تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الكاتبة كلوديا مارشيليان

كاتبة محترفة وملتزمة، هجرت التمثيل واتجهت نحو الكتابة لتحدث ثورة في عالم الدراما اللبنانية. تستوحي كتاباتها من الحياة وتستعين بخيالها وثقافتها وفكرها. برز اسمها عربياً من خلال مسلسل «روبي» الذي وجدت فيه أساسات جيدة لبناء درامي عربي النكهة. نالت جائزة Murex D'or كأفضل كاتبة سيناريو عن سلسلة من الأعمال الدرامية، وها هي اليوم تمارس وظيفتها في الكتابة بحب وشغف. هي الكاتبة كلوديا مارشيليان التي حدّثتنا في هذا الحوار عن معالجتها قصة مسلسل «روبي»، مقارنةً بين النسخة العربية ونسخته المكسيكية، وعن تعاملها مع نجوم العمل ودورها في مسلسل «أجيال 2» وآخر أعمالها الدرامية.


مسلسل «روبي»

- وافقتِ على كتابة القصّة المكسيكية مع حرية التصرف، ما السبب؟
بعد أن دُبلج «روبي» المكسيكي وحظي بمشاهدة واسعة. طلبت مني MBC وضع السيناريو، فوافقت على كتابته مع حرية التصرف حيث جعلت المسلسل يشبهنا. وكان «روبي» أول مسلسل يعرض عليّ من هذا النوع، فأخبرتهم أثناء المفاوضات أنّي لم أحب ما شاهدته، وأنّه لديّ تحفّظات على أحداث كثيرة، فقلت لهم لم لا نكتب بأنفسنا مسلسلاً جديداً! فأخبروني بأنّهم قد اشتروا المسلسل المكسيكي.

- ما هي نقاط الاختلاف؟
تصرّفت في النص المكسيكي وعدّلت فيه الكثير. مجتمعنا مختلف عن مجتمعهم ومعالجتنا للقضايا تختلف عن معالجتهم، من حيث البيئة والناس، كما أن مسار الأحداث لم يعجبني في بعض الأحيان، ونوعية الشخصيات لم تقنعني. لذا تصرّفت، وأدخلت وجهة نظري في النص. وربما عالج غيري أحداث المسلسل بطريقة مختلفة أو تركه كما هو، المسألة شخصية وكل كاتب يعالج النص بطريقته الخاصة.

- ما هو الفرق بين النهايتين؟
نهاية «روبي» بالنسخة العربية مختلفة تماماً عن المكسيكية وغير متوقعة.

- ما الهدف من تعريب المسلسل طالما غيّرتِ الأحداث والنهاية؟
لن أقول أنه مقتبس أو معرّب. فقد حافظت من خلال البناء الدرامي الذي وضعته، على الخطوط العريضة للحبكة الأصلية، ليصبح «روبي» عربياً. فبعد أن كتبت نحو ثلاثين مسلسلاً، وجدت في «روبي» خطاً أساسياً جميلاً جداً، وإلاّ لما حظي بنسبة المشاهدة العالية عندما دُبلج. لكنّ المشكلة تكمن في واقعهم الذي يختلف عن واقعنا، فتصرفت بالأجواء والمشهدية كي يشبهنا. حتى الدراما التركية التي نقرّ بأنها الدراما الأهم، أخذت مسلسل Desperate Housewives وحوّلته إلى «نساء حائرات». ليست مشكلة أن نأخذ عملا ناجحا ونحوّله الى ما يتلاءم مع مجتمعنا.

- كيف تصفين لنا التعامل مع نجوم العمل؟ وإلى أي مدى أنتِ راضية عن النتيجة؟
تعاونّا مع باقة ممثلين متنوعين لبنانيين ومصريين ومكسيم خليل من سورية، وتبادلنا الخبرات، وأصبح نجوم العمل اللبنانيين نجوماً في الوطن العربي. فقد كان العمل فاتحة خير أمام الدراما اللبنانية، والدليل نسبة المشاهدة العالية والانتشار عربياً. فخورة بهذه التجربة ولا أمانع تكرارها، لأن «روبي» نجح وأطلق ممثلين لبنانيين إلى الخارج وعرّف الناس على الدراما اللبنانية. التعامل مع مجموعة MBC ومع فادي اسماعيل صاحب شركة O3 التابعة لمجموعة MBC و«سامه» للإنتاج السورية لصاحبها أديب خير أضاف إليّ الكثير، فالأجواء كانت إبداعا وشغفا وأنشأت علاقات صداقة ما بيننا.

