تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

لما إبراهيم: لن نقف عند مهرجان كاليفورنيا...

رغم مشاركاتها السينمائية القليلة، استطاعت من تجربتها السينمائية الثانية أن تحصد الجوائز، فنال فيلم «في غيابات الحب» جائزة ثاني أفضل فيلم في مهرجان كاليفورنيا الأميركي، وهي تأمل أن يحصل الفيلم على جوائز أخرى عربية وعالمية.
هي الفنانة لما إبراهيم، التي لعبت دور البطولة في هذا الفيلم وجسدت شخصية استثنائية باعتراف كبار المخرجين العالميين، وكان للصداقة التي جمعتها بمخرجة العمل إيفا داوود دور في نجاح الفيلم ومصداقيته فنيا، وهما تتدارسان حاليا عملا سينمائيا آخر وقصة مختلفة.
وبعيدا عن النجاح السينمائي، استطاعت الفنانة إبراهيم أيضا أن تصبح إحدى نجمات الوسط الفني وذلك لكثرة أدوارها الفنية وتميز الشخصيات التي جسدتها في أكثر من عمل ونوع درامي في الأعوام القليلة الماضية.
عن أعمالها السينمائية والدرامية، وعن العائلة والحب في حياتها، كان لقاءنا مع الفنانة لما إبراهيم من خلال الحوار التالي:


- حصل الفيلم الذي شاركت ببطولته «في غيابات الحب» على جائزة ثاني أفضل فيلم سينمائي في مهرجان الأفلام القصيرة في أميركا؟
سررت كثيرا عندما علمت بخبر الحصول على الجائزة، وعندما انتهى تصوير الفيلم تناقشت مع مخرجة الفيلم إيفا داوود وقلت لها عندي إحساس أن هذا الفيلم سينجز شيئا في المهرجانات وسيأخذ نصيبه من الجوائز، فلقد تعبنا على الفيلم كثيرا وهو جدير بالنجاح.
ولن نقف عند مهرجان كاليفورنيا للأفلام القصيرة بل سنشارك في مهرجانات عالمية ان شاء الله واملنا كبير بحصد جوائز اخرى.

- ما الذي ميز هذا الفيلم عن غيره من الأفلام المشاركة، هل هي القصة، أم الإخراج، أم التمثيل...؟
اعتقد ان الفيلم كان مميزا ومكتملا من كل الجوانب (القصة والاخراج لإيفا داوود)، وعندما تكتمل العناصر يكون الفيلم ناجحا بلا شك.
أما عن أدائي فأترك الحكم لإيفا وأساتذتها ومن ثم لجنة الحكم في المهرجان، ولكني سررت كثيرا عندما أرسل لي البروفسور نورمان (وهو استاذ المخرج المشهور ستيفن سبيلبرغ) رسالة شفهية مع ايفا عن ادائي وقال اني كنت أمثل بعينيّ.

- هل توقعتم هذا الجائزة، ومن الذي نافسكم عليها؟
بصراحة لا، لم نكن نتوقع الفوز، فقد تنافس على الجائزة ثمانون فيلما من دول مختلفة، ولذلك لم نتوقع تلك الجائزة لكثرة المشاركة والمنافسة.

- الفيلم كان مشروع تخرج للمخرجة إيفا داوود، هل يمكن أن نعتبر هذا العمل بداية نجومية للمخرجة إيفا، وهل استمرت علاقتكما بعد العمل؟
نعم كان مشروع تخرجها من اكاديمية نيويورك للإخراج، وبصراحة ايفا تستحق أن تكون مخرجة مهمة لأنها مجتهدة كثيراً وتهتم بالتفاصيل وهي حساسة كثيرا في عملها تشعرك وكأن المشهد حقيقي وأن ما يحصل ليس تمثيلا حتى نصل إلى حد التفاعل مع العمل، فهي مخرجة تعرف ماذا تريد وإلى أين تريد أن تصل.
جمعتني بالمخرجة إيفا صداقة جميلة أثناء العمل، واستمرت حتى الآن، فأنا اعتبرها أختي الكبيرة وهي تتصرف معي على هذا الأساس، وهي إنسانة راقية ومثقفة وودودة، وهي زوجة وأم جميلة.

- ما هي قصة الفيلم وماذا عن دورك؟
يتناول الفيلم قصة امرأة اسمها «روز» وهي التي أجسد شخصيتها، وهي سيدة أعمال ناجحة تواجه أزمة عاطفية يرجع سبب جزء منها لإنشغال روز الدائم بعملها. وساهمت هذه الأزمة في سرعان ظهور حالة مرضية في دماغها تمزج من خلالها ما بين الأحياء والأموات من الأشخاص في عقلها حاليا ومن عرفتهم قبل عمليتها الجراحية لاستئصال الورم الدماغي.
في هذه الأجواء وقبل العملية تهرب روز من المستشفى لتمضي يوما كاملا برفقة من تحب. هذا شرح مختصر جدا للفيلم، لكن عندما يعرض سنرى تفاصل ومفاجآت تكشف كل شيء وتربط النهاية ببداية الفيلم لتتضح القصة كاملة.

