تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

المصرية كارمن سليمان: لم أتوقّع فوزي فأنا صغيرة!

من رقم اشتراك 05311 إلى لقب «محبوبة العرب». من هي المصرية كارمن سليمان التي فاجأت نفسها بفوزها أولاً؟ اللقاء الصحافي الأول مع «صوت مصر القادم» كارمن سليمان.


-  (أجرينا المقابلة في اليوم الذي أعقب فوزها) كيف أمضيت ليلة الفوز؟
لم أتمكن من النوم، نمت ساعة واحدة عند الفجر.

- ماذا يعني لك رقم 05311؟
(تضحك)، هذا رقم اشتراكي في مسابقة «أراب آيدول». أعتز بهذا الرقم جداً، وما زلت أحتفظ به، كذلك البطاقة الذهبية التي منحني إياها الأستاذ راغب علامة. لم أتقدم في السابق إلى مسابقة بهذه الضخامة. كنت أشعر بالخوف والرهبة خصوصاً أنني سأواجه لجنة تحكيم عظيمة. كان الأمر بمثابة الرعب. لكن الأجواء اختلفت حين وصلت إلى بيروت. شعرت بأن بيني وبين اللجنة صلة صداقة وبأن اعضاءها ليسوا كباراً أخشى تقويمهم كل أسبوع.

-  انتزعت لقباً كبيراً قبل أن تبلغي سن الرشد. ثمة نجمات عشرينات سيشعرن بأنهن متقدمات في السن أمام ما حقّقته.
يجب أن يتأكد الجميع أن التلاعب بالتصويت لم يكن ممكناً. لكنني لم أتوقّع فوزي، فأنا صغيرة كما أنني وقفت في منطقة الخطر مرتين. لم أتوقّع نيل لقب «محبوبة العرب». كان أملي ضئيلاً، فدنيا صاحبة صوت رائع ولها جمهور ضخم جداً. «كنت خايفة منها».

- سمّيت المنافسة حرباً...
نعم، فعلاً. فأنا لم أتنافس مع موهبة تقليدية بل قوية جداً. وهذا يمنح فوزي قيمة أكبر وطعماً آخر. صوت دنيا باطمة عزّز قيمة لقبي. لم أنتزع اللقب من موهبة عادية.

- قبل لحظات من إعلان النتيجة وضعت يدك على قلبك. ماذا كنت تتمتمين؟
كنت أقول وأكرّر: «يا رب»، لقد أشعرني عبدالله الطليحي بتوتر شديد. كما كنت أقول: «إنجز بقى!».

- لقد قال لي والدك عبارة مؤثرة بعد نيلك اللقب: «كارمن ابتسامة صغيرة على وجوه المصريين». ما تعليقك؟
شعرت بأنني رفعت رأسه وأسعدت المصريين وكل من دعمني بتصويته في كل العالم العربي. يبقى التعبير صعباً وغير كافٍ مهما قلت.

- أنت صوت «لا غبار عليه» وذكّرت براءتك وضحكتك وطموحك نانسي عجرم ببداية مشوارها الفني . وقد أجمع زملاؤك على شخصيتك المحبوبة والودودة. كيف تختصرين كارمن سليمان؟
أنا فتاة مصرية من محافظة الشرقية (الزقازيق). أحب المرح و»الهزار»، وقد يعكس ذلك مظهر الفتاة البريئة دون أن أقصد. وفي الوقت نفسه، لا يمكن أن أصاب بالإكتئاب مهما حصل. لكنني جدّية تجاه المواقف السلبية كالتعرّض لنفاق البعض. لقد أصلحت تجربة «أراب آيدول» عيباً كنت أشكو منه، لم أكن صبورة أبداً.

- لقد شبّه الفنان راغب علامة صوتك بصوت إليسا الأنثوي والمخملي. هل ينصف صوتك هذا التشبيه؟
يشرفني أن يكون الصوت المخملي قاسماً مشتركاً بيني وبين إليسا، وأن أشارك راغب علامة أغنية دويتو قبل أن أنطلق في حياتي الفنية وقبل فوزي باللقب. كان الأمر بمثابة الحلم، لم أصدقه حتى يوم التدرّب على أداء أغنية «رنّة». لقد أشعرني بأنه صديق وليس فناناً يكبرني بعقود. طالبني أن أكون حبيبته على المسرح ليصدق المشاهد أداءنا. وقد نجحنا. كما شكّ  البعض وحتى المقرّبون مني بأنني مغرمة بالتونسي حسن خرباش حين أدّينا أغنية «يا رب» لمروان خوري وكارول سماحة. ويشرفني جداً أن يساعدني في اختيار أغاني ألبومي الأول. يملك خبرة طويلة في الفن.


