مدينة نيوم في السعودية... حيث تجتمع الأحلام مع الواقع
في إطار رؤية السعودية 2030، تتجه الأنظار إلى مشروع NEOM الضخم في شمال غربي المملكة، وهي وجهة جديدة ومُبتكرة لحماية الطبيعة والحفاظ عليها وتجديدها، وستشّكل نموذجاً سيغير نظرة العالم إلى مجال السياحة. تتميّز مدينة نيوم بمناخها المعتدل وتنوع تضاريسها بين الصحراء والجبال التي تكسوها الثلوج شتاءً، والشواطئ المتلألئة، لتكون نموذجاً مختلفاً نابضاً بالحياة ومكاناً استثنائياً لقاطنيها. وتضمّ المدينة الفريدة من نوعها خمس مناطق لكلٍ منها خصائصها وميزاتها وهي: تروجينا، ذا لاين، سندالة، أوكساغون، وليجا.
يدور الحديث حالياً عن مشروع تروجينا، وهي جبال مدينة نيوم، ويتم تجهيز أربع مناطق بأعلى الإمكانيات وأغرب التصاميم، لتكون وجهة سياحية بارزة تجمع بين المناظر الطبيعية والابتكارات الهندسية والفن المعماري الافتراضي. وتقع مناطق تروجينا على بُعد 50 كيلومتراً من ساحل خليج العقبة، وتضمّ مرتفعات جبلية خلاّبة وتتميّز بدرجات حرارة معتدلة على مدار السنة، مما يجعلها مكاناً مثالياً للسياحة والإقامة الدائمة أيضاً. ويهدف هذا المشروع إلى طرح مفهوم السياحة الجبلية في المملكة عبر خلق منظومة سياحية صديقة للبيئة في كل أبعادها لتعزيز جودة الحياة، وتوفير حياة آمنة وصحية للجميع.
تروجينا... حياة آمنة وصحية للجميع
يُعد مشروع تروجينا ابتكاراً هندسياً لا مثيل له على مستوى العالم، حيث تتناغم فيه الطبيعة الجبلية ومياه البحر الأحمر مع الصحراء والمواقع السياحية المطوّرة فيها، لتقدّم تجربة غير مسبوقة تعكس الأسلوب المستقبلي للعيش والعمل والرفاهية. وسيكون المشروع متاحاً على مدار العام، وهو يضمّ سلسلة من المنشآت والمرافق السياحية الفخمة، من الفنادق والمنتجعات الصحية والعائلية، إضافة إلى مجموعة واسعة من محال التجزئة والمطاعم والألعاب الرياضية، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تطوير المشروع في العام 2026.
ومن المتوقع أن يصبح مشروع تروجينا نموذجاً سياحياً مختلفاً يجمع بين التنمية الاقتصادية والمجتمعية والاستدامة البيئية. فإلى جانب الفنادق التي ستكون تحفة فنية معمارية، هناك بحيرة ضخمة بمياه عذبة، وبالقرب منها سيُبنى المجمّع السكني Slope Residences، إضافة إلى باقة من الفلل الفاخرة ذات إطلالة بانورامية مصمّمة باحتراف لتعكس جمال المكان.
مهندسو زها حديد يبتكرون ناطحة سحاب كريستالية
إلى ذلك، كشفت شركة زها حديد للهندسة المعمارية عن مخطّط لبناء ناطحة سحاب فريدة من نوعها يبلغ ارتفاعها 330 متراً، ويقع البرج الذي يحمل اسم “ديسكفري” في منطقة جبلية وسيكون شبيهاً بالكريستال المتلألئ ويطل على البحيرة الاصطناعية الرئيسة في منتجع تروجينا، كما صمّم المهندسون “منظر” جبال الألب المتعرّج داخل المنتجع، إضافة إلى تصميم متحف في الهواء الطلق ليوفر منصّة غنية بالتجارب الفنية الرائدة والمدمجة بالتكنولوجيا.
ليجا واحة مثالية للرفاه الصحي
أما الوجهة السياحية الثانية في مدينة نيوم فهي ليجا، وادٍ طبيعي تاريخي منحوت بين الجبال ومُطلّ على خليج العقبة، وسيكون مكاناً مثالياً للاسترخاء والراحة والتواصل مع الطبيعة من خلال تصاميم فنادق مبهرة وفخمة برؤية مستقبلية وبخدمات مميزة، ليعيش زوّاره مغامرات مشوّقة واستثنائية داخل منطقة أشبه بمحمية طبيعية خاصة.
ومن المنتظر أن تشكّل منطقة ليجا داخل نيوم، موقعاً متميزاً للسياحة البيئية الفاخرة ووجهة جاذبة ومتنوعة وملاذاً مثالياً لعشاق الهدوء والرفاه الصحي في الطبيعة، والباحثين عن تجارب استثنائية بين المناظر الطبيعية المتنوعة في المنطقة.
