مريم أمين: صناعة نجم إعلامي في القنوات الفضائية المصرية غائبة
تعشق مصر وترفض أن تتركها مهما جار عليها الزمن، تعرّف عن نفسها بأنها مذيعة مصرية لأنها تجد أن لقب إعلامية كبير جدًا وهي لا تزال في حاجة إلى خبرة طويلة حتى تستحقه.
رغم أنها قدّمت برامج سياسية واجتماعية على الفضائية المصرية، تفضل برامج المنوّعات ذات المضمون الدسم. ترى أن سيمون أسمر كان «وجه السعد» عليها فبعد تقديم «استوديو الفن» مصر انهالت عليها العروض لتتحول من مذيعة مصرية محلية إلى مذيعة مصرية فضائية، فبرزت في قناة «دبي» في برامج عدة منها «تراتاتا» و«سوالفنا حلوة» و«اللعب مع النجوم».
إعلامية مميزة تجذب المشاهد بملامحها الفرعونية وعفويتها وطلاقتها في الحوار. إنها مريم أمين التي التقتها «لها» وكان هذا الحوار.
- أنت خريجة تجارة خارجية، كيف دخلت المجال الإعلام المرئي؟
شخصيًا لا أحب الأرقام والتجارة ولكن مثل كل الشباب في مصر ندرس الإختصاص لنحوز شهادة جامعية. كان مجموعي في الثانوية العامة مرتفعاً، وحوّلني مكتب التنسيق إلى كلية التجارة الخارجية وهي إحدى كليات القمة تابعة لجامعة حلوان. وهكذا كان.
درست Business Administration مكرهة وكنت مدركة أنني لن أعمل في مصرف أو مؤسسة ومع ذلك نلت الإجازة بمعدل جيد لأنني لا أحب الفشل.
وبقيت سنة ونصف من دون عمل، رغم أنه كان في إمكاني العمل مع والدي، أو قبول عروض عمل في شركات لأنني لم أكن مقتنعة بالعمل في المجال الإقتصادي. إلى أن أتى صديق يعمل في المجال السينمائي وأخبرني أن قنوات تلفزيونية متخصصة فضائية تفتح، ونصحني بأن أتقدم للعمل.
وفي المقابل كانوا يريدون وجوهًا شابة وأسلوبًا معاصرًا في التقديم التلفزيوني وليس النمط التقليدي المتعارف عليه في القنوات المصرية وقتها.
وكنا جميعنا خريجين جدداً وشباباً. وهكذا بدأت في قناة النيل للمنوّعات، وذاعت شهرتي كمذيعة وصرت أتلقى عروضًا، فقدّمت استويو الفن مصر عام 2003.
- كيف كانت تجربتك في استوديو الفن مصر مع سيمون أسمر؟
أتمنى أن تسأليه عني. سيمون أسمر أعتبره يوسف شاهين برامج المنوّعات. وهو وجه السعد علي، لأنه بعد برنامج استوديو الفن 2003 المصري أتتني عروض كثيرة.
المفارقة أن سيمون أسمر في البداية لم يقتنع بي كثيرًا بل يمكن أن أقول إنه رفضني، لأنه يفضل مذيعة ذات مقاييس جمالية محددة. ولكن يبدو أنه لم يحصل اتفاق مع غيري، فاتصلوا بي. في الظهور الأول، قالوا لي إن سيمون أسمر كان هادئًا في غرفة المونتاج لم يصرخ، بل بالعكس كان يهمس إلي في سمّاعة الأذن.
الحمدلله كنت على قدر المسؤولية. وعندما قدّمت «تراتاتا» اتصل بي وقال:» هل تدرين كم أنا سعيد بك!» وهذا أجمل مديح تلقيته.
- بعد تسع سنوات من العمل التلفزيوني كيف تصفين اللحظة الأولى أمام الكاميرا؟
لم تكن صعبة جدًا لأن التصوير كان تسجيلاً مما يعني أن الخطأ يمكن تصحيحه، ولكن لا أزال أذكر اللحظة الأولى للظهور مباشرة على الهواء، وقتها كنت أقدم الفنان عمر خيرت في دار الأوبرا المصرية، وكان نقل الحفلة مباشرة على الهواء واختاروني لتقديمها، لم أشعر برهبة عندما بدأت المقدّمة، قالوا لي راقبي الضوء الأحمر الظاهر على الكاميرا وعندما يضيء عليك البدء بالكلام.
