تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

ناديا بركات صاحبة 'هلا وغلا'...

بدأت مسيرتها الإعلامية في قناة m b c التي تعدها بمثابة الجامعة التي تعلمت فيها الكثير، قبل أن تعود إلى بلدها الإمارات وتلتحق بتلفزيون أبوظبي، متنقلة من برنامج إلى آخر في عشرات البرامج التي حققت فيها نجاحا لافتا.
وهي اليوم ومنذ أكثر من ثلاث سنوات تقدم برنامجها «هلا وغلا»، لتحاور مشاهير الوطن العربي.
مذيعة تلفزيون أبو ظبي الإماراتية ناديا بركات تربطها علاقة صداقة بكل زميلاتها ومعظم ضيوفها، ولا ترى نفسها في أي برامج أو قناة أخرى غير قناة الإمارات «أبو ظبي»...


- كيف دخلت عالم الإعلام، ولماذا هذا المجال تحديداً مع أنه بعيد عن مجال دراستك؟
دخلت عالم الإعلام عن طريق الصدفة، فقد كنت أدرس في لندن تجارة وتصميم أزياء، وكنت وقتها أود احتراف تصميم الأزياء، لكنه كان مجالاً صعباً في لندن.
حتى نصحني أحد الأشخاص بالتقدم للعمل في قناة m b c التي كانت تعرض برنامجاً عن الأزياء، وبالفعل وُفقت في الدخول إلى القناة التي كانت بالنسبة إلي بمثابة الجامعة التي تعلمت فيها الكثير، بحكم تنقلي للعمل في أقسامها المختلفة. تعلمت فيها تنسيق البرامج، وتدربت على الصوت وعلى الرؤية والإلقاء على أيدي أساتذة في تقديم البرامج، وقد امتدت هذه الفترة قرابة السنتين، إلى أن أنجبت ابنتي الأولى، وقتها قلت لزوجي بلادنا أولى بنا، فعدت إلى الإمارات، والحمد لله وفقت في الانضمام إلى تلفزيون أبو ظبي.

- كيف تدرجت في العمل حتى تم ترشيحك لتقديم «هلا وغلا»؟
لم يرشحني أحد لتقديم «هلا وغلا»، بل نحن من اقترحنا الفكرة، فقد كنت أقدم على مدى أربع سنوات برنامجاً فنياً اسمه «مشوار»، ثم انتقلت لتقديم برنامج «مزيونة» عن المرأة والأزياء، وبعد ذلك توقفت لمدة عام، لأقدم بعده اليوم الفني في البرنامج اليومي «جريدة بلا ورق» الذي كان كل يوم فيه مخصصاً لمجال معين، وأنا كنت أقدم البرنامج في اليوم الخاص بالفن، ومن خلاله حصدت نجاحاً جيداً وأصداءً طيبة، ومن هنا لقترحنا فكرة «هلا وغلا»، والحمد لله لاقت موافقة الإدارة.

- هل لعب الجمال وحسن المظهر دوراً في ترجيح كفتك لتقديمه؟
لا أنكر أن الجمال والقبول مطلوبان، لكني أرى أنهما ليسا أساسيين. اعتقد أنهم توسموا فيّ القدرة على تقديم برنامج حواري، وبالتأكيد دعم الإدارة أهلني لتقديم «هلا وغلا».

- بعد مشوار أكثر من ثلاث سنوات في «هلا وغلا»، كيف تقوّمين تجربتك معه؟
الحمد لله أشعر بالرضا وأعمل على تقديم الأفضل، إضافة إلى أنه بعد انتهاء كل حلقة يعبّر ضيوفي عن رضاهم عن سير الحلقة، وكثيرا ما يقولون لي انهم نسوا أنهم أمام كاميرا وفي برنامج مباشر.
وأهم شيء أحرص عليه في كل حلقة أن أكتسب وأتعلم شيئاً جديداً يزيدني ثقة بنفسي، ويربطني بالبرنامج وينمي عشقي له حلقة بعد حلقة.