- شاركت في السينما لأول مرة مع المخرج وليد حريب في فيلم «سبع دقائق إلى منتصف الليل»، بشخصية فتاة انتهازية تحاول إغواء المهندس الذي يعمل معها ليتزوجها بعد معرفتها بمرض زوجته. هل أنت مغرمة بالسينما؟
لا يمكن ان يكون هناك ممثل يحب مهنته ولا يغرم بالسينما أو يحلم بالعمل فيها. احب السينما كثيرا رغم قلة مشاركتي، فهي تخلق حالة جميلة للمشاهد تشعره وكأنه واحد من قصص هذا الفيلم.
والسينما فن لا يموت أبدا، فعندما نشاهد فيلم يعجبنا يمكن أن نعيده مرارا وتكرارا حتى ولو بعد سنوات طويلة، فالسينما تبقى في الذاكرة البصرية التي لا تنسى.

- ماذا عن السينما العربية، وهل هي سينما منافسة؟
لا يوجد سينما عربية بمعنى انه لا يوجد منافسة كبيرة كالسينما الأوروبية أو الأميركية، بل يوجد سينما مصرية حاضرة بقوة وأفلام قليلة من السينما السورية واللبنانية، وهي تنحصر في إطار أفلام المهرجانات.
لا ينقصنا شيء لنكون أقوياء سينمائيا بل نحن أقوياء فنياً من مخرجين وكتّاب وممثلين وفنيين، لكننا ضعفاء إنتاجيا ولا يوجد لدينا دور عرض كثيرة، على عكس الحال في مصر، فهناك المئات من دور العرض السينمائية وشركات إنتاج كثيرة جدا محصنة إنتاجيا.
ولا يوجد ممثل سوري لا يتمنى ان يتحقق هذا الأمر وان تكون لدينا سينما موجودة بقوة.

- هل من مشاريع سينمائية آخرى قريبة؟
لا ولكن هناك شيء يلوح في الأفق لبداية خلق مشروع جديد مع صديقتي المخرجة ايفا أيضاً وان شاء الله سيكون عملا سينمائيا طويلا هذه المرة.

- لماذا لم ينل مسلسل «يوميات مدير عام» في جزئه الثاني ذاك الصدى حصل عليه الجزء الأول، وهل كنت تتوقعين ذلك؟
عندما عرض الجزء الأول من العمل كنا ننتظره بفارغ الصبر ونتكلم عنه في المدرسة ونقلّد بعض شخصياته، أما الآن فأصبحت هذه الأعمال كثيرة جدا، بالإضافة إلى أن فكرة العمل معروفة من الجزء الأول فلم تعد تبهر الناس كثيرا.
ومع كل ذلك أجد أن العمل كان ناجحا ومتابعا.

- شاركت في مسلسل العشق الحرام الذي قارب أعمالاً قدمت خلال السنتين الماضيتين، هل نحن بحاجة لكثرة تلك الأعمال التي تعري مجتمعنا بهذه الطريقة؟
نحن بهذه الاعمال، مثل «العشق الحرام»، لا نعري مجتمعنا ولا نلفق قصصاً بل هذا هو الواقع ونحن نسلط عليه الضوء في اعمالنا، وبصراحة اكثر نحن نجمله في الدراما فيصبح أجمل بقليل من الواقع، لأن الواقع أمرّ من ذلك ولكن لا نستطيع اظهاره مثل الحقيقة مئة في المئة.
 وفي النهاية لا يوجد مجتمع مثالي والواقع مليء بالقصص الغريبة والسوداوية والقصص الجميلة ايضا. هو خليط لا نستطيع فصل شيء منه، واليوم المشاهد أصبح ناقدا من الدرجة الأولى، لا يتقبل المبالغة في الطرح، فالمطلوب هنا الصدق في الطرح وتقديم قصص من شارعنا العربي وحياتنا الواقعية.

- شاركت في مسلسلات بيئة شامية، فما هو العمل الأهم من بينها؟
«الحصرم الشامي» هو من أهم الأعمال الشامية حتى اليوم، فهو عمل موثق تاريخيا، واتمنى لو عرض العمل على الفضائيات ولم يقتصر على المشفر لأنه مهم جدا وجميل ومؤثر.

- شاركت في الجزء الثالث من «باب الحارة»، لكن لم نعد نراك في أجزاء أخرى، هل من خلاف بينك وبين المخرج، أم اختلفتما على الأجر؟
لا ابدا لا يوجد خلاف بيني وبين الاستاذ بسام الملا ولم نختلف على الأجر. بالعكس عندما شاركت في الجزء الثالث وقعت معه على بياض وتركت لهم وضع الاجر دون مناقشة لأنني كنت ارغب في العمل مع الاستاذ بسام، ولا اعرف لماذا غيبت شخصيتي في بقية الأجزاء وشخصية اختي الاخرى في العمل «علا بدر» مع ان العائلة التي تنتمي اليها شخصيتي هي عائلة ابو حاتم الحاضرة بقوة في العمل.
ولكن اعتقد أن هذه هي رؤية المخرج والكاتب.

