الزواج بها، لكن الأحداث تتصاعد بينهما، ويمران بعدد كبير من المواقف والمشاهد الطريفة.
- هل تقدم أغنيات في الفيلم؟
بالتأكيد، خاصة أنني أؤدي دور مطرب، كما أن جمهوري اعتاد مني أن أقدم له أغاني دائماً في أفلامي، وأحاول مصالحة جمهوري بتلك الأغاني، بعد تأخير طرح ألبومي الجديد.
- هل نجاح فيلمك «أمن دولت» في احتلال المركز الثاني في الإيرادات جعلك تقدم فيلم «مستر أند مسز عويس» بشكل سريع؟
ليس هناك فنان لا يهتم بالإيرادات، ومن يقول غير ذلك كاذب، لكن عندما جاءني فيلم «مستر أند مسز عويس»، رأيت من الأفضل أن أسرع في تقديمه، لأنه عمل كوميدي، والناس الآن تحتاج إلى الضحك ولو قليلاً.
وعموماً الإيرادات لا تمثل لي الجزء الأهم في مشواري الفني، وإنما يهمني أكثر أن يترك الفيلم بصمة في تاريخ السينما، فمثلاً فيلم «حلم العمر» لم يحقق الإيرادات الكبرى التي حققتها بقية أفلامي، لكنه يحمل قيمة فنية كبيرة تجعلني دائماً سعيداً به.
- لماذا تغيبت ما يقرب من ثلاث سنوات عن السينما، ثم عدت بفيلمين هما «أمن دولت» و «مستر أند مسز عويس»؟
الابتعاد خلال تلك الفترة لم يكن بيدي، فالأوضاع التي كانت تمر بها مصر حالت دون تقديم أي أعمال فني.
وإضافة إلى ذلك، معظم الأعمال التي عرضت عليّ لم تكن جيدة بما يجعلني أتحمّس لتقديمها بعد نجاح فيلم «الحب كده»، حتى جاءتني فكرة فيلم «أمن دولت» وأعجبتني للغاية، وقررت أن أقدمه لأنه كان يدور حول الأطفال الذين أحبهم. وبعدها جاءني فيلم «مستر أند مسز عويس»، وشدتني فكرته فقررت أن أقدمه على الفور.
- هل ترى أن بشرى أنسب فنانة لبطولة هذا الفيلم أمامك؟
كل من شاركتني في بطولة أي فيلم لي هي نجمة كبيرة، سواء غادة عادل أو درة أو شيري عادل، لكن العمل مع بشرى له طعم آخر، فهي موهوبة ومناسبة لكل الأدوار، سواء كوميدية أو رومانسية أو تراجيدية، كما أنها تجيد الغناء والاستعراض، وهذا ما يميزها عن بقية فنانات جيلها.
- لماذا تصر دائماً على تقديم أعمال مقتبسة من أفلام أجنبية؟
أنا صريح ولم أكذب من قبل، وأعترف بأن عدداً كبيراً من أفلامي تم اقتباسه، أو اقتباس فكرته العامة من أعمال أجنبية.
فمثلاً فيلم «عيال حبيبة» الذي قدمته مع محمد لطفي وغادة عادل وحسن حسني، تم اقتباسه من فيلم First Dates الذي قام ببطولته الممثل الأميركي آدم ساندلر، وأيضاً فيلم «حلم العمر» مقتبس من فيلم شهير للنجم الأسمر ويل سميث، أما الفيلم الأخير «أمن دولت» فهو ليس مقتبساً بالكامل، لكن أخذنا أدوار الأبطال فقط من فيلم The Pacifier، وذلك نظراً لصعوبة نقل أحداث الفيلم، لأن طبيعته لا تناسب المشاهد العربي.
-هناك من يتهم أفلامك بأنها غير هادفة.
أرفض تماماً هذا الكلام، وأطالب من يقول ذلك بأن يشاهد أعمالي السينمائية مرة أخرى.
