سيرين عبد النور: ليضبط الرجل العربي نفسه...
حان موعد التقاط صور مقابلتها الأولى بعد إطلاق مسلسل «روبي» الذي تلعب دور البطولة فيه. عليها أن تجسّد المرأة القاهرة لظروفها والسيّدة لحياتها كما ترتئيها، في جلسة التصوير أيضاً.
أجرينا اللقاء مع «امرأة الدراما اللبنانية» سيرين عبد النور التي تلمع اليوم نجمة جميلة «خائنة لصديقتها وصائنة لشرفها».
فزواجها مبرّر نهائي لصراع القيم الأخلاقية بداخلها. شخصية مثيرة للجدل تؤدي دورها سيرين، هي فتاة اجتمع فيها الجمال وحب الجاه الذي استسهلت الحصول عليه باستمالة خطيب أعز صديقة.
تفاصيل دراما الواقع ترويها سيرين دون تحييد الرجل السهل المنال.
- هل بطولتك لمسلسل «روبي» هي بمثابة دخول إلى الدراما من بابها الواسع كما حقّقت في السينما؟
دخلت إلى الدراما من بابها الواسع من قبل مع مسلسل «سارة» الذي عرض على أكثر من قناة عربية، هذا المسلسل كان بمثابة اختبار للدراما اللبنانية. أما «روبي» فأثبت وجود الدراما اللبنانية، هذا ما توصّلت إليه بعد عرض حلقات قليلة من المسلسل. أعتز بالدراما اللبنانية وأدافع عنها.
لقد عرفني المشاهد العربي الذي أحبني من خلالها. لكن «روبي» هي خطوتي الكبرى في الدراما اللبنانية. هي قصة تمتد على 90 حلقة تولد علاقة أطول مع المشاهد، بينما «سارة» عبارة عن 26 حلقة.
كما أن التنوّع بين النخبة المصرية والسورية واللبنانية في مسلسل «روبي» شكّل عامل جذب للمشاهد العربي.
- ما هو المسلسل الذي حقّق نسبة مشاهدة أعلى؟
لا مجال للمقارنة. فمسلسل «سارة» كان عرضه الأول حصرياً على قناة واحدة، ومن ثم تنقل بين القنوات. أما «روبي» فيعرض على أربع قنوات في الوقت نفسه،4 mbc وmbc+ وlbc وcbc المصرية.
- لم وقع الاختيار على سيرين عبد النور لبطولة مسلسل «روبي»؟
تلقيت عرض المسلسل في فترة حملي لكن تاريخ الوضع لم ينسجم مع موعد بدء تصوير العمل. فاعتذرت عن «روبي»، لأنني في حاجة إلى ثلاثة أشهر راحة بعد وضع مولودتي. أي أنني لا أستطيع بدء التصوير قبل شهر أيلول/سبتمبر.
لكنهم كانوا ملتزمين مع شركة الإنتاج، فأخضعوا أكثر من ممثلة لتجربة أمام الكاميرا. قرروا لاحقاً انتظاري والعودة إلى الخيار الأول، سيرين عبد النور.
بدأ التصوير بعد أربعين يوماً من الوضع، وهذا يبدو جلياً في الحلقات الأولى من المسلسل. كنت أكثر امتلاءً من الحاضر.
- إلى أي مدى أنت محظوظة بهذا العرض؟
أنا سعيدة، هذه فرصة ذهبية لإثبات قدرة الدراما اللبنانية على منافسة الدراما السورية والمصرية.
- والدراما التركية؟
كممثلة لبنانية، ترضيني المقارنة مع الدراما التركية التي تبلغ كلفة تصوير حلقة المسلسل التركي حوالي 125 ألف دولار، لقطات من الجو وتقنيات مختلفة. فنحن لا نزال نشق طريقنا في الدراما اللبنانية بينما هم سبقونا منذ زمن.
