تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

يامن الحجلي: سأترك المهنة...

من يرَ أعماله ومشاركاته يعتقد أنه تعدّى السنوات في عمله الفني، فيما لم يمضِ على دخوله الوسط الفني سوى عامين... هو الفنان الشاب يامن الحجلي الذي كان لمشروع تخرجه في المعهد العالي للمسرح الفضل في دخوله الفن من أوسع أبوابه، فهو لا يؤمن بالحظ والعلاقات الفنية.
بل يعتمد على موهبته واجتهاده وحبه للتميّز في تقديم أعماله مما وفّر له العديد من الفرص الدرامية، كان منها بطولات لأعمال مهمة قدمت في الدراما خلال السنوات القليلة الماضية.

عن دخوله الوسط الفني، وعن أعماله الأخيرة، وعن موهبته وحبه للخيل، كان اللقاء مع الفنان الشاب يامن الحجلي...


- حقق مسلسل «أيام الدراسة» نجاحاً ملحوظاً. هل كان العمل موجهاً إلى فئة معينة من الجمهور وتحديداً فئة المراهقين؟
العمل نجح بشكل كبير لكنه لم يكن موجها إلى فئة معينة من الجمهور، بل حصد متابعة من فئات الناس على اختلافها، فمن منا لا يحمل في داخله ذكرياته القديمة وعبق أيام الدراسة الجميلة وما فيها من صعاب ومواقف جميلة لا تنسى.

- وجد بعض النقاد أن العمل شابه إلى حد ما مسلسل «أشواك ناعمة»، ما رأيك؟
على العكس، العمل بعيد كل البعد عن مسلسل «أشواك ناعمة». «أيام الدراسة» مسلسل كوميدي بمشاكله وهمومه، وهو يطرح حياة شريحة معينة من المجتمع، أما مسلسل «أشواك ناعمة» فقد عرض قصة مجتمع كامل.

- شاركت في مسلسل «سوق الورق» الذي انتقده الكثيرون من العاملين في التعليم العالي، هل تعتبر أن العمل حمل جرأة كبيرة، وهل قارب الحقائق أم أنه تعداها؟
هو مسلسل اجتماعي يحمل في طياته رسالة للمتلقي ويسلّط الضوء على مجموعة من هموم الطلبة في جامعة دمشق. ولا أدري لماذا هوجم بهذا الشكل، ولماذا قيل عنه إنه مسلسل جائر وظالم للكادر التدريسي. في النهاية نحن سكان دمشق ونعلم تماما ماذا يحدث في الجامعات ولسنا من سكان المريخ.

- أنت تمثل شريحة من الفنانين الشباب في الدراما السورية، هل استطاع جميع هؤلاء الشباب الحصول على فرصهم الفنية بما يرضيهم، وهل أنت راض عما وصلت إليه حتى الآن؟
في العموم أستطيع القول إن جميع الشباب في هذه المرحلة أخذوا فرصاً جيدة ومنهم أنا، فلقد أيقن صنّاع الدراما السورية أنهم في حاجة إلى دم جديد. وأنا أسعى بشكل دائم لصناعة شيء مهم من الفرص التي تعرض علي، لكني حتى الآن لم أرض عن نفسي بالمطلق فمشواري لا يزال طويلا.

- هل تعتبر نفسك محظوظاً بالنجاح الذي حققته، وهل أنت مدلل فنياً، أم أنك قريب من الجهاز الفني حتى استطعت الوصول إلى الشهرة بهذه السرعة؟
أنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وقلتها في العديد من اللقاءات إن عرض تخرجي من المعهد قدم لي فرصة ذهبية للدخول إلى الوسط من أوسع أبوابه كما حصل مع العديد من زملائي.
وأحمد الله على أنني حصدت انطباعات جيدة من كل المخرجين الذين عملت معهم، وهذا ما دعا إلى نَيلي فرصاً أخرى وإسناد أدوار مهمة إليّ بناء على الأدوار التي قدمتها بعد تخرجي بسنة.

