انتصار الشراح: لا أحد يشبهني في الوسط الفني
منذ ظهورها الأول على المسرح مع نجم الكوميديا عبدالحسين عبدالرضا في دور ابنته في مسرحية «باي باي ياعرب» والجمهور العربي لا ينساها.
إنها انتصار الشراح صاحبة الاسم الكبير في سماء الفن الخليجي وأحد أعلام الدراما الكويتية. كوميدية من الطراز النادر رغم جديتها في الحياة على المستوى الشخصي.
قدمت العديد من الأعمال الكوميدية والمنوعة والتراجيدية التي تركت بصمات واضحة في أذهان المشاهدين. بين حين وآخر تقف تتأمل خطواتها وتعيد حساباتها قبل أن تعود بقوة عبر جملة من الأعمال الدرامية المميزة خصوصا في الموسم الدرامي الفائت الذي قدمت فيه شخصيات جميلة.
وها هي الآن تواصل نشاطها الفني من خلال استعدادها لخوض موسم جديد زاخر بالأعمال الدرامية. انتصار الشراح فتحت قلبها لتحدثنا عن جديدها وتبدي رأيها في العديد من القضايا...
- ما جديدك للفترة المقبلة؟
أواصل تصوير المسلسل الدرامي الاجتماعي «جدران تبكي في الظلام» تأليف إيمان السلطان، إنتاج باسم عبدالأمير، لصالح قناة دبي.
وتشاركني بطولته نخبة من النجوم على رأسهم سعد الفرج، أحمد السلمان، عبدالله بهمن، هبة الدري، شجون الهاجري، فاطمة الصفي، فهد باسم عبدالأمير، بالاضافة الى النجمة المصرية نشوى مصطفى.
وأجسد من خلاله دور زوجة تواجه بعض المشكلات مع ضرّتها التي تقوم بدورها نشوى مصطفى، فالدور لن يخرج عن صراع ضرّتين ويتفاقم في ظل وجود الزوج المهمل.
بالإضافة إلى أنني سأظهر كضيفة شرف في مسلسل «الوداع» انتاج عبد العزيز الطوالة تأليف خالد الفضلي، إخراج محمد الطوالة، وبطولة محمد جابر، غازي حسين، هند البلوشي، هيا عبد السلام، ومحمود بوشهري.
وأجسد شخصية مركبة لزوجة تعاني في تربية ابنتها التي تعاني إعاقة ذهنية. كذلك انتهيت من تصوير المسلسل الكوميدي «كلثم وميسا» باكورة انتاج الفنانة هيا الشعيبي. لأعود كضيفة شرف في مسلسل «مذكرات عائلية جدا» أيضا للمنتج باسم عبد الأمير.
- تمثلين باللهجة المصرية في «كلثم وميسا». ما سرّ تعلقك بهذه اللهجة؟
نعم أقوم في المسلسل بدور ست الحتة الشعبية، وهي مثال عن سيدات بولاق مع احترامي الشديد لهن. ولم أتخوف مطلقاً من هذه التجربة لأني سبق أن خضتها ولاقت قبولا جماهيريا واسع النطاق في الخليج، فاللهجة المصرية ليست صعبة عليّ لأنها قريبة جدا إلى قلبي لذا أجيدها ببراعة رغم أنه ليس لي جذور مصرية.
- هل هناك تجارب درامية مصرية جديدة بعد «سمير ومراتاته الكتير»؟
نعم هناك تفاوض على مشاركتي في فوازير رمضانية، لكن الفكرة حتى الآن قيد الدراسة. أما بالنسبة إلى السينما فأنا مبتعدة عنها تماما لأني أخاف من خوض تجربة سينمائية، أخاف السينما وأخاف من أجوائها لكوني امرأة خليجية لي عاداتي وتقاليدي التي لا أستطيع التنازل عنها مهما كانت المغريات، ناهيك بأنني أخشى فشلي في السينما.