- ما الهدف من عملك من برنامج كهذا؟
أعشق البرامج الحوارية «التوك شو»، وانأى بنفسي عن لعبة السياسة وبرامجها، وبالتالي ليس أمامي من خيار سوى برامج المنوعات، الفنية والاجتماعية الأسرية، لكن لأننا للأسف في معظم البرامج الاجتماعية الأسرية نطرح المشكلة دون تقديم الحلول فضلت البرامج الفنية، من منطلق أنني من خلالها أستطيع أن أعرّف المشاهد على جوانب خفية من فنانه المفضل ليتعرف إليه عن قرب، وبهذا أقدم شيئاً مفيداً في مجال ما.

- ما الصعوبات التي تواجهكم لتأمين ضيوف مناسبين للبرنامج؟
بالفعل نواجه صعوبة، لأننا من البرامج القليلة التي لا تدفع مقابلاً مادياً للضيف من أجل الظهور معنا في البرنامج، بل نقدم هدية رمزية أتمنى أن تليق بمقام الضيف ومنزلته.
وبالتالي هناك بعض الضيوف يضعون المقابل المادي شرطاً أساسياً للظهور معنا، وأنا ألتمس لهم العذر لأن هذه مهنتهم ومصدر رزقهم.

- وما رأيك فيمن يغالون في المقابل المادي من الفنانين؟
كل فنان له مطلق الحرية في تحديد المقابل الذي يرى أنه يليق به. لكني أعتب على الفنانين الإماراتيين، لأنه يتوجب على الفنان الإماراتي أن يخص تلفزيون بلاده ولو بحلقة واحدة في العام يظهر فيها على شاشته، التي بالتأكيد لها فضل عليه، حتى ولو بنسبة قليلة من وجهة نظره. فهذا أراه من باب رد الجميل والوفاء لتلفزيون بلاده، الذي دائماً ما يقف خلفه في جميع مراحل مسيرته الفنية.
وبالفعل جاءني ضيوف أكن لهم كل تقدير، كالفنان عيضة المنهالي، الذي كان غاية في الرقي، وكذلك الفنانة زهرة العين، ومعظم الفنانين الإماراتيين.
إلا أن هناك بعضهم يشترط مقابلاً مادياً، وبدوري أقول لهم إن حلقة واحدة في العام لتلفزيون بلدكم ليس كثيراً عليكم أن تضحوا بمقابلها المادي.

- هل يمكن أن نجدك خارج برامج المنوعات؟
لا أحب السياسة وبالتالي لا تستهويني البرامج السياسية، بل أرى نفسي أكثر في برامج المنوعات، وأرتاح في هذه المنطقة، ولا يمكن أن أغيّر توجهي من البرامج الفنية إلى الاجتماعية الأسرية إلا إذا وفرت حل المشكلة قبل طرحها، أو على الأقل توجيه صاحبها الى الحلول المناسبة.

- بعيداً عن الأضواء، من هي ناديا بركات؟
أنا أم وصديقة لأولادي الثلاثة، وزوجة وحبيبة وصديقة وكل شيء لزوجي. وابنة بارة لوالدتي، وأخت على ما أعتقد جيدة لأختيّ -نحن ثلاث أخوات-، وصديقة وفيّة لصديقاتي.

- وكيف ترين المعايير التي يجب أن يتصف بها مقدم البرامج؟
برأيي المتواضع، أرى أن الصوت يأتي في المقدم، رغم أنه قد يقول قائل إن هذا تلفزيون وليس إذاعة، لكني أقول إن هناك مذيعات غاية في الجمال والأنوثة، لكني لا أتحمل مشاهدتهن أكثر من عشر دقائق ثم أغير القناة، بسبب نفوري من أصواتهن.
ما الذي يفيد إذا كان الجمال متوافراً لكن لا يتناغم مع صوت يناسبه أو كان صوتاً مرتفعاً أو ينفر منه المشاهد. بالتأكيد الجمال مطلوب، لكن الأهم الذكاء والثقافة وإجادة التحاور مع الضيف، والحرفية في التعامل مع الكاميرا ومطبات الهواء إذا كان البرنامج مباشراً.