لا أقول إن كل أعمالي هادفة ومؤثرة، لكن هناك أعمالاً كوميدية خفيفة، أحاول خلالها رسم ابتسامة على شفاه الجمهور العربي، مثل «عيال حبيبة» و»العيال هربت»، وأيضاً هناك فيلم «حلم العمر» الذي أرى أنه يحمل قيمة فنية مؤثرة، وأيضاً فيلما «الحب كده» و«أمن دولت» قدمت من خلالهما نصائح مفيدة للأطفال.
- تعاملت كثيراً مع الأطفال في أفلامك، ألا تجد صعوبة في التمثيل معهم؟
أحياناً كثيرة أجد مشاكل عديدة مع الأطفال، فمثلاً في فيلم «أمن دولت» أجهدني تصوير المشاهد التي تجمعني مع الأطفال لأن عددهم كان كبيراً، ومن بينهم طفل رضيع.
أما في فيلم «الحب كده» فكان دوري مع طفلة موهوبة، مثل منة عرفة، وأيضاً في فيلم «مستر أند مسز عويس» كان دوري مع فنانة صغيرة عبقرية تدعى جنا، وعندما يكون الطفل موهوباً لا يرهقني كثيراً.
- أعلنت قبل فترة عن مشروع فيلم تاريخي بعنوان «غزوة مؤتة» فما مصيره؟
هذا المشروع التاريخي الضخم مازال قائماً، وهو يحتاج إلى ميزانية ضخمة ومساندة قوية من الدولة لإنتاجه، وإضافة إلى ذلك لا بد أن تستقر الأوضاع من حولنا أولاً، فمن المستحيل أن نقدم عملاً بهذا الحجم وهناك اضطرابات وتظاهرات.
وهذا الفيلم سيكون نقطة تحوّل في حياة أي فنان سيشارك فيه، وأثق أنه سيكون علامة مضيئة في تاريخي الفني، وسأكون فخوراً بتقديمه، مثلما تفاخرت من قبل بتقديم دور الملاكم في فيلم «حلم العمر».
- ألا تخش أن تبعدك السينما عن أعمالك الغنائية؟
إطلاقاً، لأنني أحاول دائماً أن أقدم أعمالاً غنائية في مختلف الأعمال الدرامية التي أشارك فيها، فالغناء حياتي ومن الصعب أن أبتعد عنه.
- هل يرى حمادة هلال نفسه ممثلاً أم مطرباً؟
بالتأكيد، أحب أن يقول الناس هذا حمادة هلال المطرب، لكنني أرى أن الغناء والتمثيل يكمّلان بعضهما، فأنا من صغري أحب الغناء والتمثيل معاً، ودائماً ما كنت أمثل على أبي وأمي فى البيت، وأرفض الذهاب إلى المدرسة وأتظاهر بالمرض.
وأيضاً خلال حفلات المدرسة كنت دائماً أشارك في الأعمال الدرامية، مما أدى إلى صقل موهبتي التمثيلية.
- ألا ترى أن التركيز على الغناء أفضل؟
إطلاقاً، أرى أن السينما تساعدني في ترك بصمة أكبر في مشواري، مثلما فعل عمالقة الغناء من قبل، بداية من الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب إلى جيلنا الحالي، وأحلم بأن أكون مثلهم، وأترك أعمالاً تتذكرني بها الأجيال المقبلة.
- بعيداً عن التمثيل، لماذا تأخر إصدار ألبومك الجديد؟
انتهيت من تسجيل الأغاني، وهو ألبوم متنوع تماماً، أقدم فيه عدداً كبيراً من الأغاني الرومانسية والدرامية، وأيضاً السريعة، ويضم أفكاراً جديدة تحمل رسائل حب أقدمها لجمهوري.
والألبوم كان سيطرح مع وقت انطلاق الثورة المصرية، لكن مع انتصار ثورتنا العظيمة، رأيت من الأفضل أن أغير كثيراً في عدد الأغنيات التي يتضمنها، وبالفعل عدت إلى الاستديو لكي أجدد الأغنيات، وفي كل مرة نقرر فيها طرح الألبوم، كانت تحدث ظروف خارجة عن إرادتنا، سواء في مصر أو في المنطقة العربية، ولذلك كنا نضطر لتأجيله.