- صرّحت سابقاً أن البرامج المنوعة لم تعد تناسب سنك، فهل الفوازير هي المناسبة؟
تضحك: الفوازير لن تكون استعراضية، إنما على شكل حكايات وبالكويتي «حزاوي» أو اسكتشات كوميدية. أما بالنسبة إلى البرامج المنوعة الاستعراضية فزمنها انتهى، وأصبحت فكرة مكرّرة ومملّة ولن تقدم شيئا جديدا، لأن الدراما اجتاحت الفضائيات الخليجية وأصبح المشاهد يطلبها أكثر من البرامج المنوعة.
ولست وحدي من توقف عن تقديم هذه البرامج، فداود حسين وطارق العلي وحسن البلام وعبد الناصر درويش ومنى شداد أيضا توقفوا.
- بعد المشوار الطويل ألا تضايقك فكرة وجودك كضيفة شرف في الأعمال؟
لا نهائيا لأني لا أفكر في مساحة الدور وكمّ المشاهد، إنما أبحث عن النوعية والمضمون وتأثير دوري في العمل بشكل عام وحضوري فيه.
- هل لك أن تشرحي أسباب زيارتك المفاجئة إلى القاهرة؟
زرت القاهرة لأشارك في مسلسل «عائلة أبو حديد»، ومن شجعني على الزيارة هو المخرج علي الدكروري، مخرج المسلسل الذي تربطي به علاقة عمل تمتد 24 عاماً تقريباً.
فقد اتصل بي وشرح لي فكرة المسلسل وأعجبت بها جداً، وكانت الفنانة نشوى مصطفي زميلتي في هذا العمل موجودة في الكويت في ذلك الوقت وشجعتني على ذلك أيضاً فوافقت، لكنني طلبت منهما تصوير دوري في العمل خلال ثلاثة أيام على الأكثر. وقد فوجئت باستقبال حار ومعاملة راقية جداً من الجميع.
- وما الشخصية التي تجسدينها في هذا المسلسل؟
تدور فكرة العمل حول ثلاث شقيقات يبحثن عن أزواج، وتتمنى كل منهن أن تتزوج اليوم قبل الغد، وفي الوقت نفسه يبحث شقيقي عن عروس. ويقوم بعض الأشخاص بترشيح الفتيات الثلاث لي لاختيار واحدة منهن زوجة لشقيقي المتزوج من امرأة لا تنجب.
وأثناء جلوسي معهن لاختيار واحدة منهن، أفاجأ بمكالمة من شقيقي يخبرني فيها بأن زوجته حامل، ويطلب مني أن أصرف نظر عن هذه الزيجة.
وبدلاً من أن يكون حضوري مجرد زيارة عادية تنتهي بانتهاء الغرض، أقرر أن أعيش مع هؤلاء الفتيات في بيتهن حتى يتزوجن، رغم رفضهن لوجودي، خاصة مع تدخلي في كل كبيرة وصغيرة في حياتهن، إلى درجة أنني أضع شروطاً تعسفية لكل من يحضر طالباً الزواج من إحداهن، ومن هنا تظهر المواقف الكوميدية.
- ولماذا لا تشاركين كثيراً في أعمال مصرية رغم إجادتك اللهجة المصرية؟
أجيدها تماماً، لكن كوني كويتية قد يجعل البعض يشعر بالضيق إذا مثلت باللهجة المصرية، خاصة المصريين.
- هناك فنانات عربيات كثيرات حضرن إلى القاهرة ومثلن باللهجة المصرية وكان وجودهن مُرحباً به مثل هند صبري وجومانا مراد على سبيل المثال.
لا أعرف، لكن أعتقد أن ظهوري يجب أن يأتي شيئاً فشيئاً، أفضل من الحضور فجأة.
- هل تعتقدين أن الأعمال المصرية لا تزال تتصدر قائمة النجاحات التلفزيونية في العالم العربي؟
أصبحت هناك منافسة قوية من بعض الأعمال السورية والخليجية، وأصبح الجميع على خط واحد، لكن بالطبع لا يمكن أن ننسى أن مصر هي هوليوود العرب.
