عرض "أم كلثوم والعصر الذهبي" في مسرح البحرين الوطني للمرّة الأولى
سيشهد مسرح البحرين الوطني أمسية طربية عربية استثنائية لليلتين على التوالي، وعرض المسرحية الغنائية «أم كلثوم والعصر الذهبي» التي تسلّط الضوء على مسيرة "كوكب الشرق" وعصرها الغني بالشخصيات الفنية، في ٢٥ و٢٦ كانون الثاني/يناير الجاري. تتكون الأغاني الحية التي سيقدّمها العرض من مجموعة منتقاة من أغاني أم كلثوم الشهيرة، التي تتبع صعود أم كلثوم من طفلة تصحب والدها للغناء في الموالد، إلى أن أصبحت «سيدة الغناء العربي». وسيشمل العرض التمثيل والاستعراض والرقص والموسيقى وأصواتاً غنائية مختلفة. تهدف المسرحية الغنائية إلى إحياء التراث العربي وتاريخ الأغنية العربية وتعريف العالم بهما وتثقيفهما بحضارتها، وهي أول مسرحية من هذا النوع تقدّم في العالم.
كانت المسرحية الغنائية حلم المنتجة والكاتبة السعودية منى خاشقجي، وقد عرضت المسرحية الغنائية مسبقاً على أحد أعرق المسارح اللندنية في عام ٢٠٢٠ ولاقت نجاحاً باهراً، مما دفع خاشقجي للسعي لعرض المسرحية في العالم العربي. وقد عرضت في دبي أوبرا في عام ٢٠٢٢، وكذلك العام الماضي ٢٠٢٣ على مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" في الظهران، السعودية. وقالت المنتجة والكاتبة السعودية منى خاشقجي: “أشعر بأنني مؤتمنة على التراث العربي والسعودي، ومهمتي نقله إلى الأجيال الجديدة في العالمين العربي والغربي. ما زلنا نحب أم كلثوم، وقصتها تستحق أن تُروى من جديد. فشخصيتها من التعلق بالإرث والجذور، الى الانفتاح على الشرق والغرب، تلهمنا بضرورة تعريف العالم في أعرق مسارحه وصالات عرضه الفنية بالتراث الشرقي الغني".
وقد أشادت خاشقجي بفريق العمل وأبطاله، الذي سيقدّمها للجمهور البحريني لأول مرة. وأشارت إلى أن العمل من إنتاج شركتها "منى خاشقجي للإنتاج". والشخصية الرئيسية ومقدّمة شخصية أم كلثوم في نضوجها هي مغنية الأوبرا لبانا القنطار التي تمثل دور أم كلثوم في نضجها. وتنضم الممثلة مها خليفي الى فريق العمل لتقدّم دور والدة أم كلثوم، والممثل الأردني هاني دهشان الذي سيلعب أدوار الثلاثي محمد القصبجي والدكتور الحفناوي زوج أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، والممثل شريف عفيفي في دور أحمد رامي. وتعلّق خاشقجي بأن فريق العمل يتميز بأنه مزيج من أنحاء العالم العربي، فعلى سبيل المثال سيقوم شريف عفيفي بدور أحمد رامي، النجمة الصغيرة سارة المصري من السعودية بدور أم كلثوم في صباها، أما الموسيقيون فهم من مصر بقيادة المخرج الموسيقي مصطفى فهمي، وفريق العمل مؤلّف من المخرجة (برونا لوغان) ومساعدها (غرانت مورفي)، والتقنيون من إضاءة وتنسيق مناظر وصوت فهم من بريطانيا.
وتمدح خاشقجي بالمخرجة ومساعدها اللذين حرصا على التحقق من صحة التفاصيل المختلفة، ومطابقتها للمرحلة التاريخية، فتقول: «لقد اهتما بالجانب التاريخي بشكل كبير، وحرصا على التأكد من توافق الشخصيات والملابس والكثير من التفاصيل مع التاريخ. كل شيء مدروس، الحركة، اللباس، الشعر، الرقصة، وكل شيء».
تحرص خاشقجي على التأكيد أن العرض الذي كتبته لا يقدّم موسيقى وأغاني خالدة فقط، لذا أطلقت على العرض عنوان ”أم كلثوم والعصر الذهبي“ لسبب مهم؛ فقد أرادت من خلاله الاحتفاء بعمالقة مثل محمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب والسنباطي وزكريا أحمد وبليغ حمدي وتحية كاريوكا، التي تظهر في العرض كشخصية امرأة قوية كان لها دور في الحياة الاجتماعية والسياسية في زمنها. كذلك شخصية المطربة منيرة المهدية، فهي ليست مغنية فقط، بل تتمتع بقوة الشخصية، وأسّست مسرحاً خاصاً بها، وكان في منزلها مجلس للساسة والشخصيات المهمة والصحافيين. إنهن نساء قويات، وقد أحضرت الى العرض نساءً ملهمات وقويات من ذلك الزمن، تحية كاريوكا كانت ممثلة ومناضلة، حيث كان لها دور في الحياة العامة في مصر. وتقول إن العرض يتحدث أيضاً عن تمكين المرأة، وعن كفاح نساء عظيمات.
وقد ركزت في العروض على شخصيتين بشكل أساسي وهما محمد القصبجي الذي ساعدها في بداياتها، والشاعر أحمد رامي.
تذكر خاشقجي أن لأم كلثوم تأثيراً من نوع آخر في عصرها يتعلق بتأثير شخصيتها في النساء بأسلوب اللباس والأناقة، وتقول: «كانت أنيقة جداً، وتأثرت السيدات بها كثيراً في ملبسها وطريقتها، وأحرص على أن أبرز كل ذلك في المسرحية من طريقة الكلام واللباس والأسلوب المتفرد لأم كلثوم الذي قلّدتها فيه نساء عصرها. وتعد قصة أم كلثوم قصة نجاح كلاسيكية، من الصفر الى القمة، فقد أصبحت أعظم امرأة في زمنها، وبالطبع كان ذلك بمعاونة الرجال، ولكن العامل الأساسي كان ذكاءها، حيث كانت لها شخصية قوية وإسهامات مهمة، فقد تولت رئاسة نقابة الموسيقيين، وتمتعت بأذن ذكية تنتقي الكلمات والألحان المناسبة لها. ويجب أن نذكر أيضاً أنها حفرت لنفسها مكانة خاصة، وعوملت كشخصية رفيعة، فقد كانت تُستقبل استقبال الشخصيات المهمة في كل بلد تصل إليه، وكان الملوك والرؤساء يحتفون بها، وموسيقاها لا تزال محبوبة، وقد اختيرت الرقم 53 من 200 أسطورة حول العالم، وأشاد بها موسيقيون عالميون.
وتطمح منى خاشقجي الى إنتاج عروض مماثلة في السنوات المقبلة في دول عربية وغربية عدة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024