أوكساغون الاعتماد الكلّي على الطاقة المتجدّدة
تشكّل منطقة أوكساغون نموذجاً جديداً يتمحور حول الإنسان والابتكار والاستدامة، وهي مركز المنظومة الصناعية المتقدّمة والنظيفة التي تراعي مبادئ الحفاظ على البيئة، وتسرّع التحوّل إلى الثورة الصناعية الرابعة ومبادئ الاقتصاد الدائري.
وستكون أوكساغون موطناً للصناعات النظيفة والمتطوّرة في نيوم، وستضمّ ميناءً متطوّراً بإمدادات متكاملة تعزّزها تقنيات حديثة، مما يتيح ربطاً مباشراً بطرق التجارة العالمية ويسمح لسكان المدينة بالاستفادة اقتصادياً ومادياً من طريق شبكة مادية ورقمية متكاملة تتضمن ميناءً وخدماتٍ لوجستية ونظام توصيل بالسكك الحديد. وستقدّم المنطقة كياناً تتركز مهمته في قيادة الابتكار التجاري والابتكار في الأعمال.
وستدعم أوكساغون الشركات التي تتطلع إلى التشغيل والتصنيع المستدام، من خلال توفير الطاقة المتجدّدة بنسبة 100% بتكلفة منخفضة من أجل المساهمة في منظومة طاقة ذات تأثير إيجابي في البيئة والكوكب. كما ستضمّ حَرماً جامعياً مخصّصاً ببيئة اختبار واقعية. وستكون المنشأة مكرّسة لتطوير المنتجات المصمّمة خصيصاً لتطوير الصناعات والقطاعات النظيفة وضمان استدامتها، مع إيجاد حلول للتحديات الرئيسة التي يواجهها العالم.
ذا لاين مدينة خالية من السيارات والتلوث
أما منطقة ذا لاين، فهي نفسها نيوم إلى حدّ ما، أي مركز لكل الأنشطة، والمسكن الأساسي للسكان، ومدينة عمودية ستتوافر فيها مختلف الأنشطة. وهذا المشروع يُعدّ ثورة في الحياة الحضرية، حيث يمنح الإنسان تجربة معيشة غير مسبوقة مع الحفاظ على الطبيعة المحيطة، وفق مفهوم التنمية الحضرية وما يجب أن تكون عليه المدن في المستقبل.
وتتميّز المدينة بخلوّ شوارعها من السيارات، وبالتالي انعدام الانبعاثات الكربونية، إذ ستمد المدينة بالكامل بالطاقة المتجدّدة بنسبة 100%، كما سيكون 95% من مساحة نيوم طبيعة محمية لن تُمسّ. وستُصمّم وسائل النقل والبنية التحتية لخدمة 9 ملايين نسمة يعيشون داخل المدينة التي ستُبنى على مساحة 34 كيلومتراً مربعاً.
ويتيح مشروع ذا لاين خوض تجارب اجتماعية واقتصادية لا مثيل لها، في مدينة تخلو من التلوث وحوادث السير، إلى جانب رعاية صحية وقائية على مستوى عالمي، ستهيئ السكان لعيش حياة أطول وتساهم في استمتاعهم بالرفاهية والصحة.
جزيرة السندالة لعشّاق الحياة البحرية
وتضمّ نيوم أيضاً جزيرة سندالة، وهي باكورة المشاريع التي بدأت المملكة العمل عليها على أرض الواقع. وسندالة هي جزيرة استثنائية على البحر الأحمر، حيث تلتقي الطبيعة بالتصاميم المذهلة والتقنيات المتقدّمة والهندسة المعمارية الخلاّبة، وستكون مركزاً لمالكي اليخوت وعشّاقها، والباحثين عن أرقى مستويات الفخامة والرفاهية من خلال تجارب لا تُنسى، سواء على الجزيرة أو تحت مياهها، بالإضافة إلى تصميم أرقى ملعب غولف على مستوى العالم.
وستستقطب الجزيرة الجديدة الكثير من العروض الفنية والأنشطة المتنوعة الجاذبة للسيّاح ولعشاق المغامرة لاكتشاف الحياة البحرية الغنية بأكثر من 600 نوع من الكائنات الأصلية في البحر الأحمر والتمتع بالتنوع البيولوجي الفريد والذي تحميه نيوم باتباع معايير صارمة في الاستدامة البيئية. وسيضمّ منتجع السندالة أيضاً نادياً شاطئياً ونادياً لليخوت ومنتجعاً صحياً ومركزاً للرفاه الصحي، والعديد من المتاجر العالمية، بالإضافة إلى عدد من الفنادق الفاخرة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الأول 2024