خالد عجاج: الغناء في مصر...
غاب عن الساحة الغنائية فترة طويلة، وبعدها عاد بألبوم «بنت الحتة» ليختفي مرة أخرى، وإن كان يؤكد أن اختفاءه هذه المرة لم يكن بيده.
المطرب خالد عجاج يتحدّث عن أسباب اختفائه، ومساندة محمد فؤاد له، ويعترف بندمه لترك نصر محروس، ويكشف تفاصيل تعاقده مع محسن جابر، ويعترض على اختزال الغناء في مصر في عمرو دياب وتامر حسني، ويبدي رأيه في شيرين عبد الوهاب، ويكشف سبب عدم دخوله عالم السينما حتى الآن رغم العروض الكثيرة التي تلقاها.
- بعد أن عدت إلى الساحة الغنائية في بداية العام الماضي بألبوم «بنت الحتة» لماذا اختفيت مرة أخرى؟
قبل طرح الألبوم كان الاختفاء بيدي، لأنني شعرت بالملل من الغناء ومررت بظروف نفسية كثيرة ومشاكل أسرية. لكن اختفائي بعد طرح الألبوم لم يكن بيدي، فبعد أيام قامت الثورة التونسية مما جعل الوطن العربي كلّه في ترقب مستمر لتطورات الأحداث.
وبعدها جاءت تفجيرات كنيسة القديسين، التي أثرت بالسلب على الألبوم، وعقب ذلك بأيام قامت ثورة «25 يناير»، ومن وقتها حدث خلل كبير في ظروف الغناء في مصر والوطن العربي، فكان الاختفاء طبيعياً.
- لكن على الأقل كان بإمكانك تصوير كليب، فلماذا لم تفعل ذلك؟
كان هناك اتفاق من بداية الأمر على تصوير أغنيتين من الألبوم، فصوّرت «بنت الحتة» مع المخرج ياسر سامي، والثانية كان من المفترض تصويرها معه أيضاً، لكن الأوضاع الحالية تجعلني دائماً أفكر في تأجيل التصوير أو إلغائه.
- هل حقق الألبوم رد فعل خلال هذا العام؟
رغم كل ما حدث في المنطقة العربية تعتبر المبيعات التي حققها الألبوم جيدة. ومع أيام الألبوم الأولى جاءتني ردود فعل المستمعين وكانت طيبة للغاية، وكثيرون أثنوا عليه وقالوا لي إنني نجحت في العودة إلى مستواي.
- هل تعتقد أن اسم الألبوم ساعد في انتشاره خاصة أن «بنت الحتة» اسم غير منتشر؟
اسم اختير بمحض الصدفة، لأنه كان من المقرر أن يصدر بعنوان «كان فين»، وهي الأغنية التي كتبها أيمن بهجت قمر ولحنها محمد يحيي، وتم الاتفاق مع شركة عالم الفن المنتجة للألبوم على ذلك.
لكن عندما قدم لي الشاعر مصطفى مرسي أغنية «بنت الحتة»، قررت أن أجعلها اسم الألبوم وأعيد ذكريات أغنياتي القديمة التي تحمل مفردات غريبة، مثلما قدمت في أول ألبوم لي أغنية «شكا حكا» وألبوم «تعالالي» و«وحداني»، تلك الأغنيات التي غيّرت شكل الأغنية في وقتها.
- هل تعلم أن هناك أغنية للمطرب الراحل محمد عبد المطلب تحمل الاسم نفسه؟
عندما تم اختيار الأغنية وتسجيلها لم أكن أعرف ذلك، لكني وجدت البعض يرسل لي الأغنية الخاصة بعبد المطلب، وفي النهاية هذا توارد أفكار شعراء، وأكيد شرف لي أن أقدم عملاً باسم أغنية لمطرب عملاق مثل عبد المطلب.
- لماذا وافقت على الظهور بنيولوك يظهر سنك الحقيقية؟
أنا الآن تجاوزت سن الأربعين، وأحترم العمر الذي وصلت إليه، وأحب أن يعرف الناس حقيقة مظهري دون أي تعديلات أو تلاعب.
- هل ستتأخر في تقديم أعمال جديدة؟
بالتأكيد لن يحدث ذلك مرة ثانية، وأعترف بأنني أخطأت في حق نفسي كثيراً وحق جماهيري أيضاً، وتسبب ذلك بمشاكل كبيرة لي.
وربما حينها لم أكن أستطيع أن أفرق بين مشاكلي الأسرية وظروف عملي في الغناء، وأكبر مشكلة كانت أمامي حينها مرض والدتي رحمها الله، فكانت ظروف مرضها تمنعني من أتركها، وكان ابني أحمد دائماً ما يحاول مساندتي بعد وفاتها حتى أعود إلى الغناء.
