تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هاني رمزي: منافستي لمحمد هنيدي...

ينفي النجم الكوميدي هاني رمزي أن يكون لمسلسله الجديد «ابن النظام» أي علاقة بشخصية جمال مبارك، ابن الرئيس المصري السابق، ويتحدّث عن أسباب حماسته لهذا العمل الذي يخوض به سباق شاشة رمضان المقبل.
كما يتكلّم عن المنافسة مع النجوم الكبار، وعلاقته بمحمد هنيدي وحقيقة تدخله في ملابس أميرة فتحي وخلافه مع إيمي سمير غانم، ويبدي رأيه في تامر حسني ومحمد فؤاد، وعندما سألناه عن قضية عادل إمام قال: «ما حدث إهانة لنا كلّنا».


- ما الذي حمسك لتقديم مسلسل «ابن النظام»؟
هو مسلسل سياسي اجتماعي ينتقد الوضع الحالي، ويقدم رسالة توضح أن الشعب المصري يتفهم التلاعب الذي يحدث الآن، ولن يسكت على حقه، من خلال قصة ابن أحد رجال النظام الذي يكشف العمليات القذرة التي كانت تجري في ظل النظام السابق، مثل العمولات الخارجية التي تستهدف ضرب مصر، والرشاوى وتهريب الأموال، وتورط البعض في إدخال المخدرات إلى البلاد، بالإضافة إلى بعض الصفقات المشبوهة التي تورط فيها كبار رجال الدولة.
ويشاركني البطولة مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم حسن حسني ولطفي لبيب وأميرة فتحي ورجاء الجداوي وميمي جمال.

- هل صحيح أنك تقصد بابن النظام شخصية جمال مبارك؟
لم أقصد شخصية جمال مبارك، لأن البطل رمز للفساد والظلم عموماً ولكل مسؤول يظن أن الشعب سيصمت على مصائبه. المسلسل رسالة لكل ابن مسؤول يستخدم نفوذه.

- تردد أنك تدخلت في اختيار ملابس بطلة العمل أميرة فتحي فهل هذا صحيح؟
أعتقد أنني أكبر من ذلك. أميرة فنانة كبيرة شاركتني من قبل فيلم «ظاظا رئيس جمهورية»، وهي صديقة عزيزة وفنانة متميزة وأنا أكبر من أن أتدخل في طريقة ملابسها، ولا أعلم لماذا يتهمونني دائماً بالتدخل في ملابس من تعمل معي، فقد سبق أن اتهموني بخلافات مع نيكول سابا بسبب ملابسها، رغم أنني لا أتدخل في ما لا يعنيني.

- رغم خلافاتك مع مدينة الإنتاج الإعلامي تقدّم هذا العام مسلسلاً من إنتاجها، لماذا؟
العملية الفنية في مصر كانت مضطربة بشكل كبير، لأننا تعاقدنا على أجور ولم نأخذها، وخفضنا أجورنا إلى أقل من النصف كوسيلة لإنهاض الإنتاج بعد الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها مصر، وهذا كان سبب الخلاف مع مدينة الإنتاج.
لكن هذا العام تعاقدت على أن أحصل على أجري كاملاً.

- ما ردك على اتهامك باستغلال الثورة في هذا المسلسل؟
بالعكس، لم أتحدث عن الثورة طوال أحداث المسلسل، بل تحدثت عن نظام سياسي واضح، وتناولت مشاكل رؤوس النظام السابق حتى تنحي حسني مبارك.
وشرحت بالتفاصيل كيف كان يتعامل رؤوس النظام مع الشعب، وهذا ليس استغلالاً للثورة، فأنا أقدم عملاً يصلح لكل زمان ولكل بلد، وهو تأريخ لفترة مهمة في حياتنا كمصريين.

