تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أحمد فهمي: أنغام المطربة الأولى في مصر...

ما إن عُرض فيلمه الأخير «جدو حبيبي»، حتى تردد كلام عن خلافات بينه وبين نجوم الفيلم بعد ظهور دوره صغيراً، وقيل إن مشاهد حُذفت منه. لكن المطرب والممثل أحمد فهمي نفى لنا كل هذا، وكشف عن قبوله الفيلم من البداية وهو يدرك أنه ليس بطولة، وتحدث عما حمَّسه لقبول هذا الدور.
كما تكلّم عن سبب ظهوره كضيف شرف مع أحمد السقا في مسلسله الجديد، رغم فوزه بالبطولة أمام رولا سعد في مسلسل «البحر والعطشانة».
وكشف أيضاً عن رأيه في ألبوم عمرو دياب، وغناء تامر حسني في أميركا وقت سقوط شهداء في مصر، والمطربة التي يراها تستحق لقب مطربة مصر الأولى. وفي النهاية قال لنا: «حياتي تغيّرت بعد وصول عمر وحسن».


- بعد عرض فيلمك الأخير «جدو حبيبي» فوجئ الجمهور بصغر حجم دورك بينما حملت بشرى البطولة المطلقة للعمل، فهل حُذفت مشاهد لك؟
لم يحذف أي مشهد لي، فمنذ قراءتي للسيناريو وأنا أعلم أن حجم دوري صغير، لكنني أعجبت به كثيراً، وهذا ما جعلني أوافق على المشاركة في الفيلم.
وقد تعلّمت من خلال عملي كممثل ومن تجاربي السابقة مع أساتذة كبار في هذا المجال، أمثال الفنان محمود ياسين والمخرج طارق العريان وعمرو عرفة وغيرهم، أن تقديم دور جيد حتى لو كان حجمه صغيراً، أفضل من أن تبحث عن دور بطولة أو مساحته كبيرة لكنه دون المستوى.
وهذا ما أبحث عنه دائماً ويتبعه كبار النجوم، فعلى سبيل المثال ياسمين عبد العزيز قدمت في فيلم «ثمن دستة أشرار» أحد الأدوار الهامة والمؤثرة في العمل رغم صغر حجم دورها وظهورها في منتصف الفيلم تقريباً، وكذلك أيضاً الدور الذي قدمه عمرو واكد في فيلم «أصحاب ولا بيزنس».

- ألم تشعر بالغضب لما قيل على لسان النقاد بأن بشرى بطلة الفيلم بمفردها دون ذكر اسمك أو إعلان مشاركتك لها البطولة؟
لا لم أغضب على الإطلاق لأن هذه هي الحقيقة، وهذا يظهر بكل وضوح من خلال اسم الفيلم «جدو حبيبي» الذي يطلق على الفتاة التي تصل إلى مصر بعد غياب عنها لفترة طويلة كانت تعيش خلالها في لندن، وتعود لمقابلة جدها وتبدأ أحداث الفيلم، بل أنا سعيد جداً لمشاركتي في هذا العمل، وقد استفدت كثيراً بالوقوف أمام محمود ياسين ولبنى عبد العزيز وبشرى، وأتمنى تكرار التجربة معهم جميعاً.

- هل ترى أن الفيلم حقّق النجاح الذي كنت تتمناه؟
أعتقد ذلك، خصوصاً أنني شاهدت رد فعل الجمهور على الفيلم بنفسي، عندما ذهبت في إحدى المرات إلى السينما لمشاهدته مع الجمهور، وكان معي أصدقائي وبعض أقاربي.
وقد بارك لي الحاضرون وأعربوا عن سعادتهم بالعمل. وكنت أتوقع نجاح الفيلم قبل عرضه، وبالفعل استطاع أن يحصد إيرادات جيدة رغم الظروف التى كانت تمرّ بها البلاد في تلك الفترة، خاصة أحداث مذبحة مباراة الأهلي والمصري التي أجبرتنا على إلغاء العرض الخاص للفيلم الذي يحضره الصحافيون والنقاد، وأعتقد أنه لو كان عرض في ظروف أفضل لكان حقق نجاحاً أكبر.