- بمناسبة ذكر ابنك هل أصبح بالفعل مدير أعمالك؟
ابني أحمد أُرهق كثيراً معي في الفترة الأخيرة، فرغم دراسته أوكلت إليه مهمة مدير أعمالي، فهو من يوقظني دائماً من أجل تجهيز الأغاني، وكان يذهب لاستئجار الاستوديوهات التي يجري التسجيل فيها، وأيضاً الشؤون المادية من اختصاصه، وأهمها محاسبة العاملين معي في الأغاني من شعراء وملحنين.
- هل يمكن أن تقدم ميني ألبوم في ظل هذه الظروف التي يصعب فيها إنتاج ألبوم كامل؟
فكرة الميني ألبوم رائعة، لأنها تسهل وجود المطرب بثلاث أغنيات بحيث يتواصل بشكل دائم مع جمهوره، ولذلك أفكر في هذه التجربة.
- هل انتهى تعاقدك مع المنتج محسن جابر؟
تعاقدي معه كان يقتصر على توزيع ألبومي الأخير «بنت الحتة»، من خلال طرح البوسترات وإجراء الدعاية الخاصة للألبوم وتصوير الأغنيات.
وبالفعل تم توزيع الألبوم وتصوير أغنية وننتظر تصوير أغنية أخرى، بعد هدوء الأوضاع في مصر والمنطقة العربية.
- وهل أنت راضٍ عما قدمه لك محسن جابر؟
راضٍ بشكل كبير، خاصة أن الأوضاع الراهنة هي التي تسببت بمشاكل للألبوم، ولم تكن عيباً أو تقصيراً من الشركة المنتجة. فمحسن جابر ومن معه تعاملوا بكل جدية مع الألبوم ولم يقصروا في توزيعه أو تصوير أغانيه.
- هل نجاحك مع محسن جابر، أعاد لك طعم النجاح القديم مع نصر محروس؟
ليس هناك وجه للمقارنة، ما قدمته مع نصر محروس من بدايتي لا يختلف عليه اثنان، ولا أستطيع أن أنكر مجهود هذا الشخص معي، فهو ساعدني كثيراً وقدمنا أعمالاً حققت نجاحات مبهرة.
أصدرت معه خمسة ألبومات من أفضل ألبوماتي، بداية بـ«تعالى» عام 1994، و«وحشتني» عام 1995، و«أصعب حب» عام 1997، و«ولا دمعة» عام 1999، وأخيراً «وحداني» عام 2001.
وقدمنا معاً أغنيات مصورة حققت نجاحات كبيرة، مثل «يا ليل يا عين» و«في ناس» و«أصعب حب» و«تعالى» و«وحداني»، وكان لها شكل غنائي مختلف تماماً عن بقية الأغنيات في ذلك الوقت.
- ما دمت أحببت التعامل مع نصر محروس، فلماذا تركته وذهبت إلى روتانا؟
ظروف الساحة الغنائية تتغير من وقت إلى آخر، وكان عليَّ تجربة تعاون جديد والظهور لفئة مختلفة من الجماهير العربية، ورأيت وقتها أن شركة روتانا تستطيع أن تحقق لي ذلك، لكن حدث العكس، وهذا قد يتعرّض له أي فنان.
- هل تعترف بأنك أخطأت عندما تركت نصر محروس؟
بالتأكيد، أكبر خطأ ارتكبته في حياتي كان تركي لنصر محروس، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لما تركته، لكني أحمد الله على ما حدث وهذا نصيب.
- لماذا لم تعد إلى نصر محروس بعد انتهاء عقدك مع روتانا؟
خلال الفترة التي قررت فيها العودة إلى الغناء والتجهيز لطرح ألبوم جديد، كان المنتج نصر محروس يمرّ بوعكة صحية، وكان من الصعب أن أذهب إليه ونتناقش في تعاقدات وهو على فراش المرض، وحينها جاءني عرض شركة عالم الفن عن طريق صديقي علي المليجي، شريك محسن جابر، وتحدث معي جابر وقدم عرضاً جيداً فوافقت عليه ووقعت العقد.
- وكيف تغني من كلمات نصر محروس في ألبومك الأخير وهناك عتاب بينكما؟
بعيداً عن التعاقدات والعمل، أنا ونصر محروس صديقان وكل منا يحترم الآخر ويقدره. وعلى المستوى الفني، هو شاعر متميز ويقدم أعمالاً جيدة ويشرفني دائماً التعامل معه والغناء من كلماته.
