أحمد عز: تخلّيت عن وسامتي بإرادتي...
لم يتردد النجم أحمد عز في العمل مع أحمد السقا من خلال فيلم «المصلحة»، بل ويعترف بأنه والسقا توقعا كل الشائعات التي ترددت عن خلافات بينهما، ويتكلم عن رد فعله على تلك الشائعات وحقيقة علاقته بالسقا، ورأيه في أداء زينة وكندة علوش.
كما يتحدث عن تعليمات المخرجة ساندرا نشأت واللهجة التي أرهقته، وفيلمه الآخر مع شريف منير والنجوم الثلاثة الذين يتمنى العمل معهم... وبعيداً عن الفن يعترف بأنه مازال يبحث عن شريكة العمر!
- هل حقّق فيلم «المصلحة» ما يوازي المجهود الكبير الذي بذلته في تصويره؟
هذا الفيلم استغرق بالفعل وقتاً طويلاً في تحضيره وتصويره تجاوز العامين، ورغم كل الصعاب والظروف القاسية التي مرّ بها تصوير الفيلم، إلا أنه مع اليوم الأول لعرضه شعرت بسعادة كبيرة من ردود فعل الجمهور، فأنا أشعر بالنجاح عندما يعبّر لي الأشخاص الذين ليسوا مضطرين لمجاملتي عن رأيهم بكل صدق، فهذا هو النجاح الحقيقي للفنان.
- ألم تقلق من انخفاض إيرادات الفيلم بسبب توقيت عرضه بالتزامن مع انتخابات الرئاسة؟
الشركة المنتجة والموزعة للفيلم وضعت كل هذه الظروف أمام عينيها، ودرستها وكان من الصعب تأجيل عرض الفيلم أكثر، خاصة أن شهر رمضان أصبح على الأبواب.
وأعتقد أن العمل الجيّد هو الرهان الأكبر والأفضل، فالفيلم الجيّد يصنع الدعاية لنفسه ويقوم جمهوره بالدعاية المجانية له في أي وقت يعرض فيه.
- كيف جاء التعاون مع أحمد السقا في الفيلم؟
منذ فترة طويلة جداً كنت أتمنى أن أتعاون معه في فيلم سينمائي، وصرحت لكم من قبل بهذه الأمنية، وكنت أنتظر الوقت المناسب للإقبال على هذه الخطوة، حتى جاء هذا الوقت. ولهذا لم أتردد وشاركته في تقديم فيلم «المصلحة»، والحمد لله كانت تجربة موفقة جداً.
- وماذا عن الخلافات التي وقعت بينكما؟
كل الأخبار التي نُشرت أخيراً عن وجود مشاكل بيني وبين أحمد السقا لم يكن لها أي صلة بالواقع، وكنّا نضحك عليها أنا والسقا.
وكثيراً ما كان يحاول البعض الاستفسار منا عن حقيقة هذه الأخبار، وتفاصيل المشاكل، ولا نجد كلاماً للرد على هذه الشائعات السخيفة، ولم نكن نعطيها أكبر من حجمها.
- لكن هناك من أكد حدوث خلاف بينكما على ترتيب اسميكما؟
أنا والسقا لم نشغل نفسينا بالحديث في ترتيب الأسماء على تتر الفيلم. وبالنسبة إلي لم يكن من بين أولوياتي أن يكون اسمي في مقدمة تتر الفيلم، بل الأهم أن يحقق الفيلم النجاح المطلوب، ويظهر بمستوى يساوي المجهود الذي بذلناه فيه.
وأعتقد أن الأمر كذلك بالنسبة إلى الفنان أحمد السقا. وبالمناسبة لم يكن عندي مشكلة في أن يتصدّر أحمد السقا تترات الفيلم، لأسباب كثيرة من بينها أننا صديقان منذ فترة طويلة جداً، ولا يوجد أي شيء يمكن أن يخلق أزمات أو خلافات بيننا، وفي النهاية كل شيء خرج بشكل مناسب، بما في ذلك شكل الأسماء على التتر.
