لقاء مع نانسي ...
كم كانت إطلالة النجمة الأصغر على مسرح «أراب آيدول» مميزة بكل تفاصيلها، وهنا تجدر الإشارة إلى أن نانسي عجرم أمضت وقتاً طويلاً يوم التدريب حرصاً على تقديم أغانيها («تأخرت شوي» و«أخبار نفسيتو» و«شو واثق بحالو») بشكل لائق. أشارت إلى عزف ضعيف لمدخل أغنية ثم لاحظت أن الكورال النسائي صوته غير بارز ثم صححت للكورال لفظ كلمة مصرية... عندما تعرف السبب يبطل العجب ويزداد الإعجاب بنانسي عجرم.
- أنت أصغر ضيفة وقُدوة على مسرح «أراب آيدول»...
لا علاقة للسن بالمكانة أو النجومية. حين نتخطى الثامنة عشرة نحصل على رخصة القيادة (تضحك). لا يحدّد العمر مستوى النجومية. وقد يظن البعض أنني حقّقت نجوميتي سريعاً لكنهم يجهلون مدى الجهد الذي بذلته وهو يمتد إلى عشر سنوات قبل شهرة «أخاصمك آه».
- في أي لحظة عدت إلى البدايات وشاركتك في برامج المواهب «نجوم المستقبل»؟
أعادتني المصرية كارمن سنوات إلى الوراء حين كنت في السابعة عشرة من عمري، النور في عينيها وضحكتها التي تبشر بأن مستقبلاً جميلاً ينتظرها. أدرك جيداً الشعور الذي ينتابهم على المسرح وما يجول في خاطرهم في تلك اللحظة والتوتر.
- يحاول المشاركون إبراز قدراتهم الصوتية عبر أداء أغنيات الزمن الجميل. هل اتبعت هذا الأسلوب حين شاركت في برنامج للمواهب؟
في «نجوم المستقبل» أديت من أعمال أم كلثوم ووردة بناءً على اختيار القيّمين على البرنامج.
- ما هي أجمل ذكرى تحملينها من البدايات؟
كل ما مرّ في حياتي الفنية شريط مدّته عشرُ ثوانٍ. لحظات جميلة استفدت منها. اعتلاء المسرح كانت اللحظة الأصعب.
- ما هو أول مسرح اعتليته؟
مدرج «ميروبا»، كنت دون العاشرة حينها.
- ما الفرق بين لجنة «نجوم المستقبل» ولجنة «أراب آيدول»؟
الأولى، لم يكن أعضاؤها نجوم غناء بل أساتذة موسيقى ومن مجالات فنية عدة. كانت ملاحظاتهم لي إيجابية على الدوام، هذا ما أذكره.
- ألن تتعاوني مجدداً مع عضو لجنة «أراب آيدول» الموزع المصري حسن الشافعي؟
أريد أن يتضمن ألبومي الجديد أغنية من توزيعه. أحبه كثيراً، هو فنان حقيقي وموهوب يحب مهنته والموسيقى، «مذوق وشاطر وبيفهم». كل صفات الموسيقي الموهوب تجتمع فيه، ولذلك تعاونت معه في أغنية «وأنا بين إيديك». إنما بعد برنامج «أراب آيدول» ازداد إعجابي به أكثر. موضوعي جداً وصادق ورأيه محق على الدوام.
- من هي الموهبة الصوتية التي لفتتك؟
لا يمكن أن أسمي شخصاً، فالمواهب الثلاث نجوم يستحقون اللقب. وأود أن أشير إلى أمر في غاية الأهمية: حامل اللقب لن يكون الأكثر نجومية بالضرورة.
- ما النصيحة الذهبية التي أسديتها إليهم؟
الأهم هو عدم التشبث بالرأي بل طرح الأسئلة في كل مجال يخدم صورتهم (المظهر والموسيقى والإعلام...)، والمثل اللبناني: «أعطي خبزك للخباز لو أكل نصه».
- شكّلت ظاهرة فنية بعد ألبومك الثالث «يا سلام». كيف تلخصين الخطوط العريضة لهذا النجاح الصاروخي رغم أنك كنت موهبة حائزة ميدالية ذهبية وفي رصيدك أعمال سابقة؟
في أغنية «محتجالك» كنت في سن صغيرة (16 عاماً). حاولوا أن يقدموا نانسي عجرم النجمة الناضجة لكنني لم أظهر على حقيقتي. أشعر بأنني أصغر سناً اليوم. أعتبرها تجربة ما قبل العثور على هويتي الفنية. لست فنانة خيالية بل واقعية وأؤمن بمقولة: «من طلب العلا سهر الليالي». لم أتوقف عند الحظ الذي حالفني. كل إنسان يخدمه الحظ أحياناً وفي أي مجال في هذه الحياة، وأنا استثمرت هذه الفرصة جيداً.
