مصوّرات إماراتيات يوثّقن تاريخ الإمارات وتراثها بعدساتهنّ
توثّق الصورة تاريخاً وجمالاً وتراثاً، راسمةً بالضوء جماليات تخفى عن العين المجرّدة. كلّ صورة إبداعية خلفها حكاية وفكرة ورسالة. هؤلاء مصوّرات إماراتيات وثّقن بعدساتهنّ تاريخ الإمارات وطبيعتها وتراثها الرائع، مع تضمين كلّ صورة من صورهنّ الكثير من الحنين والمشاعر الصادقة.
نورة النيادي وسفر في صحراء الربع الخالي
إماراتية رحّالة تعشق السفر في تاريخ الإمارات وتراثها، وتوثيق رحلاتها في صور. أخذت نورة حبّ التصوير من والدها وطوّرت موهبتها بتصوير رحلات الى مناطق نائية في صحراء الربع الخالي. من إنجازاتها التقاط صور جوّية لحصن مزيرعة، وهو إحدى قلاع منطقة الظفرة التابعة لإمارة أبوظبي، والتي تقع في واحة ليوا. وتقول نورة: “الهدف من رحلتي تلك، هو رسم خريطة جديدة، وتوثيق التفاصيل المعمارية والتاريخية لحزام القلاع الجنوبي لدولة الإمارات”.
منى الحمادي والطبيعة والاستدامة
ارتبطت منى الحمادي بالفنون البصرية والكاميرا منذ النعومة لتدوين اللحظة وتخليد الذكريات، وطوّرت هذه الهواية واضعةً إيّاها في خدمة طبيعة الإمارات موطنها الأم. تلتقط عدسة منى المعالم الطبيعية الساحرة والمحميات والمواقع التاريخية في الإمارات، إضافة الى صور المدن العصرية في محاولة للربط بين الماضي بتاريخه والحاضر بتطوّره. وتقول منى: “سعيت لأن تكون عدستي داعمة لرؤية الإمارات في مؤتمر “كوب 28” للاستدامة، فوظّفتها في التقاط المناظر الطبيعية الخلاّبة والتضاريس المتنوعة كالكثبان الرملية، الواحات، الشواطئ، المحميات، الطيور، البحيرات وأشجار القرم وغيرها”.
علا اللوز وثقافة الكرم والتسامح
تَعتبر المصوّرة علا اللوز الإمارات شغفها والقصّة التي تحبّ أن تسردها بأسلوبها الخاص. تجذبها الثقافة الإماراتية والحركة النابضة في كلّ إمارة من إمارات الدولة والحياة اليومية بتفاصيلها الأصغر. تعبّر علا بالصور وتُكمل سرد قصّتها بالكلمات. وقد اختارت لمشاركتها في “المهرجان الدولي للتصوير إكسبوجر” بنسخته الرابعة، تصوير إعداد مائدة الإفطار الجماعي في شهر رمضان المبارك، تحت عنوان “فوضى تناغمية”، وهو مشروع بدأت في توثيقه منذ عام 2017 في مختلف مناطق دبي.
ونجحت علا اللوز بعدستها في توثيق قيم الكرم والتسامح في الحياة الإماراتية، عبر صور تحمل قصصاً ومشاعر إنسانية سامية.
علياء بنت سلطان الجوكر والإمارات بين الحداثة والتقاليد
توفّق المصوّرة علياء بنت سلطان الجوكر في صورها عن الإمارات بين عراقة الماضي وجموح الحاضر، وبين ناطحات السحاب وتفاصيل التراث الأكثر جمالاً. وتتميّز لقطات الجوكر بتصويرها كبار المواطنات الأصيلات اللاتي عاصرن قيام الاتحاد، والشابات الإماراتيات اللواتي يحاكين التطوّر والحداثة. وتقول علياء: “التصوير هوايتي، وهو يعكس شغفي بمعرفة حقيقة الناس ومشاعرهم أينما كانوا، في بيوتهم أو في الطرقات والأماكن العامّة، في الإمارات وخارجها”.
لمياء قرقاش والحنين الى الأماكن
تزّين صور لمياء قرقاش متحف غوغنهايم للفن في أبوظبي. وتقول: “أتذكر أن أول صورة التقطتها كانت بورتريه عميقاً لنفسي، وقد أثرت فيّ كثيراً، وساعدتني صديقاتي في التقاطها، وهي عبارة عن تصوير الذات بطريقة مختلفة”. لدى عودتها الى الإمارات بعد دراستها في الخارج، صوّرت لمياء بيت جدّها المهجور بزواياه المختلفة والذكريات الحزينة والفرِحة التي كان يحويها، وظلّت تصوّره مدّة سبع سنوات حتى تمّ هدمه. وتضيف: “كنت أريد لمن يرى الصور أن يختلق القصص التي دارت في ذلك المكان والزمان”. تحكي لوحات لمياء قرقاش التصويرية قصة فتاة شديدة الحساسية تلتقط المشاعر التي تثيرها الأماكن التي تصوّرها وتتواصل معها وتقدّمها على طريقتها الى المتلقّي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024