- كيف كنتما تتلقيان مثل هذه الشائعات وكيف تعاملتما معها؟
لم نعرف من مروجها، لكن لا أخفي عليكم كنّا أنا والسقا نتوقّع هذه الشائعات، لأننا اعتدنا على مثل هذه الأمور، ويكفي أننا نعلم جيداً أنها ليست حقيقية وكنّا عندما نعلم عنها بالصدفة نضحك على عقلية مروجيها، لأنها لم تعكر صفونا أبداً، بل كانت الكواليس أكثر من رائعة.
- هل تريد أن تقول إن تجربة فيلم «المصلحة» زادت قوة العلاقة بينك وبين السقا؟
العلاقة بيني وبين السقا قوية الى أبعد الحدود، فنحن صديقان منذ سنوات كثيرة، ولا يعرف أحد حجم العلاقة والعشرة الطويلة التي تجمعني به، لأنه في الغالب ليس من المعروف عن الوسط الفني أن يشهد هذا النوع من الصداقات.
لكن الحمد لله أنني خرجت بصديق مثل أحمد السقا، فعلاقتنا تصل الى حد الإخوة، وهذا ظهر واضحاً في الفيلم.
- بما أن صداقتكما كانت قوية وقديمة فلماذا تأخرت تجربة البطولة المشتركة بينكما كل هذا الوقت؟
لا أعرف، لكن كثيراً ما كنت أعلن عن رغبتي في العمل مع أحمد السقا، وهو كذلك، ولكن السبب الأول لعدم وجود تجربة تجمعنا كل هذا الوقت هو عدم وجود السيناريو الذي يتيح الفرصة لتقديم البطولة المشتركة، ولا أتحدث عن مساحة الأدوار، لكن الأهم طبيعة الموضوع الذي يقدمه السيناريو والقيمة التي يحملها العمل.
وخلال الفترة الماضية كانت الأعمال تكتب للنجم الأوحد، وقد تكون شركات الإنتاج ساهمت بشكل كبير في مثل هذه الأزمة.
- لكن شركات الإنتاج تؤكد دائماً أن النجوم هم الذين يفسدون فرص تقديم البطولات المشتركة، بسبب المغالاة في الأجور والغيرة وترتيب الأسماء ما ردك؟
أنا أعلن دائماً أنني أرحب بالبطولات الجماعية، وأتمنى أن أستمر في تقديم البطولات الجماعية والمشتركة مع كل الفنانين، ولم أفرض شروطاً لمثل هذه التجارب، لا في الأجر، ولا حتى في ترتيب الأسماء لأنني أعرف أن مسألة ترتيب الأسماء على التترات تحصل بشكل منطقي وتخضع للأصول، لأن تاريخ كل فنان معروف للجميع، وهذا يحدد موقعه في التترات. ولهذا لا أرى أن هناك أية مشكلة في تقديم مثل هذه التجارب.
- هل فكرت في المقارنة بينك وبين أحمد السقا في فيلم «المصلحة»؟
لا لم أفكر في حدوث مقارنة، أو منافسة، أو أي شيء من هذا القبيل، لأني لا أتخيل أن يجري التفكير أو التقويم على هذا الأساس، فكل فنان له صفاته وملامحه وإمكاناته، وكذلك جمهوره الذي يحبه وينتظره، لهذا ليس هناك أي مجال للمقارنة بيني وبين السقا، أو أي فنان آخر.
- وكيف وجدت أداء الفنان أحمد السقا أمامك؟
بالطبع أحمد السقا نجم كبير جداً، وليس في حاجة الى تقويم مني أبداً، لكن النتيجة واضحة وتبين مدى إعجاب الجمهور بأدائه. وأرى أيضاً أنه كان في أفضل حالاته في هذه التجربة، الى جانب النجاحات الكبيرة التي صنعها في أعماله السابقة، فأنا أعتبر نفسي واحداً من جمهور أحمد السقا وأحرص على متابعة أعماله.