- على ماذا تعتمدين في محاورة ضيفك، على أسئلة الإعداد، أم على دراستك للضيف؟
أعتمد عليهما معاً، فمن أول عشر دقائق من الحلقة أكتشف طبيعة الضيف وأحدد خطواتي معه في التحاور، إضافة إلى أن المعدّة نوال نصر رائعة ومتمكنة من أدواتها، وتعرف جيداً كيف تغوص في نفسية الضيف وتتعامل معها، ونكون معاً على استعداد تام لتدارك أي مستجدات أو طارئ في الحلقة. مثلاً في حلقة الفنانة ميساء مغربي كنا قد أعددنا أسئلة حول الجزء الرابع لأحد أعمالها، إلا أننا فوجئنا بأنها اعتذرت عنه بسبب تصريحات المسؤول الذي وصف العمل بأنه فاشل، فقالت لقد اعتذرت عن الجزء الرابع لأنني لست مستعدة للتمادي في عمل غير ناجح.
تداركنا الموقف وتغير مجرى الحلقة ودخلنا في تفاصيل مختلفة تماماً بضوء أخضر من ميساء نفسها.
وبالتأكيد أعتمد على الإعداد، وعلى دراستي للضيف، وأيضاً على الضيف نفسه، لأنه من يعطيني مجالات مختلفة ويفتح مستجدات أثناء الحلقة تساهم في نجاحها بكل تأكيد.

- أي الشخصيات تتوقين لاستضافتها ومحاورتها؟
أتمنى أن أتشرف باستضافة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي. كل ما أستطيع قوله إنها أمنية أتمناها كل يوم وأود تحقيقها، وسأظل أتمناها حتى آخر يوم لي في الإعلام، حتى لو حكم الأمر أن يكون هذا آخر حوار أو حلقة لي، ليكون أفضل ختام لمسيرتي الإعلامية.

- يتباين مستوى حلقات أي مذيع أو مذيعة، ما السبب؟
أولاً ثقل الضيف وأرشيفه، وحالته النفسية يوم الحلقة، ومدى استجابته وتفاعله مع المذيع أو المذيعة، ومدى ارتياحه واستيعابه لكل ما يدور في الحلقة. فالضيف هو العامل الأهم في تحديد إيقاع الحلقة.
هناك أسماء كبيرة وشهيرة ولها تاريخها الفني، إلا أنها يوم الحلقة تكون في حالة نفسية غير جيدة، وهذا ينعكس على مستوى الحلقة وأداء المذيعة وفريق الإعداد أيضاً.
مثلاً حلقة الفنانة رغدة، رغم منزلتها وتاريخها الفني، كانت من أصعب الحلقات عليّ، بسبب سوء فهم حدث قبل الحلقة بقليل لتأخرها عن الموعد وعدم ظهورنا في الوقت المحدد، وكانت الحلقة مباشرة على الهواء، لكن اضطررنا لتسجيلها، وتركنا لها مطلق الحرية في التسجيل أو الاعتذار دون أدنى حرج، فوافقت على التسجيل.
إلا أن نفسيتها لم تكن جيدة، وكلما حاولت إخراجها من هذه الحالة لم أجد تجاوباً منها، فهذا قطعاً أثر على الحلقة.

