حلبة المصارعة تتحوّل إلى حلبة فنّية
للوهلة الأولى، تشعر بأنك في حلبة مصارعة حرّة ولست على مسرح للغناء. الأضواء مسلّطة على مسرح مربّع ارتفع عن الأرض مما أجبر المدرّبين على النظر عالياً لمراقبة حركات أفراد فرقهم وتصرفّاتهم وأدائهم على المسرح لحظة بلحظة. في هذه المرحلة يخرج مقدّم البرنامج الممثل المصري محمد كريم من الكواليس إلى أضواء المسرح ليحتكّ بالمدرّبين والمواهب ويدعو المنافسين إلى الحلبة ليعلن انطلاق المواجهة.
انتهت مرحلة «الصوت وبس» وبدأت مرحلة «المواجهة». في هذه المرحلة اكتمل عدد المشاركين في الفرق الأربعة وبلغ عددهم 13 مشاركاً في كل فريق، ما عدا صابر الذي اكتفى بـ 12 مشاركاً. كوّن كل مدرّب، داخل فريقه ثنائيّات غنائيّة وتريو، فيما اكتفى صابر بالثنائيات، وأُعطيت كلّ مجموعة أغنيتها، كي تتدرّب على أدائها تحت إشرافه وإشراف مساعد له وهو «المستشار»: غادة شبير مستشارة عاصي، خليل أبو عبيد مستشار صابر، محمد أبو الخير مستشار شيرين، وإيمان حسني مستشارة كاظم.
في هذه المرحلة، ينتقل المشاركون إلى مسرح المواجهة، المبني على شكل حلبة مصارعة، ويتنافسون في تأدية أغنياتهم، وعلى كلّ مدرّب إقصاء أحدهم والتصويت لمشارك آخر ينتقل إلى مرحلة العروض المباشرة، وفي نهاية هذه المرحلة يبقى مع كل مدرِّب ستة متسابقين فقط.
ربى الخوري VS وسام القروي
انطلقت المواجهة الأولى وكانت ضمن فريق كاظم الساهر الذي اختار أغنية «سلّملي عليه» لإليسا لتتواجه بها الموهبتان. ربى ووسام أجادتا الغناء، ومنعتا مدرّبهما كاظم من النوم في الليلة التي سبقت الحلقة، من شدّة قلقه عليهما. بعد الانتهاء من الأغنية جاء دور المدرّبين لإبداء آرائهم، فقال صابر: «ربى مرتاحة أكثر، أما وسام فكانت متوتّرة ومتشنّجة مما أثّر على غنائها». شيرين وجدت الموهبتين متعادلتين، أما عاصي فرجّح تأهّل وسام لأنه اعتبرها الأفضل. كاظم وبالرغّم من اعترافه بأن وسام أضافت إلى الأغنية، قال إن ربى أثّرت فيه أكثر بسبب تمكّنها من إظهار إمكانات صوتها وغنائها بشكل سلس ومريح، وحضورها المحبّب، ما دفعه إلى اختيار ربى واستبعاد وسام.
كريس جر VS زياد الغزال
المواحهة الثانية كانت ظالمة بحقّ كريس. جوهر فيها زياد وأثبت للجميع أن خيار كاظم في محلّه عندما اختاره في مرحلة «الصوت وبس» على الرغم من تقليده صوت النجمة الفرنسية إديث بياف. خرج زياد من نمطية بياف، وسمعناه للمرّة الأولى يغنّي بصوته الذي بدا كبيراً فيه مساحات واسعة «لا تحصى» على حدّ قول صابر، الذي قال لزياد «مجال صوتك واسع، كأني أسمع صوتين، صوت رجل وصوت أنثى»، وأشاد بصوت كريس الرخيم. أما شيرين فقالت إن زياد كالآلة الموسيقية التي لا تعصى عليها أي نوتة، وعاصي أعرب عن إعجابه الكبير بالموهبتين اللتين «غرفتا قلبه من الداخل» كما قال. جاء دور الحكم، كاظم الذي بدا عليه التأثّر لجمال صوتي موهبتيه اللتين فاجأتاه بتحسّنهما بعد التمرين، فقال لزياد «أسرتني بخبرتك وحضورك وصوتك، عندك تقنية أكثر من رائعة». لكنّه لم ينتقِه بل اختار كريس لأنه يحبّ صوتها الجهور والرخيم. بعد انتهاء مهمّة كاظم الساهر في الاختيار، جاء دور صابر ليدفع بفريقه إلى ساحة المعركة.