وهنا كان للمشاركة التونسية شيرين اللجمي رأي في الأغنية. قاطعتنا وقالت: «لقد فوجئت بتفاعل كارمن على المسرح، فهي كانت تتسمر على المسرح لتغني. لمست تطوّر وقفتها على المسرح بشكل لافت. تحركت بأسلوب نجمة كبيرة أمام راغب علامة. ما شاء الله عليها نانسي عجرم!».

ردّت عليها كارمن: «شيرين كانت الأقرب إليّ وحزنت لمغادرتها».

تلقت كارمن اتصال تهنئة، فتحدثنا إلى شيرين.

 

شيرين اللجمي

- هل كان يستحق خروجك هذا الإنفعال. لقد أرعبتنا حين فقدت الوعي على المسرح؟
الحمدالله. لم أتمكن من تقبّل خبر المغادرة، خصوصاً أنني غادرت في الحلقة التي استضافت شيرين عبد الوهاب.

- لقبك بات «شبيهة شيرين»...
هل هذا صحيح؟ يسعدني هذا الأمر. لا أتابع كثيراً الأخبار. فوالدي يمنعني من التواصل عبر الإنترنت لساعات طويلة.

- من أكبر أنت أم كارمن؟
أنا أكبر حجماً وأصغر سناً (16 عاماً). تشبه كارمن قطعة جبنة Petit-Suisse.

- ماذا تدرسين؟
لقد تركت الدراسة لمدة سنتين لدواعٍ صحية، ابتلعت وبر قطّة وسببت لي مشاكل صحية حتى أنني خضعت لجراحة. ثم توقفت عن الدراسة مجدداً بعد مشاركتي في برنامج «أراب آيدول». أكره مادة الرياضيات لكنني أعشق مادتي الفيزياء وعلم الأحياء.


(قاطعنا المشارك السعودي محمد طاهر، الوجه البشوش. دبرنا له مقلباً. هو معجب كبير للفنان راشد الماجد وأدى من أرشيفه على مسرح «أراب آيدول»).

- هل التقيت الفنان راشد الماجد، لمحته عند مدخل الفندق؟
لا. أستأذن يجب أن أذهب. يجب أن ألقي عليه التحية. (أدرك أنه مقلب لاحقاً).

- ماذا تقول لكارمن؟
كنت أتمنى «حيل» أن تفوز بلقب «محبوبة العرب». «الناس أذواق»، أحب صوت كارمن الهادئ أكثر من صوت دنيا.

- لم تكابرت على «بطاقة الإنقاذ»؟ لا تقول إنك كنت مشتاق للسعودية.
اكتفيت بهذا القدر. لم أرغب في مواصلة المشوار.

تتمة الحوار مع كارمن
(تتابع كارمن الحديث عن شيرين): «اعتبرت أن ما قالته المطربة شيرين عبد الوهاب لشيرين اللجمي حين غادرت موجّه إلي شخصياً. قالت لها ألاّ تحزن فكل الوطن العربي بات يعرفها وليست بحاجة إلى لقب لكي يقدّمها إلى الجمهور أو يمنحها الشهرة. هذه الكلمات جعلتني أتقبل احتمال الخروج في أي لحظة».

- بدوت كالنجمة الراحلة سعاد حسني بفستانك الواسع وتسريحة الشينيون...
أعشق السندريلا رحمها الله. وأردّد أغنيتها «منتش قد الحب يا قلبي» من فيلم «صغيرة على الحب» على الدوام. أعشق فساتينها الصغيرة والواسعة. أدركت منسقة الملابس لمى لوند جيداً التصميم الذي رغبت في ارتدائه في المواجهة الأخيرة.

- كيف تعلقين على تبشير الفنانة أحلام بولادة «شادية جديدة»؟
شادية فنانة رائعة في كل مجال فني خاضته. هي الدلوعة في الأغنية الرومانسية والوقورة حين تخاطب مصر. تعجبني شخصيتها الفنية الصادقة المنسجمة مع أجواء العمل الذي تؤديه. قدّمت لي الفنانة أحلام نصائح ذهبية، كابتلاع الريق. كانت نصيحتها إيجابية وعدّلت هذا التفصيل لكنني عاودت ابتلاع ريقي في حلقة الأداء الأخيرة لأنني كنت مرعوبة.

- في المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب النتيجة، سئل الموزع المصري حسن الشافعي إن كان يعرفك قبل مشاركتك في البرنامج. ونفى الأمر. هل كنت تعرفينه فنياً؟
وجّه إليّ هذا السؤال كثيراً في مصر. لم أكن أعرف الأستاذ حسن الشافعي شخصياً بل معجبة بأعماله. لم أكن أعرف مظهره قبل يوم الاختبار أمام اللجنة.

- هل كان مظهره منسجماً مع أعماله؟
طبعاً (تضحك). شكله مطابق للأغاني الجميلة التي يوزّعها. أعشق أعماله، خصوصاً أغنيتيَ الفنانة الكبيرة أنغام «سيبتو» و»لو أعيش معاك».