- لكن البعض ألقى باللوم على فريق الفيلم بسبب عدم تأجيل عرضه رغم أحداث مباراة بورسعيد، فما تعليقك؟
صاحب هذا القرار هو الشركة المنتجة للفيلم، ولا علاقة لفريق العمل بتلك المسألة. وأنا لا ألوم الشركة المنتجة على عرض العمل في هذا التوقيت لأن خطوات طرح الفيلم في دور العرض تحتاج إلى فترة قبلها تتجاوز الشهر تقريباً لتجهيزه قبل عرضه، ولا يمكن تأجيله بعد مروره بكل تلك المراحل. لكن لو كانت لديَّ حفلة في ذلك الوقت كنت ألغيتها أو أرجأتها.

- معنى ذلك أنك ترفض موقف تامر حسني وشيرين عبد الوهاب بسبب غنائهما في هذا التوقيت؟
لم أقل ذلك، ولا أريد التعليق على موقف تامر حسني وإحيائه حفلة في أميركا، أو غناء شيرين عبد الوهاب في برنامج «أراب آيدول» خلال الأزمة، لأن كل شخص له فكره وقراره الشخصي الذي يتخذه في هذه الظروف.
لو كنت في موقف تامر حسني كنت أجلت الحفلة أو ألغيتها، لكن ربما تعرض هو لظروف أخرى لم تسمح له بذلك.

- ما هي أعمالك الفنية الجديدة؟
أصوّر مسلسل «البحر والعطشانة» مع رولا سعد ومحمود قابيل من إخراج وائل فهمي عبد الحميد وتأليف محمد الغيطي، ويعتبر العمل الثاني لي في الدراما بعد مسلسل «ماما في القسم» الذي قدمته في رمضان قبل الماضي.
وأجسد دور البطولة المطلقة في المسلسل الجديد الذي يناقش قضية الفساد بكل أشكاله وأنواعه. كما انتهيت من تصوير فيلم «مصور قتيل» مع إياد نصار ودرة وحورية فرغلي، إخراج كريم العبد وتأليف عمرو سلامة، وأجسد دور ضابط شرطة يحقق في قضية قتل حتى يتوصل إلى مرتكب الجريمة، والفيلم يدور في إطار تشويقي.

- وماذا عن مسلسل «الخطوط الحمراء» الذي يقوم ببطولته أحمد السقا؟
لا أحب التحدث عنه كثيراً، وأظهر فيه فقط كضيف شرف من أجل صديقي العزيز أحمد السقا، بالإضافة إلى أنني عندما قرأت دوري انجذبت أكثر الى المسلسل، خصوصاً أن الدور رغم صغره مؤثر في الأحداث.

- وما تعليقك على ما تعرّض له أحمد السقا من هجوم ووضعه في القوائم السوداء أثناء أحداث الثورة المصرية؟
أعتقد أن السقا لم يتأثر بذلك أبداً، والدليل أنه صوّر أكثر من عمل بعد ظهور تلك القوائم، مثل فيلم «المصلحة» مع أحمد عز وإخراج ساندرا نشأت، ولديه فيلم آخر يستعد لتصويره، وهذا دليل واضح على أنه ما زال يحافظ على نجوميته. ومن وجهة نظري لا أرى أنه قام بشيء خاطئ أو سيِّئ حتى يعاقب عليه.