قصي حاتم VS ابراهيم دواليبي
في هذه المواجهة، كان الجمهور حاضراً بقوة. غنّى قصي وابراهيم فاشتعلت الصالة هتافاً وتصفيقاً مما صعّب على المدرّبين سماع صوتي الموهبتين بشكلٍ جيّد. كاظم نصح صابر باختيار قصيّ ليبقى، أما عاصي ففاجأه التحسّن في أداء ابراهيم، وعلى الرغم من «شهادته المجروحة بقصي» أصرّ أن يثني على أداء ابراهيم قائلاً «الجرحة في صوتك وعربك مميّز». صابر الذي استعان بالمدرّب خليل أبو عبيد لمساعدته في تمرين أصوات المشاركين، فاستعان به هنا أيضاً لأخذ قراره في ما يخصّ قصيّ وابراهيم. وبعد المشاورات جاء القرار على الشكل التالي: «تحسّن أداء ابراهيم كثيراً ومساحة صوته قابلة للتطوّر، لكنّ قصي أدّى بطريقة جيّدة جداً وكان مرتاحاً على المسرح ومتمكّناً من أدائه، وخامة صوته فريدة لا مثيل لها في البرنامج، لذا سأختار قصيّ».
منى روقاشي VS كنزة العوض
المعركة التالية كانت باللغة الأجنبية بين منى روقاشي وكنزة العوض. غنّت الموهبتان فأسرتا المدرّبين الأربعة. فأشادت شيرين بمنى التي ذكّرتها ببيونسي، كما قالت، وبكنزة التي غنّت بـ»إحساس ورواق». أما كاظم فقال إن منى غنّت «أجمل ما يمكن»، لكنّ الدكتورة إيمان، مستشارته، اختارت كنزة. صابر كان تقنياً في تعليقاته فأشار إلى خروج كنزة عن الإيقاع، وإعجابه بحضور منى الطاغي، السبب الذي دفعه إلى اختيار منى روقاشي لإكمال الطريق مع فريقه.
مراد بوريقي VS محسن لطفاوي
«مرسول الحب» كانت الأغنية التي تبارى من خلالها المغربيان في فريق عاصي، مراد ومحسن. أدّى محسن المتتلمذ على مدرسة عبد الوهاب بهدوء ورصانة. كان صوته رخيماً مليئاً بالإحساس أقنع اللجنة وجذبها إليه منذ دخوله. أما مراد فكان مثل «الطير الذي خرج من القفص» حسب قول صابر الذي اختار محسن لأنه أكثر هدوءاً واتّزاناً على المسرح. اختيار صابر لمحسن لم يؤثّر على خيار عاصي الذي يرى في مراد نجماً مستقبلياً، منذ حضوره في المرحلة الأولى عندما غنّى لصباح فخري فأسره وسحره. في هذه المرحلة أيضاً سلب مراد قلب عاصي وترك قطعة صغيرة لمحسن لم تكفِ لانتقائه. هكذا اختار عاصي مراد ليكمل مشوار النجومية معه.
