تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هند صبري: بدأت أتعافى من 'أسماء'

تستحق النجمة هند صبري لقب «حاصدة الجوائز»، مثلما تستحق تماماً الجوائز العديدة التي حصلت عليها خلال مشوارها الفني، وآخرها جوائز فيلمها «أسماء».
ورغم ذلك تعترف لنا بأنها لم تكن تتوقع كل هذه الجوائز، وتتكلم عن ردود الفعل على الفيلم، ورضاها عن إيراداته، واستعانة منظمة الأمم المتحدة به في حملتها ضد الإيدز.
كما تتكلم عن مسلسلها الجديد «فيرتيجو»، وترد على ما قيل عن تشابهه مع مسلسل أميركي شهير، وتعترف بقوة المنافسة في رمضان المقبل، وتتحدث عن عادل إمام ومحمود عبد العزيز ويسرا وإلهام شاهين وليلى علوي.
وتكشف أيضاً أسرارها مع حملة «غارنييه» الإعلانية. وعندما سألناها عن ابنتها عاليا، قالت: «عنيدة مثلي».


- كيف تشعرين وفيلم «أسماء» لا يزال يحصد العديد من الجوائز رغم إطلاقه في دور العرض منذ فترة؟
لا أنكر أننا كنا كفريق عمل نستشعر منذ بداية الإعداد للفيلم أننا بصدد تقديم فيلم صادق وتجربة سينمائية ذات جودة فنية عالية، إلا أننا لم نكن نتوقع الحصول على هذا العدد من الجوائز، لأن الحصول على الجوائز الفنية بشكل عام أمر يصعب التكهن به، خاصة إذا كنا نتحدث عن جوائز من مهرجانات سينمائية لها ثقل دولي مثل مهرجان «دبي» ومهرجان «بلجيكا»، بالإضافة إلى جوائز «جمعية الفيلم» المهمة بالطبع، لما تضمه الأخيرة من أسماء معروفة تجمع كبار النقاد والسينمائيين وزملاء المهنة، وهذا يولّد إحساسا رائعا بالطبع.

- هل حصولك على عدد من الجوائز عن دورك في فيلم أسماء يعتبر دافعاً معنوياً وفنياً لتكرار تجسيد شخصيات إنسانية وأنواع أخرى من القضايا الاجتماعية؟
بالطبع يعتبر دافعاً معنوياً وفنياً كبيراً، لأن الحصول على الجوائز بشكل عام يدل على أن هذه الفنانة تعمل وتجتهد، وأن ما تقدمه ينال الاستحسان والإشادة.

- هل تركت «أسماء» داخلك أثراً ما؟
أعترف بأنها تركت داخلي أثراً لفترة طويلة، بل وعاشت معي لفترة أطول من معظم الشخصيات التي جسدتها من قبل، نظراً إلى صعوبة الشخصية نفسها، لكنني بدأت التعافي منها حالياً.

- هل أسعدتك استعانة منظمة الأمم المتحدة بالفيلم لتعريف العالم بمرض الإيدز ضمن إحدى حملاتها؟
سعدت جداً، وذلك لعدة أسباب، أولاً لأنهم ساعدونا في البداية أثناء كتابة الفيلم للتعرف على طبيعة الشخصيات، ثانياً، لأنهم لم يشعروا بخيبة أمل بعد مشاهدتهم للفيلم وتأكدهم من أننا لم نهدر أوقاتهم هباءً، وأخيراً نجاحنا في تقديم صورة بسيطة حقيقية إلى الإعلام والعامة عن طبيعة الشخصيات المتعايشة مع الفيروس بشكل مختلف عما سبق تقديمه فنياً، لذلك أنا سعيدة بحق لأننا كنا موضوعيين وقريبين من الحقيقة إلى أبعد حد متاح لنا.

