نيللي كريم: مستعدة للاعتزال من أجل أولادي
اعتذار الفنانة نيللي كريم عن عدم العمل مع أنغام في مسلسل «في غمضة عين»، أثار الشائعات التي ترد عليها معنا بكل وضوح، وتتحدث عن التنافس المقبل على شاشة رمضان، ومقارنتها ببعض نجمات جيلها، وعملها مع إيناس الدغيدي المعروفة بجرأتها الشديدة، ورأيها في أحمد حلمي وأحمد مكي وعمرو دياب ومحمد منير، كما تتكلم عن علاقتها بزوجها وأولادها، والحالة الوحيدة التي يمكن أن تعتزل بسببها.
- ألا تشعرين بالندم على عدم مشاركة أنغام في أولى تجاربها الدرامية بمسلسل «في غمضة عين»؟
بطبيعتي لا أندم على أي قرار أتخذه بحياتي، لأنني راضية دائماً بما أحصل عليه في النهاية، وربما تستطيع داليا البحيري أن تقدم الدور أفضل مما كنت سأقدمه، ولهذا أتمنى أن يحقق العمل النجاح عند عرضه، وكأنني شاركت فيه بالفعل.
- وما سبب اعتذارك عن المسلسل؟
اعتذرت عن عدد من المسلسلات، وكان منها «في غمضة عين»، وهذا لأن مسلسل «ذات» الذي ألعب بطولته يحتاج إلى تفرغ.
وبصراحة تامة قررت التضحية بأي مسلسل آخر عُرض علي، لأنني أعجبت كثيراً بقصة مسلسل «ذات»، وكنت أريد تقديمه، خصوصاً أن جميع العناصر الفنية الجيدة توافرت فيه، من إخراج متميز وتصوير رائع، وقصة كنت أتمنى تقديمها منذ فترة طويلة.
- لكن قيل إن هناك خلافات بينك وبين أنغام أدت إلى اعتذارك عن العمل بعد موافقتك عليه وإبرام العقود مع الشركة المنتجة، فما صحة ذلك؟
لا يوجد أي خلاف بيني وبين أنغام، وهذا الحديث عار تماماً من الصحة. وكل ما حدث أنني وافقت على المسلسل لأن شركة إنتاج مسلسل «ذات» ظلت فترة دون أن تحسم مسألة تصوير العمل هذا العام، وبمجرد تحديد ذلك اعتذرت لأسرة مسلسل «في غمضة عين»، وكان في مقدمهم المنتج محمد الشقنقيري، والمطربة المحببة إلى قلبي أنغام، وتفهما موقفي، خصوصاً أنني متعاقدة على «ذات» منذ العام الماضي وقبل مسلسل أنغام.
- لماذا خرجت شائعات بهذا الشكل عنك وعن أنغام؟
لا أعرف السبب وراء ذلك، لكن الشائعات لا تتوقف أبداً، علماً أنها هذه المرة كانت مضحكة للغاية، بسبب عدم وجود ما يبررها، فكيف تحدث بيني وبين أنغام مشاكل، وأنا اعتذرت عن المسلسل قبل بداية تصويره؟ أي أنني لم أقابل أنغام سوى مرة واحدة، وهي المرة الأولى التي أقابلها فيها، وكانت في غاية الرقة والجمال، كما أنني من أشد المعجبات بصوتها، وأحفظ معظم أغنياتها، وكنت أتمنى العمل معها في هذا المسلسل، لكن الظروف حالت دون ذلك.
- أرجئ مسلسل «ذات» أكثر من مرة، ومع ذلك تصرين على تقديمه، فما السبب؟
السبب هو ارتباطي بالشخصية منذ اللحظة الأولى، فكان من المفترض تصوير هذا المسلسل العام الماضي، لكن تم تأجيله بسبب الأزمة المالية والظروف الإنتاجية السيئة التي أدت إلى توقف عدد كبير من الأعمال الدرامية، وعاد التفكير في المشروع من جديد هذا العام، وبالفعل نصوره حالياً ليعرض في شهر رمضان.
والمسلسل مأخوذ من رواية كتبها صنع الله إبراهيم، وإخراج كاملة أبو ذكري، وإنتاج شركة مصر العالمية، ويشاركني البطولة باسم سمرة وانتصار، وأقدم فيه شخصية «ذات»، وهي فتاة مصرية نسرد من خلالها شكل دولة مصر، ومدى التغيرات التي طرأت عليها منذ ثورة 1952 حتى الآن.