- عرض عليك قيادة سيارة (Corvette (Chevrolet التي ربحتها. هل ما زلت تنوين تعلّم القيادة؟
ليتحمل مسؤولية القيادة (تضحك بخجل)، يحتاج تعلمي القيادة وقتاً طويلاً.

- أعدت الفنانة التونسية لطيفة إلى البدايات وعلاقتها الفنية بوالدتها. إلى أي مدى وجّهتك والدتك فنياً؟
ورثت صوتي عن والدتي، وثمة شبه في صوتينا. كانت تتمنى إنجاب فنانة وقد تحققت أمنيتها اليوم. كما أن جدّتي زينب هي صديقتي التي ترشدني فنياً، رغم أنها بعيدة عن هذا المجال. هي شخصية رائعة وأشعر بأنها والدتي الثانية وبالذنب إن طال غيابي عنها... ورثت طيبتها.

- قدمت أعمالاً طربية على مسرح «أراب آيدول» لكننا نعيش اليوم زمناً آخر. ما هي الهوية الفنية التي ستعرّف عن النجمة كارمن سليمان خصوصاً أن هذه الأعمال الطربية يستعين بها النجوم الجدد للإختبار ثم سرعان ما يقدمون أعمالاً مختلفة؟
قد أقدم فناً جميلاً وعصرياً ولكن غير نمطي. فغالبية أغاني هذا العصر متشابهة. من جهة أخرى، تقدم الفنانة شيرين عبد الوهاب فناً مختلفاً عن السائد، وأغنية «ما تحاسبنيش» التي أديتها على المسرح أكبر مثال. كذلك أنغام وأمال ماهر تقدمان أعمالاً باقية مهما مر الزمن. سأختار أعمالاً تصب في الخانة نفسها. ليس بالضرورة أن أقدم فن الزمن الجميل بكلماته وألحانه لأطرب المستمع.

- بدوت خجولة جداً في المؤتمر الصحافي بعد تتويجك. وإجاباتك كانت خجولة أيضاً.
كنت متوترة من الحدث. أضع نصب عيني دخول معهد الموسيقى العربية للدراسة.

- ما هو توجّهك الدراسي؟
أدبي. أحب دراسة التاريخ جداً، وأعشق حقبة الرسول والخلفاء الراشدين وفترة ولاية محمد علي لمصر. أعتبر التاريخ قصصاً جميلة، أهوى متابعة تفاصيلها.

- كيف بارك لك مستشار الشؤون الفنية والإشراف في شركة Platinum Records (تابعة لمجموعة mbc) عصام كمال؟
قال لي إنه حان وقت العمل الجدّي، وإن الاختيارات لا بد أن تكون دقيقة وبمستوى اللقب الذي حقّقته.

- ما هو التعليق الإيجابي الذي لامس قلبك؟
«صوتك يتحط على الجرح يطيب» هو التعليق الأحب إلى قلبي. كما أن دموع حسن الشافعي أثّرت فيّ كثيراً. فرحت حين طالبني بالغناء بأداء سيئ من باب التغيير لأنه ملّ من كثرة المديح.

- هل تدركين ثمن الشهرة؟
قد يصعب عليّ الخروج إلى الشارع كأي فتاة أو بكل بساطة كما كنت أعيش حياتي. فأنا أحب التنزه كثيراً، خصوصاً زيارة القلعة الأثرية (قلعة صلاح الدين الأيوبي). أظن أنني سأتعايش جيداً مع الرقابة التي ستلازمني أينما ذهبت. سأستشير والدتي في تفاصيل عديدة، فهي من أسّستني فنياً. في زيارتي وزملائي لمركز علاج سرطان الأطفال، شعرت بمسؤولية الفنان.

- كيف تقومين تجربتَي الغناء في دار الأوبرا وبرنامج «أراب آيدول»؟
أدائي في دار الأوبرا جعل اسمي معروفاً على نطاق الوسط الفني المصري لكن لم يقدّمني جماهيرياً أو يدفعني قدماً تجاه الهدف الذي أصبو إليه. فدار الأوبرا هو مقصد لمستمع معين دون غيره، متذوّق الفن القديم. أما «أراب آيدول»، منحني جمهوراً كبيراً توجني «محبوبة العرب».

- لم تنتهِ المنافسة بينك وبين منافستك دنيا باطمة مع إعلانك «محبوبة العرب». هل ستكون منافستك في شركة  Platinum Records؟
سأحاول تقديم فن مختلف ومميز وراقٍ أشعر بأنه لن يمر مرور الكرام على أذن المستمع. دنيا صوت رائع وأنا واثقة بأنها ستثبت نفسها.

- من هو النجم- القدوة بالنسبة إليك؟
السيّدة أم كلثوم.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077