- هل كنت تتوقعين تكريمك من منظمة الأمم المتحدة في اليوم العالمي للمرأة، خاصة أن هذا حقك لكونك إحدى سفيرات المنظمة، بالإضافة إلى تقديمك فيلماً يحمل رسالة مهمة استعانت بها المنظمة نفسها في حملاتها؟
أولاً، هناك من هن أكثر مني استحقاقاً لهذا التكريم، ثانياً، لم يكن هدفي أبداً من تجسيد شخصية أسماء الحصول على جوائز أو تكريمات من أي جهة أو انتظار تكريم من الأمم المتحدة، بل جسدت «أسماء» لأنني أحببت هذه الشخصية، ثالثاً يكفيني لقب سفيرة الأمم المتحدة، كما يكفيني العمل المشترك الذي يجمعنا والذي أجتهد فيه قدر المستطاع لتقديم أفضل ما يمكنني تقديمه.

- بعد انتهائك من مرحلة فيلم «أسماء» وبداية استعدادك لخوض تجربة فنية جديدة، كيف تقوّمين الفيلم؟
أكن لهذا الفيلم محبة خاصة في قلبي، لأنه جمع كل المقومات الفنية المطلوبة في أي عمل سينمائي بدقة شديدة، بداية من السيناريو المحكم، والشخصية ذات الأبعاد العميقة فنياً، مروراً بالتحدي الموجود في الأداء التمثيلي للشخصية التي جسدتها، وأخيراً الإخراج البسيط والعميق في آن واحد.
لذلك هذا الفيلم من أفلامي المفضلة، كما أن تلك التفاصيل السابقة هي التي تجعلني أستمر في هذه المهنة التي أعشقها.

- جاءت ردود فعل النقاد والجمهور على الفيلم أكثر من ممتازة. لكن بماذا تفسرين عدم تحقيق الفيلم إيرادات عالية مع أنه لا يزال يحصد العديد من الجوائز رغم أنه ليس في الأساس فيلم مهرجانات؟
لا أتفق معك في النقطة الخاصة بالإيرادات، لأن الفيلم نجح في تحقيق إيرادات إذا ما قارنّاه بما يشبهه من أفلام لا يقبل عليها الجمهور كثيراً، والتي عادة لا تحقق إيرادات، خاصة أن إطلاق الفيلم في دور العرض جاء في ظروف استثنائية وخاصة جداً، لذلك أرى أن الفيلم حقق أكثر مما كنا نتوقع.

- هل تعتقدين أن الجمهور لايزال يفضل الأفلام الكوميدية على الأفلام التي تحمل قضية إنسانية أو اجتماعية؟
جمهور العالم أجمع يفضل الأفلام الكوميدية والاجتماعية الخفيفة، وليس جمهور مصر أو الوطن العربي فقط، ولذلك عادةً ما تجد أن الإقبال يكون على أشده على هذه النوعية من الأفلام في كل بقاع العالم، بل ودائماً ما ستجد أيضاً أن الأفلام المستقلة أو الأفلام التي تحمل في مضمونها قضايا إنسانية أو اجتماعية لا يقبل عليها الجمهور، مقارنة بالأفلام الخفيفة.
ومن الطبيعي صنع الأفلام بمختلف أنواعها، لذلك لن أقول إننا مظلومون أو ما شابه، لأن ما أقوله معروف للجميع، والدليل تحقيق كل أفلام الكرتون وأفلام البعد الثالث إيرادات طائلة في كل العالم، هذه مسلّمات.

- وما رأيك في نجاح فيلم مثل «شارع الهرم» لدينا وسعد الصغير في تحقيق إيرادات بلغت 14 مليون جنيه خلال شهر ونصف الشهر فقط من العرض؟
حقيقة لم أشاهد فيلم «شارع الهرم»، لكن هذا الرقم من الإيرادات يدل على وجود عناصر ساعدته في تحقيق ذلك.

- هل تعتقدين أن ما يطلق عليه الخلطة التجارية التي يعتمد عليها المنتج محمد السبكي في أفلامه هو ما ساعد على تحقيق هذا الفيلم لإيرادات كبيرة؟
المنتج «الشاطر» هو الذي يستطيع تحقيق إيرادات جيدة من خلال ما يقدمه، وشخصياً ليست لديَّ أي تحفظات عن ذلك، كما أنني لا أؤيّد وجهة النظر التي تصف هذه الأفلام بالتجارية أو ما شابه، بل على العكس دائماً ما أقول «برافو» لأي منتج ينجح من خلال أفكاره الإنتاجية في الوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية، وبالتالي يحقق إيرادات، بعيداً عن نوع الخلطة التي يقدمها.
لكن في الوقت نفسه رجائي الوحيد كفنانة وكممثلة أن نجد الخلطات الإنتاجية المتنوعة في الحقل السينمائي، حتى يعمل جميع الفنانين ويجد كل منا ما يقدمه لجمهوره.

