صابر وعاصي نجما الأخذ والردّ وكاظم وشيرين اختياراتهما حرجة
في هذه الحلقة المحادثات بين المدرّبين ومستشاريهم أخذت مكانها بقوة، فكان لإيمان حسني ومحمد أبو الخير وخليل أبو عبيد وغادة شبير تأثير واضح على مجريات الاختيارات وانتقاء الأصوات التي ستكمل مشوار the Voice وتنتقل إلى الحلقات المباشرة، حيث سينتهي دور المدرّبين الأربعة في الإقصاء ويصبح للجمهور الكلمة الفصل في تحديد هوّية المتسابق الذي سيكمل الطريق. نجما الأخذ والردّ كانا صابر الرباعي وعاصي الحلاني. فالأخير أصرّ على استشارة صابر نظراً إلى علاقة الصداقة التي تجمعهما أو ربما لقرب كرسيّيهما أحدهما من الآخر، فكان عاصي خلال غناء المواهب يلتفت نحو صابر لتدور بينهما أحاديث بصوتٍ خفيض يصحّ فيه تعبير تمتمات.
افتتح محمد كريم الحلقة، وأعلن بدء المعركة بثنائي من فريق صابر. فكانت المواجهة الأولى.
لمياء الزايدي VS مريم شجري
بصوتها الشجي والحسّاس غنّت مريم أغنية ذكرى «يوم ليك يوم عليك» التي انتقاها صابر أغنية للمنافسة بين الموهبتين. بلمعان صوتها الجهوري «الساطع كالشمس» على حد قول شيرين، ردّت لمياء على شجن مريم، فكان ثنائياً رائعاً أثّر بالمدرّبين كما بالجمهور الذي أشعل المسرح تصفيقاً. أجمع المدربّون على اختلاف صوتي الموهبتين، مع تفضيل صوت لمياء للمعانه وسطوعه، ما دفع شيرين إلى تكرار ما قالته عن لمياء في المرحلة الأولى وأثارت به حفيظة صابر، فقالت «أريد أن أتعلّم منك».
أما صابر الذي صرّح أكثر من مرة لمجلّتنا، عن صعوبة موقفه في الاختيار بين لمياء ومريم خصوصاً، فقال: «صوتان مثل مريم ولمياء تمنّاهما المدرّبون الثلاثة. هما صوتان مختلفان، خامةً وصوتاً وإحساساً»، فقاطعه كاظم قائلاً «ونحن عنّا أصوات»، فأحسّ الجمهور في الاستوديو بأن المنافسة بين المدرّبين بدأت هنا ومنذ هذه اللحظة تحديداً. بعد استشارة مساعده خليل، عبّر صابر عن صعوبة موقفه واختار لمياء مشدّداً على إعلان التحدّي فقال: «أحبّكما لكنّي أريد أن أكسب في النهاية، والصوت الذي سيكسبني هو الصوت الذي دقّ بابي وسوف أعتمد عليه لمواجهة المدرّبين الثلاثة في المراحل المقبلة، وهو صوت لمياء».
لمياء جمال VS محمد طارق
دويتو لمياء ومحمد أثار بلبلة بين المدرّبين. هو الثنائي الثاني من فريق صابر قبل أن ينتقل الدور إلى فريق شيرين. لم يبقَ مدرّب إلا وعاتب صابر على اختياره الخاطئ لأغنية المنافسة وهي أغنية «يوم ورا يوم» لسميرة سعيد. فاعتبر عاصي أن محمد ظُلم في اختيار طبقة الأغنية التي تناسب صوت امرأة أكثر منها صوت رجل، كما أن موسيقى الراي لها ناسها وظلمٌ لمصري أن يغنّي الراي في وجه تونسية. وفي السياق نفسه جاء تعليق كاظم الذي لم يعجبه الأداء على اعتبار أن لون سميرة سعيد صعبٌ، ولمياء كما محمد وقعا في فخ ّ التقليد. الأمر الذي أثار حفيظة صابر وجعله يشكّ في صواب اختيار الأغنية فقال «حسّستوني أني أخطأت في اختياري الأغنية. الفنان يجب أن يغنّي كل الألوان!!»، مما فتح باب الجدال مجدّداً ودافع عاصي عن فكرته وأعطى أمثلة تدعمه.
