تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سوسن شماس هبر وسرّ إتقان صنع التصاميم المبهرة

سوسن شماس هبر

سوسن شماس هبر

سوسن شماس هبر

سوسن شماس هبر

“مَن لا يحلم ويثابر لتحقيق أحلامه، لا يحقق نجاحاً بارزاً”، وفق هذه القاعدة بدأت المهندسة سوسن شماس هبر رحلتها في مجال الديكورات الداخلية، لتتمكن بعد سنوات من العمل الدؤوب والجهد في لبنان، وبعدها في الإمارات العربية المتحدة من أن تصبح اسماً معروفاً ولامعاً في عالم هندسة الديكور، فنفّذت المشاريع الصعبة بكل أنواعها وبرعت في إيجاد الحلول التصميمية اللافتة لمدّ المكان بالروح النابضة وتحويله إلى تحفة فنية من الأناقة والجمال.


تنطلق المصمّمة الإبداعية ومؤسِّسة شركة Dipiugi للهندسة الداخلية، من حبّها للفن على أنواعه، وقد تأثرت بوالدها مقاول البناء ووالدتها الفنانة بالفطرة لتنطلق في هذا العالم المليء بالإبداع والموهبة والشغف. فالتصميم بالنسبة الى السيدة سوسن “ليس مجرد مهنة، بل أسلوب حياة وطريقتي في التفكير والحلم. أضع الكثير من الشغف والحب والإحساس لخلق كل ما هو جديد ومختلف، وأعشق فكرة الدخول إلى مكان خالٍ من الروح وأعمل على بثّ الروح فيه وتغييره بالكامل من خلال تطبيق الأفكار الموجودة في رأسي وابتكار كل ما هو جديد لتتحوّل أفكاري إلى واقع وحقيقة على الأرض”. 

المثابرة والبحث عن المعايير الراقية سرّ نجاحي 

وعن سرّ نجاحها في هذا المجال، تقول سوسن شماس هبر: “ هو يكمن بالمثابرة والسعي خلف أحلامي، فمن صغري أرى نفسي شخصاً ناجحاً في الهندسة الداخلية، وكنت دائماً أحلم وأتخيل نفسي مشهورةً ومعروفةً في هذا المجال، لذلك لم أترك حلمي من دون تحقيق، فعملت على نفسي وبدأت في سنّ صغيرة وكنت أدرس وأعمل في الوقت نفسه وتعلّمت الكثير من التفاصيل وطرق تنفيذ الأفكار وطريقة إيجاد الأفكار المميّزة القابلة للتنفيذ، إضافة إلى جرأتي في أخذ المشاريع الكبيرة والصعبة ومواجهة كل الصعوبات والعراقيل التي تواجهنا عند التنفيذ، وإيجاد حلول للثغرات وتصحيح كل الأمور من دون استسلام أو تراجع”. وتضيف: “أنا مثالية في عملي، لا أعمل بهدف الربح المادي بل أسعى دائماً لتصميم ديكور بمعايير عالية وراقية، كما أركّز على كل التفاصيل وأسعى لأن تكون أفكاري متجدّدة وأن يكون التنفيذ والتشطيب مدروسين وعلى أكمل وجه”. وعمّا يميّز أعمالها عن أعمال باقي المصمّمين، تقول سوسن: “كل المصمّمين فيهم الخير والبركة، ولكل مصمّم أسلوبه الخاص به، ولكن أعتقد أن ما يميّزنا في الشركة هو النسبية والتناسب في التصميم، أي مهارتنا في توزيع الأحجام وتنسيقها بديكورات مميّزة، كما أننا نجيد توزيع المواد ودمجها وتنسيق الألوان، وقادرون على تقديم تصاميم راقية، وفي الوقت نفسه غير مبتذلة وبتفاصيل بسيطة من خلال اختيار المواد الصحيحة والأثاث الفخم، وبالتالي القليل من كل شيء يميّز عملنا عن الآخرين”. 

خلق روح واحدة بين العميل والمنزل أساس التصميم 

وتصف سوسن شماس هبر رحلتها في دبي، فتقول: “هي رحلة شيّقة، بدأتها بالمشاريع الصغيرة وصرت أكبر رويداً رويداً، إلى أن نلت ثقة الزبائن وإعجابهم بالأفكار الجديدة وبعملنا في الشركة، إذ نسعى دائماً إلى عدم تكرار أنفسنا، فلكل مشروع حيثيته ويجب أن يشبه العميل وذوقه، وبالتالي يتضمن كل المميّزات الجمالية ليكون مكاناً أنيقاً وجميلاً، سواء كان منزلاً أو مكتباً أو محلاً”. 