- هل حرصت على العمل مع السقا لأنه صديق أم لأنه فنان تعجبك أعماله؟
العمل الفني هو الذي يحدد الفنانين الذين يشاركون في تقديمه، فالفنان أحمد السقا له جمهور كبير، وهو واحد من أهم نجوم الشباك في السينما المصرية، ولهذا فالعمل معه إضافة لي.
أما على مستوى الصداقة فهي قوية بشكل كبير، وتمتد بيننا إلى نطاق الأسرة، فنحن دائماً ما نزور بعضنا، كما أنني أعتبر والدته والدتي أيضاً، وهي أيضاً تحبني جداً، ولا أستطيع أن أنسى مواقفها معي، فهي أم بمعنى الكملة ولها أفضال عليَّ، ولا أنسى أنها وقفت بجواري عندما تعرضت لأزمة صحية
- وكيف وجدت العمل مع الفنانة زينة؟
زينة ممثلة قوية جداً، استطاعت أن تقدم دورها كما ينبغي، وكانت مناسبة جداً للشخصية وقدمتها بإتقان شديد. وما يميز زينة قدرتها على تقديم نوعيات مختلفة من الأدوار، ولهذا نالت إعجاب الجمهور.
- ظهرت خلال أحداث الفيلم مدى صعوبة اللهجة السيناوية كيف اتقنتها؟
بالطبع اللهجة السيناوية والبدوية عموماً لم تكن سهلة تماماً، واحتاجت مني وقتاً ومجهوداً، خاصة أنني كنت شديد الحرص على إتقانها بشكل كبير، حتى أصل الى أكبر قدر من المصداقية عند الجمهور بوجه عام، وأهل سيناء بشكل خاص.
وبالفعل بذلت مجهوداً لكي أتعلم اللهجة، وأخذت على نفسي عاتق التدريب عليها، من خلال التحدث لفترات طويلة مع بدو سيناء، خاصة أنني اكتشفت أن بدو سيناء ليس لديهم لهجة موحدة كما نظن، لا بل كل منطقة في سيناء لها لهجتها... الأمر لم يكن سهلاً ولكنه كان ممتعاً.
- ألم تخش من تخليك عن وسامتك في أغلب مشاهد الفيلم؟
دائماً أحرص على البحث عن العمل المختلف، الذي يمكن أن يمثل مفاجئة للجمهور الذي يتابعني، لأني أشعر بأنني ملزم تجاه الجمهور بأن أتعب من أجل أن أنال رضاه، وأحافظ على ثقته التي وضعها في شخصي، لهذا أبتعد دائماً عن الأدوار السطحية التي اعتاد الجمهور على مشاهدتها، وأبحث عن الأدوار الصعبة والمركبة.
ولم يفرق معي أبداً أن أتخلّى عن وسامتي، حتى يصدق الجمهور الشخصية التي ألعبها، وعموماً لم أعد أعتمد على وسامتي في أدواري، ولست في حاجة لذلك لأني ممثل في الأساس.
- هناك من اتهم الفيلم بأنه ممول من وزارة الداخلية المصرية لتجميل صورتها، فما ردّك؟
هذا الكلام غير حقيقي، ومن شاهد الفيلم يعرف أن الكلام الذي يتردد ليس له أساس من الصحة، لأن الفيلم لا يجمل صورة الداخلية، بل على العكس قدمنا موقفاً طبيعياً لضابط يقوم بدوره في مكافحة تجار المخدرات، والفيلم لم يظهره بصورة مثالية، كما أن القصة مأخوذة من أحداث حقيقية.
- وما هي أصعب المشاهد التي واجهتها في الفيلم؟
كثير من مشاهد الفيلم لم تكن سهلة، وغالبيتها كانت تحتاج الى تركيز عالٍ، وكانت هناك صعوبة على فريق العمل بالكامل في تصوير المطاردات، خاصة أنها كانت في الصحراء والجبال.
