تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

رانيا محمود ياسين: أتمنى ارتداء الحجاب...

تعتبر تقديمها السيرة الذاتية للداعية زينب الغزالي من أهم أحداث حياتها الفنية، بل وتذهب إلى أبعد من ذلك، عندما تقول لنا إنها تعتبر هذا المسلسل في ميزان حسناتها.
تتحدث الفنانة رانيا محمود ياسين عن أسباب حماستها لشخصية زينب الغزالي، وموقفها من الحجاب، وعلاقاتها في الوسط الفني، وتأثير والديها محمود ياسين وشهيرة عليها، كما تعطي رأيها في منى زكي وحنان ترك وياسمين عبد العزيز، وتتكلم عن تجربتها مع كل من كريم عبد العزيز وحسين فهمي، وتدلي باعترافات جريئة في حوارنا معها.


- في البداية كيف وجدت ترشيحك لتقديم شخصية الداعية زينب الغزالي؟
أعتبر هذا الترشيح من أهم أحداث حياتي، لأنني أحب هذه السيدة، خصوصاً أنني عندما بدأت القراءة عنها والتعرف عليها بشكل أكبر تعلقت بها، وأشعر بأن هذا العمل سوف يكون الأقرب الى قلبي، وتمنيت كثيراً أن أحصل على مثل هذه الفرصة وأقدم شخصية بهذه الروعة والرقي والتدين.
والواقع أن هذه السيدة تصلح لأن تكون قدوة، ليس لهذا الجيل فقط أو الجيل المقبل، بل لكل الأجيال التي سوف تأتي، فهي نموذج مشرف للنساء المؤمنات، وفي الوقت نفسه تتميز بالقوة والتدين والتفاني في حب الله وخدمة الدعوة.
هذا إلى جانب أدوار وأسرار كثيرة لا يعرفها عنها الكثيرون بسبب التعتيم الذي تعمّد النظام السابق فرضه، وهناك تفاصيل كثيرة جداً سوف تكشفها أحداث المسلسل.

- لكن ألم تقلقي أن يطالبك الجمهور بالاستمرار في ارتداء الحجاب بعد تقديم هذا الدور؟
أنا مؤمنة بأن الحجاب فرض من الله سبحانه وتعالى، وأحترم الحجاب جداً، كما أحترم ديني وأحاول الالتزام بتعاليمه.
لكن مسألة الحجاب أنتظر إرادة الله فيها، ولن أرتديه إلا عن اقتناع شخصي، وبمجرد أن أشعر بأني قادرة على الإقدام على هذه الخطوة لن أتردد أبداً، لأنني بالفعل أتمنى أن أرتدي الحجاب.

- وما سيكون ردك على هذه النداءات بارتداء الحجاب؟
ليس من المنطقي أن أرتدي الحجاب بهذه الطريقة طبعاً، خصوصاً أن هذا القرار مهم جداً والحجاب له احترامه، وأرفض أن أكون مثل كثيرات من الفنانات اللواتي وضعن الحجاب ثم خلعنه بعد شهر أو شهرين، لأنني عندما أرتدي الحجاب لن أخلعه حتى أموت، فأنا أقدس الحجاب وأحترمه جداً.

- هل التقيت الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام للتعرف على تفاصيل شخصية الداعية زينب الغزالي وملامحها خصوصاً أنها كانت من المقربات إليها؟
بالفعل أجهز للقاء الحاجة ياسمين، وهذا يشرفني جداً، خصوصاً أنها كانت من بين المقربات من أم الصابرين زينب الغزالي، وما زلنا ننسق لهذا اللقاء.

- من أين حصلت على معلومات عن هذه الشخصية التي بدأت تصويرها؟
في الحقيقة لم ألتق سوى السيدة عائشة الغزالي، ابنة شقيقة الحاجة زينب الغزالي، وحصلت منها على معلومات جيدة جداً عن الشخصية.