وبصراحة رغم عشقي للشخصية أشعر بالإرهاق الشديد من كثرة التصوير، فقد بدأنا تصوير العمل في شباط/فبراير الماضي، وسنظل حتى الأسبوع الأول من رمضان نستكمل المشاهد المتبقية، وطول مدة التصوير تأتي نتيجة صعوبة أحداث العمل، لأنه يتناول عدداً من الأحداث التاريخية، بداية من عام 1952 حتى عام 2012، ولهذا نغير عدداً من الديكورات والأماكن والملابس المستخدمة مع كل حقبة تاريخية.
- ما تعليقك على تعرض مسلسلك لهجوم من الطلبة التابعين لأحد التيارات الدينية المتشددة أثناء التصوير في الجامعة؟
ما حدث بالضبط أننا كنا نصوّر بعض المشاهد في كلية الهندسة، وكانت هناك بعض الفتيات اللواتي يرتدين تنانير قصيرة في المشهد، بحكم أن الفترة التي تدور أحداثها داخل المسلسل هي فترة السبعينات، وكان هذا الزي رائجاً، بل إننا راعينا أن العمل سيعرض في شهر رمضان، لذلك الملابس لم تكن خارجة أبداً عن الآداب العامة.
وكنت موجودة في هذا التوقيت مع فريق المسلسل، وفوجئنا باعتراض رئيس اتحاد الطلبة، وهو عضو في إحدى الجماعات الدينية، على استكمال التصوير واحتدت المناقشة بينه وبين فريق العمل.
ورغم أن المسلسل لديه تصريح بالتصوير لكن الموقف تأزم وألغينا التصوير يومها. وما حدث بالطبع كان مؤشراً لأن الفن سيواجه حالة من التضييق خلال الفترة المقبلة وأن علينا كفنانين الاستعداد لمواجهة تلك الحالة بالإصرار على أن نقدم ما نقتنع به.
- وهل تحرصين على الوجود في رمضان كل عام بعمل درامي جديد؟
لم أفكر بهذه الطريقة على الإطلاق، بل أهتم بالقضية التي يناقشها العمل أكثر من توقيت عرضه، لأن جودة العمل هي التي تجعله يحجز مكانه لدى الجمهور، وأرى أن عرض المسلسلات في أوقات أخرى بعيدة عن رمضان شيء جيد أيضاً، حتى نستطيع عمل سوق درامية أخرى.
- هل ترين أنك قادرة على منافسة نجوم رمضان أمثال يسرا وليلى علوي وعادل إمام ومحمود عبد العزيز وكريم عبد العزيز وأحمد السقا؟
لا أقلق أبداً من المنافسة، بل ولا أفكر فيها أصلاً، وأرى أن جميع الفنانين سواء الكبار أو الشباب من حقهم أن يشاهدهم الجمهور، خصوصاً أن هناك مسلسلات كثيرة تستحق المشاهدة.
وعموماً لا أريد منافسة أي مسلسل آخر، بل أبحث عن تقديم عمل جيد بعيداً عن فكرة المنافسة أو الصدام مع النجوم الكبار أو الشباب.
- من تنتظرين متابعة مسلسلاتهم في رمضان؟
بالتأكيد أنتظر مشاهدة مسلسل عادل إمام «فرقة ناجى عطا الله»، ومسلسل «9 شارع جامعة الدول» لخالد صالح، ومسلسل «على كف عفريت» لخالد الصاوي، ومسلسل إلهام شاهين «قضية معالي الوزيرة»، ومسلسل «شربات لوز» ليسرا.
لكن أعتقد أن انشغالي بتصوير مسلسلي سيمنعني من متابعة هذه الأعمال بانتظام، رغم أنني من المتابعين الجيدين لجميع أعمال هؤلاء الفنانين، سواء كانت تلفزيونية أو سينمائية، وسأحرص قدر الإمكان على مشاهدة ما يتاح لي منها.
- من تتمنين الوقوف أمامهم في أعمالك المقبلة؟
كان لدي حلم الوقوف أمام الزعيم عادل إمام، فحققته بالعمل معه في فيلم «زهايمر»، وكذلك مع فاتن حمامة في مسلسل «وجه القمر»، ولهذا لا يوجد حلم لدي الآن بالوقوف أمام فنانين آخرين، لكنني أتمنى تكرار تجربة التمثيل معهما مرة أخرى.
