العميد علي جابر
عقل اللجنة التحكيميّة في برنامج مواهب العرب Arabs Got Talent، المدير العام لقنوات 'ام.بي.سي' العميد علي جابر في هذا الحوار...
- منذ عشرين عاماً وأنت تدير محطات في الكواليس، كيف تحضّرت لتجربة مواجهة الكاميرا؟
لم أتحضّر بل ظهرت على سجيّتي، فأنا لست متردداً ولا أحسب للأمور كثيراً، لكنّي عايشت هذه التجارب منذ عشرين عاماً فهي ليست غريبة عنّي. نظرتي كانت مختلفة من خلف الكاميرا، ودائماً عندما تأتي القصة من طرف ثالث، كأن أدير قناة وأختار أن أظهر أمام الكاميرا فيها، لا يكون الأمر صائباً. لكن عندما يختارني شخص لأن أظهر من خلال شاشته، هنا تكمن القيمة المعنوية التي أتلقاها. هي تجربة ممتعة جداًً كنت أمضي الوقت في الكواليس وكنت أخال أنّي أعرف كل شيء ولكن تبيّن أني أعرف نصف القصّة. أمّا الآن فأصبحت أدرك كل شيء له علاقة بالتلفزيون. إن كنت في تلفزيون المستقبل واخترت أن أضع نفسي في لجنة تحكيم برنامج «سوبر ستار» فهذا قرار تافه. ولكن إن كنت مدير قناة «المستقبل» ودعتني قناة «ام.بي.سي» للانضمام إلى لجنة تحكيم أحد برامجها لأني كفوء، فهذا القرار ناجح. لا أحد يستخدم الوسيلة الإعلامية التي يديرها كي يسوّق لنفسه، يجب أن يعترف الآخرون بقدراته وإمكاناته كي يحافظ على قيمته الشخصيّة.
- معروف أنّك حريص على التفاصيل، ما هي التفاصيل التي تحرص عليها في إطلالتك شخصياً؟
بالتأكيد عملت على تطوير نفسي وجهدت في ذلك. لديّ إسمي وسمعتي لذا أحرص على أن أظهر بمظهر لائق ومنطق جيّد، وما يتطلّبه الوضع. أحترم نفسي وأحترم المشاهد فلا أكون موجوداً ومستهتراً في إطلالتي، فالمسألة جديّة للغاية لذلك أهتم بمظهري وبالثياب التي أرتديها، تماماً كما أهتم بالكلام الذي أتلفّظ به والمنطق الذي أعتمده والشخصية التي سأظهر بها، علماً أنّها شخصيّتي الحقيقيّة وهذه طبيعتي. وإن سألتِ تلاميذي كما أصدقائي لقالوا لك إنّ هذا هو علي نفسه، لكنّي في الواقع «مش هلقد مهذّب»!
- ماذا أضاف هذا البرنامج إلى مسيرتك المهنية؟
أنا مستمتع للغاية بتجربة Arabs Got Talent، خاصة أنها جاءت بعد عشرين سنة، فأتاحت لي الفرصة للإبحار أكثر في عالم التلفزيون، وجعلتني أغوص في الجزء الذي كنت أجهله في هذا المجال. أصبحت لديّ معرفة تامّة بالعمل الذي مارسته منذ عشرين عاماً، وأعتقد أنّها إضافة أساسيّة ومهمّة. كما أنّ البرنامج جمعني بأشخاص عظيمين يعملون من كل قلبهم وهم فريق الإنتاج وزملائي في اللجنة التحكيميّة الذين تخطّت علاقتي بهم مجرّد الصداقة، إن كان عمرو أديب والآن ناصر القصبي والسيدة نجوى «حبيبة قلبي»، هذه إضافات مهمة جدّاً بالنسبة إلي بلا شك، كما أن الكل أصبح يحيّيني في المطارات ويسهّل لي المرور.
- على أي أساس تحرص على تقويم موهبة: ما هو مقياس نجاح موهبة معينة؟ وما مقياس فشلها؟
المقياس الأساسي لديّ يتمثّل في سؤالين أطرحهما على نفسي: هل ترغب في مشاهدة هذه الموهبة مرّة ثانية أم لا؟! يعني ذلك هل يستحق هذا العرض أن تدفع المال لمشاهدته. القيمة التجارية للعرض هي مسألة أساسية لتقويمه، لأنّ ذلك يعني أن الناس على استعداد لأن يدفعوا المال لرؤيته لأنّه مبدع. هل ممكن لهذا العرض أن يصبح مسألة عامة يطلبها الناس. أنا شخصياَ عانيت من عشرين سنة حرب و»شفت الويلات»، لذا لا أحبّذ موهبة فيها عنف نظري أو حقيقي! أما مقياس الفشل فهو عدم اهتمام الناس بهذه المواهب، فالجمهور هو الأساس وأنا أضع نفسي مكانه وأتساءل: هل باستطاعتي رؤية هذه الموهبة مرّة أخرى أم لا؟ فإنّ رأيي هو رأي الناس لكن مع خبرة وإطّلاع.
