محمد المزروعي: سهيل العبدول هو الشخص الوحيد
فنان إماراتي يتمتع بصوت وحضور. يعتبر أن الغربة تكشف المواهب، فقد اكتشف موهبته في الغناء خلال دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية.
عاد إلى بلده الإمارات وبدأ ممارسة التجارة وإدارة الأعمال، وقدّم نفسه كملّحن في البداية، ثمّ فاجأ أهله وكل من حوله في خطوة جريئة غيّرت حياته، وظهر كمغنٍّ استطاع أن يثبت نفسه في وقت قياسي.
هو محمد المزورعي الذي مثّل دولة الإمارات في مهرجان الأوسكار في القاهرة، فحمل أول أوسكار إماراتي وكانت الانطلاقة الفعليّة له.
- كيف اكتشفت موهبتك في الغناء؟
اكتشفت موهبتي في سن متقدّمة، لم يسبق لي أن غنّيت بل كنت أحد لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، وبعد انهاء دراستي، هاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية لإكمال دراستي الجامعية حيث نلت شهادة في إدارة الأعمال، وأمضيت حوالي ست سنوات بعيداً عن بلدي، فكنت بحاجة إلى الانضمام إلى تجمّعات الشباب الخليجي، وكان البعض منهم يمتلك مواهب فنيّة، فشاركت في جلساتهم.
وبعد مرور الوقت، حصلت على ترقية جعلتني مطرب الفرقة والعنصر الرئيسي فيها. وعندما عدت إلى الإمارات عملت في التلحين، وقدّمت أكثر من أغنية ناجحة لعدد من الفنانين.
- فاجأت الجميع وأصدرت أغنية مصوّرة قلبت حياتك رأساً على عقب، أخبرنا كيف حضّرت لهذه الانطلاقة المفاجئة؟
كنت أعمل في الحكومة وقمت بجمع المال وأنتجت أغنية من ألحاني وكلمات صديقي وبحثت عن مخرج لتنفيذ الكليب.
سجّلتها وصوّرتها، ويوم العيد نشرتها على كل القنوات ومنها قناة «نجوم». قمّة الصدمة كانت حين عاد الناس من صلاة العيد وشاهدوا محمد يغنّي، وكنت بدوري في الصلاة وأثناء دخولي المنزل سمعت صراخاً وبكاءً، كانت أمي في الزاوية تبكي، والجيران يركضون من الخارج كي يباركوا لها، وأنا أضحك ومرعوب في الوقت نفسه! حاولت أن ألقي عليها التحيّة لكنّها رفضت وقالت لي: «ليس هذا ما أتوقّعه منك وليست هذه الحياة التي رسمتها لك!».
حتّى الحكومة لم توقّع طلب استقالتي منذ ثلاث سنوات، ويطالبونني بالعودة إلى عملي، لأنّي كنت أعمل بضمير.
- كيف تمّ اختيارك لتمثيل دولة الإمارات في مهرجان الأوسكار في القاهرة؟
بعدما أصدرت أول أغنية، كانت وزارة الإعلام بحاجة إلى فنان يمثّل دولة الإمارات في مهرجان الأوسكار في القاهرة، يغنّي اللهجة البيضاء الواضحة وليس فقط اللهجة الخليجيّة، فطُرح اسمي.
وتلقيت اتصالاً من الوزارة تطلب مني تمثيل دولة الإمارات عام 2008. شعرت بحجم المسؤولية، وغنّيت أغنية «إنت وأنا» من كلمات الوزير علي بن سالم الكعبي وألحان علي كانو.
- كيف تفاعلت معك الصحافة بعد نيلك الجائزة؟
لم يقصّر الإعلام في حقّي وكتبت الصحف أن دولة الإمارات تنال أول جائزة أوسكار على يد محمد المزروعي، لكنّي لم أسمع كلمة شكر أو تهنئة من أحد. حتّى الوزارة التي أرسلتني للمشاركة لم تهنئني!
- من كان أول شخص احتضنك فنيّاً؟
بعد مهرجان الأوسكار تلقيت إتصالاً هاتفياً من أخي الكبير سهيل العبدول الذي بفضله بعد فضل ربّي وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. فقد آمن بي ووقف معي منذ البداية ووضع تحت تصرّفي كل الإمكانات كي أبرز موهبتي.
انه الشخص الوحيد الذي له الفضل عليّ في دولة الإمارات. كما أنّه يطلق عليّ لقب «نجم الشباب الخليجي»، فقد أحبّ روح الشباب الموجودة في داخلي، ووضع كل آماله فيّ.
- لماذا اتبعتم سياسة الأغنيات المنفردة وليس سياسة الألبوم؟
لو كان الألبوم يفيد الفنان أكثر من الأغنية المنفردة لاتبعنا هذه السياسة. لكنّي اتبعت مع شركة «نجوم» سياسة أن ننفّذ أغنيات منفردة نختارها بعناية ونصوّرها كليبات ونعطيها حقّها من التسويق.
وأعتقد أن ظهوري كل ثلاثة أشهر مع عمل جديد يثير ضجّة إعلامياً وتلفزيونياً وعلى الإذاعات والمواقع الالكترونيّة، له فائدة تتخطّى نتيجة الألبوم الذي يتطلّب سنتين كي يجهز.
