الإعلامية مها غنام: المرأة السعودية في جعبتها الكثير
أحبّت المجال الإبداعي منذ الصغر، ورأت في الإعلام بيئة خصبة لممارسة الإبداع، فبدأت مشوارها من مقعد الدراسة لتوفر لنفسها أرضية أكاديمية قبل دخولها معترك الحياة العملية.
عملت في الصحافة المكتوبة والإذاعة، وما زال التلفزيون خطوة تطمح إليها. تحلم بتقديم برنامج قصصي للأطفال بطريقة مختلفة، وتؤمن بأن النجاح الإعلامي يأتي من الكلمة الصادقة.
«لها» التقت مذيعة «يو إف إم مها غنام» وكان هذا الحوار.
- كيف كانت بدايتك في الإعلام؟
بداياتي كانت كمحررة في جريدة «عكاظ» ومجلة «رؤى»، ولكن قبلها كانت لي بعض الكتابات في بعض الجرائد الورقية والإلكترونية وإحدى الإذاعات الإلكترونية أيضا كفترة تدريب لي بعد تخرجي من كلية الإعلام في جامعة القاهرة حيث كان تخصصي هو الصحافة، ومن ثم كانت خطوة الانتقال إلى إذاعة «يو اف ام» وأصبحت مذيعة.
- لماذا لم تتجهي الى التلفزيون؟
فكرة التلفزيون ليست مرفوضة بدليل أنني كنت في فترة من الفترات سأقدم برنامجا للأطفال بالفعل في إحدى القنوات المحلية لولا بعض الظروف التي طرأت على حياتي وحالت دون تنفيذ هذه الفكرة وقتها.
- كيف استطعت أن تختصري كل شيء وتتجاوزي كل العقبات لتصلي إلى ما أنت عليه الآن؟
عالم الإعلام عالم شاق وممتع، وعلى كل شخص يرغب في دخول هذا هذا المجال أن يعلم أن وقته لن يكون ملكه وأنه سيواجهه العديد من الصعاب والعقبات في بداية طريقه.
ولكن إذا كان لديك هدف محدد وتحب هذا المجال فستجد متعة في مواجهة كل ما يعترض طريقك للوصول إلى مرادك في النهاية.
- ما الذي شدك إلى الإعلام فاخترته تخصصاً لك في الجامعة؟
كنت متفوقة في دراستي طوال مراحل حياتي، وفي مرحلة الثانوية العامة حصلت على معدل مرتفع يؤهلني للاختيار ما بين كليتي الإعلام والألسن للغات، فاخترت كلية الإعلام لأنها الأقرب إلى ميولي الفنية بطبعي حيث كنت أتمنى من الصغر أن أصبح مصممة ديكور، وأحسست بأن مجال الإعلام سيتيح لي أيضا فرصة الإبداع ووضع بعض اللمسات الفنية ولكن بشكل آخر.
- ما الصعاب التي واجهتك في بدايتك الإعلامية؟
في مجال الصحافة واجهت بعض الصعاب خصوصا أنني أحببت ألا أكون صحافية تقليدية فاقتحمت العديد من الأحياء العشوائية ودور المسنين والمستشفيات، وأعددت تغطيات موسعة لمرضى الإيدز والفشل الكلوي، وغيرها من التحقيقات التي تستدعي الجرأة واقتحام الحدث للتغطية الحية.
كانت الكثير من مواضيعي تتصدر الصفحة الأولى في الجريدة رغم حداثة عمري المهني ولله الحمد.
أما في مجال الإذاعة فالموضوع كان مرهوناً بالخوف من مواجهة المايكروفون في البداية ولكن تجاوزت هذه المرحلة وأصبح همّي الآن هو انتقاء كلماتي على الهواء.
- ما مدى رضاك عما تقدمينه في إذاعة u fm ؟
من الصعب على الإنسان أن يقوّم جهوده وعمله، ولكن أعتقد أنني راضية بنسبة كبيرة جداً عما أقدمه، والحمد لله الذي أعطاني هذه الفرصة وبيئة العمل النظيفة الخلاقة للإبداع.
- ما هي أهم البرامج التي قدمتها وما البرنامج الذي تحلمين بتقديمه؟
أول ظهور لي على الهواء مباشرة كان من خلال النشرات والمواجز الرياضية، تزامنا مع كأس أمم آسيا ومع بداية انطلاقة الإذاعة، إضافة إلى تسجيل التقارير لبعض البرامج الأخرى.