- تشاركين اليوم في بطولة مسلسل تركي مدبلج جديد، ماذا عنه وماذا عن دورك فيه؟
نعم أشارك في مسلسل «السلطان سليمان»، وهو يحاكي فترة حكم السلاطين والأمبراطورية العثمانية، وأؤدي صوت فتاة يأتون بها من روسيا كجارية بعد ان يقتلوا اهلها بالغزو فيقع في غرامها السلطان وتتصاعد الاحداث تدريجا حتى تصبح زوجته لا تعنيه وتقع صدامات بينها وبين زوجته، وخصوصا بعد ان تنجب له ولداً. وهناك المزيد من التفاصيل المشوقة والجميلة.

- هل ما زال الجمهور العربي مهتماً بالأعمال التركية كما السابق، أم أنها موضة وستنتهي؟
نعم الجمهور العربي ما زال مهتما بالدبلجة الى الان ليس التركية فقط بل الايرانية والهندية والاميركية، واهلي من أهم المتابعين لأعمال الدبلجة.

- ما الذي تضيفه الدبلجة الى عملك كفنانة، أم أنها مجرد مصدر مادي في عملك الفني؟
احب الدوبلاج وهو تمثيل ولكن بالصوت فقط وهو الاصعب ويساعد على تدريب الصوت وفتح امكاناته وتغييرها. أنا أجد في الدبلجة متعة، ولم أعمل فيها من أجل الأجر لأن أجرها زهيد.

- هل حظيت بالفرصة الفنية الحقيقية التي تتمنينها، وما هي تلك الفرصة بالنسبة إلى لما؟
الى الان لم تأت تلك الفرصة التي انتظرها واحلم بها ولكن اشعر بانها آتية. وتلك الفرصة ليس لها ملامح محددة بل نشعر بأنها كانت الفرصة الحقيقية بعد نجاح العمل جماهيريا ونجاح هذه الشخصية بشكل خاص ومميز، ولكن جاءتني العديد من الفرص الذهبية كدوري في مسلسل «تخت شرقي» (نوار) ودوري في مسلسل «العشق الحرام» (منال).
وحتى الأدوار التي كنت فيها ضيفة على العمل كانت مهمة على صعيد النوع والكاركتر مثل دور (عبلة) في مسلسل «زمن العار»، ودور (صفاء) في «يوميات مدير عام».

- شاركت في أعمال مخرجين كبار، هل بت تشترطين اسم المخرج على العمل الذي تعملين به؟
طبعا لا اشترط اسم المخرج ابدا واحب التعامل مع كل المخرجين.

- كانت مشاركتك الأولى مع المخرجة رشا شربتجي من خلال مسلسل «العار»، هل تعتبرين أن هذا العمل ما زال الأهم حتى الآن في السنوات الأخيرة؟
طبعا «زمن العار» من اهم الاعمال في السنوات الأخيرة لأنه قدم مشكلات اجتماعية مهمة وسلط الضوء على انواع العار الاجتماعي في المجتمع، ودور عبلة من احب الادوار الى قلبي.

- من هي نجمة الوسط الفني السوري؟
لا استطيع ان اقول نجمة سورية الاولى بل لدينا نجمات كثيرات بأعمال مختلفة، لذلك لا أستطيع تحديدهن.

- كان هناك مشروع زواج منذ فترة وكان من المقرر أن تسافري مع زوجك، ما الذي حدث؟
نعم كنت مخطوبة السنة الماضية لاشهر قليلة لشاب يعيش في اميركا، لكن الخطبة لم تستمر ولم يكتمل مشروع الزواج لأسباب عدة.

- هل من فكرة ارتباط حالياً وهل أنت مع الزواج الفني أم ضده؟
انا لست ضد اي زواج من الفن او من خارجه لكن المهم ان يكون هناك حب حقيقي وتفاهم على كل الامور بين الشريكين، وحاليا لايوجد فكرة ارتباط رسمي، لكن أنا مرتبطة الآن بعلاقة حب وهذا كافٍ مبدئياً.

- صرحت لأكثر من مرة أن أمك هي أغلى من في الدنيا على قلبك، هل تنتقدك في أعمالك، وما الذي أخذته منها؟
نعم ماما تنتقد كثيراً اذا رأت شيئا لم يعجبها في الاعمال او في محور معين او كشيء فني مثل الماكياج او الاضاءة وتقارن بين الاعمال التي اشتغلها.
تعلمت واخذت منها قول الحق دائما وعدم السكوت عن الغلط، وأخذت منها طيبة القلب والصرامة في الوقت نفسه، وكذلك حب السفر والتسوق.
ولكن من ينتقدني بشدة إن كان إيجاباً أو سلباً هو أخي عصام لانه مونتير ونحن دائما نتشاور في الأعمال واتمنى ان اعمل في احدى المرات في عمل يكون من مونتاجه.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني، وهل تشاركين في المناسبات الاجتماعية؟
اغلب الزملاء في الوسط الفني تربطني بهم علاقة ودية محترمة، مثل الفنانة سوزان سكاف التي اعتبرها مثل اختي وايضا الفنانة امية ملص، والفنانة تولاي هارون، والمخرجة ايفا داود، وأحبهن كثيراً...

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080