- هل يمكن أن تتعاوني مع أي من المنتجين أحمد ومحمد السبكي إذا قدما لك فكرة فيلم نالت إعجابك أم أنك ستتحفظين عن المشاركة حتى لو حازت الفكرة رضاك؟
ولمَ لا ما دامت الفكرة ستنال استحساني؟ فقد نجحا في تقديم أفلام جدية جداً مثل «كباريه»، وهو من أهم الأفلام التي قدمت خلال السنوات العشر الأخيرة، وفيلم «الفرح» وهو مهم جداً أيضاً، وهذا يدل على أن فكر الشركة يتطور باستمرار، لذا لا يوجد لديَّ أي تحفظات إذا كانت الفكرة جيدة.

- ما خططك السينمائية المقبلة خاصة بعد انتشار أخبار عن موافقتك على فيلم «أيام الغضب» مع الفنان محمود قابيل والذي كتب قصته الفنان حمدي الوزير؟
هذا الفيلم لم يعرض عليَّ، لكن بالطبع الإسمان من الأسماء التي أتشرف بالتعاون معها، لكن مشروعي الوحيد حالياً هو مسلسل «فيرتيجو» الذي بدأت تصويره.

- هل هناك أي مشاريع سينمائية تونسية في القريب؟
أتمنى تقديم مشروع سينمائي تونسي، لكن حتى هذه اللحظة لا توجد مشاريع في الأفق.

- متى تعود صناعة السينما في مصر إلى ما كانت عليه قبل ثورة يناير؟
أتمنى أن تعود صناعة السينما إلى أفضل مما كانت عليه قبل الثورة، لأننا ما زلنا حتى اللحظة نتعرض لضغوط شديدة، ولا تزال الأجهزة الرقابية تعمل كما كانت، بل وهناك بعض المخرجين يشكون من تشدد الأجهزة الرقابية أكثر من ذي قبل، خاصة بعد أن بدأت الرقابة تتدخل بشكل أكبر في شؤون فنية بحتة بخلاف تدخلها في الجزء الخاص بنقد النظام السياسي.
أضف إلى هذا انتشار الرقابة الذاتية، وامتهان البعض للعمل الرقابي رغم كونه ليس مجال عملهم في الأساس، كل هذا إلى جانب وجود ضعف مستمر في الاستثمارات والأموال التي يتم ضخها في الصناعة، لذلك لا تزال الصناعة في حالة أشبه بالغيبوبة إلى حد ما، ولا أعرف في الحقيقة متى تعود إلى نصابها الطبيعي، لكنني في الوقت نفسه متفائلة ومستبشرة خيراً على المدى الطويل. 

- وما رأيك في الجبهة التي أسسها الفنانون للدفاع عن حرية الفكر والإبداع وهل تعتقدين أنها ستؤتي ثمارها؟
كنت أعتقد في البداية أنها مجرد جبهة رمزية، لكنني أعترف الآن بخطأ وجهة نظري، وقد ذكرت ذلك للمنتج محمد العدل أحد مؤسسي الجبهة، لأنها بالفعل جبهة مهمة جداً وحّدت أصوات الفنانين، وهذه نقطة جيدة جداً في حد ذاتها.
وبما أن هناك غرفة لصناعة وتجارة الحديد، وغرفة لصناعة وتجارة النسيج، يجب أن يكون هناك ما يوازي هذين الكيانين وغيرهما في المجال الفني لكي يجد الفنانون متنفساً لهم يعبرون من خلاله عن معاناتهم ومشاكلهم ويطرحوا من خلال تلك الجبهة الحلول المتاحة لمشاكلهم في شكل جماعي.
وأعتقد أن جبهة فنية واحدة قوية أفضل كثيراً من عدد كبير من المبادرات. وبمعرفتي الشخصية بالأسماء الموجودة في الجبهة، أرى أنها أسماء محترمة جداً، تحب الفن بإخلاص، وتسعى لإيجاد حلول حقيقية لكل المشاكل الموجودة، وتدافع عن أساسيات مهنتنا الفنية ومكتساباتها، لذا أنا مع هذه الجبهة قلباً وقالباً.