أما أول برنامج لي فكان «صباحكم خير»، ومن ثم البرنامج الرياضي «عناوين الرياضة»، وحاليا أقدم البرنامج الصباحي «كافيه تايم» بالاشتراك مع زملائي محمد، طارق وبسمة.
وحلمي هو أن أقدم برنامجا قصصيا للأطفال مختلفا عن البرامج المألوفة التي تقدم للأطفال حاليا.
- هل من الممكن أن نشاهد مها غنام في قناة تلفزيونية؟
هذه الخطوة في الحسبان ولكنها مؤجلة حاليا لأجل غير مسمّى، لأنني أتمنى أن أثبت نفسي في كل مجال أدخله. لذا لابد من التفكير الجيد وانتقاء المحتوى قبل الظهور في التلفزيون.
- هل أنصف إعلامنا المرأة السعودية؟
اعتقد أن المرأة السعودية تجاوزت فترة الركود ووصلت إلى مرحلة الاحتراف في الكثير من المجالات وهذا شيء واضح لا يستطيع أحد أن ينكره، فأصبحنا نرى فتاة سعودية ناجحة في كل مكان، وهذا دليل ملموس وواقعي على قوتها وصلابتها في مواجهة كل الانتقادات.
- يشاع أن بعض مذيعاتنا غير مؤهلات ويتم استغلالهن من المحطات للتسويق. ما رأيك؟
لا أعلم إن كانت هذه حقيقة أم مجرد شائعات، ولكن لا شك في أن في كل مجال دخلاء لا يمتون إليه بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
- في المجتمع السعودي، هل العادات والتقاليد تنافي ظهور المرأة الإعلامية بشكل خاص؟
أعتقد أنه أصبح لدينا الوعي الكافي كمجتمع شرقي وخليجي بشكل عام وسعودي بشكل خاص، للتفرقة ما بين الغث والسمين في ما يقدم من خلال المنبر الإعلامي، وظهور المرأة إعلاميا ليس هو المشكلة تحديداً، وإنما بيت القصيد يكمن في ما تقدمه هذه المرأة من محتوى إلى الجمهور.
- هل نجحت المذيعة السعودية في الفضائيات؟
أنا لست مع تحديد الهوية أو الجنسية لنجاح المذيعة، ولكن مما لاشك فيه أن المرأة السعودية تخطت الكثير من الحواجز والعقبات وبدأت خطواتها الفعلية لإثبات موهبتها في المجال الإعلامي، واعتقد أنه لا يزال في جعبتها الكثير لتقدمه.
- ماذا يعني لك فوز إذاعة ufm بلقب أفضل إذاعة عام ٢٠١١؟
فوز الإذاعة بهذا اللقب هو فرحة كبيرة لي ولجميع العاملين فيها، لأنه ثمرة جهودنا خلال سنة كاملة من التحضيرات والإعداد والتقديم لنخرج بأفضل صورة، ونطمح إلى الأفضل دوما في المستقبل بإذن الله.
- ما هي مقاييس النجاح التي يجب أن يملكها الإعلامي حتى نصنفه أنه ناجح؟
الموهبة الصادقة المصقولة بالدراسة، والثقافة العالية من خلال الاطلاع على كل جديد، بالإضافة الى العفوية وسلاسة الطرح، من خلال إيصال المعلومة دون تكلف والبعد عن المثالية أيضا هي المعايير الحقيقية للمذيع الناجح.
- هل تؤمنين بالمحسوبية في الإعلام السعودي؟
المحسوبية موجودة للأسف في كل المجالات وكل الدول وليست قصراً على الإعلام عموما أو الإعلام السعودي تحديدا ، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
- هل تأثرت مها غنام بمدرسة إعلامية معينة؟
ليست هناك مدرسة إعلامية معينة أتبنى وجهة نظرها تحديداً، ولكني أرى أن الكلمة الصادقة تخترق كل الآفاق لتصل إلى الجمهور.
- في نهاية اللقاء ما الذي بقي في جعبتك وتودين قوله؟
أتمنى أن أقدم شيئا مختلفا من خلال مسيرتي الإعلامية، و أن يصبح صوتي أشبه بكبسولة الدواء التي تريح كل من يتناولها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات