شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم
«جميل... جميل»، هي عبارة الفنان السعودي ناصر القصبي تعليقاً على كل أداء مبهر على مسرح «أرابز غوت تالنت»، الموسم الثاني. وكلمة باتت تردّدها نجوى كرم بلهجة سعودية عفوية. هي صاحبة الامتياز في لجنة «أرابز غوت تالنت»، فحضورها طاغٍ ومؤثر جداً بين ترجيح العقل والقلب... دون تجريح. كان لها فرصة الجلوس بين لجنتين («أراب آيدول» و»أرابز غوت تالنت») فارضة شخصيتها القوية. مليئة بالحياة، تحلّق على المسرح وتنساب من شرفتها في أغنية مصوّرة وترقص مع الأطفال وترتعب خوفاً من الحشرات... هي «مهرجان قائم بحد ذاته» كما يقول الفنان راغب علامة. «حبيتك» هي عبارة نجوى التي يردّدها الفيسبوكيون ولغة الشارع اللبناني، ولكن مع نجوى وعنفوان نبرتها يختلف وقع الكلمة ومستقبل موهبة... هي شمس تشرق في هذا الحوار.
- أبهرتِنا نجمة سيرك عالمية على مسرح برنامج «أراب آيدول»، ولا يمكن إلاّ التوقف عند هذه الإطلالة ولو بعد مرور بعض الوقت...
«خيْ»! لم أتحدث أصلاً عن هذه الإطلالة في أي مكان.
- هل كنت لتقدمي على هذه الخطوة لولا وجودك في برنامج مواهب مسرحية بامتياز؟ هل هم كانوا إلهاماً لشمس الأغنية نجوى كرم؟
تتطلب المسألة حماسة وتدريباً وجرأة، وأرغب في إعادة هذه التجربة على نطاق أكبر لناحية فرق الاستعراض والإضاءة والوقت أيضاً. لقد قررت أن أطير قبل أربعة أيام من موعد تصوير حلقة «أراب آيدول». راقتني فكرة الطيران رغم أن إجماعاً عارض هذه الفكرة بعد مشاهدة «البروفة». لكن مذ شاهدت التسجيل عبر تلفون طارق (مدير أعمالها وابن شقيقتها) أحببت الفكرة كثيراً وقلت لهم: «أنا طالعة، أنا بدي طير». دون شك أن هذه الخطة تستلزم دراسة أكبر، أحب أداء هذا النوع من الاستعراض المسرحي.
- هل كنت لتقدمي على هذه الخطوة قبل «أرابز غوت تالنت»؟
أنا فنانة تقليدية، واللون الذي أؤديه يحتم عليّ كلاسيكية الأداء. لكن صخب هواة برنامج «أرابز غوت تالنت» خصوصاً الهيب هوب جعلني أحلّق وألهمني مسرحياً. رقص الرجل الآلي هو موضة ورائج ويحدث ضجة في برامج الهواة وشبابي للغاية. فخطر ببالي أن أتجه صوبهم والتشبّه بهم.
- تساءل المشاهد حين حلّقت كم هو وزن نجوى كرم؟
وزني 53 كيلوغراماً... لم يتبدّل مذ كنت في السادسة عشرة من عمري، الحد الأقصى كان 55 كيلوغراماً. يظنّ غالبية المشاهدين أنني خسرت بعض الوزن لكن هذا غير صحيح. هذه أنا منذ زمن، لكن أسلوب أناقتي تبدّل.
- أدت مواهب «أراب آيدول» من أرشيف التسعينات المستهل بموال «ورود الدار» و«خيّروني»... هل هذا يسعدك أكثر؟
لا أدري إن كانوا يظنون أن هذا الأرشيف أكثر تميّزاً من أعمالي الجديدة لناحية صعوبة الأداء. لكنني أعتبر أن كل أعمالي سهلة السمع وممتنعة ولها «هانك» خاص بها، وتتطلب شخصية صوت معينة و»كاركتيراً» محدّداً. ليست مسألة صوت بل أسلوب أداء.
