تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

صابر وعاصي يشاغبان وكاظم لا يجد من يدافع عنه سوى كرسيه

غلبت المشاغبة على الحلقة الثالثة من برنامج the Voice، فارتسمت البسمة طوال الوقت على ثغورنا وأحسسنا بحاجة إلى النزول عن المدرّجات ومشاركة المدرّبين الأربعة «لعبتهم». التلميذان المشاغبان كانا من دون منازع عاصي وصابر، وأثنت على هذا الرأي شيرين فقالت لنا من بعيد «أحسّ نفسي في أكاديمية».
كل هذا الشغب لم يكن سوى عبارة عن أسلوب للتعبير عن انبهار المدرّبين بالمواهب التي كان أوّلها محمد يوسف
.

الشاب المصري الذي جاء مع والده لتحقيق حلم انتقل بالوراثة، ربما، بين الأب والابن. فوالد محمد لطالما تمنّى أن يكون مطرباً مشهوراً، لكنّ ظروف الحياة والعائلة ومسؤولية الأولاد منعته من تحقيق ذلك، فلم يجد سوى ولده محمد ليأخذ الشعلة المطفأة منه ويحاول إشعالها، إن استطاع. وبالفعل غنّى محمد بإحساس عالٍ متحدّياً نفسه بتقديم موال لبناني لوديع الصافي، فأقنع شيرين منفردة وقالت له «ما يهمّكش حد، أنا اخترتك»، فكان محمد أول المنضمّين إلى فريقها
.

روني الشمالي من العراق هو ثاني المشاركين الذين رافقهم والدهم إلى المسرح. هو سر أبيه في مهنة الكهرباء حيث يعملان معاً في هذا المجال. قرر أن يخرج من عباءة الوالد وأن تكون له مهنة أخرى غير الكهرباء، ألا وهي الغناء. غنّى «لا خبر» ولم يلق سوى كاظم مدرّباً يريده. وعندما التفت كاظم بكرسيه نحوه بكى روني وضاع وضيّع معه صوته الذي تأثّر بفرحته. كل هذا التأثّر عزاه روني إلى جملة ردّدها «حلم حياتي لقاء القيصر كاظم الساهر». 

الفنانة التونسية غالية بن علي كانت المشاركة الثالثة. أتت من بلجيكا خصيصاً للالتحاق بالتصوير. لم تخف أن تتأثّر مسيرتها الفنية إذا خسرت، وهذا ما حصل فعلاً، فهي أرادت أن تلتقي الجمهور العربي وأن تعرّفه على أسلوبها المميّز في الغناء.

بعد خسارة بن علي، أطلّت الموهبة المصرية عبدالله فتحي، الشاب الذي يدرس الهندسة ويحبّ الغناء. نجح فتحي في استمالة كاظم بعد غنائه لصابر الرباعي أغنية «أتحدّى العالم»، فأثنى عليه صابر وقال «أحسنت، الأغنية صعبة وصوتك راكز». أما عاصي فقال «خامة صوتك جميلة ونحن في وضع حرج لأن كل الأصوات جميلة، لذا تردّدت في ضغط الزر». انضم فتحي إلى فريق كاظم الذي قال عنه «أنا متأكّد أنك تملك مقوّمات مخبّأة، وأن رهبة المسرح أثّرت عليك، أهلاً بك في فريقي».

محمد عدلي من المغرب هو المشارك الخامس. اعتاد أن يغنّي في الكورس خلف الفنانين الكبار، كاظم الساهر مثالاً. حلم محمد بأن تكون له مسيرة خاصة وأن يصبح فناناً يغنّي منفرداً على المسرح كالفنانين الذين كان يغنّي وراءهم، لذا شارك في «أحلى صوت». غنّى «ممنونك أنا» فأدارت له شيرين الكرسي وقالت: «ما فيش إحساس بعد كده، بعد ما يتكلّموا الأساتذة أنا عايزة بوسك». أجمع المدرّبون الأربعة على ثبات صوته وإحساسه العالي وقرب صوته من القلب، لكن شيرين هي الوحيدة التي اختارته.

الثابت الوحيد في حياة يسرا الجندي هو الغناء. فطيلة حياتها غيّرت مهناً كثيرة مع الحفاظ على الغناء هوايةً لها. غنّت My Love is your Love، لكن لسوء حظّها نسيت الكلام فراحت ترتجل كلاماً وتسمّي المدرّبين بأسمائهم ليدوروا بكراسيهم نحوها، لكن ما من مجيب. لم يختر أحد يسرا لكنّ لا شكّ أن هذا الظهور هو انطلاقة جيّدة لها في عالم الفنّ.