وتلفت سوسن إلى أن الأساسيات التي تتبعها في التصميم تبدأ من إيجاد أفكار تشبه أصحاب المنزل أو الفيلا، وتضيف: “لذلك أتعرّف إليهم عن قُرب لأحدّد أفكاري واختياري للديكور الذي يناسبهم، وأتأكد مما إذا كانوا يرغبون باللوحات الفنية، أو يفضّلون الجوّ المعاصر أو النيوكلاسيكي، وبالتالي معرفة كل هذه التفاصيل هي البداية لأي مشروع، لأن المنزل يجب أن يشبه هؤلاء الأشخاص، وهندسياً لا بدّ من أن يشبه البيئة والمكان الموجود فيه. وإذا كان المنزل قديماً ويحتاج إلى التجديد، علينا أن نبحث عن المشاكل الموجودة فيه ونحوّلها إلى أفكار، لأن حلّ هذه المشاكل يكون أساس تصميمنا الجديد ليصبح شيئاً جميلاً بروح واحدة بين العميل والمنزل، وأعتقد أن هذا من نقاط قوّتنا في هذا المجال”. 

صيحات ديكور ستختفي في العام 2024 

وتتحدّث المهندسة الموهوبة عن أبرز صيحات الديكور لعام 2024، فتوضح: “سنرى الزجاج على اختلاف أنواعه وأشكاله وألوانه، وسنرى مزيجاً من أنواع عدة من الزجاج يدخل في الديكورات، وهناك أيضاً الرخام والمعادن باللون الأسود أو الرمادي الغامق، وقد نشهد عودة للون الفضّي. كما سنرى قطع مفروشات سوريالية، أي تلك غريبة التصميم، لأن انتشار تصاميم مبتكرة عبر الذكاء الاصطناعي بات يؤثر في الذوق العام، وهذا التأثير سيدفع البعض إلى تنفيذها، وبالتالي سنرى قطع أثاث بتصاميم سوريالية في الديكور، إضافة إلى انتشار صيحة البلاط بتصميم 3D”. 

كما تكشف سوسن شماس هبر عن بعض الأمور التي ستختفي في الديكور خلال العام الجديد، ومنها الديكورات الذهبية والبرونزية وموضة الرفوف متعددة الأحجام والألوان، وسيتراجع الإقبال على موضة المنزل الريفي البسيط، فهذا “التريند” استُعمل منذ العام 2020 ولكنه لن يستمر، وكذلك ستزول موضة أدوات المطبخ الملوّنة، لأن الجوّ العام ملّ منها وتعب”. 


نصائح للحصول على منزل مرتّب وغير مملّ 

أما بالنسبة الى الألوان، فتنصح مصمّمة الديكور الجميع باختيار الألوان الأساسية والرئيسة المحايدة، أي بدرجات الرمادي أو الألوان الترابية، وتقول: “يمكن إضافة الألوان القوية في الغرفة من خلال قطع الأثاث أو الإكسسوارات، ولكن من المهم أن تكون القطع محدودة كي لا تزعج العين ويصبح الديكور مبتذلاً، بمعنى آخر اللون القوي يمكن إضافته بثلاث أو أربع قطع فقط، مثل السجاد أو الستائر أو الوسائد”. 

وللحصول على منزل مرتّب، توصي سوسن “باختيار الإكسسوارات بذكاء، وأن تكون كل قطعة جميلة ومميّزة، فليس من الضروري ملء المكان بالإكسسوارات، بل يُفضّل اختيار قطعتين أو ثلاث فقط على أن تكون مختلفة لإضفاء الرقيّ والفخامة على المكان. أما مَن لا يملك إمكانات مادية لشراء الإكسسوارات الفخمة وباهظة الثمن، فيمكنه اختيار قطعة واحدة مميّزة وفيها تصميم يليق بالغرفة، فهذه الحركة تكفي لإضافة عنصرَيّ الرقي والترتيب إلى أي غرفة”. 

الترتيب المبالغ فيه  

وتؤكد سوسن هبر أنه يمكن تغيير المكان المملّ من خلال “إضافة بعض العناصر التي تجعله نابضاً بالحياة، مثل ورق الجدران أو الستائر أو الوسادات المنسّقة مع الأثاث، وبالتالي من الضروري إضافة الإكسسوارات المناسبة التي تضيف لمسات من الحميمية والجمال وتقضي على الملل”. وتضيف: “بالنسبة إليّ، أكثر عنصر يُحدث فارقاً كبيراً في الديكور هو الإنارة على مختلف أنواعها، لذلك من المهم اختيارها بعناية وأن يكون شكلها جميلاً فتبدو منحوتة أو تحفة فنية تزيّن المكان”. 

وتلفت إلى أن “تريندات الترتيب والتنظيم المنتشرة على “تيك توك” هدفها زيادة نسبة المشاهدات، ولكن هذا لا يعني أنها عملية لأن كثرة الترتيب والتنظيم تصعّب حياتنا، وبالتالي خير الأمور أوسطها، لأن الإنسان يحتاج إلى مكان مرتّب ومريح نفسياً، ولكن هذا لا يعني أن يبقى المكان مرتّباً طوال الوقت، فذلك مرهق ومزعج مع الوقت”.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079