- ما الجدوى من مشاهدة هذا العمل ونحن نعلم جزءاً كبيراً من النهاية مسبقاً؟
نجح «روبي» في جذب الجمهور بإيقاعه السريع، وبجمعه ممثلين من جنسيات ولهجات عربية مختلفة، فأكثر المشاهدين تابعوا المسلسل ونسوا أنّه معرّب، ومنهم من حرص على متابعته بداعي الفضول، كي يكتشف إن كانت الأحداث مطابقة للنسخة المكسيكية أم لا، وذلك بعد أن كثرت التحليلات والمقارنة ما بين النهايتين.

-  عُرض المسلسل على أكثر من قناة وكان الفارق بين قناة وأخرى ثماني حلقات، إلى أي مدى أثّر ذلك على نسبة المشاهدة؟
هذه سياسة المحطة، +MBC وMBC دراما تابعتان للمحطة نفسها. بدوري فضّلت أن يُعرض المسلسل في الوقت نفسه، لكنّ المسألة ليست بيدي، وفي النهاية نجح «روبي» وهذا الأهم.

- هل ستتجهين إلى كتابة المسلسلات الطويلة بعد أن لاقى «روبي» ترحيباً لدى المشاهد العربي؟
درسنا تأثير المسلسلات الطويلة على المشاهد العربي ووجدنا ترحيباً والدليل المسلسلات التركية المدبلجة. وفي الدراما العربية توجه إلى منافسة الدراما التركية التي تعتمد التطويل، ليس مستبعداً أن ندخل موضة المسلسلات الطويلة لكي نواجه اجتياح الدراما التركية. والنجاح الذي حققه «روبي» قاد الدراما العربية نحو موضة المسلسلات التلفزيونية الطويلة. وهذا نوع من أنواع المسلسلات. بدوري أجيد كتابة كل الأنواع، فقد كتبت telefilm، وسلسلة «للكبار فقط» التي تتألف من سبع إلى عشر حلقات، كما كتبت مسلسلاً من 30 حلقة. المشكلة ليست في عدد الحلقات، ومن الممكن أن أكرّس لهذا النوع من المسلسلات وقتاً لكتابته.

- هل تشعرين أنه كان بإمكانك اختصار ال 90 حلقة؟
لماذا نختصره؟! هو في الأساس أكثر من 90 حلقة، فقد بذلت مجهوداً كبيراً من خلال معالجتي الدرامية للقصة بحيث تكون كل دقيقة لها معناها، واجتهدت كي تحمل كل حلقة بحد ذاتها تشويقاً يترك المشاهد بترقب كبير للحلقة التالية، وكأن المسلسل ما زال في بدايته.

- ما هي الأسباب التي تضافرت وحققت تفوق مسلسل «روبي»؟
توافرت فيه كل العناصر التي جعلت الناس يحبونه ويتعلقون به. القصة الجذابة اللافتة، والإنتاج المدروس والصحيح، والممثلون الرائعون، والمخرج الموهوب... الناس أحبوا الشخصيات والحوارات والأداء ووجدوا أن الممثلين يتكلمون لغتهم نفسها، كما أن قصته تشبهنا ومستوحاة من مجتمعنا العربي.

- تمّ ترشيح مايا دياب لبطولة «روبي» بعد أن اعتذرت سيرين عبد النور بسبب حملها، لماذا عاد الدور إلى سيرين؟
عرضت كل الأدوار في «روبي» على أكثر من ممثل، وأحياناً يبقى الكاستينغ لمدّة سنة. لكن عندما يبدأ التصوير ويعرض المسلسل يصبح الدور للممثل الذي أدّاه، ودور «روبي» كان من نصيب سيرين عبد النور التي تحدّت نفسها ولمعت في سماء الدراما.

- كيف تصفين لنا التعامل مع المخرج رامي حنا؟
رامي إنسان حسّاس جداً، فقد كان المساهم الأول في أن يمرّ هذا المسلسل بسلاسة ودون مشاكل، وعلاقته بالممثلين وفريق العمل والنص كانت رائعة وحرفية.  وصورته بدت مبهرة على الشاشة، لقد أضاف الكثير... كما عبّر عن اقتناعه بأن الدراما اللبنانية تمر في ظرف جيد.

- كيف تقومين موهبة الممثل مكسيم خليل الذي كرّمته لجنة Murex D'or لهذا العام؟
مكسيم ممثل جيد جداً وإنسان محترم وملتزم.