- ما سبب ابتعادك عن الساحة الغنائية خلال تلك الفترة الأخيرة؟
هذا يرجع إلى سببين، أولهما أنني أرغب في التركيز على التمثيل حتى أصل إلى درجة الاحتراف مثلما وصلت في مجال الغناء، علماً أني درست الموسيقى منذ طفولتي حتى تخرجت في معهد الكونسرفتوار، وأصبحت أحمل لقب معيد فيه الآن، لذلك الغناء أصبح بداخلي، على عكس التمثيل الذي تنقصني فيه خبرات كثيرة.
ولهذا السبب قررت أن ألتحق خلال الفترة المقبلة بعدد من الدورات التدريبية حول أداء الممثل وتطويره. أما السبب الثاني فهو الظروف التي تمرّ بها مصر على المستوى الخاص، والدول العربية على المستوى العام، من أحداث سياسية ملتهبة وثورات على الأنظمة الحاكمة، الأمر الذي لا يعطي فرصة لتقديم أي مشاريع غنائية جديدة، بل إن الوقت غير مناسب على الإطلاق لتقديم ألبومات غنائية تضم أغاني رومانسية وعاطفية.

- هل ترى أن دخولك مجال التمثيل عوضك بعض الشيء عن قلّة أعمالك الغنائية؟
أريد توضيح شيء مهم، وهو أنني دائماً أحاول الفصل بين كوني مطرباً وكوني ممثلاً، فقد اعتدت أن أخوض تجارب عديدة حتى أصل إلى ما أتمناه، وأقوم بذلك منذ بداياتي الفنية حين بدأت كعازف على إحدى الآلات الموسيقية، وبعدها بفترة التحقت بفرقة «واما» الغنائية حتى حققت نجاحاً وشهرة، ثم قررت خوض تجربة إصدار ألبوم غنائي بمفردي، لكنني وجدت أن المتعة الحقيقية هي الغناء مع الفرقة، لذلك لم أكرر تجربة الألبوم الفردي.

- هل معنى ذلك أنك لن تقدم ألبوماً غنائياً بمفردك مرة أخرى؟
ليس ذلك بالضبط، بل يمكن أن أفعل ذلك في المستقبل، لكنني لم أشعر بالمتعة سوى مع فرقة «واما». وهذا لا يعني أنني لن أقدم أغاني بمفردي، بل يمكن أن أقدم بعض الأغاني في فيلم أو مسلسل إذا كان ذلك في سياق الدراما، فأنا بطبيعتي لا أحب أن أحصر نفسي داخل قالب معين، بل أفضل تجربة كل شيء والاستمرار في الأصلح.

- هل ساعدتك وسامتك على دخول مجال التمثيل؟
هناك العديد من نجوم السينما الذين اعتمدوا في بداياتهم الفنية على وسامتهم، أمثال أحمد عز وكريم عبد العزيز، بل إن هناك فنانات مثل غادة عادل دخلن أيضاً عن طريق جمالهن، وهذا ليس عيباً أو جريمة، بل إنه شيء طبيعي جداً ومهم للفنان، لكن الأهم أنه يستطيع أن يقدم أعمالاً فنية جيدة بعد دخوله مجال التمثيل.

- هل هناك أعمال شعرت بالندم بعد تقديمها؟
اعتدت ألا أندم على شيء في حياتي، لأن أي تجربة أمر بها أستفيد منها الكثير. لكن هناك بعض الأفلام السينمائية قررت ألا أكرر تجربتها، مثل «بدون رقابة»، وهذا لأنني لا أحب مناقشة القضايا الجنسية التي طرحها الفيلم، لكنني شاركت فيه وقتها لنقص الخبرة لديَّ، فالفيلم يمثل التجربة الثانية لي في عالم السينما، وفي النهاية لم أندم عليه لأنني استفدت منه الكثير في أشياء تتعلق بخبرتي في التمثيل وكيفية الوقوف أمام الكاميرا.

- هل صحيح أنك أعلنت من قبل أن الموهبة ليست هي الأساس لأي مطرب، بل هناك مقومات أخرى يجب أن تتوافر فيه!
لم أقل ذلك أبداً بل إنني مقتنع تماماً بأن الموهبة هي السبيل الوحيد للمطرب الناجح، فأنا ضد ما وصلنا إليه الآن في عالم الغناء بأن أصبح الاستعراض أهم من صوت المطرب، وأرفض احتساب مطربي الاستعراض على نجوم الغناء.