- تخوضين هذا العام تجربة درامية جديدة من خلال مسلسل «فيرتيجو». ما الذي شجعك على تقديم هذا العمل دون غيره؟
أنا على اقتناع دائم بوجود العديد من الروايات الأدبية التي يصلح تحويلها إلى عمل فني، خاصة أن الرواية نالت إعجابي عند قراءتي لها.
والحقيقة أننا تعبنا كثيراً حتى اتخذنا هذا القرار، خاصة أن الشخصية الرئيسية في رواية «فيرتيجو» كانت لرجل لا لامرأة، لذا كان عليَّ اتخاذ قرار شجاع بخوض هذه التجربة. بعدها سألنا الكاتب أحمد مراد عن مدى إمكان قيام السيناريست محمد ناير بتحويل بطل الرواية من رجل إلى امرأة، فوافق مرحّباً، وقد كان من الضروري أن نطلب موافقته لأنه صاحب الحق الأدبي للرواية.
أما عن اختيار الرواية بشكل عام، فيعود إلى أننا شعرنا بأنها تحمل في مضمونها الكثير من العناصر الجيدة التي تجعل منها عملاً جاذباً للمشاهد في رمضان، منها عنصر التشويق، والعنصر السياسي في أحداث ما قبل الثورة، بالإضافة إلى وجود الكثير من الأحاسيس والمشاعر ضمن أحداثها.
لذا أرى أنه عمل مكتمل، والسيناريست محمد ناير كتب الحلقات بطريقة مشوقة جداً، كما أن المخرج عثمان أبو لبن نجح من خلال تجربة مسلسل «المواطن إكس» في أن يثبت أنه يستطيع إخراج عمل فني بالجودة السينمائية، وهذا ما كنت أبحث عنه.

- البعض يلمح إلى تقارب الفكرة وطريقة كتابة هذا المسلسل مع سلسة حلقات مسلسل «CSI» الأميركية نظراً إلى تناوله عدة جرائم قتل؟
هذا العمل بعيد كل البعد عن حلقات «CSI»، ولا تشابه بينهما.

- البعض أشاع أيضاً اقتراب فكرة مسلسل «فيرتيجو» من فكرة مسلسل «بالشمع الأحمر» للفنانة يسرا الذي كانت تحاول من خلاله كشف غموض عدد من الجرائم، مع اختلاف طريقة التناول بالطبع؟
وأيضاً أؤكد لكم أنه لا يوجد تشابه بين مسلسل «فيرتيجو» و»مسلسل «بالشمع الأحمر».

- هل تعتقدين أن هذه النوعية من الأفكار يمكن تنفيذها بشكل جيد في مصر، خاصة مع قلة الإمكانات المادية والعلمية التي تساعد على خروج هذا المسلسل بالمستوى نفسه الذي تظهر به المسلسلات الأميركية؟
هناك طفرة فنية استُحدِثَت في الدراما وشعرنا بها جميعاً خلال العامين الماضيين، وأرى أن الإمكانات الفنية في الدراما تفوقت على إمكانات السينما كثيراً. وفي الوقت نفسه لم تنجح السينما في تجديد دمائها كما فعلت الدراما في الأعوام السابقة، لذا أرى أن الإمكانات الفنية متاحة حالياً لخروج أعمال جيدة جداً، فكل شيء موجود، بداية من الفنيين، مروراً بالكاميرات، وانتهاء بأدوات التصوير.
وفي النهاية «فيرتيجو» ليس مسلسل «أكشن»، بل مسلسل تشويقي تتخلله بعض مشاهد الحركة، لذا لا أرى أي مشاكل في الإمكانات الفنية أو المادية، بل أرى أن المشاكل الحقيقية تكمن في الأفكار وفي النصوص الجيدة.