وأنا كنت قد استعددت جيدًا، فتقديم حفلات كهذه يتطلب سرعة بداهة، وقد يتأخر الفنان على الظهور، ووقتها على المذيعة أن تملأ الفراغ.
فمن أين ستأتي بالكلام إذا لم تقم بالإعداد الجيد!
ولكن المفارقة عندما طلب مني اختتام الحلقة شعرت بالخوف، وأول ما قالوا لي «مريم اختمي» شعرت بالرهبة، لأنني شعرت بأن كل الفريق الذي كان معي معتمد علي وواثق بقدراتي.
- لماذا إنتقلت إلى قناة «دبي» علمًا أنك تقدمين برامج مهمة على الفضائية المصرية؟
الناس يظنون أنني أعمل حصريًا مع قناة «دبي»، الحمد لله أن ما يجمعني مع قناة «دبي» ليس عقد احتكار، بل علاقة احترام وهم ماديًا جعلوني لا أحتاج إلى أن أفكر في العمل مع أحد غيرهم. وفي الفضائية المصرية أنا موظفة ولكن للأسف لم يعد هناك صناعة نجوم في القنوات المصرية، وأنا لا أريد أن أكون مجرد مذيعة، بل أريد أن أكون مثل Trade Mark فهناك الكثير من المذيعين الجيدين من جيلي في القنوات المصرية، بقوا في أماكنهم لم يتطوروا لأنه لا يوجد من يساعدهم في أن يكونوا نجومًا في ميدانهم. علمًا أنني في القناة الفضائية المصرية اليوم أحصد ثمار تعبي ويعطونني حقي.
- رغم أنك قدمت برامج ذات طابع سياسي، فإن الغالب في البرامج التي تقدمينها هي المنوّعات.لماذا؟
في البداية البرامج هي التي كانت تختارني ولست أنا من يختار. هناك أمور تثبتين قدرتك على النجاح فيها، والناس تراهن عليك.
وبرامج المنوّعات التي فيها مضمون هادف ودسم أرتاح فيها وأحبها، أما ذات الطابع السياسي، فلم أكن من يختارها.
ربما كانوا يراهنون عليّ في النجاح فيها، في الفضائية المصرية قدّمت برنامج «أهلاً وسهلاً»، استقبلت وحاورت سياسيين من وزراء ونواب ورجال أعمال ومديري هيئات، ومن بعده قدمت «صباح الخير يا مصر»، ولكن أنا أرى نفسي في برامج المنوعات.
- هل بسبب حبك لبرامج المنوّعات لم تقبلي عرض تقديمك برنامج «البيت بيتك»؟
لا. عُرض عليّ تقديم برنامج «البيت بيتك» على الفضائية المصرية من سنة 2007 إلى 2010، وكان العرض مغرياً جدًا بكل المقاييس، فضلاً عن أنه كان سيزيد حضوري في مصر، فهو من أهم البرامج في الفضائية المصرية.
ولكن الذي حال دون موافقتي أنه برنامج يومي، وأنا مرتبطة مع قناة «دبي» ببرنامج «سوالفنا حلوة» الذي يتطلب مني السفر كل شهرين تقريبًا لتصوير حلقات عدة، فضلا عن أن علاقتي بقناة «دبي» وطيدة جدًا وجيدة جدًا ولا يمكن أن أتخلى عنها.
- لماذا إذًا أنت متمسكة بقناة «دبي»؟
قناة «دبي» أعطتني فرصة وهي التي جعلت مني مريم أمين، وبدوري لو لم أكن أهلاً للثقة ويدركون ماذا يمكن أن أقدم للقناة ما كانوا ليتسمكوا بي، فالبرامج التي قدّمتها على قناة «دبي» تباع لقنوات أخرى مثل برنامج «اللعب مع النجوم» الذي يعرض اليوم على قناة «الحياة» الفضائية ونسبة مشاهدته عالية.
وهذا دليل على أن العمل في التلفزيون لا تدخل فيه الحسابات الشخصية، بل حسابات المشاهد الذي إما يقبلك وينتظرك ليرى المادة التي تقدمينها وإما يضغط على الريموت كونترول ليشاهد برنامجًا آخر.
أنأ أشعر بأن قناة «دبي» لها حق علي لأنهم حققوا لي الشهرة والانتشار اللذين أريدهما في العالم العربي، ولو أتتني عروض من قنوات أخرى لن أتركهم، فهم يعطونني على قدر تعبي واجتهادي.