- ما حقيقة تعرّض المسلسل لمشكلات مع الرقابة على المصنّفات الفنية؟
عندما عرضت العمل على الرقابة رفضوا بعض المشاهد بحجة أنها مساس بالنظام القادم، أو تتناول بشكل ما شخصيات معروفة، لكنني رفضت الانصياع لهم، وأرسلت إلى الرقابة رسالة أكدت فيها أن مصر قامت فيها ثورة على كل شيء، وأهمها المناداة بحرية الفن ومناقشة سلبيات أي نظام أياً كانت قوته، لأننا لن نسكت بعد اليوم.
والحقيقة أني حزين لهذا الموقف، لأن الكل خائف على كرسيه، ولا أحد يبحث عن مصلحة البلد.
وبالفعل واجهت مشكلة ورفضت حذف أي مشاهد، لأنني أراها مناسبة للأحداث ومهمة للسياق الدرامي، وسيخرج المسلسل بالشكل الذي أريده.

- هل ستتمكن من إنهاء تصوير المسلسل قبل العرض الرمضاني؟
انتهيت من تصوير 10 ساعات وبقيت 8 ساعات فقط، وأعتقد أننا سننتهي على الأقل في أول عشرة أيام من شهر رمضان، وأتمنى أن يحظى المسلسل بنسبة مشاهدة عالية.

- هذا العام يدخل السباق الرمضاني الفنانون محمود عبد العزيز وعادل إمام ويحيى الفخراني ونور الشريف، فكيف ترى المنافسة معهم؟
أنا سعيد جداً بهذه المنافسة، فهي دليل على الريادة المصرية في الدراما، ويكفي أن كبار النجوم سيقدمون أعمالاً كوميدية بموضوعات مختلفة، وهو ما يعني أن الجمهور سيستمتع، وأنا واحد منهم، وسأتفرغ لمتابعة مسلسلاتهم، خاصة أنني أعتبر عادل إمام مثلي الأعلى، وأنتظر محمود عبد العزيز على أحرِّ من الجمر، وأعتقد أنه كلما ارتفعت قيمة الأعمال المقدمة ازداد الإقبال، فأنا غير متخوف من المنافسة.

- هناك من يتهمكم كنجوم بأنكم تخلّيتم عن السينما واتجهتم إلى التلفزيون، فما ردك؟
لا يمكن أن نتخلى عن السينما، لكن العمل الجيد دائماً ما يفرض نفسه، فلا يوجد نجم سينما ونجم تلفزيون إنما هناك ممثل قادر على تقديم عمل سواء كان سينمائياً أو تلفزيونياً أو مسرحياً.
وأنا سعيد بعودة كريم عبد العزيز إلى الدراما بعد آخر مسلسلاته «أميرة في عابدين»، وأعتقد أنه سيقدم عمل أكشن متميزاً. أيضاً أحمد السقا غاب فترة طويلة عن الدراما منذ آخر مسلسل له «نصف ربيع الآخر»، وسيعود بمسلسل «الخطوط الحمراء».
وشريف منير أيضاً يقدم هذا العام مسلسل «الصفعة» وهو المسلسل الوحيد من نوعية أعمال الاستخبارات والجاسوسية، ويحكي تفاصيل إحدى الحقائق في حرب أكتوبر، من خلال جاسوس إسرائيلي، وهو نوعية جديدة من المسلسلات.
وأنا سعيد لاختلاف النوعيات المقدمة هذا العام، فالموسم الدرامي سيكون الأقوى على مدى العشر سنوات الماضية. وهذا لا يعني أننا هجرنا السينما، لكن بحكم الوضع السياسي أصبحت صناعة السينما في خطر، وتقديم عمل يحقق نجاحاً يحتاج إلى شركة إنتاج مغامِرة، لذلك فالدراما هي الحل الآن.

- ماذا حققت في التلفزيون؟
الذهاب إلى الجمهور في البيت أمر صعب، فجمهور السينما ينزل ليبحث عن عمل يجذبه، لكن أن تظهر في التلفزيون وتتمكن من المنافسة بين 60 مسلسلاً وتنجح، هذا هو الصعب. وكلما وجدت سيناريو يقدمني بشكل جديد أقدم عليه، وإذا شعرت بأنني أكرر نفسي لن أقدم عملاً تلفزيونياً.