- وما رأيك في التعاون بين الفنانين العرب في أعمالهم المختلفة؟
هذا شيء جيد جداً، ومن خلال مشاركتي في هذا العمل أستطيع أن أقول بالفعل إن التعاون بين الفنانين العرب شيء ممتع كثيراً، خاصة مع التعامل الراقي الذي لمسته في مصر.
- وماذا عن تعاونك مع الفنان حسن حسني وهل يمكن أن يتكرر؟
ضاحكة: حسن حسني هو من حضر إلينا في تلك المرة، وهذا تعاون أيضاً، وأرجو أن تسأله لماذا لم يأت مرة أخرى ليكرر التجربة؟ وأنا لا أريد الحديث عن نفسي، لكن دعه يصف لك بنفسه إلى أي مدى كانت المسرحية ناجحة وممتازة، وأنا كنت سعيدة جداً بتعاوني معه.
- هل تثبت مشاركتك حالياً في عدة أعمال تلفزيونية صحة وجهة نظرك التي أعلنتها من قبل عن زوال المسرح الكوميدي العربي؟
أفضل التنوع في الأدوار بعيداً عن نوع محدد من الفنون، لكنني غير مبتعدة عن المسرح.
- ما رأيك في مسرح عادل إمام وسمير غانم وأحمد بدير، خاصة أن لكل منهم عرضاً على الأقل كل عام تقريباً؟
الجمهور أصبح كسولاً، وفكرة الذهاب إلى المسرح لم تعد مستحبة، إما بسبب ضغوط الحياة أو الانشغال، لذلك أصبح المسرح مرتبطاً لدى الجمهور بالمناسبات فقط.
وأعتقد أنه من الصعب جداً أن يقوم الفنان ببروفات تحضيرية لمدة شهر مثلاً وفي النهاية يتوقف العرض بعد أسبوع واحد بسبب ضعف الإقبال. أنا لم أشاهد أي عروض لهؤلاء الفنانين باستثناء سمير غانم، وقد أعطيته بعض الملاحظات واكتفيت بذلك.
- ما نوع الملاحظات؟
أفضل عدم التصريح بها.
- هل كانت ملاحظات خاصة بإيحاءات أو ألفاظ مثلاً؟
يُسأل في ذلك سمير غانم، إذا أراد أن يصرح بها فلا مانع عندي، أما أنا فسأتحفظ عن الإجابة.
- تحفّظك هذا يجعلني أسألك هل هناك فرق كبير بين المسرح الكويتي والمسرح المصري؟
معظم الأسر الكويتية عادة ما تفضل مشاهدة مسرح مرة واحدة على الأقل كل شهر، وفي كل مرة تكون المسرحية مختلفة، لأن العروض هناك كثيرة، وقد يصل عددها في بعض المناسبات إلى 12 عرضاً كبيراً، بالإضافة إلى عشرة عروض صغيرة.
وغالبية المسرحيات تكون مليئة بالإسقاطات السياسية، ومن النادر أن تجد مسرحية هدفها الضحك فقط، كما يحدث في بعض الأعمال المسرحية المصرية.
ورغم أن مصر سبقت الكويت في المسرح بسنوات، فإن الكويت سبقت مصر في تقديم مسرح «رعب»، وأنا شخصياً شاركت في خمس مسرحيات رعب، وهذا لم يحدث في مصر حتى الآن. والمسرح الكويتي يهتم حالياً كثيراً بالديكور والموسيقى والاستعراضات، فهناك مثلاً إحدى المسرحيات الخاصة بالأطفال ستدهش عندما تعرف أن من صمّم الاستعراضات لها هي فرقة كركلا اللبنانية، وأن موسيقاها رحبانية.