- وماذا عن الخلاف مع ورثة السيدة زينب الغزالي؟
لست طرفاً في هذه النزاعات، بل أنا ممثلة رشحتني الشركة المنتجة، وفوجئت بموقف الورثة واندهشت من إصرارهم على عرقلة هذا العمل الذي أسعى الى تقديمه ليكون في ميزان حسناتي في المقام الأول.
لكن بقية تفاصيل الخلاف مع الورثة يعلمها المنتج يوسف عبد الشافي، فهو الذي أصبح مكلفاً التفاوض معهم.

- ولماذا تراجعت عن دور الوساطة الذي قمت به في البداية بين الشركة المنتجة وورثة زينب الغزالي؟
لأنني في الحقيقة كنت أسعى الى تسهيل سبل التفاوض، كنوع من الحرص على خروج العمل الى النور دون مشاكل.
ورغم أنني اتفقت مع الورثة على كثير من التفاصيل وكنت بالفعل حلقة الوصل مع المنتج، فوجئت بهم يغلقون هواتفهم ولا يردون على الاتصالات ويخرجون عن الاتفاق الذي توصلنا اليه.
ورغم علمهم بموعد المؤتمر الصحافي الذي حدد وعرفته كل وسائل الإعلام، فوجئت بهم يرفضون التزام الاتفاق، وهذا ما سبب لي كثيراً من الضيق.

- هل الأزمة في المبالغ الكبيرة التي يطلبها الورثة؟
هذه لم تكن الأزمة، فالأمر كله يتوقف على رفضهم طريقة تسلم المبالغ، فالأزمة تمثلت في التنسيق، والمنتج لم يرفض دفع أي مبالغ، وأبدى حسن نية للتفاوض والتعاون مع الورثة بالشكل الذي يذلل كل العقبات لخروج هذا العمل الى النور.

- هل أثرت هذه الخلافات على حماستك تجاه المسلسل؟
لن يستطيع أي شيء أن يجعلني أتراجع عن تقديم هذا المسلسل، لأنني قررت أن أتحدى الجميع به، ولن يبعدني أحد عنه لأنه أصبح بمثابة حلم كبير بالنسبة إلي، الى جانب أنني لا أرى أن هناك أي مبرر لعرقلة العمل، لأني أسعى إلى تأريخ حياة هذه السيدة الفاضلة، وتكريم مشوارها بعمل كبير يخلد أعمالها ويقربها الى الكثير من الذين لم يتمكنوا من التعرف عليها.

- هل تعتقدين أن مسلسلاً عن الداعية زينب الغزالي سوف يجذب الجمهور في الوقت الحالي؟
الجمهور دائماً يبحث عن العمل الجيد، وتجذبه الأعمال ذات القيمة العالية، ومسلسل عن سيدة بهذه القيمة ولها أدوار كبيرة جداً، وحياتها مليئة بالأعمال الجليلة والتحديات التي تعكس صورة مشرفة عن المرأة المسلمة والمتفتحة، من المهم تقديمه في هذا التوقيت بالتحديد، لأننا بحاجة الى أعمال تقدم نماذج تصلح لأن تكون قدوة مشرفة توجه الشباب وتؤثر فيهم، وتوضح أن الدين يقوم على اليسر والوسطية والرحمة.

- ألم تقلقي من ظهورك بالحجاب وبلا ماكياج في غالبية الحلقات مما قد يؤثر على المعجبين؟
لا أنظر الى هذه الأمور بهذه الطريقة، فما يشغلني هو البحث عن عمل محترم يفيد الناس ويقدم لهم شيئاً هادفاً لا يخدش حياء الأسرة المصرية والعربية.

- هل ستظهرين مرتدية الحجاب كل المسلسل؟
لا في بداية الأحداث أظهر بلا حجاب وبالشكل الذي اعتاد أن يراني عليه الجمهور، خصوصاً أن الداعية زينب الغزالي لم ترتد الحجاب في بداية حياتها، ولهذا أقدم حوالي عشر حلقات أو أكثر بلا حجاب، وأكون بدون حجاب أيضاً في المشاهد التي تكون فيها الشخصية في منزلها وفي غرفة نومها.

- أليست مفارقة أن تقدمي مسلسلا دينيا في الوقت الذي يقدم فيه زوجك الفنان محمد رياض مسلسل «الإمام الغزالي»؟
هذا بالطبع يسعدني، لكن لا بد أن نلفت النظر إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين مسلسل «زينب الغزالي» ومسلسل «الإمام الغزالي»، الذي يقوم محمد رياض ببطولته، خصوصاً أن مسلسل محمد رياض ديني من الدرجة الأولى، وهذا نوع مختلف عن مسلسلي الذي يعتبر سيرة ذاتية للداعية زينب الغزالي، وتدور أحداثه في إطار ديني اجتماعي إنساني، لكنه ليس مسلسلاً دينياً بالدرجة الأولى كما يظن البعض.

- تشاركين أيضاً في مسلسل «الهروب» مع كريم عبد العزيز، فما الذي حمسك له؟
غالبية مشاهدي أمام الفنان كريم عبد العزيز، لأنني أقوم في الأحداث بدور شقيقته، ويعتبر أول مسلسل بدأت تصويره ليكون جاهزاً للعرض رمضان المقبل، وهو دور مفاجأة بكل المقاييس، بل ومن أفضل السيناريوات التي قرأتها الفترة الأخيرة، خصوصاً أنني أحب أعمال المؤلف بلال فضل وأعتبر نفسي محظوظة لأنني أشارك في بطولة هذا العمل.

- كيف وجدت التعامل مع كريم عبد العزيز؟
هذه التجربة الأولى التي أتعاون فيها مع كريم عبد العزيز، وأنا من متابعي أعماله وأحب أفلامه، فهو فنان ذكي جداً يجيد اختيار الأعمال الفنية التي يهتم بها الجمهور وتعبر عنه بشكل حقيقي، لهذا استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً.
ودون أن أجامله فهو فنان رائع بكل المقاييس، والنجومية التي حققها لم تأت من فراغ، وعلى المستوى الإنساني هو شخص حنون جداً يستطيع أن يحتوي كل من حوله، حتى العمال والفنيون يعطف عليهم ويتعامل معهم بكل تواضع، وهو يحمل صفات ابن البلد الشهم.

- تشاركين في مسلسل ثالث هو «حافة الغضب» فماذا عنه؟
المسلسل مميز جداً وأشارك في بطولته الفنان حسين فهمي، وهذا يسعدني جداً، وأقدم دوراً مختلفاً تماماً لطبيبة تزوجت مرتين وحصلت على الطلاق، ثم تجد طبيباً ناجحاً، يقوم بدوره الفنان حسين فهمي، فتعجب به وتجري وراءه ليقع في حبها.

- كيف تدور كواليس العمل بينك وبين الفنان حسين فهمي؟
هو فنان كبير له قدره، ويملك موهبة وشخصية لن تتكررا، وتعاونت معه في بداياتي من خلال فيلم «قشر البندق» وتعلمت منه الكثير، فهو مرح وملتزم وراقٍ.
وبالمناسبة أنا أعرفه جيداً لأنه صديق شخصي لوالدي، ورغم التنافس الحاد بينهما كانت صداقتهما أقوى، لكن للأسف هذا لا يحدث في الجيل الذي أعيش فيه حالياً، ولا أجد صداقة حقيقية في الوسط الفني، والكل يبحث عن مصلحته بعيداً عن العلاقات الإنسانية.

- من تحرصين على التواصل معه من الوسط الفني؟
كثيرات من الفنانات كنت أظن أنهن صديقات لكن الحقيقة والمواقف أثبتت عكس ذلك تماماً، واكتشفت حقيقتهن. في أي حال أتواصل مع غادة عبد الرازق وهي سيدة رائعة وشخصية جميلة وأحبها جداً، لأنها «جدعة»، وتحرص على أن تطمئن عليَّ دائماً، وكذلك وفاء صادق ورانيا فريد شوقي، وغادة نافع قريبة أيضاً مني.