- لماذا لم تشارك في جبهة حرية الإبداع؟
أتشرف أن أكون شريكاً في هذه الجبهة، لكن للأسف لم أكن موجوداً في مصر وقت إشهارها والدعوة إليها. وفي رأيي أن وظيفة الرقابة ليست حذف مشاهد والتعليق على لقطات ما، لأنه لا يجوز لموظفين غير دارسين للسينما ولا لرسالة الفن أن يطلبوا منا تقديم عمل بمعاييرهم الشخصية.
أنا مع إلغاء الرقابة التي تفرض رأيها على فكر الأطفال والشباب والكبار، وتمنح نفسها حق الحكم على أي لقطة أو مشهد دون مراعاة مدى تأثير ذلك على الفيلم. وحقيقة أنا متخوف من دور الرقابة في الفترة المقبلة ومن أن يكون هدفها الرئيسي محاربة الجرأة الفنية بكل صورها لتعود بذلك مئة عام إلى الوراء.
وأتمنى أن يكون جهاز الرقابة بحجم مسؤولية ثورة مثل «ثورة يناير» التي تدعو الى الحرية، بعد أن أصبح كل شيء متاحاً وأصبح بإمكان أي إنسان أن يعرف ما يريد عبر الإنترنت، فما يحدث في العالم ينتقل إلينا في لحظات، وأصبحت تابوهات الجنس والدين والسياسة كلاماً لا أساس له من الصحة، لأن المبدع من حقه أن يناقش ما يريد، ومن لا يريد مشاهدة ذلك فلا ينزل إلى السينما، ولديه 800 قناة فضائية يشاهد عليها ما يريد.

- هل لديك تخوّف على مستقبل مصر الفني؟
المبدعون في مصر لن يتأخروا عن حماية الفن والفنانين، لأن الفن سفير مصر في الخارج، ومرآة مصر أمام العالم. وأعتقد أن الفن ليس في خطر، لأن هناك من يدافع عنه، وأنا ضد أي إنسان يطالب بالتحكم في الفن، فلابد أن نتغير إلى الأفضل وأن تصبح مصر دولة مؤسسات، كل فرد فيها مسؤول عن عمله فقط.
وأعتقد أن محبي الفن في مصر قادرون على إقامة ثورة لحماية فنهم ضد أي شخص أو جماعة، لأن مصر كانت دائماً رائدة الفن في العالم العربي، والمساس بفنها مساس بكينونتها، وهو ما نرفضه.

- في رمضان الماضي انحصرت المنافسة الكوميدية بينك ومحمد هنيدي، فهل أثرت هذه المنافسة على صداقتكما؟
إطلاقاً، فالمنافسة بيننا قائمة طوال الوقت دون أن تؤثر أبداً على علاقتنا الطيبة. والعام الماضي قدمت مسلسل «عريس ديلفري»، وكان يدور حول زواج المصالح بشكل كوميدي، وهنيدي قدم موضوعاً كوميدياً جميلاً شكّل امتداداً لفكرته في فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين»، والمنافسة كانت لصالحنا نحن الاثنين.
وأنا من مشاهدي هنيدي، وأرى أنه من أفضل الكوميديانات في مصر، وأراه منافساً قوياً لي في الدراما، بصرف النظر عن طبيعة الكوميديا التي نقدمها.

- لماذا تصرّ على غناء تيترات مسلسلاتك بنفسك؟
لست مطرباً، ولكن عندما أقدم عملاً ويعرض عليَّ المؤلف أن أغني تيتره، وتكون عادة أغنية دويتو كوميدية أو حدوتة بين أبطال المسلسل، أوافق على الفور، فكل التيترات التي غنيتها، سواء في «مبروك جالك قلق» أو «عريس ديلفري» أو «عصابة بابا وماما» كانت كوميدية وتدلّ على تفاصيل المسلسل.

- ما حقيقة وجود خلاف بينك وإيمي سمير غانم بعد آخر مسلسلاتك «عريس ديلفري»؟
كلها شائعات مغرضة، علاقتي بإيمي قوية جداً، وأعتبرها من أقوى الممثلات اللواتي وقفت أمامهن، وهي كوميديانة من الدرجة الأولى، وكنت أتمنى أن تشاركني في كل أعمالي، لكن للأسف كل سيناريو له الممثلة التي تناسبه والمخرج هو من يختار فريق العمل، وسأكون سعيداً إذا وقفت أمامي مرة أخرى.