وهنا يكمن الفرق، فنحن نهتمّ بالمسرح بينما تهتمون أنتم بالسينما، نحن نقدم ثلاثة أو أربعة عروض للمسرحية الواحدة في اليوم، تبدأ في العاشرة صباحاً، وكنت أول من قدم عرضاً في هذا التوقيت، أما أنتم فتقدمون عرضاً واحداً فقط، إما ماتينيه أو سواريه، مع كامل احترامي لتاريخ المسرح المصري ومؤسسيه.
- هل وجدت فروقاً كبيرة بين تصوير المسلسلات في مصر ومثيلاتها في الكويت؟
هذا سؤال محرج، لكنني أستطيع أن أقول إن الكويت تهتم كثيراً بتكنولوجيا التصوير، لذا ستجد هناك أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في كل معدات التصوير، وما من كاميرا جديدة يتم طرحها في الأسواق الأميركية أو الأوروبية إلا يجب أن تكون موجودة في استديوهات الكويت بسرعة.
- بما أن هناك تفوقاً ملحوظاً إلى هذه الدرجة فمن الطبيعي أن تكون أجور الفنانين الكويتيين كبيرة أيضاً؟
أبداً، الفنانون الكويتيون يحبون عملهم، لذلك لا يهتمون بقيمة الأجر، لكنهم يهتمون بالديكور الجيد جداً والمخرج الممتاز.
والنقطة الأهم التي يحرص عليها كل فنان كويتي، هي استمرارية العمل دون النظر إلى الأجر، أما الأرقام التي نسمع عنها هنا في القاهرة مثل سبعة ملايين وعشرة ملايين للفنان الواحد، فهذه أرقام كبيرة جداً بالنسبة إلينا.
- من هي الفنانة المصرية التي تتمنين الوقوف معها على المسرح؟
نشوى مصطفى بالتأكيد، خاصة بعد أن تعاونا معاً مؤخراً، فهي فنانة كوميدية من الطراز الأول.
- ومن هو الفنان المصري الذي تريدين الاتصال به لتقولي له «إذا قدمنا عملاً مسرحياً معاً سنحقق نجاحاً منقطع النظير»؟
قدمت عملاً مسرحياً ناجحاً مع حسن حسني، وأتمنى تكرار التجربة.
- لماذا لا تقدمين عملاً جديداً مع الفنان داوود حسين، خاصة أنكما كنتما ثنائياً ناجحاً في فترة ما؟
هناك عمل معه معروض عليَّ، واحتمال أن يكون تجربة جديدة لنا معاً.
- من تتابعين من جيل الفنانين الشباب المصريين؟
لا أتابع الكثير من الأعمال نتيجة انشغالي بالتصوير، لكنني أعتقد أن الشباب الكويتي يحب مشاهدة أفلام محمد سعد. وفي ظل شعبية السينما الأميركية لدينا أخشى أن ينسحب البساط من تحت السينما المصرية، لأن هناك مشاكل كثيرة يجب معالجتها في طريقة عمل السينما المصرية، فأنا دائماً ما أشاهد عدداً كبيراً من العمال خلف الكاميرات، وأشعر بأن نصفهم لا يفعلون شيئاً، بالإضافة إلى أن المشهد الواحد يستغرق وقتاً طويلاً في التصوير وهو عكس ما يحدث في الكويت، فنحن ننتهي من تصوير مسلسل كامل يتكون من 30 حلقة في مدة أقصاها 40 يوماً، أما أنتم فتقومون بتصوير المسلسل في ثلاثة أو أربعة شهور.
نحن نهتم بالجدول الزمني في التصوير، والمعدل الطبيعي للتصوير عندنا ما بين 20 و25 مشهداً في اليوم الواحد، أما هنا في مصر فأنتم تصورون أربعة أو خمسة مشاهد فقط، وهذا وقت طويل يؤثر على كل خطوات الإنتاج، وعليكم تدارك ذلك لأنكم تحملون راية الفن في الشرق الأوسط.