- من تستحق لقب مطربة مصر الأولى الآن؟
أرى أن أنغام هي المطربة رقم واحد بمصر، وهناك أيضا شيرين عبد الوهاب ولا يستطيع أحد الاختلاف على صوتها، لكنني من عشاق أنغام في الغناء، فهي مطربة بسيطة جداً في غنائها، لكن لا يستطيع أحد أن يقلّدها أو يأتي مثلها.

- ومن هو مطربك المفضل؟
أستمع إلى معظم الألبومات التي تطرح في الأسواق بحكم مهنتي، لكن هناك بعض المطربين الذين يجعلونني أصل إلى الحالة الطربية، ومنهم محمد منير وعمرو دياب.

- ما رأيك في ألبوم عمرو دياب الأخير «بناديك تعالى»؟
عمرو دياب استطاع أن يقدم ألبوماً غنائياً جيداً، ويجب ألا نغفل أنه يتربع على عرش الغناء منذ أكثر من عشرين عاما. وإذا كان قد اختلف البعض على ألبومه الأخير فهذا لا يعني فشل الألبوم، لأن الاختلاف مطلوب دائماً ولم يتفق البشر حتى الآن على شيء واحد، فكبار النجوم كان يختلف الجمهور على ألبوماتهم، وأرى أن ذلك أمر طبيعي جداً، ولذلك أرفض الهجوم على عمرو دياب.

- هل ترى أن هناك تنافساً بين تامر حسني وعمرو دياب؟
أنا ضد مقارنة تامر بعمرو دياب، فهناك فرق كبير في الأجيال بينهما، ولذلك المنافسة بينهما غير جائزة على الإطلاق، بل إننا يمكن أن نقوّم ذلك بعد عشرين عاماً أو أكثر، حتى نرى هل وصل تامر حسني إلى ما وصل إليه عمرو دياب واستطاع أن يحقق ما حققه على مدار تاريخه.

- هل تشعر بأنك وصلت إلى النجومية التى حققها أبناء جيلك خصوصاً أنك من جيل تامر حسني وشيرين عبد الوهاب ومحمد حماقي؟
أنا راضٍ جداً عما حققته من شهرة ونجومية مع فرقتي «واما»، أما بالنسبة الى ما وصل إليه الآخرون فهذا أمر طبيعي، لأني لم أقدم سوى ألبوم واحد فقط بمفردي عام 2007، بينما كان أول ألبوم لتامر حسني وشيرين عبد الوهاب عام 2000، إلى جانب أنهما قدما أكثر من سبعة ألبومات خلال تلك الفترة، وكذلك محمد حماقي الذي قدم خمسة ألبومات حتى الآن.
لذلك أنا لا أعتبر نفسي منافساً لهم في مجال الغناء. وفي النهاية أرى أن الوجود في الساحة الفنية يعتبر نجاحاً، وأعتبر نفسي موجوداً بشكل جيد سواء كممثل أو كمطرب.

- من هم أصدقاؤك من الوسط الفني؟
لديَّ أصدقاء كثيرون، أبرزهم رامي صبري وتامر حسني بحكم أننا كنا زملاء في معهد الكونسرفتوار. أيضاً ربطتني صداقة بعمرو دياب وكذلك محمد منير، إلى جانب أعضاء فريق «واما» الذين يعتبرون أصدقائي بعيداً عن الغناء.

- هل اختلفت حياتك بعد ولادة ابنيك عمر وحسن؟
بالتأكيد تغيرت حياتي كثيراً بعدما صرت أباً لعمر وحسن، وأشعر باختلاف الحياة معهما، فمهما انشغلت بالعمل أحاول تمضية يوم الإجازة معهما. وأتمنى لهما مستقبلاً مشرقاً، وأن يمتهنا مهناً جيدة، أو يعملا في مجال الفن إذا كانت لديهما الموهبة ويرغبان في ذلك، لأنني لا أستطيع التصدي لرغباتهما الشخصية ولن أجبرهما على شيء في حياتهما.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078