حسم صابر الجدال وقوّم الموهبتين على طريقته آخذاً على محمد خجله وعلى لمياء حماستها الزائدة، منتقياً لمياء جمال للتأهّل إلى المرحلة المباشرة.
إنجي أمين VS كاترين غالي
المنافسة تحتدم والإقصاء لا يترك فريقاً هانئاً، ليزور الآن فريق شيرين. «أهو ده اللي صار» الأغنية التي اختارتها شيرين عنواناً لمواجهة المصرية إنجي أمين واللبنانية كاترين غالي، كانت القشّة التي استفزّت شيرين وجعلتها تردّ من خلال إنجي وكاترين على كل الذين اتهموها بانحيازها الى المواهب المصرية دون غيرها. فبعد أن غنّت الموهبتان بتمكّن وتقنّيات أظهرت تمكّنهما، كان تعليق كاترين في غير محلّه عندما لمّحت أن شيرين ستختار إنجي لأنها مصرية والأغنية مصرية، لكن المدرّبة «الجدعة» التي تحرص على تبيان حقّها ولو كان على حساب إيقاف التصوير، اعترضت وقالت أن ما يهمّها هو الصوت والصوت وبس، وطلبت من الموهبتين غناء أغنية لبنانية من دون موسيقى، واختارت على إثرها إنجي التي قال عن صوتها صابر إنه أهدأ وأركز، وأشاد عاصي بإحساسها وأدائها.
هكذا حسمت شيرين المنافسة الأولى، ليعلن محمد كريم عن المعركة التالية التي كان عنوانها «أشوف فيك يوم».
محمد عدلي VS محمد شكراوي
بجو من المرح والأريحية غنّى المحمّدان عدلي وشكراوي، فأشاد كاظم بهذا «الجو الحلو» كما وصفه، مع تفضيله لإحساس محمد عدلي الذي أثّرت فيه أكثر من محمد شكراوي. عاصي وجد في الصوتين تشابهاً مع تفضيل لعدلي برز في غناء الموّال، فقال «الستايل متشابه، لكن في الموّال لفتني محمد عدلي، في حين أخفق شكراوي في غنائه المقطع المخصّص له في الموال. إحساس عدلي أجمل لكن لمعان صوت شكراوي أجمل». وتفضيل عدلي انسحب على صابر مع الإشادة بوضوح صوت شكراوي.
الكلمة الفصل لشيرين التي اختارت عدلي قائلة «شكراوي، تفوّقت على نفسك اليوم وكنت أفضل من التمارين ومرورك الأول. عدلي كنت ممتازاً... قلبي يقول محمد عدلي».
نور عرقسوسي VS يوسف القصّاب VS سارة الحجام
الثلاثي الوحيد في هذه الحلقة كان ضمن فريق كاظم الساهر الذي اختار مواهبه الثلاث التي تغنّي الغربي، نور ويوسف وسارة لأداء أغنية I will Always Love You. أجاد يوسف الغناء مع أنه يغنّي الكاونتري والأغنية صعبة عليه بطبقتها العالية. وكان للجينز الذي يرتديه حصّة من غزل شيرين التي أبدت إعجابها باسمه وجينزه.
سارة التي أسرّت لنا في الكواليس بخوفها من هذه المواجهة بسبب مرضها الذي طرحها في الفراش طوال الليل، غنّت بصوت حسّاس، «ممتاز وشفّاف» كما وصفه صابر آخذاً عليها ركوزاتها غير الدقيقة. أما نور التي جمعت بين قوة الصوت والأداء السليم فقد مال إليها المدرّبون الأربعة مع توضيح من كاظم، المدرّب الذي يحمل على كاهله وزر قرار الإقصاء فقال: «أريد أن أوضّح للجميع أن سارة مريضة والبارحة كانت حرارتها 39، وكمان نور. الأغنية صعبة على يوسف وطلبت منه أن يكتفي بالنوتات المنخفضة لكنه أصرّ أن يغنّي العالي. سارة غنّيت بشكل رائع أحبّه. نور عندك إمكانية في الصوت ومساحة هائلة». وقبل النطق بقراره نظر صوب الدكتورة إيمان ليتشاور معها من دون أن يضغط الزر، فركض عاصي وضغط عنه زرّ كرسيه وسط ضحك الجمهور وتصفيقه.