قناة دبي وضعتني على الخريطة الفضائية ولم أعد مذيعة مصرية محلية، بل المذيعة المصرية الفضائية. اليوم اسمي موجود مع إعلاميين نجوم، والبرامج التي أقدمها منافسة لبرامجهم.
- ما الجديد الذي يقدمه «سوالفنا حلوة» خصوصًا أن هناك الكثير من البرامج التي تشبهه إلى هذا الحد أو ذاك؟
رغم وجود كل هذه البرامج لا تزال نسبة مشاهدة «سوالفنا حلوة» عالية جدًا وعندما يأتي النجوم ويقولون إنهم يتابعوننا فهذا إنجاز.
نختلف عن غيرنا من البرامج في طرحنا قضية محورية في كل حلقة، وهناك كيمياء بيننا جميعًا، ونفهم على بعضنا.
ولكن الجندي المجهول في كل هذا كلوديا مارشيليان فهي العمود الفقري لكل ما يدور في هذا البرنامج وتفكر في أدق التفاصيل، وهي بأفكارها المبتكرة تخطو بالبرنامج نحو الأمام.
لقد ساهمت بشكل كبير في تغيير طريقة تقديمي، وتقول لي: «مريم لا أريدك أن تشرحي الموضوع بل أدخلي فيه مباشرة، اجعلي جملك قصيرة مشاهد اليوم صبره قصير» رغم أنني أحيانًا أشعر بأن الكلمات أقل مما أريد أن أعبّر عنه.
- في استفتاء لمجلة «زهرة الخليج» كنت من بين المذيعات الخمس الأوليات في العالم العربي. ماذا أعطتك نتيجة هذا الاستفتاء؟
أشعر بأن ربنا لا يضيع أجر أحد، عليك أن تعملي وتجتهدي حتى تنالي ما تستحقينه. في أوقات كثيرة كنت أعمل موسماً وفي موسم آخر أبقى في البيت. ولم أكن منزعجة بل سعيدة.
في السنتين الأخيرتين أتتني عروض من أماكن لم أكن أحلم بها حتى. وأشعر اليوم بأنني صرت معروفة من الجميع في الحقل الإعلامي والمجال الفني.
- قدّمت حفلة ملكة جمال مصر لموسمين، هل تظنين أن بعد الثورة سوف تنظم هكذا حفلات في مصر؟
لا أعتقد.
- لماذا؟
الأمور تغيرت في مصر.
- كيف ترين مصر بعد الثورة؟
اليوم المصري غير راض عن الوضع وليس عن الثورة لأنها ستأتي بثمارها بعد فترة ونحن نمر بمرحلة انتقالية ومن الطبيعي أن نتعرض لهزات أمنية ولكن آمل ألا تطول.
في بداية الثورة لم يكن أحد يفهم ما يحدث، وبعد سنة وشهر على نهاية الثورة تمر مصر بظروف صعبة جدًا بكل ما للكلمة من معنى، فالديمقراطية التي هي مطلب الشعوب تتطلب رأياً ورأياً آخر، وأشعر بأننا لا نزال لا نقبل رأي الآخر. في الفترة السابقة كان الرأي الواحد هو السائد، وأشعر بأنه إلى اليوم الأمر نفسه يتكرر، رغم خروج بعض الأصوات التي بدأت تجاهر برأيها المختلف وآمل أن تستمر وتقوى، وإن شاء الله نصل إلى أهداف الثورة الحقيقية.
- هل أدليت بصوتك في انتخابات مجلس الشعب، وهل صوّت لسيدة؟
في الدائرة التي كنت فيها لم يكن هناك مرشحات، وأنا لا أصوت لمرأة أو رجل أو مسلم أومسيحي بل أمنح صوتي للمصري.
انتظرت دوري أربع ساعات حصل خلالها حوار مع الناس ولاحظت وعيًا كبيرًا عند الناخبين، و يعرفون ماذا يريدون. العامل البسيط والطالب الجامعي والموظف العادي... كانوا على المستوى نفسه في الوعي وإدراك ما يحدث وقد سعدت بهم.
- يبدو أنك تعشقين مصر. إلى أي مدى يصعب عليك مغادرتها؟
أنا أصلاً مقيمة في مصر ولن أتركها أبداً، فأنا مصرية في الصميم. أغادرها فقط لتصوير حلقاتي ثم أعود إليها. أحب أن أبقى في كنف والديّ طالما أنا عزباء، لم أفكر لحظة في هجر مصر والإقامة في بلد آخر رغم أن لدي اختيار الإقامة في لبنان، ولكن رغم كل الظروف التي تحدث في مصر سأبقى فيها، أنا مصرية في داخلي.