- كيف تآلفت مع فكرة أداء دور «المرأة اللعوب»؟
«روبي» ليست «المرأة اللعوب»، بل هذا ما خاله المشاهد الذي ستتغيّر فكرته عنها في ما بعد. هي فتاة تتخبط داخل متاهة ومريضة. تعيش واقعها الكثير من الفتيات، الفقر بات داء بعض الفتيات في هذا العصر.
- داء الفقيرات والجميلات في آن واحد؟
نعم، فهنّ يعتبرن أن الفقر نقمة ويحاولن التخلّص منها بأي طريقة. لكن أود أن أشير إلى أن روبي اللبنانية، التي كتبت شخصيتها الكاتبة كلوديا مارشيليان، هي امرأة تخون صديقتها لكن لا تضحي بشرفها.
ليست سهلة المنال أو «المرأة اللعوب» التي تريد الحصول على المال كيف ما كان. تريد أن تسلك «طريقاً صحيحاً» للتخلص من الفقر. ولذلك تزوجت خطيب صديقتها الحميمة.
- هل تتعاطفين مع «روبي»؟
أحياناً وخلال التصوير كنت أقول للمخرج رامي حنا إنني لا أقوى على قول بعض عبارات «روبي». عبارات لا يمكن أن أوجهها في حياتي. لكن لا يمكن أن أنكر أنني تعلّقت بـ«روبي» حتى الدفاع عنها. شعرت بالخوف عليها لأنني أعرف سلسلة الأحداث الذي ستطرأ على القصة.
- ألم تقلقي من أن يطبع هذا الدور شخصيتك كسيرين عبد النور، كما حصل مع نجوم كبار مثل الممثل الراحل عادل أدهم؟
هذا تحدٍّ يرغب فيه كل ممثل، أن يؤدي دوراً مختلفاً تماماً عن شخصيته. لقد تبدّل الزمن اليوم، فنحن نطل على المشاهد العربي من خلال اللقاءات الصحافية عبر التلفزيون والراديو وصفحات المجلات.
شخصيتنا الحقيقية ظاهرة وليست بعيدة عن الجمهور، فالإنتشار الفني لم يعد محدوداً كما السابق ومرتبطاً فقط بالأفلام. نعيش اليوم بين الجمهور ونحن على احتكاك مباشر معه عبر شبكات التواصل الإجتماعي..
- هل تأثرت بأي شخصية صاحبة «كاراكتير» مميّز أو صادم في الصغر؟
أبداً، كنت منفتحة على عالم التمثيل منذ الصغر ومدركة جداً أنها مجرد أدوار. هناك من يعتبر ان روبي وسيرين شخص واحد، هذا ما قرأته عبر الإنترنت. وأحب أن أوضح أن سيرين تؤدي دور روبي وليس العكس. لكي لا أضرب بالطماطم في الشارع.
- إلى أي مدى أنصف خروج الدراما اللبنانية من المحلية إلى النطاق الواسع الممثلة اللبنانية، مثل فادي ابراهيم وتقلا شمعون والرائعة ديامان بو عبود؟
هم ممثلون كبار بمواهبهم والتزاماتهم، يستحقون أن يعرفهم كل بيت عربي.
- ما الفرق بين المخرجين السوري رامي حنا واللبناني سمير حبشي؟
كل مخرج لديه رؤيته. رامي حنا رومانسي جداً بينما سمير حبشي واقعي. أفتخر بالعمل لأول مرة تحت إدارة رامي حنا وبأنني شاركت في أكثر من عمل من إخراج سمير حبشي.
- تساءل البعض عن اختيار مخرج سوري لرؤية لبنانية للدراما المكسيكية؟
متى سنتخطى حاجز الجنسية؟ رامي حنا مخرج موهوب وكان الأنسب ليكون مسلسل «روبي» تحت إدارته.