- وصفت صوت المغربية دنيا باطمة بالنادر جداً جداً... هل أرضتك النتيجة؟
المصرية كارمن سليمان موهبة جاهزة لتكون مطربة في الساحة الغنائية. أما دنيا فصوتها نادر، كل منهما تتميّز بتفاصيل فنية مختلفة. ما لفتني في دنيا عرض صوتها الذي يكبرها.
شعر أسود وحاجبان بسيطان وزيّ تلميذة مدرسة
- هل تعود شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم سنوات إلى البدايات حين تقترب من المواهب؟
أتعاطف معهم، لكن لا أتذكر نفسي في الموقف نفسه بل أشكر ربي على درب الاحتراف الذي سلكته والذي تطلّب مني عمراً بأكمله. لا يمكن أن أقف عند مرحلة السادسة عشرة من عمري كما لا يمكن لموهبة لم تتخطَ هذا العمر أن تتصرف كنجمة في الأربعين. وهنا يكمن جمال المرحلة، أن تجهدي في الصبا للوصول وبلوغ النضج الفني والحفاظ على روح الصبا لاحقاً.
- ألا تذكرين وقفتك على مسرح الاختبار الأول؟
كنت أبسط بكثير من المواهب التي تتقدّم اليوم إلى برامج الهواة. أذكر نفسي في برنامج «ليالي لبنان» عام 1985 بشعر أسود وحاجبين بسيطين ودون ماكياج وبزي تلميذة مدرسة. وحتى بعد تخرّجي من هذا البرنامج ودخولي إلى المعهد العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) طوال ثلاث سنوات أو أربع، كنت أبدو كتلميذة.
- ما الذي تقصدينه بزي تلميذة؟
الأزياء الخالية من الزخرفة واللمعان. كنت أخشى ارتداءها وأن يقول الناس إنني استبقت الشهرة، أو ارتديت الأزياء اللافتة باكراً وأنني لا أزال صغيرة و«حديثة النجومية». لا تُسلق النجومية بين يوم وليلة، هذا ما علّمني إياه الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم وتعاونت معهم... الفنان والملحن الكبير زكي ناصيف والمؤلف الموسيقي الأستاذ فؤاد عوّاد نصحاني بأن أمشي على مهل وبرويّة وألاّ أحمل همّ موعد الوصول. الأهم هو أسلوب الوصول وليس موعده. وهذا أسلوب يتّبعه الفنان الذي يسكنه حب البقاء. لا أتكلّم عن هاوٍ معيّن لكنْ ثمّة نجوم طبخوا في «البريستو»، نجوم بوشار طنجرة الضغط. يفرح هؤلاء بالشهرة ويصابون بعقدتها لأنهم لم يعتادوا عليها شيئاً فشيئاً. فيحدث خلل في ميزان التواضع الذي قد يتحوّل إلى خلل نفسي في غياب التصاعد المتدرج للشهرة لموهبة البوشار.
- كان لك امتياز الجلوس بين لجنتَيْ «أراب آيدول» و«أرابز غوت تالنت»...
لجنة «أراب آيدول» رائعة ومتجانسة ومنسجمة.
- لمَ أثاروا اللغط أكثر من لجنة «أرابز غوت تالنت»؟
بسبب اختلافات راغب وأحلام، أقدّر هذه المواقف جيداً وهذا دليل على أن مسؤوليتهما غير مفبركة. هذا ما لمسته حين جلست بينهما، وجدت التنافس على إعطاء الرأي في المواهب دون افتعال تلفزيوني بل بعفوية صادقة. أحترم تقويمهما للمواهب كل بإحساسه.
- ألا تحكمون على المواهب من هذا المنطلق في برامج «أرابز غوت تالنت»؟
اختلافنا في الكواليس أكثر، ولكن لكل منا رأيه في «أرابز غوت تالنت» و«نحنا أصحاب».
لا يصيب صابر الرباعي اللكنة اللبنانية 100% لكن «شو ما بغنّي أنا بحبو»
- وصف راغب علامة صوتك بالجبلي صاحب العنفوان حين فشلت موهبة في أداء أغنيتك. هل خوفك على هذا العنفوان يجعلك تتمسكين باللهجة اللبنانية؟
لا. ليست اللهجة هي التي تحدّد عنفوان الصوت، أحلام تملك عنفوان الصوت وتغني الخليجي مثلاً.
- العنفوان الفطري للّهجة-الأم...
العنفوان لا يؤخرني عن أداء لهجات أخرى بل اختصاصي باللون اللبناني وعدمه باللهجات الأخرى.
- لكنك تألقتِ بأغنية «تدري ليش أزعل عليك» الخليجية؟
أحب هذه الأغنية بالذات لأنها كانت سبب انطلاقة أحلام في العالم العربي. أدّتها عام 1994، أذكر جيداً هذا التاريخ لأنني حينها أصدرت ألبوم «أنا ما فيي».
- أحلام قالت أيضاً إنها لا تجرؤ على أداء المصرية. هل توافقينها الرأي؟
ولا أنا أجرؤ على أداء المصرية، وهذا ليس عيباً.
- لكن ألم يشكل الفنان حسين الجسمي ظاهرة حين أدى الأغنية مصرية «ستة الصبح»؟
بالتأكيد، لاقت به كثيراً وقد أتقن أداء اللهجة.
- هل لاقت اللهجة اللبنانية بصابر الرباعي؟
كثيراً. أحب سماع صوت صابر بكل اللهجات، ولو أنه لا يصيب اللكنة اللبنانية مئة في المئة. لكنه «شو ما بغني أنا بحبو». أحب أغنيته «عسلية عيونك» من ألحان إيلي شويري. هو اللبناني «هانك»، وكوني غير متمرّسة بـ«هنكوية» المصري والخليجي فأنا متقوقعة بلبنانيتي.
- هل بالغ الموسيقار ناصر الصالح حين قال إن الفنان غير الخليجي المحبوب مطالب بأداء الخليجي للجمهور الخليجي؟
يطالبني جمهوري الخليجي بالتزام اللهجة اللبنانية، هذا ما أدركه من رسائل المعجبين. هي مسألة انتشار، فإن وصل الفنان بلهجته لا داعي للهجات أخرى إلاّ إذا كانت تحية في يوم من الأيام. لكن «مش أرشيف!»
- هذا ممكن...
لا مشكلة لديّ إن أتقنت اللهجة الخليجية.
- قد تحاولين أم لا يشغلك هذا الموضوع؟
لقد قطعت مرحلة الخطر بمعرفة الخليج. أحبوني بالأغاني اللبنانية، يقولون لي إحذري أن تصدقي أو يستفزك واجب الغناء بغير اللهجة اللبنانية. لهجتي كانت بمثابة جواز السفر الذي عبرت به إلى كل الوطن العربي، وهذا يعني أنني يجب أن أكمل الطريق بالهوية نفسها. لمَ المخاطرة؟
- هل سيقتصر أرشيف نجوى كرم على عملين دويتو مع الفنانين القديرين وديع الصافي وملحم بركات؟
حين يقتصر أرشيفي للأغنية الثنائية على تعاون مع هذين الأستاذين الكبيرين فهذا كافٍ.
- دويتو ثالث كان ليبصر النور مع فنان العرب محمد عبده لولا أنك اعترفت بأنك الكاتبة...
هذا صحيح لكن لا أود الدخول في التفاصيل.
- تظهرين أنوثتك في أعمالك المصوّرة سواء كانت الأغنية رومانسية أو سريعة بشكل لافت أخيراً. إلى أي مدى نضجت المرأة في نجوى فنياً؟
الأنثى موجودة في داخلي وأبرزها بقدر احترامي للمرأة ولا أستخدمها أو أقدمها بصورة مبتذلة. بروز المرأة يختلف عن استعمالها. أنا ضد استعمال المرأة أنوثتها بطرق لا تليق بكونها امرأة. قد أظهرها في بعض المحطات الرومانسية لأن دورها أن تؤدي دوراً. كما أن المرأة موجودة في الأغاني التي تحمل العنفوان. من قال إن العنفوان يسلب المرأة أنوثتها؟ لا يلغي العنفوان الأنوثة إلاّ إذا تخلّت المرأة عنها. ويصعب على المرأة لملمة أنوثتها إن استخدمتها، لا سمح الله، كأنها لم تعد تملكها. وهنا الاستغناء عنها أفضل.
أشعر بأنني قادرة على خدمة مشروع الأغنية الملحّنة
- بتّ توقّعين أعمالك الغنائية المكتوبة...
كنت أخجل من الجمهور واحتمال لومي بأنني أصبحت شاعرة. كما كنت أضع لمساتي على القصائد لكن لدى كتابة أغنية كاملة لم تعجبني مسألة التوقيع باسم وهمي. قلت في نفسي : «حرام وعليّ توقيع اسمي»!
- أيّ من الكتّاب- الفنانين يلفتك، كاظم الساهر ..؟
هل يكتب كاظم الساهر أعماله أم يكتفي بالتلحين؟ أعرف أنه يلحن أعماله. أحب نزار فرنسيس وكنت أتماهى مع كتابات الشاعر روجيه فغالي الذي هاجر. كتب لي «عم بيقولو إنو غيابك» و«ليش مغرّب». كنت أنسجم مع كتاباته كثيراً. كما أحب كتابات سليم عساف (ملحن) وعماد شمس الدين الذي يتقن الكتابة الشعبية الجميلة.
- كيف تقوّمين الكتابة الشعبية أخيراً؟
أحب الشعبية الراقية والمرتبة لا المصطلحات السوقية.
- ثمة موجة شعبية جديدة عدوانية ومبتذلة...
ظنوا أن هذا الأسلوب أسرع للوصول. أنا مطربة أغنية شعبية ويخجل البعض من الاعتراف بذلك. ما هو تعريف الأغنية الشعبية؟ لقد أدّى كبار النجوم العرب الأغنية الشعبية. هي الأغنية التي تتناول الشعب ويتناولها. لكن اليوم أعتذر من الجمهور، لا رقابة ولا نقابة. نحن في حاجة إلى وزارة للفن تحمي حضارة البلد وثقافته تماماً كوزارة الإعلام.
- هل الكلمة النابعة من الذات الأصدق تعبيراً؟
لست شاعرة، وكل أغنية أؤديها نابعة مني سواء كتبتها أو لا. لا يمكن أن أؤدي أغنية لا أشعر بكلماتها. يجب أن أحب كلمة الشاعر كأنني أنا من كتبتها.
- هل من طقوس خاصة للكتابة؟
لا طقوس خاصة، ولا أعتمد أسلوب الشعراء ولا أجلس في مناخات تدفعني إلى الكتابة. قد أكتب أغنية في خمس دقائق خلال جلسة. بصراحة، لا أعرف كيف تحضر الكلمات.
- كيف ولدت أغنية «ما في نوم»؟
لقد صنّعنا هذه الأغنية. كانت عبارة عن رسم أغنية وضع لحنها وكتبت الكلمات. وهذه مسألة صعبة، ولا يتقنها الكثير من الشعراء لأنها تحتاج إلى تمرّس في صياغة الحرف مع اللحن. كثر من يكتبون على الوزن وقلائل من يكتبون الحرف مع اللحن. هنا تكمن الصعوبة، بعد صياغة هذه الأغنية شعرت بأنني قادرة على خدمة مشروع الأغنية الملحّنة. يجمع بعض الشعراء على ضرورة كتابة الكلمة قبل اللحن وأنا أوافقهم الرأي مليوناً في المئة، لكنني أشعر باللحن وقد يحدّد اتجاه كلماتي أيضاً.
- حقّق ألبوم «ما في نوم» نجاحاً ساحقاً دون التقليل من شأن ألبومك السابق. هل تخافين الخطوة التالية؟
بالتأكيد. أحضّر لطرح أغنية منفردة هذا الصيف وسأسجل ثلاثاً أو أربع أغنيات قبل الإرتكاز على واحدة. بالتأكيد أنا خائفة. لقد أنجزت هذه الأعمال كلمة ولحناً وفي مرحلة التوزيع.
- هل تكتبين حالياً؟
لا، بل عُرضت علي أغنية «وقفتلي قلبي». وأحتفظ بقصائد كتبتها، وهي أجمل مما أكتبه للأغنية الشعبية التي تقيّدني أحياناً. انضممت إلى «الساسيم» أخيراً بعد تقديم عشرة أعمال كتبها وأديتها، منها ثلاث أغانٍ من ألبوم «ما في نوم» وقصيدة «الأم».
- ما الذي تغيّر في صوت نجوى بعد هذه السنوات؟
لم يتغيّر صوتي بل الأداء ورؤيتي للأغنية الجديدة. كالمرأة التي اعتادت أسلوب أناقة معيناً وترى نفسها في المرآة بشكل معين، ونصحها منسق مظهر بالتغيير.
- يقال إن نجوى كرم تغني وتكتب وتمارس رياضة، وهذا كل ما تفعله؟
هذا صحيح أملأ وقتي بهذه النشاطات. أمارس الرياضة كل يوم.
نصحتُ ناصر القصبي بألاّ يحكم على الموهبة أكاديمياً
- يجلس الفنان السعودي ناصر القصبي إلى يمينك في الموسم الثاني من «أرابز غوت تالنت»...
انتقل هذا الكرسي من «كاراكتير» إلى آخر. حقّق الموسم الأول نجاحاً كبيراً بشخصية الإعلامي عمرو أديب التي كان وجودها ضرورياً. وفي هذا الموسم أيضاً شخصية الفنان السعودي ناصر القصبي أدت دورها. لقد ملأ الإعلامي عمرو أديب مكانه كذلك الأمر بالنسبة إلى ناصر الذي أحترم ثقافته الفنية وعفويته. كان يعتزم الرحيل خوفاً من الجلوس على كرسي اللجنة. لكنني والأستاذ علي جابر شجعناه. نصحته بألاّ يحكم على الموهبة من الناحية الأكاديمية، فنحن لسنا أكاديميين أو نضع العلامات، وبأن يتصرف كما لو أنه أمام شاشة يشاهد برنامجاً ويحكم على مواهبه بتلقائية. فمهمته هي الموضوعية في الحكم والإنصاف تجاه كل موهبة. مرّت الحلقة الأولى على خير والثانية وبات يستمتع بالحلقات لاحقاً. وبتنا ننتظر تعليقاته وتحركاته. هو نجم كبير ومحبوب في الخليج ورأيه مهم جداً كفنان متمرس على المسرح.
- ما العبارة التي حلّت مكان «فلة شمعة منورة»؟
«جميل جمييييل...»، باتت عبارتي أيضاً.
- كنت تتابعين مسلسل ناصر القصبي «طاش ما طاش»؟
لم أتابعه بشكل منتظم، لكن من لا يعرف ناصر؟ ثمة من هو «مهضوم» أمام الكاميرا ولكن حين تقتربين منه في الواقع تعانين من شخصيته غير المحبّبة وتدركين أن عليك ألاّ تجالسيه. أما ناصر فكلما جالسته أرغب في مشاهدته عبر الشاشة أكثر.
المتألّقة في عالم الجمال: أحببت شعري أملس أكثر!؟
- ما الذي تطلبته منك تجربة الموسم الثاني من برنامج «أرابز غوت تالنت»؟
ألاّ أكون على قدر كبير من الثقة بالنفس، ألاّ أظهر ثقة كبيرة بنفسي، لا أحب أن أؤدي هذا الدور في كثير من المجالات لأنه سيضعني في خانة الغرور والتعالي وفرض الكلمة. حرصت على هذا الأمر من خلال علاقتي مع الكاميرا والموهبة التي أتواصل معها بإحساسي وبعفوية وأنسى وجود الكاميرا لأقوّم وأحكم بشكل صحيح.