- شاركت طوني بارود في تقديم «باص ستوب» الذي عُرض على شاشة الـ أل. بي. سي. كيف تصفين هذه التجربة؟
جميلة جدًا، انسجمت بسرعة مع أسلوبه في التقديم فهو شخصية مرحة جدًا، وهذا جعلني أرتاح للتعامل معه. أذكر كنا وطوني خلال الفاصل الإعلاني نستمع دائمًا لأغنية «مشكلني» كانت الهيت وقتها و»يا غايب»، وكنا طوال الوقت نضحك.
مشاركتي في هذا البرنامج قرّبتني من الجمهور اللبناني. إلى اليوم عندما أكون في مكان عام الناس يعرفونني، وكثير من يقول لي نشعر بأنك تعرفين طوني منذ زمن.
- كيف كان التعامل مع النجوم في برنامج «تراتاتا»؟
نجاحي في «تراتاتا» لا ينسب لي وحدي بل إلى كل فريق العمل. وهو من أجمل البرامج التي قدمتها، عرّفني إلى أهميتي كمذيعة، فعندما تأتي النجمة يارا وتسلم علي وتقول لي إني أحبك كثيرًا رغم أننا لا نعرف بعضنا شخصيًا، فهذا حافز لي، أما الفنان راغب علامة فطلبني بالإسم، وأصالة قالت لي: «قليل ما أحب ناس لا أعرفهم وأنت من الناس الذين أحببتهم من دون معرفة شخصية».
- ماذا عن تجربتك في برنامج «اللعب مع النجوم»؟
كان بالنسبة إلي ترويض أسود، استقبال نجوم مثل يسرى وأحمد السقا وأحمد عز. اللافت أن هؤلاء النجوم شاركوا في البرنامج وكانوا مستعدين للقيام بأي نشاط فيه.
ربما لأنهم يثقون بي، خصوصًا أن البرنامج يحمل الكثير من المفاجآت فهم كانوا يدخلون إلى البرنامج لا يعرفون الأمور التي تطلب منهم، وعليهم الارتجال. في كل مرة كان النجم يظهر بشكل جديد لم يعرفه الجمهور. وقد حقق هذا البرنامج نجاحًا منقطع النظير والدليل أن قناة الحياة الفضائية تبثه حاليًا.
- ما السبب؟
من الضروري عندما تحاورين ضيفًا نجمًا أن تجعليه يرتاح إليك، وبأنك لا تستعرضين عليه عضلاتك الإعلامية، وتستفزينه لتأخذي الأضواء منه، وتكونين أنت النجمة، فالنجوم أذكياء وينتبهون إلى المقدم الجيد والذكي، وإن كانوا لا يعرفون الأسماء شخصيًا.
فالنجم عندما يأتي إلى أي برنامج يريد أن يخرج بنتيجة جميلة في الحلقة، فهناك بعض المقدّمين يستعرضون عضلاتهم على النجم الضيف ليجعلوا من أنفسهم نجومًا، في حين أن المذيع الجيد يترك النجم يشعر بالراحة والثقة وبقدر ما تمنحينه الحرية تصبحين نجمة في مجالك من دون أن تتعدي على نجومية الفنان الذي تحاوريه.
وشخصيًا أنا أحب أن يشعر النجم الذي أستضيفه بأنه أخذ حقه في المقابلة. فالإعلامي الواثق بنفسه يكون حضوره طاغياً من دون استعراض ثقافته، الكاميرا يمكن تتكلم عنه.
والضيف الذي لا يرتاح للمذيع تتحول الحلقة إلى ساعة توتر ولا يخرج من النجم كلام، بينما يقول كل شيء عندما يشعر بالارتياح، لأن المذيع لا يتذاكى عليه بطرح أسئلة الهدف منها إيقاعه في فخ السكوب.
- هل كنت تحلمين يومًا أن تعملي في الإعلام المرئي؟
عندما كنت صغيرة كنت أحلم في أن أكون ممثلة وبعدها صار حلمي أن أكون مخرجة، حلم التمثيل لا يزال يراودني، بينما الإخراج فات عليه الأوان لأن كان علي أن أتخصص فيه، ولكن أنا سعيدة بعملي في الإعلام و أفتخر بنجاحي كمصرية وليس كمريم أمين.