- ارتديت فستاناً جريئاً في حفلة إطلاق مسلسل «روبي». هل درست إطلالتك كونك بدوت La Femme Fatale بشكل لافت؟
منذ أن كنت عارضة أزياء في السابعة عشرة وأنا أرتدي فساتين لأهم المصمّمين لأطل بها على المنصة وفي الحفلات. فستاني الأسود هو من تصميم اللبناني أنطوان القارح، وقد جاء اختياري منسجماً مع هويتي في مسلسل «روبي» وذائقتي في الأناقة.
كما أن غيابي تطلّب مني إطلالة تنفي ما كتب عن جسمي الممتلئ عقب فترتيْ الحمل والولادة. أنا لم أتغيّر. بدوت جريئة لكن غير مبتذلة.
- سبق أن عرض مسلسل «روبي» بالنسخة المكسيكية المدبلجة إلى الفصحى قبل سنوات. هل تابعتها؟
لا أعرف سوى أنه عمل درامي عرض في المكسيك. وأفضّل أن تطرحي هذا السؤال على كلوديا مارشيليان. ثمة من يظن أن شراء حقوق هذا المسلسل يعني تطبيق تفاصيله الدرامية عبر نسخة عربية طبق الأصل له.
لم تترجم كلوديا مارشيليان النص المكسيكي إلى اللبناني. تتشابه الشخصيات في «روبي» المكسيكي واللبناني لكن الأحداث مختلفة تماماً. كثر تساءلوا: ما الجدوى من مشاهدة هذا العمل ونحن نعلم النهاية مسبقاً؟ أطمئن كل هؤلاء الى أن نهاية «روبي» اللبنانية مختلفة عن المكسيكية.
الواقع المكسيكي مختلف عن العربي. يستحيل أن نعالج قصة درامية عربية في الأحياء المكسيكية !
- أنت اليوم أمام التجربة الدرامية الثانية التي تحمل اسمك، «سارة» و«روبي». كيف تصفين كل امرأة منهما؟
أديت دور المرأة المضطهدة في بيتها ومن زوجها وعكست النظرة الظالمة للمرأة المطلّقة في عالمنا العربي في «سارة». أما «روبي»، فهي الفتاة التي تحارب الفقر بكل جوارحها حتى خيانة محيطها دون قصد.
همّها الأول هدف تريد الوصول إليه. لو لم تكن «روبي» شخصية موجودة في الواقع لما أديتها.
- كيف تصفين تجربة التمثيل أمام نجم سوري محبوب هو مكسيم خليل والممثل المصري الوسيم أمير كرارة؟
لقد شكلنا ثلاثياً منسجماً درامياً، رومانسية مكسيم مؤثرة جداً، لقد تعاطف المشاهد جداً مع دوره (عمر). أما أمير كرارة (تامر)، فقد جذب الكثير من الفتيات بوسامته. هما ممثلان محترفان، ولم نشعر في أي لحظة بأن نجماً منا يطغى على الآخر.
- إلى أي مدى يمكن للمشاهد أن يتعاطف مع الممثل الوسيم وإن أدى دوراً منافياً للقيم الأخلاقية؟
لا يمكن للمشاهد المثقف أن يتعاطف معه، بل يتطلع إلى الرسالة الجوهرية من العمل. قد يتأثر المشاهد بالممثلة الجميلة التي لا تملك موهبة الأداء.
- هل لديك مشكلة في أن ينادوك «روبي» كما حصل مع الممثلة التركية طوبى (لميس)؟
هذا ما حصل معي في أحد المراكز التجارية. لا مشكلة لدي لأن الأمر ناتج عن تأثر بدوري وموقت ريثما ينتهي عرض المسلسل.
- إلى أي مدى يوجع غدر الأصدقاء؟
صعب جداً لأنه غير متوقّع. غدر الصديق هو صفعة موجعة جداً، خصوصاً الذي يدخل منزلك ويحظى بثقة محيطك، يترك جرحاً لا يلتئم.
- هل صادفت «روبي» في حياتك الشخصية أو الفنية؟
أنا أكثر وعياً من «شيرين» التي منحت الثقة المطلقة. لا أفعلها مع أي إنسان لأنني أؤمن بأن الغدر سيطالني إذا منحت كل ثقتي.