بعد استشارة الدكتورة إيمان، اختار كاظم نور لتكمل معه طريق المنافسة.
رضوان قطيش VS عبد الله فتحي
المعركة الأخيرة في فريق كاظم لهذه الحلقة كانت بين رضوان وعبداله اللذين غنّيا «وبحبك وحشتيني» فتكاملا حتى قال فيهما عاصي: «لو كان في الوجود شخصٌ يجمع إحساس عبدالله مع صوت رضوان لكنّا نسمع الآن أحلى صوت على الإطلاق». رغم الهفوات القليلة التي شابت صوتَي الموهبتين إلا أن الخامتين أعجبتا المدرّبين مع ذكر الأخطاء في «قفلات» رضوان التي «هربت منه» في بعض الأحيان وتشنّج عبد الله وخوفه البادي على طريقة إمساكه بالمايكروفون وثقته المهزوزة بنفسه التي لم يرمّمها سوى تعليق شيرين حين قالت «رضوان أدّيت صحّ جداً، لكن للي خطفلي قلبي ووجّعني هو عبد الله».
لكن إن كان عبدالله خطف قلب شيرين فهذا لا يعني بالضرورة أن كاظم سيختاره، فالقيصر يريد الفوز في المنافسة النهائية ومن الضروري أن يختار من أخطأ أقل، لذا وقع اختياره على رضوان ليتأهّل للمرحلة المباشرة.
إيلي أسمر VS أمجد رحّال
في هذا الدويتو تضاربت أراء اللجنة، مع الإجماع على حسن اختيار عاصي لأغنية التنافس بين موهبتي فريقه إيلي وأمجد. فاختار صابر صوت وخامة أمجد في حين اختار كاظم غناء إيلي الذي تفوّق في هذا اللون على حسب قوله.
أما شيرين التي لم تختر أحد فقالت إن أمجد بدأ الغناء بشكلٍ جميلٍ جداً ولمع صوته في الأغنية، أما إيلي فكانت مشكلته في مخارج حروفه. القرار في يد عاصي. هو وحده سيقرّر من يريد أن يبقى معه للمرحلة النهائية. هو وحده من سيتحمّل تبعات قراراته صائبة كانت أو خاطئة. أثنى عاصي على ملاحظات المدرّبين فيما يخصّ صوت إيلي، مع التوضيح أن لهذا الأخير طاقات أكبر من التي أظهرها اليوم، وتسجيله على أمجد إخفاقه في بعض العرب رغم جمال صوته. هكذا كان قرار عاصي النهائي بإبقاء إيلي وإقصاء أمجد.
موري حاتم VS سفيان العتماني
المسك فاح في المعركة الأخيرة للحلقة الثانية من مرحلة المواجهة. الختام كان البدء تماماً كما حصل في الحلقة السابقة مع فريد ونوردين، حتى شعر صابر بأنه في أميركا يشاهد Show رائع، ويستمع إلى أغنية وأداء رائعين، كما قال، ووقف عاصي مشجّعاً، داعماً الاثنين طوال فترة الغناء. موري وسفيان مثّلا الأغنية كما غنّياها. صوتاهما جميلان بشهادة الجميع، مدرّبين ومستشارين. الأخطاء قليلة بل تكاد تكون معدومة والعرض كان رائعاً. موري تخلّص من خجله فكان رجل المسرح، مثّل الأغنية و»لعبها صحّ» على حدّ قول شيرين، أما سفيان فكان هادئاً عارفاً متى يظهر هجوميّته ومتى يخفيها.
هذه المرّة كان على عاصي أن يختار بين اثنين سيحزن حتماً على خروج أحدهما. بعد تحية الفرقة الموسيقية والإشادة بالصوتين طلب عاصي بعض الوقت ليأخذ قراره، فكان أن ضغط زر كرسيه واستشار غادة شبير، ثمّ انضم إلى المشاورات صابر، إلى أن اتخّذ عاصي قرار إبقاء موري وإقصاء سفيان قائلاً «سفيان جيّد جداً بشهادة الجميع، موري مثّل الأغنية وكان متحرّراً أكثر لذا سأختاره لينافس مواهب الفرق الأخرى التي تقدّم show مع الغناء».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الأول 2024