- كيف تنظرين إلى حضورك في الموسم الأول؟
اعتمدت التوازن في إبداء رأيي بالموهبة ما بين الحكميْن، كنت على اقتناع كبير برأيي رغم اختلاف الرأي حولها أو العكس. روّجت لفن «الهيب هوب» عربياً فأضفت هذه اللمسة مع الموهبة المغربية عبد الملك البلجاني في كليب أغنية « ما في نوم». لامست إحساس الشباب عبر هذا الجانب اللذيذ من الفن.
- ماذا عن مظهرك في الموسم الأول، هل تداركت أي تفصيل؟
قد تكون الإضاءة... (تتراجع). أنا راضية عن كل إطلالاتي وكل اختيارات مظهري، وفي الحقيقة لا أشعر بأننا انتقلنا إلى موسم ثانٍ. أحرص على التنويع في أناقتي لكنني أحببت شعري أملس أكثر!؟ أرتدي لأكثر من دار عالمية.
- هل يمكن ذكر دار معينة؟
لا يمكن أن أذكر إلاّ اسم المصمّم زهير مراد الذي ارتدي من مجموعاته على المسرح وفي الحفلات. نشكل ثنائياً ناجحاً منذ سبع سنوات، ذوقه رائع وأفكارنا متشابهة. قد نختار اللون نفسه، «بيفهمني عالطاير». كذلك المصمّم بسّام نعمة الذي رافقني بلمسات رائعة.
- هل تعوّضين البريق الذي لم تسطعي به في البدايات اليوم؟
لا، كنت ارتدي أرقى الأزياء لأكبر المصممين لكنني كنت أختار الفستان الواسع لأنني ابنة زحلة. وكانت عائلتي تجد في الملابس الضيقة التي تبرز معالم الجسم عيباً. ولذلك يظن البعض اليوم ومذ بدأت اختار الملابس الصغيرة والبسيطة أنني أحدثت انقلاباً عظيماً على نفسي وخضعت لعمليات تجميل. وأنا لست ضد التجميل إن استلزم الأمر. لكن أرغب اليوم في اعتماد مظهر بسيط والتخلّي عن الفساتين الواسعة التي تخبئ تقاسيم تروقني حين أقف أمام المرآة.
- هل أنت فعلاً القلب الحنون؟
لا تتعدّى حنيّتي وتعاطفي حدود الجدّية، أحاول تخليص المواهب من رعب المسرح لكنهم أرعبوني في المقابل (تعليقاً على الكابتن جلال الذي وضع العنكبوت العملاق في فمه ولاعب الأفاعي). حتى ما أعملوا رعب قبل ما يبدأ بتقديم موهبته قام هني عملولي رعب. لا يؤثر قلبي الحنون على مصداقيتي ولو تطلّب الأمر أتخلى عنه. أنا لا أجامل، أنا حاسمة هذا الموسم. طبعي مرح ولكن وقت الجد لا ألعب.
- مثل الفنانة أحلام؟
أنا مع جرأة احلام وهذه شخصية أحلام طبعاً وهي تقوم بمهمتها.
- هل تشعرين أنك أكثر خبرة في تقويم مواهب الغناء أكثر من المختبر أو الاستعراض أو ألعاب الخفّة؟
لا، باستطاعة أي فنان دخل الاستديو لأكثر من عشر سنوات أن يقّوم المواهب الغنائية. لكنني شخصياً أعجبت بفكرة هذا البرنامج المنوّع والشامل لأنه يتيح فرصة الشهرة لأي موهبة مهما بلغت سنها، وهذه هي نقطة قوة البرنامج. هذا أول برنامج يستقبل مواهب الخمس سنوات حتى سن الثمانين. كما أنه يؤدي دور برامج المواهب الغنائية أيضاً. مسرح «أرابز غوت تالنت» فرصة عمر بمعزل عن العمر و50% دفعة إعلام قبل بداية المشوار.