- أعود بك إلى فترة تعاملك مع روتانا. لماذا كل هذا الهجوم الذي تقوده على الشركة؟
فترة تعاملي مع شركة روتانا جعلتني أكره الغناء وأفكر في الاعتزال، فخلال خمس سنوات صدرت لي ثلاثة ألبومات لم يحقق أي منها نجاحاً فعلياً.
ألبوماتي معهم «حقيقة واحدة» و«يوم» و«على قد حالي»، لم تظهر لها دعاية مناسبة، وإضافة إلى ذلك فإن الأغنيات المصورة لم تعرض وقت تصويرها، وكانوا يذيعونها وقت صلاة الفجر فقط على قنواتهم التي لا تحقق نسبة مشاهدة جيدة.
- هل تتهمهم بإهمالك؟
نعم، فوقت طرح ألبوم «على قد حالي» اتصلت بي الشركة لكي أرسل لها الصور الجديدة الخاصة بي ليستخدموها في حملة الإعلان عن الألبوم، وقد أرسلت الصور وتأكدت من وصولها إلى الشركة.
وبعد أيام، ذهلت عندما وجدت أن الإعلان الخاص بالألبوم الجديد يحمل صوراً قديمة لي من أيام ألبوم «شكا حكا» الذي طرح عام 1991 وهي بدايتي الفنية عندما كان شعري مجعداً ولي شاربان كبيران، فكان إعلاناً سيئاً للغاية.
وعندما اتصلت بهم قالوا إنه خطأ وسنحاول عدم تكراره، ولم يعدلوا ما حدث وظلت الحملة الإعلانية الضعيفة بتلك الصور القديمة.
- لكن روتانا أعلنت وقت انتهاء عقدك أنها رفضت التجديد لك بسبب قلة مبيعاتك؟
هذا الكلام عارٍ تماما من الصحة، أنا الذي كنت أتمنى أن أترك الشركة وأفسخ عقدي معها، لكني لم أستطع تحمل الشرط الجزائي، والألبومات رغم أن فيها أعمالاً جيدة، لم تحقق المراد بسبب عدم وجود دعاية من الأصل.
- هل أثرت فترة غيابك على نجوميتك؟
لم تؤثر عليَّ بشكل كبير، نظراً لأن الساحة لم يظهر فيها خلال فترة غيابي نجوم لمعوا وخطفوا الأضواء.
- لكن البعض يرى أن الساحة الغنائية في مصر أصبحت مقتصرة على مطربين اثنين فقط، هما عمرو دياب وتامر حسني!
هذا الكلام ليس صحيحاً، وإلا يجب على جميع المطربين أن يعتزلوا ويجلسوا في بيوتهم والاستماع فقط إلى عمرو وتامر.
مع تقديري واحترامي لهما، فإن الساحة الغنائية في مصر تضم مطربين عمالقة مثلهما، فهناك إيهاب توفيق ومحمد منير ومحمد محيي ومدحت صالح وآخرون.
وكل مطرب له طريقة تميزه عن الآخر، وتجد مطرباً ينجح في بلاد ما وله شعبية عريضة وفي بلاد أخرى ليس له شعبية.
- ألا ترى أن شركة عالم الفن اهتمت بتامر حسني على حسابك أنت وبقية المطربين؟
أنا سعيد بنجاح تامر، ولا يزعجني أبداً هذا، فهو شاب مصري وجميعنا نتمنى له التوفيق. وشركة عالم الفن لم تظلمني بسببه، فلا أستطيع أن أنكر اهتمام الشركة بأعمالي مثلما تهتم بأعماله، ويجب ألا ننسى أن عالم الفن تتبنى تامر إنتاجاً وتوزيعاً عكس التعامل معي.
- هل أثر جيل تامر حسني على جيلك؟
حال الحياة أن جيلاً يسلّم آخر، فمثلما كان دور جيلنا تسلّم المهمة من الجيل الذي سبقنا، يتكرر الأمر الآن مع الجيل الجديد وهذا ليس عيباً، وعليَّ أن أجتهد وأقدم أعمالاً جيدة تثبت مكانتي ووضعي لكي أنافس أبناء الجيل الجديد.
- من المطربون الذين وقفوا معك خلال ظروفك الصعبة؟
لا أستطيع أن أنسى دور أخي المطرب الكبير محمد فؤاد الذي كان دائماً يشجعني ويحثني على العودة الى الغناء وتقديم أعمال جديدة. وهناك الشاعر الغنائي مصطفى مرسي الذي لم يتركني لحظة وكان دائماً يبث فيَّ روح الأمل.