- في بداية مسيرتك الغنائيّة، قدّمت دويتو مع الفنانة دارين حدشيتي. إلى أي مدى ساهم هذا العمل في انتشارك لبنانياً وفي الدول المجاورة؟
أول خطوة قمت بها هي التأسيس لفنّي محليّاً، وفي لغتي وعاداتي وتقاليدي من خلال أغنيات خليجيّة. قدّمت بعدها دويتو خليجي مع الفنانة دارين حدشيتي، فكان أيضًا عملا إماراتيا لبنانيا، فقد ساعدتني دارين في الانتشار في لبنان وساعدتها خليجيّاً. وكانت المرة الأولى التي أقدّم فيها دويتو.
- ما هو المستقبل الذي تريده؟
أريد الفن وإلاّ لما ضحّيت بكل هذه الأشياء ووضعت أهلي تحت الأمر الواقع وتركت عملي وشهادتي.
- من أثّر فيك من الفنانين الخليجيين والعرب؟
من الإمارات تأثّرت كثيراً بالفنان حسين الجسمي وخليجيّاً براشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وماجد المهندس ومحمد عبده وأبو بكر سالم ونوال الكويتيّة، أمّا عربياً فأعشق فضل شاكر حتّى لو أحيا ما أراد من المناسبات.
- هل ممكن أن تلحّن عملا غنائيا للنجم آدم؟
أتشرّف أن ألحّن له، وأطمح إلى أكثر من ذلك!
- هل ممكن أن تترجم هذه الفكرة في دويتو يجمع بينكما ؟
اجتماعي في عمل غنائي مع آدم ستنتج عنه «قنبلة» سوف تهز الساحة الفنية. فالفكرة تراودني منذ فترة وندرسها حالياً أنا وبسّام وأتوقّع لها نجاحا ساحقا.
- غنّيت في العيد الوطني مع ألمع نجوم الإمارات، ما الذي أضافته هذه المشاركات إلى مسيرتك الفنيّة؟
أتيحت لي فرصة للمشاركة في أكثر من احتفال بمناسبة العيد الوطني، في أوبريتات يشارك فيها أهم نجوم الخليج كالفنان فايز السعيد الذي جمعني به دويتو غنائي وحسين الجسمي وميحد حمد وعيضة المنهالي. إضافة إلى تقديمي أغنيات وطنية عدة.
- ماذا تخبرنا عن أغنيتك الجديدة «أنا غير» وهل ستصوّرها؟
أغنية «أنا غير» من ألحان وليد الشامي وكلمات الشاعرة أصايل التي تخصّص لي سنويّاً عملاً أو أكثر إلى جانب أعمالها مع أهم الفنانين العرب.
- ماذا تحضّر من أعمال غنائيّة؟
أحضّر ثلاث أغنيات، الأولى بعنوان «مصلحة» وهي من كلمات ناصر بن مترف وألحاني ومن إنتاج شركة «نجوم»، إضافة إلى مفاجأتين وهما أغنيتان من كلمات الشيخ حمد آل ثاني الذي اعتبره بمثابة أخ لي.
- هل من تعاون مع سفير الألحان فايز السعيد؟
بالتأكيد سيقدّم لي لحناً لإحدى الأغنيات التي كتبها الشيخ حمد آل ثاني، بعدما دعاني للمشاركة في أوبريت «محظوظة يا بلادي» الذي أنتجته «شركة فايز السعيد ساوند آند ميديا» في الذكرى الـ 30 لتأسيس «مواصلات الإمارات».
- صوّرت عدداً كبيراً من كليباتك مع المخرج بسّام الترك، ما سرّ هذا التعاون؟
المخرج بسام الترك هو الانسان الذي أتفاءل به، وأحضّر لتصوير أغنيتين معه في الوقت الأيام القليلة المقبلة، بعدما صوّرت معه ستة كليبات.
- من ينافسك من الفنانين الخليجيين؟
منافسي هو محمد المزروعي... أتابع أعمال الجميع لكنّي لا أشغل بالي بما يقدّمونه، ولا أغيّر خطّي ولوني كي أصبح مثل أحد، بل أطمح إلى أن يتبعني الآخرون، الأمر الذي حصل مع أغنية «انفلونزا الحب».
- ما الذي تطمح إليه؟
طموحي أن أنتشر عربياً وأن يفتخر بي أصدقائي وأهلي، وأكسب رضا والديّ، وأن أساعد كل محتاج من حولي.
- تربطك صداقة بالفنانة المغربية منى أمرشا، وصوّرتما أخيراً حلقة من برنامج «تاراتاتا»، ما رأيك في هذه المشاركة وكيف تقوّم فنّها؟
الحلقة جميلة جداً واستمتعت بمشاركة منى الغناء في أكثر من أغنية. تربطنا صداقة قوية وأنا متابع لكل أعمالها وسعيد بما وصلت له. وأرى لها مستقبلا باهرا لأنها تستحق فهي انسانة محبوبة وطيبة وأنصحها بألاّ تستمع إلى كلام الناس، وبأن تهتم في المقابل بمن حولها لأنهم يحبّونها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024