- ما ردك على من يتهمونك بالتدخل في عمل المخرج؟
أنا مؤمن بأن لكل إنسان عمله، وأنا مع مخرج مميز أركز فقط على عملي، ولا أتدخل في السيناريو أو الإخراج إلا في الجلسات الابتدائية للعمل، التي يبدي فيها كل منا رأيه ليخرج العمل بشكل أفضل.

- أين هاني رمزي من المسرح؟
للأسف المسرح في مصر في حالة يرثى لها، لأن العالم كله يتغير ويضع قواعد جديدة للعمل المسرحي، بالإضافة إلى التطور في شكل المسرح وطبيعته.
وفي مصر نتراجع كثيراً، لذلك فخطوة المسرح مؤجلة عندي لفترة طويلة، وأتمنى أن يعود كما كان، ولن أنسى فضل المسرح وبالطبع الفنان محمد صبحي أول من قدمني على مسرحه ضمن فرقته.

- لماذا ابتعدت عن الأعمال الإذاعية؟
بالعكس لم أبتعد، فأنا أحافظ أن يكون كل عام لي مسلسل إذاعي، وهذا العام سأقدم مسلسلاً مع نيكول سابا، لكن حتى الآن لم نستقر على السيناريو.

- من هن الفنانات اللواتي تتمنى العمل معهن؟
أتمنى العمل مع كل الفنانات، خاصة منى زكي، وأن أعيد العمل مع درة التي قدمت معها «سامي أوكسيد الكربون»، وكانت من الفنانات المميزات. أيضاً أتمنى العمل من جديد مع هند صبري ومنة شلبي وغادة عادل التي قدمت معها عملاً إذاعياً وآخر تلفزيونياً حققا نجاحاً كبيراً.

- هل ترى أن معايير النجومية تغيرت لدى الشباب في مصر بعد ظهور نجوم تركيا ونجاحهم في خطف الأضواء؟
السينما المصرية أنجبت رشدي أباظة وفريد شوقي، الأول اتسم بوسامته والثاني بقوته. دائماً مصر ولّادة، والنجومية لم تكن لها معايير سوى تقبل الجمهور للفنان وما يقدمه. وفي اعتقادي أن الفنان يتقبّله الجمهور عندما يشعر بكاريزيمته وذكائه، بصرف النظر عن أي شيء آخر.

- كيف ترى غزو المسلسلات التركية وتأثيرها على المسلسلات المصرية؟
لكل منهما مذاقه، فالمسلسلات التركية تقدم صورة واضحة وجميلة، بالإضافة إلى تفاصيل كثيرة، فهي تقدم على طريقة «السوب أوبرا» التي تسير أحداثها ببطء شديد. ورغم ذلك أرى أن المسلسل المصري لا تهدد نجاحه أي نوعية أخرى من المسلسلات.

- ما رأيك في اتجاه المطربين الى التمثيل أمثال تامر حسني ومحمد فؤاد؟
الفن ليس فيه تقسيم، فلا يمكن أن نقول إن هذا المطرب يجب ألا يمثل، فمثلاً عبد الحليم وفريد الأطرش كان جزء كبير من نجاحهما كمطربين عبر أفلامهما، لذلك الفنان هو البطل الشامل الذي بإمكانه أن يقدم عملاً جيداً، بصرف النظر عن مهنته. وأرى أن تامر حسني ومصطفى قمر ومحمد فؤاد نجحوا في التمثيل وقدموا أعمالاً أعجبت الجمهور.

- كيف ترى قضية الفنان عادل إمام المتهم فيها بازدراء الأديان؟
أعتقد أن هذا تهريج وعار على الفن المصري أن يصمت لمثل هذه المهاترات. كيف لي أن أمتنع عن الكلام وعن الحوار في كل شيء بحجة أنها تابوهات ممنوع الكلام فيها؟ أعتقد أن وصف عادل إمام «بمزدري الأديان» إهانة لكل فناني العالم، ولا يجوز السكوت عن هذه الإهانة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079