- ألم تفكر في تكرار تجربة دويتو «ليه يا دنيا» الذي قدمته مع محمد منير؟
بالتأكيد أتمنى ذلك، خاصة أن الدويتو حقق نجاحاً كبيراً وقت طرحه، إضافة إلى أن الغناء مع منير قيمة كبيرة. لكن هذا الدويتو جاء بطريق الصدفة، وأخشى أن أقدم دويتو آخر لا يرتقي إلى المستوى الذي قدمته مع منير، ولذلك أبتعد عن هذه الفكرة في الوقت الحالي.
- من أقرب المطربات إلى قلبك؟
اعشق صوت شيرين عبد الوهاب، فهي تمتلك إحساساً وصوتاً راقياً لا يختلف عليه اثنان، وحزنت للغاية عندما أوقفتها نقابة الموسيقيين في مصر عن الغناء، فمطربة مثل شيرين من العيب أن نتعامل معها بهذه الطريقة.
- لماذا تحب غناء تترات المسلسلات والأفلام؟
لأنها تساعد على انتشار النجم وتقربه من الجمهور، فمعظم التترات التي قدمتها أخيراً كانت رائعة وحققت نجاحاً مبهراً، مثل أغنية «مين في الحياة» التي قدمتها في فيلم كريم عبد العزيز «خارج عن القانون»، وأيضاً أغنية «وهكذا» في مسلسل «ريا وسكينة» تفاعل معها الجمهور بشكل جيد، خاصة أن الذي كتبها الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وكذلك تتر مسلسل «أدهم الشرقاوي» وأخيراً مسلسل «نور مريم».
- هل صحيح أنك رفضت أكثر من عرض بالتمثيل؟
عرض عليَّ أكثر من عمل سينمائي، لكن مجال السينما «موضوع شائك» له إيجابياته وسلبياته، فمن الصعب الموافقة إلا إذا توافرت الشروط التي تضمن لي النجاح من سيناريو جيد وفريق عمل متميز وإنتاج على مستوى عالٍ.
- لماذا لم تفكر في التمثيل منذ ظهورك في عالم الغناء؟
بعد نجاح المطرب محمد فؤاد في فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، عرض عليَّ المشاركة في فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، وكنت أرى أنها فرصة جيدة لدخول هذا المجال. لكن حينها قال لي نصر محروس: «كيف توافق أن تظهر كبطل ثانٍ للفيلم؟»، نظراً لأنني كنت سأقوم بدور الفنان أحمد السقا ورفضت العرض، لكن أحمد الله على ما حدث، وأتمنى أن يعرض عليَّ عمل جيد.
- هل يقلقك فشل بعض المطربين في التمثيل؟
بالتأكيد، ولذلك أنا لم أقرر اختيار أي سيناريو من المعروض عليَّ حالياً، لكن مازلت أدرسها كلها بعناية، فإذا أردت الظهور في مجال السينما فيجب أن أقدم شخصيتي الحقيقية دون تجميل أو إضافات، أي أحب أن أظهر بشخصية خالد عجاج.
- هل تنوي الحصول على دروس في التمثيل؟
أرى أن المطرب مثل الممثل، لديه خبرة في المجال الفني نتيجة الأغنيات التي صوّرها، وأعتقد أن لديَّ حساً فنياً بعد أن نجحت في تقمّص كل الأدوار التي عرضت عليَّ في الأغاني، وذلك بشهادة عدد كبير من النقاد، ولهذا لست في حاجة إلى أي دروس متخصصة.}
العلم المصري
أشعر بالسعادة عندما أرى اليوم علم مصر يظهر ويرفرف في معظم الأغاني المصورة لأصدقائي المطربين، سواء في الأغنيات الوطنية أو الدرامية، لكنني أحب أن أذكر الجمهور بأنني أول من كان له السبق في إظهار العلم المصري في الأغنية المصرية، عندما استخدمته في كليب أغنية «تعالالي» التي كتبها مصطفى كامل ولحنها صلاح الشرنوبي، وصُوّرت عام 1999 مع نصر محروس.
مشكلتي مع الضرائب
الإعلام ضخم مشكلتي مع مصلحة الضرائب، فرغم صدور حكم عليَّ في تلك القضية أقول إن هذا الأمر يحدث مع أغلب الفنانين.
وحالياً أسعى للتصالح مع مصلحة الضرائب لكي يسقط الحكم. والمشكلة سببها أن مصلحة الضرائب كانت ترسل الخطابات إلى عنوان منزلي القديم، وأنا لا أعلم بهذا الأمر، لأنني انتقلت للسكن في مدينة 6 أكتوبر قبل عامين، ولم أعلم بتلك الخطابات إلا بعد أن تداولت وسائل الإعلام هذه الأخبار.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024