- لماذا تتجاهلين تجربتك في مسلسل «بقايا جروح» للكاتبة فجر السعيد؟ هل هناك خلاف بينكما؟
لا بالعكس أنا سعيدة جدا بمشاركتي في مسلسل «بقايا جروح» لأن دوري فيه كان مميزا وجديدا وبعيدا تماما عن الكوميديا لكوني أعيش طوال العمل في صراع نفسي وحروب مع الآخرين.
أما فجر فشهادتي فيها مجروحة فهي كاتبة مميزة وإنسانة بما تحمله هذه الكلمة من معنى، وكنت أتمنى العمل معها من زمان لكن الظروف لم تسمح بذلك.
- تشاركين حاليا في خمسة أعمال دفعة واحدة ألا تخشين ملل الجمهور؟
تضحك قائلة: «الله أكبر في عين الحاسد». لا فأنا أعرف جمهوري جيدا وهو يشتاق دوما لظهوري وحضوري المستمر لأنه يثق باختياراتي. وأنا قادرة على التنويع في أدواري ولست ساذجة لأكرر الكراكترات وأحرق نفسي على الشاشة من دون داع.
- ما سرّ تعلقك بالأدوار التراجيدية أخيراً؟
الدراما التراجيدية ممتعة ومميزة، فهي تقدم السهل الممتنع من الرسائل الاجتماعية، كما أنني أواجه فيها تحدياً مع نفسي وقدراتي، وحين انجح أشعر بأني قدمت شيئاً ذا قيمة للمشاهد ولم يكن مروري عابرا، وبهذه الطريقة يرتاح ضميري لاني أكون حللت أجري وبذلت مجهوداً كبيراً.
- وماذا عن رد فعل جمهورك على أعمال الموسم الماضي؟ وما رأيك في الدراما الكويتية عموما؟
الحمد لله وفقت في كل أعمالي التي عرضت في شهر رمضان الماضي، فذلك الموسم سجل لي تعاونات جديدة مع أكثر من جهة انتاجية. وأنا راضية تماما عن نفسي وأعمالي كانت مثمرة.
أما بالنسبة إلى الدراما الكويتية فاعتقد أنها تركت بصمة واضحة في رمضان الماضي وتسابقت على شرائها وعرضها الفضائيات. والتنافس بين الأعمال الكويتية نفسها كان على أشده وتفوقت فيها الكويت على نفسها.
- هل التنقل بين الشركات المنتجة يفيد الممثل أكثر من التعامل مع جهة واحدة؟
بالتأكيد فالفنان لا بد أن يكون حاضرا في أكثر من عمل ومتنوعا، لذا الأفضل التنقل بين شركات الإنتاج لاكتساب خبرات مختلفة. كما إن هذا الاختلاط بالمنتجين يكشف لنا أموراً كثيرة خافية مثلما حدث معي هذا العام، بالإضافة إلى أنني تعرفت على نجوم جدد وعملت «ريفرش» لعلاقاتي.
- لماذا نجدك بعيدة عن الإنتاج على عكس زميلات جيلك؟
لأنه يحتاج إلى قدرات خاصة لا اتصف بها، مثل الصبر والقدرة الهائلة على متابعة الأمور التجارية التي لا افهم فيها، لذا أخرجت هذه الفكرة من حساباتي وأركز حاليا على أدواري كممثلة.
- هل كان المنتجون وراء قرار عملية تكميم المعدة التي أجريت لك؟
لا، فخضوعي لهذه العملية سببه أمر صحي تماماً وليس للمنتجين دخل... فكرت في مرحلة تقدمي في السن وأنا ثقيلة وأنا بطبعي أحب أن أعيش بكرامتي أو أموت، وأحب أن أكون ثقيلة على أحد واتعب أحداً «ولا يشيل همّي أحد».