- ما الذي توافر لنانسي عجرم ولم يتوافر لشقيقها نبيل عجرم صاحب الصوت الجميل أيضاً؟
يملك شقيقي صوتاً جميلاً لكن موهبته التلحينية أكبر. أنا إلى جانبه على الدوام، وسألته مراراً عن المجال الفني الذي يشعر فعلاً بأنه يريد الإستمرار فيه. وكانت الإجابة ابتعاده عن الغناء، وتفرّغه للتلحين والعمل في مجال تخصصه الجامعي، العقارات. من يحب مجالاً موسيقياً معيناً لا يبتعد عنه بسهولة. بدأت في سن الثامنة أحاول وأجرّب وأكرّر المحاولات لتحقيق أحلامي الفنية، أصدرت ألبوماً ثم أغنية منفردة... نجحتُ وفشلتُ ولم يؤمن أحد بموهبتي ثم حاولت مجدداً. تعذبت كثيراً قبل الوصول إلى النجومية. لم يكن طريقي معبداً بالورود. لكنني كنت على الدوام أشعر بأن مستقبلاً جميلاً وكبيراً ينتظرني.
- هل كنت تحلمين بقدوة فنية معينة؟
نعم، نوال الزغبي.
- على الدوام كانت الشهرة والنجومية على حساب الحياة الشخصية. إلى أي مدى تهاوت هذه القاعدة مع نانسي عجرم، نجمة دون الثلاثين زوجة وأم لطفلتين وحاصدة جوائز عالمية وصاحبة أرقام فنية قياسية؟
أنا إنسان يحب العائلة والإستقرار، ومهما بلغت من النجومية لم أكتمل فنياً إلاّ بتحقيق العائلة والمحبة و«الكنكنة» (تعبير لبناني عن الدفء العائلي) وحين أعود أدراجي وأشعر بأن رجلاً حقيقياً ينتظرني. أحب أن أشعر بأنني مُحاطة بعائلتي وطفلتيّ وأهلي، وبالخلفية الحقيقية الثابتة لكي أمضي قدماً. بتّ أستمتع بفني أكثر بعد زواجي وأمومتي.
- قبل عامين، صدر كتاب بعنوان «نانسي عجرم ليست كارل ماركس» للكاتب والصحافي حازم صاغية. لا أريد الوقوف على المحتوى بل عبارة «الفتاة التي أرادت لنفسها، أو أريد لها، المكث بين الثانية عشرة والثامنة عشرة ...». ما تعليقك اليوم؟
أعتبر أن مظهري الطفولي نعمة يقدرها جيداً جمهوري وكل المحيطين وأنا. هذا وصف صحيح نتيجة الضحكة التي لا تفارق وجهي وتصرفاتي الطفولية.
- هل تعمّدتِ تقديم صورة المرأة الناضجة لتخرجي من إطار النجمة المراهقة؟
قدّمت المرأة الناضجة في الكليب المصوّر لأغنية «إنتَ إيه» كما قدّمتها في «في حاجات». يحدّد عشقي لحالة الأغنية أجواءها بمعزل عن صورتي. ولا علاقة لزواجي بصورتي كفنانة. بعد زواجي، قدّمت «ماشي حدّي» و«شيخ الشباب».-
10 أسماء وبصمات في حياتي
1- المخرجة اللبنانية نادين لبكي
أصبحت نجمة اليوم. الإنطلاقة الفنية الأولى.
2- ألبوم «يا سلام»
وجه الخير.
3- أغنية «محتجالك»
لا تغيب عن بالي، قريبة من قلبي جداً هذه الأغنية.
4- وزير الثقافة التونسي الدكتور مهدي مبروك
أكن له كل الاحترام طالما اعتذر عن التصريح الذي أدلى به، ولم يقصده.
5-قرطاج
لها حصة بداخلي، هذا المسرح التونسي وشعبه.
6- تترات الدراما المصرية
لا جديد حالياً.
7- الموزع الموسيقي حسن الشافعي
هو الشخص المناسب في المكان المناسب.
8- اليونيسيف
حقوق الأطفال جزء كبير من حياتي واهتماماتي.
9- مخرجة أغنية من ألبوم الأطفال الجديد
ليلى كنعان.
10- ميلا وإيلا والدكتور فادي الهاشم
هما حياتي وهو حبيبي. وبوجودهم، أقدّم أعمالي الفنية بطاقة حب أكبر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024