جوائز المواهب الصاعدة تضيء عالم التصميم الفرنسي
هذا العام تعود جوائز المواهب الصاعدة إلى فرنسا عبر “صالون الأثاث” الأكثر شهرةً Maison et Objet. فبعد الإصدارات التي سلّطت الضوء على لبنان والولايات المتحدة واليابان وهولندا ثم إسبانيا، يعود الصالون بنسخته الأخيرة ليكشف عن مواهب سبعة مبدعين ومكاتب جديدة تقدّم بانوراما لعالم التصميم الفرنسي الجديد.
تصاميم تلتزم بتحدّيات هذا القرن والذي يزداد فيه الارتباط الوثيق بين تاريخ الفنون الزخرفية والفنون الصناعية، الأمر الذي يتطلب دراية استثنائية بمعطيات العصر من أجل إبداع مُشبع بالحرّية، وذلك لتلبية رغبات جمهور المستهلكين وأيضاً ممارسات المصمّمين، حيث الاحتياجات هنا تنتمي الى العالمية أكثر منها إلى المحلية، وحيث جهود المصمّمين تنصب على المحافظة على تقاليد البيئة المحلية لخدمة التقدّم.
لجنة التحكيم في هذه النسخة كانت برئاسة المصمّم الفرنسي الكبير فيليب ستارك، وعضوية نخبة من المختصّات والمختصّين في مجالات التصميم والزخرفة. وهكذا فقد تم اختيار سبعة من المبدعين الشباب، والذين تشكّل أعمالهم إضافات جديدة ومهمة الى عالم تصميم الأثاث المنزلي، وهم:
أتيم دو كورسي Athime De Crecy
من مواليد عام 1996، يعيش ويعمل في باريس. ويقول عن أسلوبه في التصميم: “أرى التصميم أداة يجب أن تستجيب بحزم لتحسين حياة أكبر عدد ممكن من الناس. أنا أحترم الأشياء العملية أكثر من الأشياء الجميلة، وبالتالي فإن هذا التفكير يوجّهني من بداياتي نحو التصميم الصناعي الذي يبدو أنه يدمج بشكل أفضل المبادئ الجوهرية للاستهلاك”.
هوغو دروبي Hugo Drubay
من مواليد عام 1991، يعيش ويعمل في منطقة بورون-مارلوت بالقرب من باريس. ويقول عن أسلوبه متعدد الاختصاصات: “إبداعي في الفن الزخرفي مستوحى من فنّاني القرنين السابع عشر والثامن عشر. إن أسلوبي كحِرفي، أو بالأحرى كباحث، مدفوع بفضول لا حدود له نحو كل تقنيات الفنون التطبيقية. نهجي مُشبع بهذا التاريخ، مع إضافة بُعد غامض. أؤمن بالتزامن الموجود في كل شيء حولنا والذي لا تهرب منه الأشياء”.
تيم لوكلابار Tim Leclabart
من مواليد عام 1988، يعيش ويعمل في باريس. ويقول عن أسلوبه: “أهدف من خلال تصاميمي إلى إنشاء كائنات لها معنى عاطفي ووظائف، والتي يمكن أن يتردّد صداها لدى الجميع. هذه أشياء مصمّمة لتكون هدايا تذكارية للسفر أو المناسبات الخاصة أو اللحظات المهمة في الحياة. إنها قطع أثرية تعود الى تاريخ عريق وتحاكي مستقبلاً واعداً”.
سيباستيان كلوزيل Sébastien Cluzel
ومورغان بيشون Morgane Pluchon
من مواليد عام 1988، يعيشان ويعملان بين باريس وليل، وأسّسا مكتب تصميم SCMP. عن أسلوبهما في التصميم يقولان: “في الأشياء اليومية توازن هشّ بين الأداء الوظيفي المفرط والاقتصاد في المواد - وهو موضوع حسّاس اليوم - وجمال التفاصيل. تتحدث يومياتنا عنا وعن ثقافاتنا وعاداتنا وذكرياتنا. هذه هي الأشياء التي نحبّها، والتي ننقلها، والتي نحملها معنا، وهي جزء من حياتنا. الأمر المثير للاهتمام أيضاً في ما يتعلق بالأشياء اليومية، هو حاجتها إلى التوافق معاً بشكل متناغم في الفضاء”.
آرثر فوس Arthur Fosse
وصامويل بيريرين Samuel Perhirin
من مواليد عام 1997 وصامويل بيريرين Samuel Perhirin من مواليد عام 1996، يعيشان ويعملان في باريس. أسّسا معاً ستديو “ممر” Passage، وهو مكان مخصّص لتصميم الأثاث والموضة. وعن عملهما يقولان: “يرتبط هذا الاختيار بتدريبنا في ÉCAL وتعليمنا متعدد التخصّصات. لقد تعلّمنا أن نأخذ في الاعتبار استدامة المنتَج وتصنيعه، مما أثر في نهجنا في صناعة المنسوجات. لقد ألهمنا المبدعين مثل بيير غاردان وراف سيمونز، الذين استكشفوا أيضاً العلاقة الوثيقة بين هذين التخصّصين. لم يعُد هناك تمييز بين الشيء والملابس. أصبحت الموضة مجالاً أساسياً لابتكار أساليب جديدة مسؤولة ومستدامة”.
نيكولا فيرشيف Nicolas Verschaeve
من مواليد عام 1995، يعمل بين باريس وبروكسل. وعن عمله يقول: “أرى أن عملي قريب من المكان الذي يتحوّل فيه العالم، سواء كان ذلك في أماكن الإنتاج، أو تحصيل الموارد، أو فضاءات الفكر. في عام 2016، ومن أجل تنفيذ المشاريع التي تدعم قناعاتي، أنشأتُ مكتبَ تصميمٍ متنقلاً لا يزال يقودني إلى العيش في منطقة المشروع طوال فترة التنفيذ، واتباع قوانين المادة، ومبادرات أولئك الذين يتحوّلون، وكذلك العمليات الحِرفية أو الصناعية المستثمرة”.
جين أندريو Jeanne Andrieu
من مواليد عام 1995، تعيش وتعمل في منطقة دروم بالقرب من مدينة ليون. وعن حياتها كفنانة تعمل في السيراميك تقول: “مساري غير تقليدي بسبب وضعي كشخص أصمّ. في البداية، شعرت بفجوة بيني وبين أوساط بيئة مهنتي. هذا التميز المزدوج يشجّعني على مواصلة الابتكار ويمثل فرصة استثنائية لعرض أعمالي. عندما غصت للمرة الأولى في الماء، كنت أشعر بصمت إجباري على سطح عالم أعرف أنه مليء بالضجيج والأصوات. ولكن تحت الماء، يسود الصمت ويفرض قوانينه. وهكذا شعرت بقوة حسّية جديدة ويقظة حواسي الأخرى. ثم إنني أتميز بالثراء البصري للمناظر الطبيعية تحت الماء بالقدر نفسه الذي أتميّز فيه باللمسة الفريدة للصخور والشعاب المرجانية. ولأول مرة، استطعت أن أراقب في الطبيعة تعبيراً حقيقياً وملموساً للمناظر الطبيعية الخلاّبة والتي تذكّرني بالكون الرائع، الذي يذهلني ويغذّي عالمي الداخلي. إنها “صورة” حسّاسة لهذه المناظر الطبيعية التي أحاول نسخها في ثلاثة أبعاد بأعمالي”.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024