- إلى أي مدى تنجح العلاقات في الوسط الفني في عمل الفنان ونجوميته، وهل أنت من هؤلاء؟
العمل في الوسط الفني قائم على مجموعة طرق منها العلاقات والمعارف، وأنا ليس لي علاقة بهذه الطريقة. وهناك طريقة أخرى قائمة على الموهبة والتعب والاجتهاد وإثبات الذات.
هناك العديد من الممثلين الذين يعملون في المهنة نتيجة علاقاتهم ومعارفهم ولكن الطريق أمام الموهبة القزمة قصير جدا لأننا نتعامل مع جمهور واع ومثقف ولديه المقدرة على فرز الممثل الجيد من السيئ.

- يقال إن الفنانة غالباً ما يؤثر شكلها على عملها وفرصها، ماذا عن الفنانين الشباب وما هو اعتمادهم الأول، وإلى أي مدى يؤثر الشكل في فرص عملكم؟
الممثل التركي الذي قدم دور مهند شاب وسيم ولكنني لا أستطيع أن أقول عنه غير ذلك، لهذا أكرر القول: الموهبة أولا وآخرا.

- رافق مسلسل «الصندوق الأسود» الكثير من الأخذ والرد بين الكاتبة والمخرج، هل كنت من صف المخرج أم الكاتبة في هذا العمل، وهل خرج العمل بالصورة المطلوبة؟
مسلسل «الصندوق الأسود» عمل له ذكرى خاصة، فهو أول دور بطولة يسند إلي بعد التخرج ولاقى صدى جميلاً عند الناس وقدمني بشكل جيد للجمهور. أما موضوع الكاتبة ومخرج العمل فهو أمر طبيعي يحدث في كل الأعمال، فللكاتب وجهة نظر وللمخرج أيضا.

- ما رأيك في الأعمال الشامية، وأنت شاركت في مسلسل «طالع الفضة»، هل تميل إلى هذه الأعمال؟
الدراما السورية تخضع في كل فترة لنوع من الأعمال، فكما سبق لها أن خضعت للفنتازيا التاريخية، هي الآن خاضعة للأعمال الشامية أو أعمال البيئة.
أنا مع عمل البيئة شريطة أن يقدم البيئة بشكل حقيقي ونوعي دون مبالغة وكذب، وهذا ما أستطيع قوله عن مسلسل «طالع الفضة»، فهو عمل دمشقي بامتياز وقدم الحي الدمشقي كما هو بسلبياته وإيجابياته ولم يقدمه على انه قطعة من الأرض الفاضلة.

- هل تمثل البيئة الشامية المطروحة في الأعمال البيئة الحقيقية في مجتمعنا، أم أنها صورة جمالية فقط؟
غالبية الأعمال الشامية لم تقدم الحقيقة وكانت تبالغ في تقديم الحياة المثالية حتى وصلت إلى حد فقدان المصداقية، وأستثني من هذا الكلام مجموعة أعمال منها «أولاد القميرية» و«الحصرم الشامي» بأجزائه الثلاثة وأخيرا «طالع الفضة».
وهذا مشروع قائم عليه الأساتذة سيف سبيعي وعباس النوري وفؤاد حميرة، وأظن أنه لاقى إقبالا ونجاحا ملموسا عند الناس لأنه حقيقي

- لك تجربة سينمائية من خلال فيلم «مطر أيلول». لماذا لم يأخذ الفيلم الصدى المناسب، وما هي طبيعة دورك؟
قدمت شخصية «مازن» شاب في مقتبل العمر يعيش قصة حب سحرية وغريبة بتفاصيلها وتنتهي قصته بموته عندما تختفي حبيبته. الفيلم لم يحظ بفرصة عرض جيدة ونحن في سورية حتى الآن مهمشون في فن السينما.

- من هو المخرج الذي استطاع أن يخرج ما لديك من موهبة وإبداع؟ ومن هو المخرج الذي تتمنى العمل معه مستقبلاً؟
لا أريد أن أتكلّم بطريقة دبلوماسية. ولكن للأمانة جميع المخرجين الذين عملت معهم تعلّمت منهم شيئاً... لكل مخرج طريقة وأسلوب، وهذا التنوع يغني الممثل ويصقل تجربته.
أتمنى أن أعمل مع المخرج الذي يؤمن بموهبة الشباب ويؤمن بأن الممثل الشاب اليوم واع ومثقف ولديه طموح وهاجس ويستطيع أن يحمل دورا محوريا في عمل. هذا هو المخرج الذي أحب أن أعمل معه.