- ما أثر ظهورك في «أرابز غوت تالنت» على صورة النجمة نجوى؟
لقد باتت شخصيتي الحقيقية واضحة للمشاهد، بعيداً عن الجدّية التي فرضها اللون الغنائي الفلكلوري والجبلي والموال الذي أؤديه، ربما توقعوا أنني «جاية إلعب كاراتيه». قرّبني هذا البرنامج من الناس، باتوا يعلمون بأنني أحب المرح ولست الإنسانة التي تجلس في غرفة الجدية وغرفة المزاح لا أطرق بابها. لقد أضاءت هذه التجربة على جانب آخر من شخصيتي ومنحتني نظرة شبابية متمرّسة الى الفن، حين وضعت نفسي مكانهم وكأنني أمام لجنة وتساءلت عما يمكن تقديمه لنيل إعجابهم.
- ما تعليقك على تقويم الأستاذ علي جابر للمواهب في الموسم الثاني؟
لا يمكن أن يكتمل البرنامج دونه، يبحث عن الموهبة الحقيقية ويحكم عليها من المرور الأول. أؤيده لكنني أمنح فرصة التأهل إلى المرحلة النصف نهائية. هو الأسرع في الضغط على الزر الأحمر، يريد مواهب قادمة من استعراضات «لاس فيغاس». لكن في المرحلة النهائية، لا يمكن إلقاء اللوم على أي عضو في لجنة التحكيم، فالكلمة لتصويت الجمهور.
- هل يصلح أن يتابع الاطفال استعراض الكابتن جلال وعنكبوته وأفاعيه وتجرّعه سمّ الكوبرا؟
لقد اعترضت على هذا الأداء وشعرت بالإشمئزاز. لمَ لا يلاعب السعادين؟ من جانب آخر، لا أسمح لنفسي بأن أمدح أي موهبة لكي لا أؤثر على التصويت لكن ما يمكن قوله إن المواهب أهم هذا الموسم.
- رقصتِ مع فرقة الأطفال Triumff Group؟
يتمتعون بطاقة لم أشعر بها مع أي فرقة أخرى، فصعدت إلى المسرح بشكل تلقائي. استحقوا التاهّل، تملؤهم الحيوية. (قالت للأستاذ علي جابر :»شو مشكلتك بالحياة» حين علّق سلباً على أداء الفرقة).
- كيف يمكن استثمار موهبة الأردني محمد صياحين الذي يحصي بسرعة عدد الحروف في الجمل مهما بلغ طولها؟
هذه موهبة! هل عليه أن يكون راقصاً أو مغنياً ليستثمر موهبته؟ كذلك الأمر بالنسبة الى طفل «مكعب روبيك» الملوّن (السوري جميل الحسين) الذي حاز رقماً قياساً في ترتيب مربعاته في ست ثوانٍ. لا شك أن البرنامج يقدّم مواهب موجودة ونادرة. (صرخت تعليقاً على عرضه : «برافو بررررافو!»)
- ما الذي قدّمه الموسم الأول غير عمرو قطامش وحلا الترك؟
قدّم مواهب في حين أن برامج كثيرة لا تقدّم شيئاً.
- هل سيكون موقع «تويتر» مرجعية للتحقّق من أدائك بعد كل حلقة؟
نعم.
- هل أنت مع ظاهرة استعراض المقتنيات الشخصية عبر موقع «تويتر»؟
إلى حد ما، لكن أفضل التعبير عن شعور في اللحظة نفسها وإيصاله إلى أكبر عدد من الناس وكأنني أحادث نفسي بالكلمات أو كما يقال بصوت عالٍ. -
5 مواهب أذهلت نجوى كرم
1- ماهر الشيخ من سورية
يضحك ويبكي ويتحرّك كـ«روبوت»
ظنّت نجوى كرم أن ماهر مصاب بالنعاس لكنها لاحقاً قالت له: «ما من شي فيك لم يتحرك». يطمح ماهر الى أن تصبح موهبته «أكله وشربه»، رشيق وطريف حتى أنه أدخل عبارة من مسرحية الفنان القدير عادل إمام في عرضه المسرحي. جعل ناصر يضحك ويحسده على شعره الطويل. لفت نظره بكل فكرة وإيقاع وعبّر عن ذلك بحماسة مما أبكى ماهر وكاد يبكي نجوى. قالت له : «مش معقول شو إنك مهضوم، بتعرف شو؟ كتير حبّيتك». فأرسل لها قبلة. نال إعجاب علي جابر أيضاً الذي توقع له الوصول إلى النهائيات كذلك مقدّم البرنامج قصي خضر الذي وجد فيه شخصية كارتونية مميزة.