- تعاملت منذ طفولتك مع نجوم كبار، كيف أثر ذلك على شخصيتك؟
استطاع والدي محمود ياسين ووالدتي الفنانة المعتزلة شهيرة تربيتي بشكل سليم، ولهذا خرجت الى الحياة إنسانة سوية.
وحياتي مع نجمين بهذا الحجم جعلتني أشعر بأن النجومية ليست هدفاً والشهرة ليست أهم شيء في الحياة، لهذا أصبح أهم شيء عندي أن أرضي ربي، لأن الإنسان المحترم يكتسب احترام الناس وحبهم، فيما الفنان الذي تبهره الأضواء أو يجري وراء الشهرة ويتعالى على بقية الناس يخسر كل شيء... أكثر شيء يسعدني هو أن أنام على الوسادة دون أن يكون هناك من تعرض لأذى أو ظلم بسببي، لأن النجومية وهم زائف، وأكثر ما يشغلني هم والدي ووالدتي وأبنائي وزوجي وجمهوري فقط.

- لكن أين أنت من نجمات جيلك؟
اعتدت ألا أشغل نفسي بخطوات الفنانات الأخريات، سواء في الوسط الفني أو خارجه، فأنا مؤمنة بأن النصيب يلعب دوراً كبيراً في حياتنا.

- من هن نجمات جيلك وكيف ترين كلاً منهن؟
حنان ترك من جيلي، وهي فنانة مميزة ولها جمهور كبير، وكذلك منى زكي، وهي أيضاً فنانة لها طبيعة خاصة، واختياراتها جيدة جداً مكّنتها من تحقيق نجاح كبير، وكذلك ياسمين عبد العزيز تتمتع بخفة ظل كبيرة جعلتها تتميز في منطقة خاصة عن بقية الفنانات، ومنة شلبي ظهرت بعدي في مجال الفن... وأتمنى لهن كل التوفيق، لكني تربيت على أن أركز فقط على نفسي دون أن أشغل بالي بالأخريات من حولي.

- هل حقق جيلك من الفنانات النجاح المتوقع؟
للأسف، كل جيلي من الفنانات يعاني من كثير من الظروف الصعبة، ولهذا لن نحقق نجاحاً كبيراً، فلن تجدي من بين الأسماء التي ذكرتها فنانة بحجم شادية أو فاتن حمامة أو هند رستم أو يسرا ونجلاء فتحي وغيرهن من الفنانات المميزات، فتاريخ كل واحدة عامر بالأعمال الرائعة... بالنسبة الى نجمات جيلي كل واحدة على مدار 15 عاماً قد تجدين لها 15 فيلماً فقط، وهذا لا يصنع لها تاريخاً تماماً، بعكس نجمات قدمن 100 فيلم.

- هل رفضك الأدوار الجريئة ساهم في تأخر خطواتك؟
لا أعرف، لكن حتى إذا كان سبباً لتأخري بعض الشيء، فهذا لا يزعجني، بل العكس، لأني لا أحب صناعة نجاحات يأخذها البعض عليَّ أو تغضب الجمهور الذي أسعى للحصول على احترامه، والأهم من ذلك المبادئ التي تحكمني والاقتناعات والأسس التي وضعها في شخصيتي والدي ووالدتي، فأنا نشأت في أسرة محترمة، ولهذا أحترم كل الأسر التي أقدم لها فني.

- هل ترفضين مثلاً العمل مع المخرجة إيناس الدغيدي؟
الأمور بالنسبة إلي لا تسير بشكل مطلق، وهناك أمور نسبية تحكمها التغيرات والمواقف المختلفة، وبالنسبة الى المخرجة إيناس الدغيدي أحترمها جداً، ولن أرفض العمل معها تماماً في حالة وجود عمل مهم تتوافر فيه عناصر الجودة والجدية ودور يناسبني ويناسب طبيعة اختياراتي التي يعرفها الجميع في الوسط الفني، خصوصاً أنني أرفض ما يجرح عين الأسرة المصرية والعربية.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078