لكن كل هذا التعب كان ممتعاً جداً لأن فريق العمل كان متفاهماً ومجتهداً، وله هدف واحد وهو النجاح.
- تميزت الشخصية التي قدمتها باللمسة الكوميدية، هل حرصت على ذلك حتى تقلل من كراهية الجمهور للشخصية لما فيها من شر؟
الشخصية في السيناريو كانت مكتوبة بهذه الطريقة، فرغم جبروت تاجر المخدرات الذي لعبت دوره، إلا أنه على الجانب الآخر إنسان بسيط وخفيف الظل.
وهذه طبيعة كثير من الشخصيات في هذه الفئة. وكنت حريصاً على الالتزام بالسيناريو وتوجيهات المخرجة ساندرا نشأت، لأني أثق كثيراً برؤيتها.
- هل انتهيت من تصوير فيلم «حلم عزيز»؟
بالفعل انتهينا من تصويره في وقت قياسي، والتجربة كلها كانت مميزة ومنظمة جداً، وهذه طبيعة المخرج عمرو عرفة، فهو يقيس كل الأشياء ويضع حساباته، ولهذا لم نستغرق وقتاً طويلاً رغم أن الفيلم يدور في إطار مختلف، وكان يحتاج إلى بناء ديكورات وتفاصيل أخرى. ومن المفترض عرض الفيلم قريباً.
- ولماذا اخترت شريف منير ليشاركك بطولة هذا الفيلم؟
لي الشرف أن أتعامل مع فنان بحجم شريف منير، فهو موهوب، يحب عمله ويختار أعماله بشكل جيد.
- هل نتوقع استمرارك في تقديم البطولات المشتركة؟ ومن هم الفنانون الذين تحب العمل معهم؟
أتمنى أن تكون أعمالي متنوعة بين البطولات الجماعية والمطلقة، وأتمنى التعاون مع كل الفنانين، خاصة كريم عبد العزيز وهاني سلامة وأحمد حلمي، لأنهم يقدمون أعمالاً مهمة، ومن الممتع أن أتعاون معهم.
- هل تشعر بقلق على ملامح المجتمع المصري بعد سيطرة التيارات الدينية بهذا الشكل واحتمالية وصولهم للحكم؟
المجتمع المصري له طبيعة تجعله يحافظ على هويته، كما أنه قادر على امتصاص كل المستجدات التي تطرأ عليه، فما بالك عندما نتحدث عن كيان موجود في المجتمع المصري ومولود معه؟ لهذا لا أشعر بقلق من التيارات الدينية، لأنها جزء من المجتمع المصري، وليس هناك أي داع للقلق لأن المصريين معروفون بالوسطية والبساطة، ولن تتغير ملامحهم الطيبة مهما حدث.
- في ما يخص الفن، ألا تخشى من مضايقات المتشددين؟
لا أعتقد أن هناك خطراً على الفن الجيد، فالعمل الفني الناضج والعميق والممتع لن يستطيع شيء أن يؤثر فيه.
- لماذا ابتعدت عن الدراما التلفزيونية التي حقّقت فيها نجاحاً كبيراً في مسلسل «الأدهم»؟
كنت أتمنّى أن أجد مسلسلاً متكاملاً أعود به الى الدراما التلفزيونية. وهناك أكثر من مشروع للعودة، لكن الأقرب إليّ كان مسلسل عن حياة رجل الأعمال المعروف أشرف مروان، وبالفعل بدأنا التجهيز لنبدأ تصويره في الوقت المناسب.
- هل ما زلت تبحث عن ابنة الحلال؟
بالتأكيد، وعندما تطرأ في حياتي أي تجربة رسمية لن أتردّد في إعلانها لكل جمهوري، فلا يوجد ما يجعلني أخفي خبر ارتباطي. على العكس أريد أن أفرح وأٌشرك الجمهور الذي أحبه كثيراً ويحبني في أي مناسبة سعيدة في حياتي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024