- هل تلقيت عروض تمثيل وهل من الممكن أن نراك ممثلة على الشاشة؟
هناك عروض ولكن إما أن تكون غير مناسبة وإما لا يحصل التوفيق. المهم بالنسبة إلي ألا يؤثر عملي كممثلة على عملي كمذيعة، وشرط أن يكون الدور مناسباً ويضيف إلي ويكون مجالاً ثانيًا.
- مريم أمين تظهر شبه عارية في برنامج «مصر النهارده» عنوان تصدر بعض الصحف المصرية، كيف تعاملت مع هذه الحملة التي أثيرت ضدك؟ علمًا أن من يرى ظهورك يستغرب ما كتب، لأنني شخصيًا شاهدت الحلقة ووجدت أنه افتراء. أنت قلتها افتراء، لأنني أصلاً في حياتي العادية لا أرتدي ملابس مكشوفة كما وصفوني في حملة الإفتراء.
ولكن هذا الافتراء جاء لمصلحتي فكل من شاهد الحلقة استغرب مثلك، لأنني كنت أرتدي ملابس محتشمة تليق بمذيعة «مصر النهاردة» وأنا التزمت الصمت والجميع نصحوني بذلك في المجال الإعلامي والفني لأن الأمر لا يستحق الرد، فالشاشة لا تكذب والمشاهد ليس أعمى. وعندما يخطئ أحدهم في حقي أتركه ولا أناقشه، وقد اكتشفت أن السكوت عمن أخطأ بحقك أمر ممتاز.
- من كان وراء هذه الحملة ضدك؟
أنا أعرف من وراءها، ولكن كما قلت لا يستحق مني الرد عليه.
- من له الدور في تكوين شخصيتك؟
أهلي، الذين أنا سعيدة اليوم بتربيتهم، صحيح عندما كنت أصغر سنًا، كنت أشعر بأنهما يضيقان الخناق عليّ، ولكن اليوم أحصد نتيجة تربيتهما الإيجابية لي، وأشكر الله أنهما ربياني على هذا النحو. فالأمور عندي إما ابيض أو أسود لا رمادي.
يمكن هذا السلوك لا يعطيني حقي ولكن لا يمكن أن أكون إلا كذلك، فإما أقوم بعمل نتيجته جيدة جدًا وإما لا أقوم به من الأساس، لا مجال للتنازلات عندي. لذا أحيانًا أعتذر عن محاورة ضيوف أعرفهم وأعرف دواخلهم.
- من أكثر واحد ينتقدك؟
أمي، لكثرة ما تحب أن أكون كاملة، تنتقد أموراً لا ترينها إلا بالمجهر، وهناك أوقات تقول لي: «ليه كنت لابسة الهباب ده» فأرد: «معليش فوّتيها المرة دي».
انتقادها يستفزني، تطلب مني تغيير تسريحة شعري فترمي كلمة وهي ماشية، وأحيانًا تدفع والدي إلى ذلك، فمثلاً عندما ينتقدني على قميص ارتديته في حلقة أو تسريحة أستغرب فأعرف أن ماما دفعته ليقول لي ذلك، علمًا أن والدي يراني أجمل بنت على الكرة الأرضية لا أعرف لماذا.
وعندما ينتقد أقول له «بابا يعني أنت بقوة ملاحظتك انتبهت» فيرد نعم أنا انتبهت.
- هل تشاهدين نفسك؟
اكره ذلك وعندما أفعل، أشاهد في غرفتي. هناك أمور أراها بعد ذلك أستغرب من ردات فعلي، وأسأل نفسي كيف فعلت ذلك رغم أن الناس لم يستغربوا.
- هل تغير أصدقاؤك بعد الشهرة؟
بل زادوا، من أيام المدرسة والجامعة. وأخرج معهم دائمًا، بل أحيانًا أنا من يدفعهم للخروج في نزهة، الحمدلله كل أصدقائي يحبونني، وأنا بطبعي أحب أن يكون حولي الكثير من الأصدقاء.
أما الذي يزعجني فأبتعد عنه. اكتشفت أن صديقاتي خارج التلفزيون، يحببنني أن أكون موجودة بينهن دائمًا، ووجدت أنني مهمة بالنسبة إلى كثيرات، لا أدري ربما لأنني أدخل البهجة إلى قلوبهن أو ربما أشكل مصدر قوة بالنسبة إليهن. صديقاتي يحببني لأنني أتعامل معهن كصديقة وليس كمشهورة، بل أحيانًا أرجوهن للخروج وتغيير المزاج.