- تجسّدين في المسلسل شخصية مصورة فوتوغرافية. هل لك أن تحدثينا عن بعض الملامح الأخرى؟
كل ما يمكنني قوله حالياً أن جريمة القتل في أحداث المسلسل وسيلة وليست غاية.

- هل أنت من رشّح عثمان أبو لبن لإخراج المسلسل ومحمد ناير لكتابته؟
كان هناك توافق في الرأي بيني وشركتي الإنتاج على العمل مع عثمان وناير، بعد أن نال مسلسل «المواطن إكس» استحساننا جميعاً.
وقد رحب كل من ناير وعثمان بالفكرة بمجرد طرحها عليهما أيضاً، خاصة مع قراءتهما للنص الأصلي من قبل، لذا كان الاختيار توافقياً جداً ولم نبذل مجهوداً في البحث.

- هل يعتبر اختيارك لهذه الرواية بعد مسلسل «عايزة أتجوز» نوعاً من تأكيد تفضيلك للتنوع في تقديم عدة أشكال درامية وعدم التمسك بنموذج محدد؟
هذا صحيح، لأنه لم يسبق لي تقديم مثل فكرة مسلسل «فيرتيجو»، وهو أيضاً ما حدث عندما قدمت مسلسل «عايزة أتجوز». أنا أبحث دائماً عن الأفكار المختلفة، رغم أن البعض استفسر عن نيتي لتقديم فكرة كوميدية مرة أخرى، إلا أنني فضلت البحث عن فكرة جديدة رغم نجاح تجربة «عايزة أتجوز» وسعادتي بها، فقد رأيت أن التحدي الحقيقي يكمن في تقديم فكرة مختلفة تماماً.

- «فيرتيجو» هو ثاني أعمالك الدرامية المقتبسة من عمل أدبي لكاتب جديد وذلك بعد تعاونك مع غادة عبدالعال في مسلسل «عايزة أتجوز». هل نعتبر هذا تشجيعاً منك للأدباء الشباب؟
هناك ما يشبه الإصرار لديَّ على تقديم أعمال فنية مقتبسة من روايات أدبية خلال هذه الفترة, وسأحاول أن أسير على هذا النهج قدر المستطاع، خاصة بعد تقديمي لفكرة «عايزة أتجوز»، والتي سبقها بقليل فيلم «عمارة يعقوبيان» أيضاً المقتبس من عمل أدبي، لأنني أرى أن الأدب هو المصدر الأساسي للأعمال الفنية السينمائية أو الدرامية، وهو ما كان يحدث مع أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس، إلى أن حدثت القطيعة التي لم أجد لها مبرراً.
لذا أحاول أن أقيم ما يشبه الصلح بين الأدب والأعمال الفنية، خاصة بعد أن رأينا جميعاً رغبة الشباب في قراءة الرواية الأصلية لـ»عايزة أتجوز» بعد عرض المسلسل، وهو ما أراه تشجيعاً ضمنياً للقراءة بطريقة غير مباشرة. 

- إلى أي مرحلة وصل العمل حتى الآن؟
فريق العمل أصبح مكتملاً تماماً، ويتكون من سيد رجب وأسامة عباس ويوسف فوزي وسلوى خطاب ونضال الشافعي ويسرا اللوزي وأحمد حاتم وأيمن قيوسني وناهد سباعي، وعدد من الوجوه الشابة الجيدة جداً. وفي الحقيقة عثمان أبو لبن لديه موهبة ممتازة في رؤية الفنانين في أدوار مختلفة تماماً عن تلك التي اعتدنا أن نشاهدهم من خلالها، وأكثر ما أعجبني في هذا العمل هو المزج بين جيلين مختلفين، وهو ما أعتبره مصالحة بين الأجيال.

- مسلسل «فيرتيجو» يمثّل التعاون الثاني درامياً بينك وبين «الشروق للإنتاج الفني» بالاشتراك مع طارق الجنايني، هل يمكن أن نقول إنك تشعرين براحة في العمل وسط هذا الفريق؟
بالتأكيد، هناك حالة من الراحة الفنية والمعنوية التي تجمعنا، بالإضافة إلى تقارب أعمارنا إلى حد ما. والشروق وطارق الجنايني يريدان تقديم أعمال فنية جيدة، لكن هذا لا يعني وجود احتكار، لأنني أرى أن هناك تناقضاً بين كلمة فنان وكلمة احتكار... بما أن وجهات النظر الفنية متقاربة، والهدف واحد، فلا مانع من تكرار التجارب الفنية معاً، وهناك قول معروف: «لا تغيّر الفريق الرابح».

- لك تصريح سابق بعد مسلسل «بعد الفراق» ذكرت فيه جملة تقول «أخشى من تأثير التلفزيون على مكانتي السينمائية». هل لا تزالين عند إيمانك بالمقولة نفسها؟
ما كنت أقصده هو أنني أخشى من طريقة استخدام وجودي في التلفزيون وليس خوفي من التلفزيون نفسه، لأن التلفزيون في النهاية وسيلة مثل الكثير من الوسائل التكنولوجية الموجودة في حياتنا الآن، لكن خطأ استخدامي لهذه الوسيلة من خلال اسمي أو أدائي، من الممكن أن يؤثر بالسلب بدلاً من الإيجاب على أعمالي السينمائية، لذا أحاول دائماً تقديم أعمال تلفزيونية جيدة وصادقة، خاصة أننا نستخدم حالياً التقنيات نفسها التي نستعملها في السينما، سواء في تقنية الإضاءة أو الكاميرات، حتى أن مخرجي السينما هم أنفسهم الذين يقومون حالياً بإخراج الأعمال الدرامية.
وأنا أذكر أنه أثناء تجربة مسلسل «بعد الفراق» لم يكن هناك من يستخدم كاميرات «هاي ديفنيشن» في الدراما، ومنذ ذلك الوقت حدثت الطفرة الدرامية، وبدأ عدد من المخرجين استخدام هذه الكاميرات والاستعانة بمديري تصوير من السينما، وأعتقد أن هذا شيء جيد جداً، لأن التنافس يصب في النهاية في صالح الصناعة.

- كيف تتوقعين شكل التنافس في رمضان المقبل؟
التنافس سيكون شرسأ جداً وشيقاً في الوقت نفسه، خاصة أن هذا الموسم هو موسم «الجبابرة والعتاولة الكبار». لكنني وبشكل عام لا أفكر بنظرية من هم منافسيَّ، لأنني أعتبر أن منافسي الحقيقي هو النجاح الذي حققه مسلسل «عايزة أتجوز»، وأعتقد أن هذا هو أصعب أنواع التنافس.
أضف إلى ذلك اختلاف فكرة «فيرتيجو» عن فكرة «عايزة أتجوز» تماماً، لكنني سعيدة لأنني سأشاهد خلال شهر واحد جميع هؤلاء النجوم، خاصة مع وجود أسماء كبيرة، مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويسرا وليلى علوي وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا.

- هل كنت تتوقعين أن يكون بين منافسيك خلال شهر رمضان عادل إمام ومحمود عبدالعزيز؟
لا يمكن أن أنظر إلى الموضوع من هذه الزاوية لأنه لا مقارنة معهما بالطبع، فهما نجمان كبيران لهما تاريخ فني طويل، وسعادتي الحقيقية تكمن في ثقة القنوات الفضائية باسمي من خلال تحملي لبطولة مسلسل وسط الكبار، رغم أن مسلسل «فيرتيجو» بطولة جماعية في الحقيقة، لكنني أتحدث بشكل عام.
وأنا أعلم أن مسلسلَي عادل إمام ومحمود عبدالعزيز أكبر كثيراً من مسلسلي، لذا سعادتي تكمن في وجودي إلى جانبهما لا بمنافستهما.

- وما توقعاتك لكل من يسرا وإلهام شاهين وليلى علوي؟
كل منهن مؤسسة درامية رمضانية خاصة مستقلة بذاتها، ولهن أيضاً تاريخ ورصيد كبير لدى المشاهد، وأشعر شخصياً بسعادة كبيرة عند مشاهدتي لأعمالهن، وأتوقع أن تقدم كل منهن عملاً درامياً أكثر من ممتاز، وأرى أنه من الصعب تخيل شهر رمضان دون وجودهن، وأتمنى أن أستمر في عملي حتى أصل إلى مكانتهن.

- بالتأكيد لاحظت أن محمد هنيدي وأحمد مكي هما الوحيدان اللذان لن يخوضا سباق هذا العام رغم نجاح مسلسليهما العام الماضي. هل تعتبرين هذا ذكاءً منهما؟
قد يكون بالفعل ذكاءً منهما، وقد يكون لارتباطهما بأعمال سينمائية، وربما توصلا إلى هذا القرار لأسباب ما، فمن الصعب التكهن بما يفكر به غيري، لأن هذا ما حدث معي شخصياً بعد أن قدمت مسلسل «عايزة أتجوز»، فقد كنت أتوقع شخصياً تقديم عمل فني جديد في العام التالي، إلا أن حساباتي اختلفت. لذلك التكهن بقرارات الغير في هذه الحالات لا يجوز، وفي النهاية هما فنانان ممتازان يعرفان جيداً القرارات الصحيحة التي يتخذانها، والدليل نجاحهما فى أعمالهما الفنية.

- هل يعود اتجاه معظم نجوم السينما إلى التلفزيون سببه ضعف الصناعة أخيراً وبحث الجميع عن الأمان؟          
قد يكون الأمان سبباً، خاصة أن التلفزيون أشد أماناً من السينما، بالإضافة إلى أنه من الصعب أن يأتي شهر رمضان دون إنتاج مسلسلات، بغض النظر عن الظروف السياسية أو المالية.
وهناك نقطتان مهمتان يجب أن ندركهما جميعاً، الأولى أن هذه المسلسلات، وحسب ما هو معمول به، يتم تسويقها من خلال أسماء أبطالها، وبعيداً عن أساطير الأجور التي يطلقها البعض علينا البعيدة كل البعد عن الحقيقة، إلا أننا أمام حقيقة ثابتة، ألا وهي أن كل مسلسل من هذه المسلسلات يعمل فيه فريق عمل من الفنانين والفنيين يتخطى رقم المئة والخمسين بقليل.
إذاً أنت هنا تتحدث عن فتح باب للرزق لأكثر من مئة وخمسين أسرة فنية، يتكون متوسط كل منها من ثلاثة إلى خمسة أفراد، وهذه نقطة مهما جداً يجب وضعها في الحسابات، لأنها تدل على أن استمرار إنتاج أعمال درامية شيء إيجابي جداً، سواء للصناعة أو للعاملين فيها أو حتى للمشاهدين الذين ينتظرون متابعة أعمال جيدة خلال هذا الشهر.
أما النقطة الثانية، فأنا لا أرى ما يمنع تفكير البعض بمبدأ الأمان، خاصة أن الغد لا يعلمه أحد، لذلك يجب أن نحمد الله على أننا نعمل.
أضف إلى ذلك أن السينما بدأت تتعامل مع بعض الأساتذة والنجوم الكبار باعتبارهم ضيوف شرف لا أكثر، تجري الاستعانة بهم إذا تطلب الأمر ذلك، وهو ما أراه غير منصف لتاريخهم السينمائي الطويل، لذا لا يجوز لومهم إذا اتجهوا إلى الدراما، خاصة أنهم يحققون نجاحاً كبيراً من خلالها.

- هل تخشين من تأثير الإحلال والتجديد المتوقع في مفاهيم الفن بعد ربيع الثورات في الوطن العربي؟
لا أخشى أبداً هذه التغيرات، لأن الفن من أساسيات حياتنا، ونحن شعوب نعشق الفن كثيراً مقارنة بشعوب أخرى.
قد يكون هناك بعض التخبطات الحالية لكثير من المفاهيم، مثل أننا نعشق مشاهدة فنان ومتابعة أعماله، رغم أننا في الوقت نفسه نرى أنه ناقص دينياً.
وأعتقد أن هذه التخبطات ستمر بهدوء بعد قليل، بل أشعر بأننا نسير في اتجاه أفضل كثيراً من ذي قبل، ونتجه إلى إعطاء الفن احتراماً أعمق، وأتمنى ألا أكون مخطئة في شعوري هذا، لكن الأحداث تدل على أننا نتجه إلى مرحلة فيها الكثير من المصداقية والشفافية بما سيتيح للجميع رؤية واضحة لكثير من الأشياء والفصل بين الجيد والرديء، خاصة في ظل عدم وجود إعلام يتجه بنا إلى وجهة معينة، وهذا في صالحنا جميعاً، لأنني على يقين وإيمان بأن مهنة الفن لا تصلح إلا لمن يعشقون هذه المهنة ويحترمونها ويحترمون أنفسهم من خلالها، لذا لا أشعر بأي نوع من القلق من الإحلال والتجديد الجاريين حالياً.

- تكررين هذا العام تجربة تقديمك إعلانات تجارية مع شركة غارنييه لمستحضرات التجميل، هل لك أن تحدثينا عن ذلك؟
هي المرة الرابعة التي أتعاون فيها مع شركة «غارنييه» في الوطن العربي، فقد كان التعاقد الأول عام 2009. وأنا أشعر بالفخر بالفعل لتعاوني مع هذه الشركة، لأنني أعتقد أن هناك تشابهاً بيني وبين هذه العلامة، وعندما اقترحوا عليَّ التعاون معهم للمرة الأولى، كانت وجهة نظرهم أنني أيضاً أشبههم وأشبه رسالتهم التي تقول «اعتني بنفسك»، وهو ما يعني أنهم يريدون مخاطبة المرأة العربية العملية العاملة التي لا تملك الكثير من الأموال، خاصة أن أسعار منتجات شركة «غارنييه» غير مبالغ فيها.           

- لماذا لم تتعاقدي مع شركة أخرى رغم انتشار ما يفيد حصولك على أكثر من عرض من عدة شركات؟
هناك عدة أسباب في الحقيقة، أولاً لتعاقدي مع «غارنييه» وهو ما يحول دون تعاوني مع شركة مستحضرات تجميل أخرى في ظل استمرار هذا التعاقد، ثانياً لا أعتبر نفسي موديل إعلانات لأنني في النهاية ممثلة، وعندما أخوض تجربة الإعلانات يجب أن أكون على اقتناع بما أقوم به، وهو ما يحدث في إعلانات «غارنييه»، حيث أظهر بشخصيتي الحقيقية كهند صبري الممثلة التي لا تستخدم مستحضرات التجميل بكثرة.
لذلك لن أخوض أي تجربة إعلانية إلا عن اقتناع، رغم أنني لا أنكر سعادتي بالإعلان الذي تعاونت فيه مع شركة اتصالات من قبل، خاصة بعد تأثيره الشديد في المشاهدين، وانتشار الأغنية بين الجميع بعد طرح الإعلان في رمضان.

- هل تضيف الحملات الإعلانية إلى رصيد الفنان أم تسحب من تاريخه؟
الحمد لله، حتى الآن أضافت التجارب الإعلانية إلى رصيدي، فقد حققت لي «غارنييه» الانتماء إلى علامة عالمية معروفة، خاصة أنني لست مجرد موديل للشركة، لكنني وجه للشركة وللعلامة المحترمة، وهذا شيء أسعدني بالطبع وأضاف إلي.
أما إعلان اتصالات، فقد ترك بصمة جيدة لدى المشاهد، وشعر الجميع بأن الإعلان كان عبارة عن تحفة فنية صغيرة، وهذه حقيقة، أضف إلى ذلك أن التجربة كانت مع نجوم مثل محمد منير ويسرا وأحمد عز ودنيا سمير غانم وعزت أبو عوف، وكلهم أضافوا إلى التجربة بالطبع.

- كيف أصبحت ابنتك عاليا الآن؟
مبتسمة: بخير الحمد لله. 

- وما الصفات التي اكتسبتها منك؟
عنيدة جداً، وتعرف ما تريده جيداً.

- هل أصبحت تتعرف عليك عند مشاهدتك في التلفزيون أم أنها لم تدرك ذلك بعد؟
لا لم تستوعب ذلك بعد، فهي لا تزال صغيرة حتى الآن لتدرك ذلك.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079