- كثيراً ما تحدثت عن مشروعك المسرحي الخاص، هل ألهاك العمل التلفزيوني عن مشروعك المسرحي الحلم؟
ما ألهاني عن المسرح هو آلية العمل الهرمة للمؤسسات التي ترعى المسرح وليس العمل التلفزيوني. أتمنى أن يأتي اليوم الذي نستطيع فيه العودة إلى هذا الفن الراقي والمحترم.

- لماذا لا نراك كثيراً في الكوميديا؟ هل ملامحك لا تؤهلك لتلك الأدوار؟
ليس هناك علاقة لملامحي. أنا شاب تخرجت قبل عامين والمشوار لا يزال طويلاً، والكوميديا مادة خطيرة جدا لا تحتمل حلا وسطا، وعندما يقدم لي دور جيد من هذا النوع سوف أقدم نفسي به وأتمنى أن أكون على قدر الحمل.

- تم اختيارك للمشاركة في مسلسل «أبواب الغيم». هل اختارك المخرج حاتم علي لكونك فارساً سابقاً وتتقن ركوب الخيل أم ماذا؟
عندما اختارني الأستاذ حاتم لهذا الدور لم يكن يعرف أنني أجيد ركوب الخيل، وهو كان من المخرجين الذين شاهدوا عرض التخرج الذي قدمته في المعهد، وبناء عليه اختارني لشخصية «رعد».

- قلت إنك تحلم بتقديم شخصيات سياسية وموثقة. من هي الشخصية السياسية بالتحديد التي تتمنى تجسيدها، وهل تلائم ملامح وجهك الطفولية الشخصيات السياسية؟
أحب هذا النوع من الشخصيات ولدي رغبة كبيرة في تقديم إحداها وليس للشكل أي علاقة بهذا الموضوع. رأينا الفنان تيم حسن كيف صنع شكل الملك فاروق الذي يبعد عنه كل البعد عن شخصيته الحقيقية.

- هل أنت من عائلة فنية؟ وكيف جاءت فكرة دخولك عالم التمثيل؟
لا احد من عائلتي يعمل بهذه المهنة، وحلم هذه المهنة راودني منذ الصغر، واذكر أنني سألت والدي ذات مرة عن كيفية امتهان التمثيل وقال لي عليك التوجه إلى المعهد العالي.

- المعروف عنك حبك للفروسية والخيل، كيف بدأت موهبتك هذه، وهل حققت نجاحات معينة في هذا المجال؟
أنا ابن ريف ونحن منذ الصغر نربي الخيل ونهتم بها. لدي عشق كبير للحصان لأنه حساس ونبيل وجميل جدا. أما على صعيد امتهان الفروسية فهذا لم يحصل. أنا فقط أحاول أن استفيد من حبي لركوب الخيل في بعض الشخصيات التي أقدمها.

- كثيراً ما نسمع عن شائعات تلاحقك على الفيسبوك وغيره، إن كان ارتباطك بفلانة أو فنانة، أو زواجك أو ارتباطك، كيف تقابل الشائعات؟
قابلت آخر شائعة بالترحم على روحي لأنها كانت تقول اني قضيت اثر حادث سيارة. لا اعلم ما هي تركيبة هؤلاء الناس الذين يروجون لهذه الشائعات ولماذا يفعلون هذا.

- ما الذي يعجبك في المرأة، وما أجمل ما في المرأة؟
أجمل ما في المرأة أنها امرأة. الأنوثة أجمل شيء في الحياة، ويلفتني دفء المرأة وحنانها.

- من هو النجم الذي يشبّهك الناس به من خلال عملك أو شكلك؟
لقد شبهت بالعديد من النجوم ولكنني أفضل أن لا أشبّه بأحد لأنني مقتنع بأن هناك خصوصية تطبع كل ممثل وهي لا تشبه خصوصية الممثل الآخر، وفي اللحظة التي أرى نفسي فيها أنني أشبه أحد الممثلين في أدائي سوف أترك المهنة لأنه لا يوجد داع لوجود نسختين، ومن الممكن أن أكون أنا النسخة المشوهة، وأنا لا أرضى لنفسي أن تكون نسخة مشوهه لأحد.

- ما هي الأدوار التي ترفضها على الفور، وما هي الأدوار التي تقبلها على الفور؟
أرفض الدور الهامشي وغير الفاعل وأقبل الدور الذي يقدم لي شيئا جديدا وينقلني خطوة الى الأمام...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079