- حقّقت الرقم القياسي في ضغط «الزر الأحمر» في الموسم الأول من البرنامج، مع ذلك اكتسبت جماهيرية ساحقة، هل تنوي ضغطه دون تردد هذا الموسم؟
المهم أن تكون هذه الجماهيريّة نسائية، يقول مازحاً. الجماهيريّة ليست ما أطمح إليه! وكوني عضواً في اللجنة التحكيميّة، أقول رأيي بصراحة من دون قيود، وأنوي على الخير في هذا الموسم مع مزيد من «الزر الأحمر».
- أي استعراض أبهرك؟
بالتأكيد، أبهرتني أكثر من موهبة مغربيّة، فهذه السنة أعجبت جداً بكمّ المواهب التي تقدّمت من المغرب وتميّزت عن غيرها.
- هل تأثرت ودمعت عيناك لأداء موهبة من هذا الموسم؟
تأثّرت طبعاً فأنا إنسان عاطفي جداً، ولكنّي لا أُظهر هذا التأثّر ولا أعبّر عن عاطفتي... الكاميرات التي تلاحقنا 24 ساعة لا بدّ أن تكون التقطت لي صوراً وأنا دامع.
- كعضو في لجنة التحكيم، هل شعرت بالفخر تجاه موهبة عربية تقدّمت في الموسم الثاني، كونك تساهم في إطلاقها؟
الموهبة الحقيقية تفرض نفسها على الجميع. واكثر المشاركين قد أذهلونا بعروض غير متوقعة في مجالات مختلفة وأشعرونا بالفخر الكبير.
- أطلق عليك لقب «عقل اللجنة». متى يقول قلبك الكلمة الفاصلة في موهبة معينة؟
أصوّت للعرض الذي يلامس وجداني. لكنّ خياري يكون عقلانيّاً بحكم عملي في الإعلام وأقوله من دون تردد. المواهب التي يراها المشاهد تخاطب القلب وليس العقل فقط، ويحاول المرء تحكيم عقله كي يكون مرتاح الضمير ومنصفاً بحق هذه المواهب، وأنا قلبي دليلي كل الوقت لكن عقلي يختار.
بطاقة شخصيّة:
- هو علي معين جابر من مواليد آب/أغسطس 1961. تخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت مجازاً في إدارة الأعمال ليتوجه بعدها إلى جامعة «سيراكيوز» في الولايات المتحدة الأميركية حيث نال شهادة الدراسات العليا في علوم الاتصالات. انضم إلى الكادر التعليمي في كلية بيروت الجامعية ليصبح أحد مؤسسي دائرة البث الإعلامي في الجامعة وأستاذاً رئيسياً في مواد الإنتاج التلفزيوني على مدى ثماني سنوات.
- عمل كاتباً مراسلاً لصحيفتي «نيويورك تايمز» الأميركية و» تايمز اوف لندن» البريطانية بين 1989 و1994 إضافة إلى تولّيه منصب المراسل الرئيسي في لبنان وسورية لوكالة الصحافة الألمانية بين 1987 و1999.
- تولّى مهمة إنشاء تلفزيون «المستقبل» كمحطة خاصة تتوجه إلى المشاهد العربي، وتولّى إدارتها منذ نشأتها عام 1994 وحتى العام 2003.
- هو المستشار الإعلامي في المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. تعاون في العام 2004 مع المشرفين على مؤسسة دبي للإعلام لإعادة إطلاق القنوات التلفزيونية الأربع التابعة للمؤسسة، وهي «تلفزيون دبي» و«سما دبي» و«دبي الرياضية» و«دبي وان». وعين عميداً لكلية محمد بن راشد للإعلام التي أسست في الجامعة الأميركية في دبي عام 2008.
- في العام 2011 ظهر كعضو في اللجنة التحكيميّة لبرنامج مواهب العرب Arabs Got Talent واستطاع أن يكسب قلوب المشاهدين من خلال شخصيته المتميزة وخفة ظله وعقلانيّته. فكانت أولى تجاربة أمام الكاميرا.
- عُيّن أخيراً مديراً عاماً للقنوات التلفزيونية في مجموعة «ام. بي سي» التي وجد فيها بيئة متعاونة للغاية. استطاع التوفيق بين عمله كأكاديمي وبين إدارته للقنوات وبين عمله كعضو في اللجنة التحكيميّة التي لُقّب ب «عقلها».
- شُبّه بالممثل المصري مصطفى فهمي. يطلّ كل ليلة جمعة على قناة mbc4 في الموسم الثاني من برنامج Arabs Got Talent، ويتميّز بحضوره المحبّب وعقلانيّته التامّة في حكمه على المواهب.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024