- هل تخافين من الحسد؟
لا، لأنني إنسانة مؤمنة. أخشى أن يضعف إيماني جراء مغريات الحياة التي تحيط بي. وهذا أمر لن يحدث إن شاء الله. أخاف من هذا الأمر وأصلّي....
- بماذا تلقبين المرأة التي تخطف رجلاً ...
لا يمكن لرجل أن ينجذب إلى امرأة مُكرهاً. لماذا لا نلوم إلاّ المرأة؟ نضجت كثيراً للحديث عن المرأة، ثمة ظروف تفرض نفسها أحياناً. لماذا نحيّد الرجل؟ لمَ لا يقوى على رفض المرأة؟
- الرجل ضعيف أمام المرأة الجميلة...
لماذا لا نلقي الشر إلاّ على المرأة. ليضبط الرجل العربي نفسه ونخلّص حواءنا من سيناريو التفاحة والأفعى!
- هل نعيش واقعاً يسهل فيه التخلي عن القيم الاخلاقية؟
لا، بل نعيش في مجتمع فاقد للقيم تغلب عليه المصلحة. لا أمان ولا ثقة، نعيش في غابة وهذا مخيف وناتج عن قلّة إيمان. قيم المال هي المسيطرة دون تعميم.
- «تقصير» شركة «روتانا» مع سيرين عبد النور ناتج عن...
سوء تقدير.
- رغم أنك قدّمت أعمالا جميلة بالتعاون مع أسماء كبيرة مثل مروان خوري ...
لذلك أقول سوء تقدير. مع احترامي لشركة «روتانا» التي أنتجت لي ثلاثة ألبومات وأعتبرها بيتي، لكنهم لم يعاملوني كإبنة. كان الأمير الوليد بن طلال يقول إننا أخوة في الشركة لكن اتضح أن هذا رجاء يحرص عليه هو فقط.
لم تكن الشركة على مسافة واحدة من جميع النجوم، خصوصاً في ما يتعلّق بالمشاركة في الحفلات والمهرجانات.
- تعاونت مع أسماء مهمة في عالمها، عماد الدين أديب إنتاجاً وعمر الشريف ونور الشريف... ألم يكن ذلك على حساب الغناء؟
التمثيل هو مهنتي، بينما الغناء موهبتي التي شجعني عليها الجمهور. لا أغني لإثبات صوتي على الساحة الفنية ومنافسة المطربات.
- ألا تطمحين إلى جوائز غنائية كالتي حصدتها في عالم التمثيل؟
لا يمكن أن أوازن بين التمثيل والغناء. تصوير مسلسل طوال 7 أشهر من الصباح حتى المساء خطف صوتي ووقتي لانتقاء أعمال غنائية بعناية ومن ثم تسجيلها. التمثيل هو ثاني أصعب مهنة في العالم بعد التنقيب في المناجم. ثمة مشهد يستلزم منا تصويراً طوال خمسة أيام.
- الغياب عن الساحة الغنائية منذ أكثر من ثلاث سنوات، ماذا يعني؟
كنت حاملاً ومن ثم انشغلت بدور «روبي». في حوزتي أغنيتان مصرية («حبايبي»، كلمات بهاء الدين محمد وألحان أحمد حسني وتوزيع طارق مدكور) وخليجية إيقاعية بمثابة مفاجأة، لكن شهداء العالم العربي حالوا دون طرح أي عمل.
من ناحية أخرى، لا نعيش اليوم في زمن الألبوم بل ال«ميني» ألبوم وزمن الأغنية المنفردة المصوّرة بأسلوب مميّز. ألبوم الفنانة شيرين عبد الوهاب الذي تعرّض للقرصنة والسرقة قبل طرحه أكبر مثال.