وخلال العام الحالي فكرنا في إطلاق الألبوم مع عرض فيلم «أمن دولت»، لكن حدثت مشاكل داخلية في شركة الإنتاج الخاصة بي للمنتج طارق عبد الله، جعلتنا نؤجل الألبوم مجدداً.
- ألم تفكر في طرح ميني ألبوم؟
سهل عليَّ أن أطرح ألبوماً غنائياً كل خمسة عشر يوماً ويتضمن ثماني أغنيات كاملة، لكن المهم أن أقدم ألبومات تعيش مع الناس، وهذا ما أحب أن أفعله، فأنا أفضل دائماً المقولة الشهيرة «كل تأخير فيه الخير».
- متى سيطرح الألبوم؟
نحاول أن نطرحه مع عرض فيلم «مستر أند مسز عويس» على أقصى تقدير، نظراً لأنني أعرف جيداً أن جمهوري حزين بشدة بسبب هذا التأخير.
- تعمل كثيراً مع الأطفال في أفلامك، ألا تفكر في طرح ألبوم لهم؟
بالتأكيد أتمنى أن أقدم عملاً للأطفال في يوم من الأيام، فالفكرة كانت تدور في ذهني منذ فترة قريبة، لكنني أنتظر أن أطرح ألبومي الذي يتأجل كل فترة، فعندما يطرح في الأسواق سيكون لديَّ الوقت لأفكر في أعمالي الغنائية الجديدة.
- معظم المطربين يتنقلون بين شركات الإنتاج، لكنك مستمر مع شركتك منذ فترة طويلة، فما سبب بقائك معها؟
طارق عبد الله، مؤسس شركة «هاي كواليتي» صاحب فضل كبير عليّ، وهو السبب الرئيسي في صنع اسم حمادة هلال بعد الله سبحانه وتعالى.
وأنا سعيد جداً بالتعاون معه، ولا أفكر مطلقاً في تركه والعمل مع غيره، فأنا لا أحب التغيير والتنقل كثيراً، وما دامت الشركة توفر لي أجواء النجاح فلماذا أتركها؟
- ما هو سبب حبك لتقديم أغاني المناسبات الاجتماعية، كالزواج وأعياد الميلاد؟
على المستوى الشخصي، أحب دائماً أن أقدم أعمالاً تتماشى مع ظروف حياتنا اليومية، فعندما قدمت أغنية «السبوع» في فيلم «عيال حبيبة» أصبحت الأغنية أساسية في كل بيت عربي يحتفل «بسبوع» مولوده.
أيضاً عندما قدمت أغنيات لأعياد الميلاد وللأفراح، دخلت كل بيت، فأنا أبحث عن إسعاد كل من يستمع إليَّ.
- ولماذا ابتعدت عن تقديم أغاني الشجن؟
في بداياتي كانت غالبية أغنياتي حزينة، أو تحمل في طياتها شجناً كالأغاني التي اشتهرت بها، مثل «دار الزمان» و«دموع» و«بخاف». لكن بعدها أصبح البعض يراني مطرباً للكآبة فقط، فلذلك قررت أن أقلل منها، حتى عندما أعود لتقديمها مرة أخرى يكون الجمهور في اشتياق لها.
- هل تحب أن يطلق عليك لقبٌ يستمر معك طوال مسيرتك الفنية؟
لا أحب الألقاب، ولا أريد أن يطلق عليّ أحد لقباً لمجرد أن ينادوني به في الحفلات، وأفضل دائماً أن يناديني الناس باسمي الفني حمادة هلال، أو باسمي الحقيقي محمد عبد العزيز هلال.
- لكن البعض حاول أن يطلق عليك لقب «الكينغ»؟
كما قلت لك لا أحب الألقاب، وأيضاً لقب «الكينغ» خاص بالنجم الكبير محمد منير، ولا يليق بأحد سواه.