وبالمناسبة أنا في غاية الحزن والأسى على ما يحدث للفن المصري، من خلال القضية المرفوعة ضد عادل إمام، لأننا لا يجوز أن نعامل فنانينا الكبار والمعروفين على مستوى العالم بهذا الجهل والظلم، فعادل إمام هو الممثل الأول في مصر لأنه استطاع أن يربي أجيالاً على أعماله الفنية، ولا يمكن أن نقارنه بفنان آخر.
- وما هو مشروعك السينمائي المقبل؟
أنتظر الانتهاء من تصوير مسلسل «ذات» لأبدأ بعدها مرحلة الاختيار، فلدي أكثر من فيلم سينمائي وافقت عليه، لكن حتى الآن لم يتحدد العمل الذي سيبدأ تصويره أولا، فلدي فيلم بعنوان «يوم للستات»، وأشعر بسعادة خاصة به لأنه التعاون الثاني الذي يجمعني مع إلهام شاهين والمخرجة كاملة أبو ذكري بعد فيلم «واحد صفر»، ووجودهما من الأسباب الرئيسية لموافقتي على المشاركة في الفيلم.
أما الفيلم الثاني فهو بعنوان «إسلام حنا» وهو من الأعمال التي تناقش إحدى القضايا الشائكة في المجتمع، فيتناول قصة أحد القساوسة ويدعى «حنا» الذي يجد بالصدفة طفلاً مسلماً يدعي «إسلام» فقد أسرته ولم يستطع العثور عليها فيقوم بتربيته وإرساله إلى المساجد لتعليمه أصول الدين الإسلامي، حتى يصبح شاباً ويقع في حب إحدى الفتيات المسيحيات التي تظن أنه مسيحي لقربه من القس حنا.
- وما مصير فيلمك «الصمت» مع المخرجة إيناس الدغيدي؟
المشروع قائم، لكن حتى الآن لم يتم التحضير له، فقد تحدثت مع إيناس الدغيدي عن هذا الفيلم العام الماضي، ومنذ هذا الوقت لم نتحدث عنه مرة أخرى، ولذلك لا أعرف أي تفاصيل عن موعد التحضير له أو مباشرة تصويره.
لكنني أتمنى العمل مع إيناس الدغيدي، وليس لدي أي تحفظات عن ذلك، خصوصاً أنني أعمل ضمن نطاق القواعد التي وضعتها لنفسي، وهذه القواعد لا تمنعني من تقديم الأدوار الجريئة التي قدمتها من قبل مع عدد من المخرجين، ومنهم خالد يوسف في فيلم «أنت عمري».
لكنني أرفض أدوار الإغراء، وكل المخرجين يعلمون ذلك، وعملي مع إيناس الدغيدي لن يجعلني أقدم تنازلات.
- هل انشغالك بتصوير مسلسلك يبعدك عن أولادك، خصوصاً طفلتك الأخيرة «كندة»؟
بالتأكيد يؤثر على الأوقات التي أمضيها معهم، وخصوصاً كندة التي ولدت قبل أشهر قليلة، لكنني مضطرة لأن أقوم بعملي، وأحاول تعويض ذلك بالبقاء معهم طوال الوقت في فترات الإجازات. أما في أوقات التصوير فأتركهم مع والدتي، حتى أكون مطمئنة عليهم في فترة غيابي، وأرى أن ذلك أمر طبيعي يحدث مع معظم الأمهات العاملات بمهن مختلفة، لكنني إذا شعرت في فترة ما بأن أولادي يحتاجون إلى وجودي بجانبهم، سأضحي بالتمثيل وأعتزل من أجلهم، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
- هل تقبلين فكرة التحاق أحد من أبنائك بمجال الفن بالمستقبل؟
لا أمانع ذلك إطلاقاً، وليس لدي أي تحفظات عن مهنة التمثيل، ولكنها مهنة صعبة للغاية ومرهقة، وسأحاول أن أشرح لأولادي مميزات المهنة وعيوبها، وعليهم الاختيار سواء بدخولها أو الابتعاد عنها والعمل في مجال آخر، والأهم بالنسبة إلي أن يدخلوا مجالاً يحققون فيه النجاح.