- ماذا أضاف مسلسل «روبي» إلى مسيرتك المهنية؟
أضاف النجاح والانتشار، فقد تابعني العالم العربي وعرف اسمي. ومثَّل نجاح «روبي» حافزاً عند المنتجين الذين طلبوا مني كتابة مزيد من المسلسلات. فقد دخلنا أفقاً جديداً للدراما العربية واللبنانية بشكل خاص.

أعمال وتكريمات

- متى اكتشفت موهبتك في الكتابة؟
شعرت بميل الى الكتابة منذ أيام الجامعة، درست وقرأت كثيراً، إلى أن شعرت بأني أصبحت جاهزة، وبدأت الكتابة.

- من أين تستوحين كتاباتك؟
أستوحيها من الحياة، وأستعين بخيالي وثقافتي وأفكاري.

-  هل من شبه بين القصص التي تكتبينها وتلك التي تعيشينها؟
لم أعش هذه القصص بل صادفت هذه الشخصيات في حياتي اليومية، ورأيت مشاهد مشابهة جعلتني أنقلها من الواقع إلى التلفزيون من خلال كتاباتي.

- نلت جائزة Murex D'or لهاذا العام عن خمسة مسلسلات، ماذا تعني لك التكريمات وماذا تتوقعي لـ «روبي»؟
أتمنى أن يحصد «روبي» النجاح والتكريم بعدما أحدث ضجّة كبيرة لم يسبق أن أحدثها مسلسل لبناني من قبل. يحتمل أن تظهر مسلسلات أهم منه في شهر رمضان، لكنّي أتمنى له فائق النجاح والتقدير. كما سيكون لي العام المقبل أكثر من عمل، إضافة إلى مسلسل «أول مرة» و»روبي» ومسلسل «ديو الغرام» الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل.

- ماذا تخبريننا عن مسلسل «ديو الغرام»؟
المسلسل من بطولة ماغي بو غصن وكارلوس عازار وباميلا الكيك إلى جانب نخبة من الممثلين اللبنانيين، وهو من إخراج سيف الدين السبيعي. ولدت فكرته بعد برنامج «ديو المشاهير» عندما غنّى كارلوس وماغي معاً، ونقدّم من خلال المسلسل قصّة دراميّة تأخذ خطّاً عاطفيّاً فنيّاً.

- كتبتِ مسلسل «باب ادريس» الذي عرض خلال شهر رمضان الماضي على شاشة LBC، هل من جزء ثانٍ له؟
ما من جزء ثانٍ لهذا العام، لكن يحتمل أن نقدّم جزءاً ثانياً منه في العام المقبل.

- كان لك مشاركة تمثيلية في آخر حلقتين من «باب ادريس»، هل ستعيدين تجربة التمثيل؟
شاركت بدور صغير في الجزء الثاني من مسلسل «أجيال» بدور راهبة.

- متى سينطلق الجزء الثاني من مسلسل «أجيال»؟
نواصل تصويره مع المخرج فيليب أسمر، ومن المتوقع أن ننهي التصوير في غضون شهر واحد. لكننا نجهل إن كان سيعرض في شهر رمضان أم بعده.

- هل هو متابعة لأحداث الجزء الأول؟
نحافظ في الجزء الثاني على غالبية الشخصيات التي ظهرت في الجزء الأول، لكن الأحداث تختلف عمّا شاهدناه في «أجيال 1».

-  أي عمل من أعمالك هو الأقرب إلى قلبك؟
ما من مسلسل أقرب من غيره... أضع كل ما في داخلي في العمل عندما أكتبه، وأشعر بأنّه الأفضل عندما يصوّر ويُعرض. كل مسلسلاتي تعني لي ولو لم أقتنع بها لما قدّمتها.

- كيف تجدين الدراما اللبنانية اليوم؟
تضمّ الدراما اللبنانية أعمالاً جيّدة وأخرى سيئة. التعميم يظلم الأعمال المهمة على حساب الأعمال الضعيفة. فهناك مسلسل يخرق ويترك بصمته، وعندما نسمع أن المنافسة الدرامية في Murex D'or ضمّت 24 عملاً، فهذا يعني أن الدراما موجودة وبارزة.

- من هي الشخصية التي تختارينها في كتابتك لمسلسل سيرة ذاتية؟
أختار شخصية من الزمن القديم. أرى أن تقديم سيرة ذاتية لشخصية لا تزال على قيد الحياة أو رحلت حديثاً، فيه حساسية وافتقار الى المصداقية. لذا أفضّل كتابة قصة من لىن كتابة سيرة ذاتية.

- ماذا عن الكتابة السينمائية؟
أنجزت فيلماً سينمائياً للمخرج باسم كريستو، ونبحث الآن عن الإنتاج كي نبدأ التصوير.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079