- هل تخافين من التجاعيد خصوصًا أن التلفزيون لا يرحم؟
أخاف من زيادة الوزن، لأن لدي حجماً في الخدّين وأخاف أن يكبرا، خصوصًا أني في الفترة الأخيرة لم أمارس الرياضة كثيراً في ظل الأوضاع في القاهرة.
أما التجاعيد فلا أخافها أصلا وأنا لست ضد عمليات التجميل أبدًا، فأنا حقنت بوتوكس في المنطقة بين العينين لأنها تعطني قساوة في النظرة عندما أكون مركزة فأبدو عابسة، وطبيبة صديقة لي ألحّت عليّ لأقوم بذلك.
- كيف تهتمين ببشرتك؟
أنام كثيرًا، في حياتي العادية، لا أضع الماكياج المتكلّف بل البسيط حتى يقال لي إنني أجمل مما أظهر على الشاشة. آكل جيدًا وأشرب الكثير من الماء. أضع مرطباً للوجه، ورثت هذه العادة عن أمي.
- كيف تختارين ملابسك؟
أنا كثيرًا ما أصمم الملابس التي أرتديها فأذهب إلى الخياطة وأطلب منها أن تفصل لي تصميمًا معينًا، أجمع لها تنورة مثلا وقميصاً من مجلة وأطلب منها أن تخيط لي فيخرج تصميم وكأنني اشتريته من علامة تجارية راقية.
أحب تصميم الأزياء ولكن لا أعرف أن أفصل «باترون». إضافة إلى التصميم أحب وضع الماكياج لغيري. هناك صديقات لي أبرجهن بيدي، ولكن أحب الماكياج الناعم الذي لا يغطي الملامح الشخصية.
- إذًا أنت تضعين الماكياج لنفسك؟
في حياتي العادية لا أضع الماكياج، وإن وضعت يكون بسيطًا جدًا، أما اثناء ظهوري على التلفزيون فهناك اختصاصية تقوم بذلك ولكن أحرص على أن يكون طبيعيًا.
- هل تحلمين بالعالمية؟
أنا أجتهد لأصل إلى مكانة مهمة في الإعلام العربي، ولن أمانع بالتأكيد لأني سأكون مذيعة مصرية وصلت إلى العالمية، ولكن أستبعد في مجال المنوّعات أن أصل إلى العالمية، فيما الإعلام السياسي لا سيما الإخباري يتيح الوصول إلى العالمية.
- من الملاحظ أنك رغم ما وصلت إليه لا تزالين تصرين على لقب مذيعة وليس إعلامية؟
لأنني أرى لقب إعلامية كبيرًا جدًا، وأنا لا أزال أعتبر نفسي في البداية وعليّ أن أجتهد كثيرًا كي أستحقه. أنا لست إعلامية بعد، فلقب إعلامية يعني خبرة أكبر وجمهوراً أوسع، وأنا أشعر بأن خبرتي لا تزال صغيرة، أقبلها من الناس لأنهم ربما يرونها فيّ بينما بالنسبة إلي فأنا أعرّف عن نفسي مذيعة تلفزيون مصرية.
- هل أنت قارئة ملتزمة؟
لا يمكن أن أقول إنني قارئة ملتزمة، أقرأ من وقت إلى آخر ولكنني متابعة جيدة لما يحصل في العالم، وهناك أشخاص يشجعونني على قراءة كتاب معين. أحب الاستماع إلى الموسيقى خصوصًا في أوقات التوتر، فآخذ لحظات من الاسترخاء بالإستماع إلى الموسيقى الهادئة على شاطئ البحر.
في وقت كنت أشعر بأن أهلي وصديقاتي يزعلون مني لأنني لا أتكلم عما يحدث من مشكلات، ولكن صاروا يفهمون عندما أدخل غرفتي و لا أتكلم مع أحد، لأنني سوف أتكلم عندما أهدأ.
- ممن تخافين وعلى من؟
أنا أخاف على مصر، لم أكن أتخيل يومًا أنني سأركب الطائرة وأبكي، لا أعرف، هذه المرة انتابني هذا الشعور وصرت أبكي والحمد لله لم يكن أحد جالسًا إلى جانبي.
عندما كنت أعود إلى مصر كنت أتشوق للنوم في غرفتي بهدوء، اليوم صار القلق رفيقي بل رفيق جميع المصريين، الكل متوتر وقلق. أظن أن شركات أدوية المهدئات سوف تستفيد من هذا الوضع، المزاج العام في حال قلق وتوتر، الكل خائف.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024