- أحضرتك السينما إلى المهرجانات والبساط الأحمر، والدراما منحتك جوائز قيّمة، ماذا عن الغناء؟
أتطلّع إلى محبة الجمهور، لا أطمح إلى المجد الباطل. أنا بعيدة كل البعد عن هدف الوصول إلى لقب الممثلة الأولى في العالم العربي. أقوم بأعمال أحبها. تسعدني الجوائز لكن لا أتوقف عندها فالبعض يدفع ثمنها.
- هل تتابعين مسلسل «فاطمة» الذي يقدّم المرأة النقيض لروبي؟
لا.
- إلى أي مدى كسبت شاشة «إم بي سي» الرهان بعرض نموذجين لامرأتين دفعة واحدة وبشكل جريء، «روبي» الثائرة على فقرها و«فاطمة» المنكسرة جراء اغتصابها؟
هي شاشة عريقة تتقن اختيار الأعمال التي تجذب المشاهد بذكاء، خيارها ناجح على الدوام. وأنا سعيدة بأنني نموذج امرأة تقدّمه «إم بي سي». باتت خطوتي التالية أصعب اليوم وأكثر بعداً عن قلق الحضور بل مرتكزة على العمل المميّز والقيّم برسالته.
هذا هو التمثيل بالنسبة إليّ رغم أنني لم أكن أحصّل مبالغ معقولة قبل «روبي».
- متى شعرت بالإساءة وبالإنصاف فنياً؟
لا أنظر إلى الإساءة ولا أعيرها أهتماماً. لا يمكنني أن أسيطر على الغيرة والأذية غير المبررة. لا يسعني إلاّ التحلي بالاتزان في مقاربة الأمور والتركيز على هويتي الفنية وتعزيزها. أما الإنصاف الفني أخيراً، فهو دور «روبي» حتماً.
المال وسخ ولم أحلم بالثراء يوماً
المجوهرات ..
أنوثني التي يعزّزها الألماس.
الماكياج ..
لمسة الماسكارا هي الأهم. لن أذكر إسماً تجارياً مجاناً (تضحك).
الإعلان ..
أنا وجه منتج لذيذ قريباً.
الكتاب ..
الخواطر، التي أكتبها أيضاً. وصفت الزواج بالقفص مهما تلوّن معدنه.
عالم الموضة ..
لم أنفصل عنه، فأنا أقوم بتنسيق ملابسي وابتكار إطلالتي في كل المناسبات. درست هذا المجال إلى جانب المحاسبة.
منزلي الجديد ..
أنا «ست بيت». منزلي يشبهني ببساطته وألوانه الدافئة وإنارته الرومانسية.
الثراء ..
أكره المال. المال وسخ، وهذا موضوع يستحق لقاءً آخر. ثمة من يظن أن الإنسان يمكن شراؤه بالمال. لم أحلم بالثراء يوماً او بامتلاك القصور، لكنني لم أتمنّ أن أكون فقيرة أيضاً.
العمر ...
أخشى التقدّم في السنّ كممثلة ولا أكترث به كامرأة. فأنا أخشى الجراحة التجميلية جراء مظاهر النساء اللواتي خضعن لها.
الزهور ..
أحب النبتات، والوردة الجورية الحمراء غير المقطوفة.
صغيرتك تاليا (تسعة أشهر) ..
ما من كلمة تنصف مكانتها. توأم روحي؟ هي روحي بحد ذاتها.
زوجك فريد ..
شرب من مياه عيناتا، أي أنه ليس هادئاً. هو مرآتي.
«روبي» أو «العيب الحلال»
جميلة ولطيفة، نعم لكنها مؤذية. تحب عائلتها لكنها صدمت صديقتها. الفقر بشع لكن التخلي عنه بخيانة وإهانة أبشع. «روبي» هي مرض اجتماعي شائع مغلّف بفتوى تبيحها الغاية و«مفهوم الكفاح». هي احتمال امرأة أو رجل.