إيناس لطّوف VS أميمة أمسيدي VS ياسمينا السيّد
التريو الوحيد في هذه الحلقة أخذ طابعاً أنثوياً. اختار عاصي إيناس وأميمة وياسمينا للتنافس وانتقى لهن أغنية «مستنّياك» ليعرف قدرات أصواتهن. غنّت الثلاث بكل ما أوتين من قدرات، فقال صابر عن أميمة إنها مشروع نجمة وعن خامة صوت ياسمينا إنها جميلة ونجحت في إقناعه، وقالت شيرين عن إيناس إنها متمكّنة جداً ودلّوعة و»طالعة من فيلم أبيض وأسود»، وأشاد كاظم بحضورها الذي يدرّس على حدّ قوله. أما عاصي الحكم الناهي في هذه المواجهة، فاعتبر هذه المرحلة أصعب مرحلة في البرنامج، وقال عن ياسمينا إنها كالفراشة ذكّرته بشيرين ونجاة الصغيرة، وعن أميمة إن صوتها لامع لكن الإنفعال يأكل من تألّق صوتها، وعن إيناس إنها متمكّنة، واثقة من نفسها، تغنّي من دون أخطاء في الأداء. ذكاء إيناس في اللعب على وتر قلب عاصي وخفّة دمها المستوحاة من أفلام الأبيض والأسود جعلاها تفوز في المنافسة الثلاثية وتنتقل إلى مرحلة الحلقات المباشرة.
عبد العظيم الذهبي VS محمد يوسف
الصديقان عبد العظيم ومحمد اللذان لم يفرّق بينهما إلا الغناء، غنّيا «كذّاب يا زماني» لمدحت صالح فأجادا. أعجب كاظم بأداء الموهبتين اللذين غنّيا بطريقة متقاربة، مبالغ فيها في بعض الأماكن، أما صابر فقال لعبد العظيم إنه عظيم، وعن محمد إنه مريح للسمع واعتبر المواجهة متعادلة، فيما لم يعطِ عاصي رأيه لأنه لم يرد أن يفرّق بين صديقين. شيرين التي أحسّت بألم في معدتها منذ دخول أعضاء فريقها، ذكّرتها ابتسامة محمد بعماد عبد الحليم. وبالرغم أنها لا تحبّذ أن يظهر المشارك انفعاله وتوتّره كما حصل مع عبد العظيم لكنها اختارته لأنها مقتنعة بخامة صوته وبتفوّقه على محمد في الأغنية. فور إعلان شيرين اختيارها عبد العظيم بكى المشاركان وأبى عبد العظيم إلا أن يرافقه محمد في النزول على درج الفائزين، وخرجا معاً فتبعتهما شيرين وحضنتهما وواستهما.
فريد غنّام VS نوردين دربالي
المواجهة الأخيرة في هذه الحلقة كانت الأقوى باعتراف الجميع. نوردين وفريد أتقنا فن المواجهة وغنّيا بطريقة فريدة أحسّ معها الجمهور بأنه في حلبة مصارعة حقيقية وأن الفوز على المحكّ ينتقل بين صوتين رائعين لشابّين أغنيا المسرح بأداء مميز ترافق مع خلعٍ لسترة من هنا وإشارات تهديد من هناك. أشاد المدرّبون بالصوتين وقالوا إن الحلقة بدأت هنا، عند نهايتها، مع دخول فريد ونوردين. الجميع كان في انتظار قرار شيرين، التي أخذت كامل وقتها لتختار في النهاية فريد الذي عرف كيف يلعب على وتر الإحساس عندها، وأدّى بطريقة أقنعتها وأثّرت فيها، فقالت إنها تحبّ الصوت الذي يغنّي من قلبه ومهما علا صوته يبقى الدفء موجوداً في نبرته. لكن شيرين لم تكتفِ باختيارها فريد أو «فراولة» كما تسمّيه، فقد دار شيء في رأسها ولمعت عيناها عند مغادرة نوردين المسرح، وأسرّت لـ «لها» بمفاجأة تحضّرها، فما هي هذه المفاجأة يا ترى؟
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الأول 2024