تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الفنان خليفة الشيمي في حوار السلام والحروف

لوحة الغلاف بالأبيض والأسود من «رباعيات الخيام»:  «فما أطال النوم عمراً ولا قصّر في الأعمار طول السهر  وكم توالى الليل بعد النهار وطال بالأنجم هذا المدار  فامشِ الهوينا إن هذا الثرى من أعين ساحرة الاحورار».

لوحة الغلاف بالأبيض والأسود من «رباعيات الخيام»: «فما أطال النوم عمراً ولا قصّر في الأعمار طول السهر وكم توالى الليل بعد النهار وطال بالأنجم هذا المدار فامشِ الهوينا إن هذا الثرى من أعين ساحرة الاحورار».

والله يدعو الى دار السلام

والله يدعو الى دار السلام

السلام المبعثر

السلام المبعثر

السلام الضائع

السلام الضائع

الفنّ أداة سلام، السلام الذي نفتقده ونرنو إليه... وليجفّ سيل الدماء المتدفّق وننجو من آلامنا العميقة، ونلملم أحلامنا التي فقدت ألوانها وصارت مثل لوحة بالأبيض والأسود تنضح بحزن عميق… السلام الذي اخترناه غلافاً لمجلة «لها» تجسّده ريشة الفنّان التشكيلي والخطّاط المصري خليفة الشيمي. لوحة مخطوطة يجسّد فيها الفنان المبدع انتماءاتنا العربيّة العميقة التي تعبّر عنها أشكال الحروف ومعانيها السامية. لوحة فيها الخروج من واقع مظلم أسود، الى غدٍ أجمل مكلّل بالبياض.


ينسج الفنان خليفة الشيمي لوحاته الحروفية متدثراً بجملة من الخبرات المكتسبة في التجربة والعمل الدؤوب الساعي لامتلاك الأدوات وتطوير المنتَج الفني بصورة تتقارب مع قناعات ورؤى خاصة به. ويقول الفنان العضو المؤسّس لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وعضو جمعية الإمارات للخط العربي وجمعية الخط العربي ونقابة الخط في القاهرة: «أتوق دوماً لتلمّس الطرقات غير المرئية، للتواشج مع الحروف والكلمات والنصوص ومعانيها القادرة على الارتقاء وبلوغ المقاصد النائية التي لا تتبدى إلا للعاشقين والمريدين الأوفياء القانعين بعذوبة الطريق مهما صعُب. هذا طريقي الى الحرف واللون والسواد والبياض أقطعه غير عابئ بالماضي، أو الحاضر بما فيه من مآسٍ، ومبتهجاً بما هو آتٍ من المجهول. إنها متعة الاكتشاف التي تنقلني على أجنحتها السحرية من لوحة الى لوحة، ومن عالم الى عالم متجدّد حافل بالأسرار».


يرتكز الفنان خليفة الشيمي في فنّه على التمرّس في كتابة الخطوط الكلاسيكية الأصلية التي تعلّمها من كبار الخطّاطين الأتراك والمصريين، ويستلهم من دراسته لفنون العمارة الإسلامية كل الحلول البنائية السائدة في لوحاته الحروفية المستجيبة لتصوراته الفنية. وعلى الرغم من تنوعها وتمايزها في مساراتها المتعددة، تبقى لوحات الشيمي في مجموعتها مرصوفة وفق قاسم مشترك يؤلّف بينها، كما تُعدّ حالة وجد تسيطر عليه وترتقي به عبر مراتب ومنازل شاعرية صادقة وإبداعية. ويقول في هذا الخصوص: «تكمن النزعة الأساسية في كون الكلمة تمتص الفعل أو تكف عن أن تكون مادة ظاهرية ممتعة، لا بل تشرع في الإضاءة من الداخل بواسطة الفكرة، حيث تبدأ عمليتها العكسية، أي تبني الفعل من نفسها».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079