- هل يتدخل زوجك في اختياراتك لأعمالك الفنية أو طريقة تعاملك مع المعجبين؟
زوجي لا يتدخل في عملي أبداً، وأنا لا أتدخل في عمله. لكن أحياناً آخذ رأيه في بعض الأدوار التي تعرض عليَّ عندما أشعر بالحيرة في مسألة قبولها أو رفضها، ويعطيني رأيه دون أن يفرضه عليَّ، بحيث يكون القرار النهائي حسب رغبتي. أما بالنسبة الى المعجبين فهذه المسألة لم تأخذ حيزاً من تفكيرنا، لأنني لا أقصد كثيراً الأماكن العامة أو الحفلات، بل دائماً ما أكون في المنزل أو بلاتوه التصوير، ولذلك لا يوجد مجال للتعامل مع المعجبين بشكل مستمر.
- معنى ذلك أنك لا تملكين صداقات من داخل الوسط الفني؟
لا بالعكس، لدي صداقات كثيرة من الفنانين، ولا أريد ذكر أسماء حتى لا أغفل أحداً، لكن كل الفنانين الذين عملت معهم يعتبرون أصدقاء مقربين لي، وإذا لم نتقابل بشكل دائم نتصل ببعضنا بصفة دورية للاطمئنان.
- أنت من جيل منى زكي وغادة عادل وحنان ترك، فهل ترين أنك استطعت تحقيق النجومية التى وصلن إليها؟
أنا دخلت مجال التمثيل عام 2000 عندما قدمت فوازير رمضان، وبعدها شاركت مع فاتن حمامة وغادة عادل في مسلسل «وجه القمر» وكانت الانطلاقة.
ومنذ ذلك الوقت قررت ألا أنظر إلى من حولي، وأرفض مقارنتي بأحد رغم أن منى وغادة وحنان صديقاتي على المستوى الشخصي، لكنني أحسب خطواتي بالأعوام التي أمضيتها في مجال الفن، وعدد الأعمال الفنية ذات القيمة التي قدمتها خلال تلك الفترة.
- اختلف الكثيرون على النجمة الأولى في جيلك، هل هي منى زكي أم هند صبري أم ياسمين عبد العزيز، فمن هي في رأيك؟
كل نجمة في جيلي لها مكانها الخاص، وكلهن أعشقهن في تمثيلهن، والاختيار بينهن بالنسبة إلي سيكون صعباً جداً.
لكنني أرى أن هناك نجمات أخريات يتربعن على عرش النجومية الى جانب هؤلاء، وأبرزهن دنيا سمير غانم، لأنها استطاعت في أعوام قليلة أن تحجز مكاناً متميزاً في عالم الفن، فأنا أعشق تمثيلها وأرى أنها نجمة وتستحق الإشادة على معظم الأدوار التي قدمتها، وخصوصاً مع أحمد مكي الذي استطاع وإياها أن يقدما تركيبة رائعة للجمهور، مثل شادية ورشدي أباظة، وفؤاد المهندس وشويكار.
وكذلك إيمي سمير غانم تخطو بثبات نحو النجاح، وأعتقد أن نجاح دنيا وشقيقتها إيمي يأتي نتيجة خبرة والدهما سمير غانم ووالدتهما دلال عبد العزيز.
- وما هي الأفلام والألبومات التي جذبت انتباهك هذا العام؟
أتابع معظم الأفلام التي تعرض، وأعجبني منها فيلم أحمد مكي الأخير «سيما علي بابا»، لأنه تجربة مختلفة لم تقدم من قبل، من حيث الفكرة وتقسيم الفيلم إلى جزءين وكأنه فيلمان في وقت واحد، وهي حركة جريئة من أحمد مكي يستحق الإشادة عليها.
أيضاً أعُجبت كثيراً بفيلم «إكس لارج» لأحمد حلمي، خصوصاً أن حلمي يستطيع أن يطور نفسه من عمل إلى آخر، وهذا ما يجعلني أتحمس دائماً لمشاهدة أعماله.
أما على مستوى الغناء، فأنا من أشد المستمعين الى كل ما هو جديد لجميع المطربين، سواء المصريين أو العرب، وقد أعجبني كثيراً ألبوم عمرو دياب الأخير «بناديك تعالى»، وأستمع إلى أغنياته دائماً، وأيضا ألبوم محمد منير الأخير «يا أهل العرب والطرب»، فأنا من أشد المعجبين بمنير وأعتبره المطرب الأول على مستوى العالم العربي.
كما استمتعت بسماع ألبوم وردة الأخير «اللي ضاع من عمري»، وأعتقد أنها قدمت للجمهور فناً جميلاً نتذكرها به دائماً لندعو لها بالرحمة والمغفرة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024