العملية لم تكن سهلة وكانت مخاطرة وعانيت حتى أقنعت أولادي وزوجي وأحبابي بها، لكن كان يجب إجراؤها لأني تعبت من السمنة الى درجة أني لا أستطيع المشي، ورغم آثارها الجانبية فإن وضعي الحالي أفضل كثيرا من الأول.
- على خلفية ما حدث للفنان ولد الديرة، هل الفن كافٍ لتأمين حياة الفنان؟
نعم، فالفنان مكرم تحت مظلته وحتى بعد تقاعده، فالعلاقات الطيبة موجودة، والكثير من الفنانين فيهم الخير. أيضا الحكومة الكويتية لا تغفل عنا ودوما مساندتنا، أما بالنسبة إلى ولد الديرة فالكل يسأل عنه والحكومة لم تقصّر معه واسألوا أهله.
- هل هناك حروب في الوسط الفني؟
نعم، فالحروب موجودة في كل مكان فيه منافسة، لكني بعيدة عن المهاترات لأني أتقي الله وأتمنى ممن يحفرون لبعضهم أن يتقوا الله في رزقهم ويؤمنون بأنها مقسومه بالعدل ويحمدون ربهم فلا أحد يأخذ رزق أحد.
- ما أقرب البلدان إلى قلبك؟
بالتأكيد مصر، فهي اقرب البلدان إلى قلبي لأني أشعر فيها بالألفة التي أفتقدها هنا في الكويت، فالكل بات مشغولاً يطحن نفسه في دوامة الحياة. حياتنا هنا روتينية.
رغم المآسي التي تشهدها مصر هي تتسم بروح خاصة. فأنا اعتبرها بلدي الثاني ولي فيها صديقات كثيرة نتبادل الزيارات والطبخات.
- ما هي اهتماماتك حاليا بعيداً عن الفن؟
اهتماماتي منصّبة على حفيدتي حصة التي تشبهني شكلا إنما طباعها لخالتها، فهي متنفسي الوحيد بعد عناء عملي. الكل يحبها ويدللها لكونها أول حفيدة، وهي تأخذ كل وقتي واهتماماتي ولا أتحمل بعدها عني.
- ومن تشبهك من الفنانات في الوسط؟ وماذا عن النجوم الشباب؟
هذا السؤال لابد أن يوجه للجمهور، فأنا لا أرى شبيهات لي في الوسط الفني، وربما للمشاهدين رأي آخر. أما بالنسبة إلى النجوم الشباب فهناك المميز اللافت وهناك العادي. لكني سعدت بالعمل مع المميزات منهن مثل هيا عبد السلام التي لمست فيها روح الفنانة الدؤوبة المحترمة.
وأتمنى على الأخريات أن يحترمن النجوم الكبار ويستفدن منهم، ونحن في المقابل لن نبخل عليهن بأي معلومة أو نصيحة. فالكبار سلمونا الراية من قبل ونحن نسلمها لمن يأتي بعدنا. الأجيال تتوارث المهنة بود.
- وما هو المعيار الفني الذي تتخذين بناءً عليه قرار تقليد شخصية فنية، مثل تقليدك طريقة غناء المطربة أحلام وتقليد الإعلامية هالة سرحان؟
مبتسمة: لو لم تكن كلتاهما ناجحتين لما كنت فكرت في تقليدهما، فهالة سرحان إعلامية ناجحة، وأحلام مطربة ناجحة أيضاً. وأنا أعتقد أنه لا يقلَّد إلا النجم الذي يتعرف عليه الجمهور دون ذكر اسمه، لكنني وفي الوقت نفسه لا أقلّد تقليداً جارحاً أو مهيناً.
- وما رأيك في تقليد هند البلوشي لك في أحد البرامج؟
ضاحكة: شاهدتها على موقع اليوتيوب، لكنها لم تنجح في تقليدي.
- وهل أغضبك تقليدها لك؟
بالطبع لا، لكنها لم تنجح في تقليدي كما ذكرت، وأتمنى أن ينجح أحد في تقليدي.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024