الاستثناء سيّد الموقف والفرق تكتمل بمواهب فريدة
التشنّج هو السائد في كواليس الحلقة الأخيرة من المرحلة الأولى من برنامج the Voice، مرحلة 'الصوت وبس'. فالمواهب تريد أن تحجز المقاعد الأخيرة في فرق المدرّبين الأربعة الذين يواجهون بدورهم تحدّياً كبيراً لاختيار 'الصوت للي ما حصلش' على حدّ قول شيرين، بغية كسب المنافسة الأخيرة وحصد اللقب.
للمدرّبين الحق في اختيار 12 موهبة، حتى هذه اللحظة كاظم تنقصه موهبتان، وشيرين وعاصي ينقص كل منهما موهبة واحدة، أما صابر الذي تميّز باستراتيجيته وتأنّيه في الاختيارات فتنقصه أربع مواهب. الخيار صعب والوقت ينفد والنهاية تقترب.
الموهبة الأولى كانت مغربية. بدر سلطان البالغ من العمر 27 سنة يحلم بالتعاون مع صابر الرباعي لفرط تأثّره به، فصابر هو ملهمه، وهو السبب في اكتشافه لصوته. غنّى بدر «دنيا الوله» لعبد الله الرويشد فالتفت إليه، شيرين وصابر وكاظم الذين أشادوا بإحساسه العالي وتمكّنه من الغناء. قالت له شيرين مع غمزة من عينها «حلمك تشوف صابر وشفته، حسيب البرنامج إذا ما خترتنيش». لكن كان من الطبيعي أن يختار بدر صابر الذي لطالما حلم بلقائه. كان مشهد اللقاء مؤثّراً. ركض بدر نحو ملهمه وحضنه وأجهش بالبكاء على كتفه، فخلعت شيرين حذاءيها وتركت المسرح.
مارينا شبل هي الموهبة الثانية في المنافسة الأخيرة. جزائرية تبلغ من العمر 30 سنة وتعيش في فرنسا. لا تفقه مهنة غير الفن، مما جعل العيش في فرنسا يصعب عليها. لكن وعلى الرغم من ذلك أصدرت ألبوماً وزّع في العالم أكمله وتعاونت مع منتجين عالميين كانوا سنداً لها في مسيرتها الفنية. هي تطمح إلى دخول العالم العربي من بابه العريض ولهذه الغاية اختارت the Voice. غنّت Respect فأجادت، وجعلت عاصي يستدير بكرسيه نحوها ويغنّي لها بالفرنسية، فاختارته وكانت الموهبة الـ 12 في فريقه.
مرور غير موفّق لـكارل زريق الذي فقد حلمه بالوصول والحصول على مهنة في مجال الموسيقى غير مهنته الحالية كطبّاخ التي يكرهها، تبعه مرور الشاب العراقي زيدون حسين. زيدون يغنّي من أجل والدته المتوفاة. أرادته أن يكون مطرباً يهزّ العالم بصوته وهكذا يطمح إلى أن يكون من خلال مشاركته في the Voice. يتحدّث طوال الوقت عن حلم والدته وعن رغبته في إيصال صوت الشباب العراقي إلى كل العالم ويغنّي من أجل هذه الغاية، فاستمال قلب كاظم بأغنية «ما شفتني»، فادار له الكرسي قائلاً إن لهذه الأغنية مكانة في قلبه لأنه غنّاها في السابق وأحبّها اليوم بصوت زيدون.
ريم نسيم الشابة المصرية كانت ضحية الحلقة الأخيرة. لعدم اتساع المقاعد في الفرق لهذا النوع من الأصوات، لم ينتقها أحد من المدرّبين، على الرغم من الإشادات التي انهالت عليها فور انتهائها من غناء «قال جاني بعد يومين»، فقالت لها شيرين «صوتك مش أقل من صوت نسمة محجوب وكارمن سليمان، أنا آسفة على عدم اختيارك»، فيما اعتبر صابر صوتها كالنسيم الذي يجمع بين صوتي نجاة الصغيرة وأنغام.
