تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

باحثون في الإمارات يطوّرون أقمشة ذاتية التطهير ومضادة للبكتيريا

باحثون في الإمارات يطوّرون أقمشة ذاتية التطهير  ومضادة للبكتيريا

يعمل الدكتور محمد الصياح، أستاذ علوم الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية في الجامعة الأميركية في الشارقة مع فريقه البحثي في علوم المواد، على تطوير مواد مبتكرة ذات تطبيقات بعيدة المدى في مجالات المعالجة البيئية والرعاية الصحية والتقنيات المتقدمة، حيث استطاع الفريق توظيف التفاعلات الكيميائية على المستوى الجزيئي لتصميم أقمشة ذاتية التطهير. تمتلك هذه الأقمشة، الغنية بنقاط الكربون النانوية الطبيعية المضادة للبكتيريا، القدرة على مكافحة نمو الميكروبات، وتقدّم حلولاً واعدة للتحديات الصحية العالمية.

وهو ما أكده الدكتور الصياح قائلاً: "أبحاثنا محورية في مجالات المراقبة البيئية والتخفيف من التلوث، وتساهم بشكل كبير في الحفاظ على الصحة العامة والبيئة".

يتكوّن فريق الدكتور الصياح البحثي من الدكتورة ريميا راضي، زميلة باحثة ما بعد الدكتوراه، والتي لعبت خبرتها دوراً أساسياً في تطوير أجهزة الاستشعار الحيوية والأقمشة المضادة للميكروبات، وخرّيجتَي الجامعة الأميركية في الشارقة زينب مخلوف ودانيا خان، وطالبَي الجامعة الأميركية في الشارقة عبد الحميد خوجة وتالا تيرو، اللذين ساهما في تعزيز الأقمشة المضادة للميكروبات، وطالبتَي الدكتوراه في علوم وهندسة المواد رشا دياب وريشما جوزيف، اللتين انضمتا أخيراً إلى الفريق البحثي وتعملان حالياً على مشاريع تتعلق بالمواد المخصّصة للتطبيقات البيئية، والطالبين نديم عيسى وشهيل شيتي، اللذين ركّزا على مواد المعالجة البيئية من المعادن الثقيلة.

وقال خوجة، طالب بكالوريوس العلوم في علم الأحياء وعضو في الفريق البحثي: "يشرّفني أن أكون جزءاً من فريق الدكتور الصياح البحثي الذي يطور أقمشة مبتكرة مضادة للميكروبات باستخدام نقاط الكربون، وهي جزيئات كربون صغيرة لها تطبيقات في التصوير الحيوي، وتوصيل الأدوية، والاستشعار الحيوي، واكتشاف الأمراض، والكيمياء الاصطناعية وعلوم المواد. يجمع نهجنا متعدد التخصصات بين البيولوجيا والكيمياء وعلوم المواد لإنشاء أقمشة ذاتية التطهير. فمن خلال تعديل الألياف القائمة على السليلوز باستخدام نقاط نانوية كربونية طبيعية مضادة للبكتيريا، فإننا نكافح نمو الميكروبات ونقدّم حلولاً واعدة للتحديات الصحية العالمية. وجّه الدكتور الصياح أبحاثنا في الاتجاه الصحيح، وأتطلع لرؤية التأثير المحتمل لعملنا في مختلف الصناعات".

وأشار الدكتور محمد الصياح إلى أن أبحاثه لا تتمتع بأهمية علمية فحسب، بل توفر أيضاً إمكانات تجارية كبيرة، قائلاً: "يمكن توسيع نطاق هذه المواد المبتكرة للإنتاج التجاري ودمجها بسلاسة في المنتجات الحالية من دون تعطيل ممارسات الصناعة الموجودة في السوق. إن تطوير أقمشة ذاتية التطهير سيلعب دوراً فعالاً في تغيير نمط حياة الناس اليومية، خاصة أثناء انتشار الأوبئة والأمراض".

وكشف الدكتور الصياح عن خططه المستقبلية قائلاً: "نركز حالياً على تحسين خصائص المواد التي طوّرناها لتطبيقات المراقبة البيئية والسلامة الصحية. هدفنا هو توسيع نطاق هذه المواد لتشمل مواد موصلة مرنة، والتي تعتبر ضرورية لتطوير الإلكترونيات القابلة للارتداء والمزروعات الحيوية".

وكانت مجموعة الفريق البحثي قد قطعت شوطاً كبيراً في الاختبارات والإجراءات التشخيصية للكشف السريع والدقيق عن التروبونين، وهو مؤشر حيوي للنوبات القلبية. ومن المتوقع أن يعطي هذا الاكتشاف نتائج أفضل في مجال الرعاية الصحية من خلال تمكين التشخيص السريع والتدخلات في الوقت المناسب.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079