- أي حلقة كانت ممتعة وقلت إنها ستكون حديث الناس؟
 ثمة أكثر من حلقة يمكن أن أعتبرها ممتعة، فمثلاً حلقة الفنان عبد الله الرويشد لم أكن أتخيل هذا الكم الهائل من التعليقات عليها، كما لم نكن نتوقع أن شخصيته بهذه الروح المرحة الجميلة الخفيفة الدم.
 ومن الحلقات التي توقعت أن تلقى قبولاً وتترك صدى عند المشاهد حلقة هيا عبد السلام، مع أنها فنانة صاعدة.
كذلك حلقة الفنانة القديرة حياة الفهد، وحلقة الفنانة هيفاء حسين وجرأتها في الحديث، وحلقة الفنان إبراهيم الحربي، إضافة إلى حلقات ومواقف كثيرة كان لها وقع خاص عليَ، فعندما بكى تركي الدخيل عندما تحدثنا عن أمه أبكاني معه، أيضاً شذى حسون عندما بكت لأمر خاص بها.

- ماذا عن علاقتك بزميلاتك المذيعات؟ وهل من مواقف معينة حدثت مع إحداهن؟
أعتقد أننا من المحطات القليلة التي تجد كل المذيعات فيها صديقات، فنحن نهتم بعضنا ببعض، ونبدي آراءنا في أي شيء يتعلق بإحدانا، حتى ملابسها، إذا رأيناها ترتدي ثياباً جميلة نسألها من أي الأماكن ابتاعتها، ونلفت نظرها إذا كان هناك شيء لا تنتبه إليه.
وصدقاً لم ألمس هذه الروح إلا في محطتنا. لكن لا شك أن هناك من تسبح عكس التيار وتريد أن تكون الأفضل وصاحبة أولوية في كل شيء، ويطغى حبها لذاتها وتكشفها تصرفاتها.
وقد حدث لي موقف مع زميلة من هذا النوع، لم تقدر أهمية الوقت بالنسبة إلي وأن برنامجي يبث على الهواء، وفضلت نفسها ومصلحتها على الجميع ولم تحترم لا الزمالة ولا وقت برنامج مباشر، ولم أكن أتخيل أن يحدث هذا من زميلة تجاه زميلتها.

- من يعجبك من المذيعين والمذيعات محلياً وعربياً؟
محلياً تعجبني الأستاذة بروين حبيب. وعربياً تعجبني جداً الإعلامية المتألقة منى الشاذلي، بكل شيء فيها، إطلالتها الجميلة، مهنيتها العالية، ثقافتها، حضورها، رزانتها. ومن الإعلاميين الأستاذ محمود سعد، فهو إعلامي قدير، ويأخذ كل ما يريد من الضيف بكل سهولة.

- مارأيك في تحول الكثير من النجوم لتقديم البرامج؟
برأيي «اعط الخبز لخبازه». وأتساءل هنا: كم فنان نجح في تقديم برامج؟ وإلى أي فترة استمر هذا النجاح؟ من وجهة نظري أن البرنامج ينجح لأنه كفنان بعلاقاته وصداقاته في الوسط يستطيع استقطاب زملائه النجوم، وبالتالي يساهم هذا في نجاح البرنامج الذي يعتمد على شعبية الضيف وشعبية المقدم كفنان، وليس كإعلامي.

- من هن صديقاتك على المستوى المهني؟
تجمعني صداقة بكل زميلاتي، وحتى مع ضيوفي الذين يبدون رغبة في التواصل، لكن صديقاتي المقربات جداً هن المقدمة الإذاعية الشهيرة منى الذهب، التي تعمل معنا حالياً في إعداد البرامج، وأيضاً صديقتي المنتجة خلود عبد الله.
إضافة إلى أنني على تواصل من حين إلى آخر مع لجين عمران، وصديقتي حصة الفلاسي.

- ماذا غيرت الشهرة في ناديا بركات؟
لم تغيرني الشهرة قدر أنملة، ومن يعرفني عن قرب يدرك ذلك جيداً، فأنا مثلما أظهر على الشاشة أكون في حياتي العادية على طبيعتي تماماً.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080