لمياء جمال هي الموهبة السادسة. الفتاة التونسية الجميلة التي شاركت في الموسم الأخير من برنامج ستار أكاديمي وخرجت من المنافسة باكراً، شاركت في the Voice لتبرهن أن الجمال ليس الفاصل في الحياة. فعلى الرغم من جمالها، هي تريد إثبات نفسها غناءً، وهذا ما كان. غنّت لمياء باللغتين العربية والإنكليزية فحازت ضغطة زر من المدرّبين الأربعة الذين تقاتلوا من أجل ضمّها إلى فرقهم. وككل حلقة انحصرت المواجهة في الثلاثي عاصي وصابر وشيرين فيما بقي كاظم يراقب من بعيد واكتفى بالقول «الجو رومانسي عندي في الفريق، لازم تكوني معنا». القبلات المرسلة من بعيد، والركض نحو المسرح وإمساكه بيد لمياء، أمور لم تكن كافية لأن تختار لمياء عاصي. قلب الفتاة التونسية ركض نحو ابن بلدها لا إرادياً فاختارت الانضمام إلى فريق صابر الذي قال «تونس ولاّدة يا بنت بلادي».
عبد العظيم الذهبي من مصر كان سابع الذين غنّوا على المسرح.
بتقنية عالية وإحساس غنّى عبد العظيم «برضاك يا خالق» فظهر جليّاً أن الشاب متمكّن ويعرف جيداً في الموسيقى. ربما يعود السبب في ذلك إلى حيازته درجة جدارة في العلوم الموسيقية. غناؤه جعل بدن عاصي كما شيرين يقشعرّ، ودفع صابر إلى القول: «تقنياتك مهمّة جداً. صوت وأداء وإحساس. تستحق أن تكون في البرنامج. صوتك ممتاز جداً وأشعرني بالنشوة». إختار عبد العظيم شيرين ليكون موهبتها الثانية عشرة ويكتمل بذلك فريقها.
اكتمل عدد المواهب في فريقي عاصي وشيرين وصارت الأنظار كلّها متجهّة نحو صابر الذي تنقصه موهبتان وكاظم الذي تنقصه موهبة واحدة ليكتمل فريقه.
دخل محمد طارق وعيناه متّجهتان نحو صابر علّه يحنّن قلبه عليه فيكون ضمن فريقه. غنّى محمد طارق الشاب الهادئ الذي يحبّ الأغنيات الثورية أغنية «تفتكر» لصابر الرباعي، فحظي بضغطة زر من هذا الأخير الذي أعجب بإحساسه العالي وبخامة صوته الجميلة التي قال فيها كاظم الساهر إنها تشبه خامة صوت هاني شاكر.
غناء قصيّ حاتم أثبت المثل القائل «فرخ البط عوّام». فقصيّّ ابن الفنان العراقي حاتم العراقي غنّى وأجاد. ربما لأنه معتاد على الوقوف على المسرح، هو الفائز بلقب «نجوم الخليج» وفي رصيده الفنّي أغنيات خاصّة مصوّرة. اختار قصيّ أغنية «أشوفك وين يا مهاجر» وبرع في أدائها، فاستدارت الكراسي الثلاثة نحوه، فيما انتظر كاظم بعض الوقت مما دفع الجمهور العراقي الموجود في الصالة إلى الصراخ لحضه على الالتفاف، وهكذا فعل.
أشاد به المدرّبون الأربعة، فقال له عاصي: «أنا من المعجبين بك من زمان ولما بلّشت تغني عرفت هيدا صوتك»، وأرسل من خلاله تحية إلى والده حاتم العراقي مضيفاً: «خامة صوتك وشجن اللون العراقي فيه أسراني، أنت مبدع، طالع لبيّك لمين بدّك تطلع». وقال له كاظم: «إحساسك كثير حلو، غنّيت أغنية بابا بطريقتك، أثّرت فيّ كثير، رجّعتني لشوارع العراق». وقالت له شيرين: «ابن الوزّ عوّام، صوتك يجنن، أنا عايزاك عندي في الفريق». أما صابر فقال: «أفحمتنا، سنّك ما شاء الله عليه صغيرة وخامة صوتك ستكون أحلى مع تقدّم عمرك. أفتخر بك أنا وحاتم وكل العراق، كأني أرى قصيّ صاحب الـ 37 سنة، أنت محترف منذ نعومة أظافرك». فجاوب قصيّ (17 سنة) الذي كان في هذه الأوقات يعيش أصعب لحظاته في البرنامج لأنه سيختار بين فنانه المفضّل وابن بلده، لكن القلب مال الى الفنان المفضّل صابر الرباعي واختاره على كاظم وعاصي وشيرين، وكان آخر المنضمّين إلى فريق صابر.
زياد غزال من لبنان أو Piaf Man كما حلا للمدرّبين تسميته، هو الرجل الذي غنّى Je ne regrette rien بصوت يشبه صوت إديث بياف إلى حدٍّ بعيد، حتى يظنّ السامع أنه يستمع إلى تسجيلات المغنية الفرنسية وهذا ما قالته شيرين في مداخلتها. اختاره كاظم منفرداً فكان زياد الموهبة التي أكملت فريق كاظم.
خلافاً لقوانين البرنامج التي تحتّم على المدرّبين اختيار 12 موهبة فقط، طالب المدرّبون ببعض الاستثناء. وهذا ما حصل مع شيرين عندما سمعت صوت نوردين دربالي. الشاب المغربي الذي يعيش في المانيا وشارك في Germany Idol ، وكان عضواً في إحدى فرق Akon، ولديه خبرة طويلة في مجال الفن في الولايات المتّحدة الأميركية، وشارك في برنامج the Voice طمعاً بالانتشار العربي. غنّى بإحساس وتمكّن فاستدار له صابر وشيرين وعاصي. تغزّلت شيرين بستايل نوردين فيما قال له صابر «في صوتك إمكانات نجم»، فاختار شيرين التي أرسلت له قبلة من بعيد.
التونسية سارة هاجم هي الموهبة ما قبل الأخيرة في هذه الحلقة. هي لا تبحث عن الشهرة بقدر سعيها لأن تظهر صوتها وتوصل رسالتها. غنّت باللغة الإنكليزية فأثّرت في كاظم الذي أدار لها الكرسي منفرداً متخطّياً العدد المسموح به ضمن الفريق الواحد. هكذا صار في فريق كاظم كما في فريق شيرين 13 موهبة.
وأكمل الاستثناء ليطال عاصي الذي أدار بكرسيه في اللحظة الأخيرة للموهبة المغربية أميمة أمسيدي التي غنّت «لسه فاكر» فقال لها صابر «رجّعلك الروح عاصي، قتلني إحساسك».
هي حلقة الإستثناءات إذن، الجميع اختار 13 موهبة ما عدا صابر الذي ضمّ إلى فريقه 12 موهبة فقط. الجميع بانتظار إنطلاق منافسة المرحلة الثانية من البرنامج، ولسان حال كل مدرّب يتوعّد بعظائم الأمور لفريق المدرّب الآخر، في مرحلة «المواجهة»The Battle.
قصيّ يردّ على العاتبين لاختياره صابر الرباعي وليس كاظم
بعد اختياره الانضمام إلى فريق صابر الرباعي، أبدى الجمهور العراقي المتواجد في ستوديو تصوير برنامج the Voice استياءه بسبب عدم اختيار قصيّ لابن بلده كاظم الساهر، ما جعلنا نتوجّه إلى قصيّ ونسأله عن سبب عدم اختياره كاظم. فقال قصيّ:
«ليس ضرورياً أن ينحاز الشخص إلى ابن بلده وينتقيه دون سواه. أنا أحبّ صابر الرباعي واخترته عن قناعة، فهو فناني المفضّل. أما بالنسبة إلى كاظم فهو ابن بلدي وصديق والدي وأنا أحبّه وتربّيت على أغنياته. وصراحةً، خشيت أن أحرجه إن أنا انتقيته، فيقولون إن في الأمر وساطة.
وعن تأثير والده في اتخاذه هذا الخيار قال قصيّّ: «والدي ترك لي حرية الاختيار تماماً، وقال لي أن أختار الشخص الذي أحبّه دون أية اعتبارات، وهكذا فعلت. لا أريد أن أحرج والدي بخياري هذا، كاظم وصابر وعاصي أصدقاء والدي وأتمنّى أن لا يؤثّر خياري هذا على صداقات والدي».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024