قد تكون الشخصية (روبي) امرأة لكنها اجتماعياً ليست مرضاً جندرياً لا يفتك إلاّ بالجنس اللطيف. فكم من رجل مصاب بفصام بين شخصيتين، تجتمع فيه الطيبة و»التسلّق» ولو دهس أطيب الكائنات وأضعفها.
يضيع في شخصية «روبي» ويختلط دوريْ الظالم والمظلوم ك»الخلايا النائمة» في تفاصيل ناعمة لا يمكن اعتراضها، وينحني تجاهها رجل يدهس بدوره رشده ويتخلى عن خطيبته (صديقة «روبي») كرمى امرأة غزت مكتبه وكرامته كحصار ناعم (يتزوج «روبي»).
هي مرض معدِ لكن تسهل الوقاية منه. الأدوار التي تختلط تنقلب لاحقاً ولا بد أن تنقلب، «روبي» المرأة القوية بجمالها يضعفها قبحها الداخلي و»شيرين» التي تعاني إعاقة جسدية تنتصر على آثارها الجانبية، «روبي» و»إعاقتها» ... والإثنتان يمكن أن تترجما رؤيتين شخصيتين للمكيافيلية، مقولة «الغاية تبرر الوسيلة» (روبي) وحكمة «استغلال الألم» (شيرين).
فرصة ذهبية وعرض عميق على شاشة mbc التي دون شك أهدت المشاهد العربي عملاً درامياً عربياً برؤية إنسانية ل»روبيات» غير مرئيات تزدحم بهنّ الحياة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أداء عملاقين في الدراما اللبنانية، فادي ابراهيم وتقلا شمعون والنجمة الصاعدة ديامان بو عبود التي تستحق دون أدنى شك جائزة أفضل ممثلة عن دور ثانٍ.
المتحدث الرسمي باسم مجموعة MBC مـازن حـايك
«مسلسل «روبي» هو عمل درامي عربي ممتدّ الحلقات (90 حلقة) يحاكي العلاقات الإنسانية على تنوّعها، من طمع وجشع وحبّ وكراهية وإخلاص وخيانة وحزن وفرح.
عناصر تجعل من المسلسل نقلة نوعية في الدراما المعاصرة وخطوة رائدة في المحتوى الترفيهي، خصوصاً مع الإمكانيات الإنتاجية الضخمة التي رُصدت له.
والمسلسل هو نسخة عربية الهوى والروح من المسلسل المكسيكي الذي يحمل الاسم نفسه في صيغته الأصلية. وقد تولّت الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان مهمة إعادة هيكلة البناء الدرامي للعمل بأسره، بما في ذلك السيناريو والحوار، مع الحفاظ على الخطوط العريضة للحبكة الدرامية.
سعت مارشليان إلى حبكة درامية مشوّقة وتعمّدت تضمين كلّ حلقة عنصر المفاجأة، مما يمنح المشاهد شعوراً ممزوجاً بالحبّ والكراهية في آن واحد تجاه الأبطال، كذلك استطاعت الكاتبة بقدرتها المميزة، أن تقرّب العمل من البيئة العربية إلى حدّ ننسى معه أن القصّة الأصلية هي في الأساس مكسيكية الهوية، ولتصبح عربية الهوى، إقليمية القلب، ومحلية القالب.
فيما أضاف المخرج السوري رامي حنا لمساته الإخراجية ورؤيته البصرية القيّمة ليزيد المسلسل تشويقاً وغنى، محافظاً على عنصر المفاجأة الذي تتضمنه كلّ حلقة.
كذلك فعل الممثلات والممثلون النجوم كلٌّ بأدائه واحترافه ولهجته المحلية. وقد اختارت شركة O3 المنتِجة، والمنضوية تحت لواء مجموعة MBC بإشراف الزميل فادي اسماعيل، نجوماً من الصف الأول مشهورين لبنانياً.
والتحدّي هو في مدى انتقالهم اليوم، عبر MBC وجمهور الملايين، من النجومية المحلية إلى الإقليمية الرحبة».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024