تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

"السدو"... حِرفة تراثية يدوية تمارسها نساء سعوديات

الصور من

الصور من "واس"

الصور من

الصور من "واس"

الصور من

الصور من "واس"

صناعة السدو هي إحدى المهن في منظومة الحِرف اليدوية التراثية بمنطقة الباحة السعودية، والتي لا تزال تمارسها نساء كبيرات في السنّ بالمنطقة كمصدر دخلٍ يعتمدن عليه في بعض الأحياء.

وتقول حمدة الزهراني لوكالة الأنباء السعودية "واس" إن مشوارها مع حياكة السدو كان طويلاً وبدأ منذ كانت في العقد الثاني من عمرها، حيث عملت على تطوير أدائها في هذه المهنة التي تحتاج إلى كثير من الصبر والإتقان.

وأشارت إلى تجهيز الصوف من شعر الأغنام، ثم لفّه على المغزل، وتحويله إلى كرات من الخيوط توضع على "لمنطى"، وهو عبارة عن قالب من الخشب لتنظيم خيوط الصوف قبل صبغها بالألوان المتعددة، وقد استفادت الزهراني من مهنة صناعة السدو مادياً، وهي تشمل مجالات عدة تراثية وشعبية، منها إنتاج الملبوسات، والمفارش، والحقائب... لافتةً الى أن حياكة السدو في بعض هذه المنتجات قد تستغرق قرابة الشهر.

وأكدت الزهراني حرصها على المحافظة على هذه المهنة من الاندثار حيث عملت على التدريب وأقامت عدداً من الدورات التدريبية في مجال صناعة منسوجات الصوف للبنات، إضافة إلى المشاركة في الفعاليات والمهرجان داخل المنطقة وخارجها.

وقال الباحث في التاريخ والتراث محمد ربيع الغامدي لـ "واس" إن السدو فن جميل كانت تمارسه أمهاتنا في مختلف قُرى منطقة الباحة، ويُعرف محلياً باسم "السدَى"، وتتمخض عنه ملابس وأكسية وأغطية من الصوف الذي يُنسج على نَول أفقي أرضي يُعرف باسم "المسادي"، ويعبَّر عنه أحياناً بكلمة "العيدان"، وتلحق بـ"المسادي" أدوات أخرى مثل السيف والمشط والميشع... وكلها أدوات خشبية تُستخدم في عملية السدو.

وأشار الغامدي إلى أن أهم منتجات السدو يمكن تصنيفها في أنواع عدة، هي "المفارش" ومنها الشّملة والمفرش، و"الأكسية" ومنها الكساء الذي يتدثّر به النائمون، والهجير الذي يتكوّن منه بيت الشعر... و"الملابس" وهي تشمل الجبّة التي تسمى "البيدي" إذا كانت أصوافها من أصواف وادي بيدة الذي يُعد من أجود الأصواف، ومنها "المدارة" التي تبدو أصغر من الجبّة وترتديها النساء، كما يرتديها الرجال لأن وزنها أخف.

وعن عمليات أساسية تسبق السدو قال الغامدي: "عملية الغزل تتم على مراحل عدة، وهي تجميع الصوف وغسله وتجفيفه ثم نفشه بأداة تسمى "المنفاش"، وهو مضرب خشبي مبطّن بمسامير كأنه فرشاة شعر، ثم تأتي عملية الغزل لتحويل ذلك العَهن المنفوش إلى خيوط مبرومة، وقد تتم صباغة تلك الخيوط إذا كانت مُعدّة للأكسية أو للهجران، أو تُستخدم في لواحق إعداد الجبّة".

يُذكر أن ركن حِرفة "حياكة السدو" يستوقف زائري المهرجانات والفعاليات أثناء مشاركتهم وتنال المنتوجات إعجابهم، حيث يوثقون عملية الحياكة بهواتفهم المحمولة، مما ساهم في إبراز هذه الحِرفة التي تُعد أحد الجوانب التراثية التي تشتهر بها المنطقة .

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079