- ألم تفكر في تقديم دويتوهات عالمية، مثلما فعل بعض المطربين العرب؟
العالمية بالنسبة إلي هي أن يتغنى جميع أبناء الوطن العربي بأغنياتي، وغير ذلك لا يهمني.
- لكن تامر حسني، يحاول أن يصل إلى العالمية من خلال تقديم دويتوهات مع مطربين كبار، أمثال شاغي وسنوب دوغ!
أنا سعيد بمحاولات تامر لإيصال الأغنية المصرية والعربية إلى الغرب، فهو مطرب مجتهد ويحب أن يقدم دائماً أعمالاً مختلفة.
لكن العالم الغربي لن يتقبّل بسهولة وجود مطرب عربي عالمي، وهناك محاولات عديدة في هذا الإطار قام بها مطربو الوطن العربي من قبل ولم تحقق نجاحاً أو شهرة عالمية.
- ما تقويمك لنجومية عمرو دياب؟
عمرو دياب مطرب كبير، وجميع المطربين المصريين يفتخرون به، فهو نجم استطاع خلال ثلاثين عاماً أن يحافظ على نجوميته، ولم يكن هناك من يستطيع منافسته.
- منْ نجم جيلكم الآن؟
جميع مطربي هذا الجيل نجوم لأن الزمن تغيّر، ففي الماضي كانت الساحة تقتصر على مطربين أو ثلاثة، أما الآن فالساحة تتسع لمئات المطربين، نظراً إلى تعدد القنوات وسهولة تسجيل الأغاني وطرحها.
- ما أكثر الألبومات التي أعجبتك خلال الفترة الأخيرة؟
ألبوم «رايح بيا فين» للمطربة الرائعة آمال ماهر كان من أفضل الألبومات التي طرحت خلال السنوات الأخيرة، وليس العام الحالي فقط، وقدمت خلاله موضوعات غنائية ومقطوعات موسيقية جديدة.
- ما آخر أخبار مسلسلك «ابن أمه»؟
كنت أتمنى أن أقدم المسلسل خلال الفترة الحالية، لكن الظروف كانت خارجة عن إرادتنا، وأدت إلى إلغاء فكرة العمل من الأصل.
فالسيناريست محمد الباسوسي الذي تم التعاقد معه على كتابة المسلسل، اضطر لوقف الكتابة لأنه متعاقد في نفس الوقت على كتابة عمل درامي آخر.
- لماذا أنت مقلّ في الدراما التلفزيونية؟
قدمت للتلفزيون عملاً واحداً هو مسلسل «بدارة» الذي شاركت في بطولته مع خالد زكي ومعالي زايد والمنتصر بالله، فأنا مقل جداً في التلفزيون لأن العمل الدرامي يتطلب مجهوداً شاقاً وصعباً، فأنا في السينما أقدم مئة مشهد فقط وأشعر بالتعب والإرهاق، فما بالك بالعمل التلفزيوني الذي يتطلب أن أصور ألف مشهد؟
- هل هناك عمل فني ندمت على تقديمه؟
لم أندم على عمل قدمته، لكن أخطأت وحاولت تصحيح الخطأ، مثلاً الأغنية الشعبية التي قدمتها في فيلم «الحب كده» بعنوان «أنا لا مسطول» التي كانت تقول: «آه ياما آه وآه يابا دى عيلة واطية ونصابة»، لا أشعر بالرضا عن كلماتها، خاصة بعد أن رأيت بعيني خلال إحدى المرات أباً يضرب ابنه لأنه غنّى الأغنية، ولذلك قررت أن أغيّر كلماتها وأجعلها «آه ياما آه وآه يابا دى عيلة آخر طيابة».
- لماذا لا يعرف الجمهور الكثير عن حياتك الخاصة؟
لأنها خاصة ولا أحب التحدث عنها، ويكفي أن يعرف الجمهور أنني كزوج وأب أعيش حياة سعيدة ومستقرّة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024