2- السعودي كابتن جلال
وعد بإحضار المزيد من الحشرات والأفاعي
«جلال الغربي من السعودية، ألعب مع الكوبرات والعناكب وأنوّم الحمام»، هكذا عرّف الكابتن جلال نفسه. بدأ عرضه فهربت نجوى مرتعبة وقد بدت على وجهها معالم الاشمئزاز وعدم التقبّل. اعتذرت عن شعورها من القرف. لكن جلال كشف عن مقدرته في اللعب مع ألف عقرب ومئة ثعبان. فطالبه ناصر القصبي إحضار حشراته إلى الطاولة أمام نجوى. فيما أشاد الأستاذ علي جابر بطريقته الحبّية في التعامل مع الحيوان، متوجهاً إلى نجوى كرم بابتسامة ساخرة. هو أيضاً طالبه إحضار أكثر من ثعبانين إلى الطاولة وأكثر عقربين أما نجوى للتأكد من أنه يتعامل مع حشرات حقيقية.
3- الطفلة الجزائرية داليا شيح
ذكاء الأداء
أدت أغنية دافي Mercy التي ردّد بعض كلماتها الأستاذ علي جابر. صرخت نجوى أكثر من مرة : «الله!» تعليقاً على أداء داليا، وطلبت أن تقابل والدتها لتهنئتها على تأسيس موهبة بشكل نادر ولو باللغة الأجنبية. قالت لها إنها تتقن المزج بين صوت الصدر والرأس أي الصوت المستعار. وقد توقّع لها مقدم البرنامج قصي خضر مستقبلاً باهراً.
4- الأردني مصطفى محمد
نجوى كرم: «إحساسك بيقتلني»
تعرّض لحادث سير منذ أربع سنوات، لكنه صعد مجدداً المسرح. وطالب الجمهور عدم التعاطف مع حالته بل تقويم صوته، قال لنجوى «الإرادة تصنع المستحيل». علّقت نجوى على أدائه لأغنية «روح» للفنان فضل شاكر متأثرة: «هذا الإحساس يقتلني... كتير حبّيتك».
5- الأردني محمد صياحين
نجوى كرم: «يخرب بيتك»!
جملة غير مفهومة وجملة «قلتُ ودقات قلبي تقول ما لا يعرفه اللسان»، قالتها نجوى بسرعة ليحصي محمد حروفها. أجابها على الفور 31 حرفاً. فأجابته: «يخرب بيتك!» بعفوية إعجابها بموهبته. ثم حان دور ناصر القصبي : «ها هي سفينتك قد جاءت وينبغي لك الذهاب لكننا نطلب منك... نحن بدورنا...» جمع محمد مجدداً الحروف بسرعة قياسية وقد أوكل للأستاذ علي جمع الحروف. فأحصاها بشكل خاطئ. تحققوا من الأمر لاحقاً بعدما أوضح ناصر بأن «الهمزة كومبارس بين الحروف». فسخرت نجوى من الأستاذ علي بشكل طريف مباركة بتسليمه مهمة عدّ الحروف. أما لمحمد صياحين فقالت : «والله أنا حبّيتك».
Tip
لحظة صدور هذا العدد ستكون نجوى كرم في مدينة «كان» للمشاركة في مهرجانها السينمائي وسترفل على بساطه الأحمر مع نجمات هوليوود كوجه عربي بارز فنياً وجمالياً!
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات