تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

"ما اختلفنا" ينتقد الفاشينيستات والمؤثّرين بطرافة

من مسلسل

من مسلسل "ما اختلفنا"

من مسلسل

من مسلسل "ما اختلفنا"

يسير مسلسل "ما اختلفنا" بسلاسة بين الآفات الاجتماعية والهموم اليومية في حياة الإنسان العربي، مستعرضاً في لوحات كوميدية وبأسلوب خلاّق أبرز التغيرات التي فرضتها الظروف من النواحي الاقتصادية والسياسية والمعيشية، وحتى التكنولوجيّة.

وفي هذا الإطار، برزت لوحة بعنوان "خيارك الذكي" التي خاضت بأسلوب طريف وكاريكاتوري التأثيرات التي أحدثتها شبكات التواصل الاجتماعي من خلال قصة شاب يذهب مع أهله لطلب يد فتاة نالت إعجابه. حتى الآن الموقف تقليدي بامتياز، لكنه يبدأ بالتحول إلى العكس، حين لا يكترث والد الفتاة (باسم ياخور) بشهادة الشاب الجامعية، معتبراً أن عمله كـ"مؤثّر سوشيال ميديا" (أنفلوونسر) أهم بكثير، مضيفاً: "هذا هو المستقبل".

وتستدعي هذه المواقف بطبيعة الحال السؤال عن منزل الزوجية والنقد والمؤخّر و"العلامة" وغيرها من الطلبات المألوفة والطبيعية، لكن الموقف هنا مختلف تماماً، فالمنزل عبارة عن "سفاسف لا تهم" مقابل عدد متابعي العريس على "تيك توك" و"إنستغرام"... هذا هو "الرصيد الحقيقي".

وهكذا يحدّد ربّ الأسرة المؤخّر بنصف مليون من الـ"فولوورز"، و"ملبوس البدن" بكلمات السر (باسوورد) الخاصة بحسابات العريس، فابنته (دلع نادر) تستحق الأفضل، لأنها "فاشينيستا عصامية تنال صورة رِجلها أكثر من خمسين ألف إعجاب (لايك)".

وتنتهي اللوحة بخلاف أفراد العائلتين والوالدتين (سلمى المصري ورنا شميس) المشتغلتين على التوالي بتوقعات الفلك والطبخ على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالطبع يستغلّون المشادة من خلال بثّها مباشرةً عبر "هواتفهم الذكيّة".

وحده والد العريس (محمد خير الجرّاح)، خارج هذا النمط من الشخصيات، إذ يبدو تائهاً محتاراً أمام ما يراه من أمور غريبة، في إسقاط على المواطن العادي الذّي لا يمكنه استيعاب كل هذه "التفاهة والهراء".

و"ما اختلفنا" عبارة عن لوحات منفصلة وأخرى متصلة، بأسلوب كوميدي فريد ونقد ساخر قد يصلان إلى الكوميديا السوداء، ضمن سقف عالٍ يلامس حتى العلاقة الشائكة بين الحاكم والمحكوم، من إنتاج شركة "ميتافورا للإنتاج الفني"، وتأليف مجموعة من أبرز الكتّاب العرب، بإشراف الكاتب زياد ساري والمنتج المنفّذ أسامة الحمد، وإخراج وائل أبو شعر.

ومن بين اللوحات المثيرة للإعجاب، تمسّك أحد المواطنين بالأمل، رغم عدم وجود أي بارقة تلوح في الأفق، ما يجعله مطارداً ومنبوذاً! 

وتُجسّد بطولة هذه اللوحات التي تناهز المئة في 30 حلقة تلفزيونية، نخبة من أبرز نجوم الكوميديا في سورية ولبنان، بشخصيات بارزة سنراهم بها للمرّة الأولى: باسم ياخور، جورج خباز، عبد المنعم عمايري، منى واصف، مازن الناطور، نظلي الرواس، محمد خير الجرّاح، نادين تحسين بيك، نوار بلبل، نبال الجزائري، سوسن أرشيد، محمد حداقي، غبريال يمين، أندريه سكاف، ريم علي، ديمة الجندي، شادي الصفدي، رنا شميس، سلمى المصري، جمال العلي، غسان عزب، عبد الرحمن قويدر، مازن عبّاس، سليمان رزق، دلع نادر، آنّا السيّد، سيرينا محمد...

هذه البصمة الكوميدية تصنعها مجموعة متميّزة من الكتّاب العرب مختلفي الجنسية، منهم سوريون وأردنيون ولبنانيون، خطّوا مواقف كوميدية خارج الإطار كلٌ بتوقيعه المتميّز، من أبرزهم على سبيل المثال لا الحصر: ممدوح حمادة، جمال شقير، معن سقباني، رازي وردة، حازم سليمان، أحمد قعبور، وأدهم مُرشد...