أطّلت يسرا منصور المغربية التي فقدت والدها في وهي في الـ 12 سنة فلم تجد سوى الموسيقى سلواها لتخطّي هذه الأزمة. غنّت Just the 2 of us وعزفت على الغيتار فألهبت المسرح وجعلت المدرّبين الأربعة يضغطون الزر. شيرين وقفت على الكرسي من شدّة تأثّرها، وقال صابر «أبهرتِنا، من أول ما عزفتِ على الغيتار أخذنا فكرة أنك ممتازة». احتارت يسرا من تختار لكنّها في النهاية تبعت قلبها وقالت «أنا بموت فيك يا شيرين» لتعلن انضمامها إلى فريق شيرين.

المشاركة الثامنة كانت ياسمينا السيّد من مصر، الفتاة التي حصلت على درجات ممتازة في المدرسة وتمنّى عليها والداها دراسة الهندسة. لكن ياسمينا رفضت الانصياع لرغبة الوالدين ودرست الموسيقى مذكّرةً أمها بحلمها الذي طمسه لها جدّها. التحقت ياسمينا بقوة بركب the Voice آملةً أن تحقق حلم والدتها وتصبح فنانة مشهورة فغنّت «أكذب عليك» وأثّرت في عاصي وصابر اللذين ضغطا الزر من أجلها. قال لها صابر «في صوتك بحّة فيها شجن»، فيما قال عاصي «خامة صوتك نادرة، رأيت فيك شيرين جديدة، على نجاة الصغيرة، على مطربة رائعة»، فاختارت ياسمينا عاصي وكانت سادس المنضمّين إلى فريقه.

قرّر الملحّن المصري محمد خلف أن يكون مطرباً وأن يعلن هذا الأمر عبر the Voice. غنّى بإحساسٍ عالٍ فأدار له كاظم الكرسي وقال له «صوتك مميّز جداً، ان شاء الله سأختار لك أغاني تليق بصوتك»، فأضافت شيرين «صوتك جميل جداً وحنون واختارك شخص مش سهل أبداً»، وقال عاصي «شعرت بأني سأرى شخصاً أكبر في العمر، نوعية صوتك تشبه نوعية صوت كارم محمود».

مريم شجري الشابّة المغربية هي الموهبة العاشرة في هذه الحلقة. درست إدارة الفنادق وتألّقت في برنامج Studio 2M، واشتهرت في المغرب العربي لكن طموحها تخطّى المغرب وأرادت أن تصل إلى جميع أقطار العالم العربي بصوتها. غنّت «مستنّياك» فاستدار لها عاصي وصابر وشيرين. وحده كاظم لم يدر بكرسيه، فركض عاصي وصابر نحوه وضغطا له الزر الأمر الذي تسبّب بعطلٍ في الكرسي، وكأنّه الوحيد الذي دافع عن كاظم وخياراته. اضطر كاظم أن يقول رأيه واقفاً، فعبّر لمريم عن جمال صوتها شعراً «إني خيّرتك فاختاري ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري»، فرّد عليه عاصي بشعرٍ آخر مأخوذ من أغنيته «إني عشقتك واتّخذت قراري»، وقال «ماذا أخاف ومن أخاف» فساد جو من المزاح والضحك في المسرح اختارت بعده مريم صابر الذي قال «انت الصوت الناقص في فريقي مريومة».

السعودي ابراهيم الدواليبي الذي يحبّ مواقع التواصل الاجتماعي حيث يمضي معظم وقته متصفّحاً تويتر وفايسبوك، جاء إلى برنامج the Voice كي يثبت للعالم العربي أن المغنّين السعوديين يغنّون غير الخليجي ونجح في ذلك. غنّى «أتحدّى العالم» لصابر الرباعي الذي اختاره منفرداً وقال «شدّني الشجن بصوتك، وإصرارك على التلوين بصوتك»، فبكى ابراهيم قائلاً «حلم حياتي أن أغنّي على المسرح» واتجه صوب صابر وسلّم عليه منضمّاً إلى فريقه.

مرورٌ غير موفّق لأحمد اسماعيل من مصر الذي غنّى «على قد الشوق»، تبعه مرور لكنزة العوض من المغرب التي غنّت At last بصوت قوي ومتمكّن، فأدار لها صابر وشيرين الكرسي وفوجئا بصغر حجمها، فتغزّل كاظم بصوتها وشعرها وأشاد عاصي بأدائها وقالت لها شيرين «صوتك مميّز لا يشبه صوت أحد»، وربح صابر المعركة قائلاً «أسعدني صوتك وانت كنز لي».

الموهبة الأخيرة  في الحلقة الثالثة من برنامج «أحلى صوت» كانت السورية إيناس لطّوف. درست الموسيقى وأحيت حفلات عديدة في بلدها وتميّزت بأناقتها التي تشبه أناقة نجوم السينما في سبعينات القرن الماضي. لم يضغط الزر لانتقاء إيناس سوى عاصي الذي قال «يدي سبقتني في ضغط الزر، أحبّ هذا النوع من الأصوات»، فردّت عليه قائلة «لن تندم لأنك اخترتني في فريقك، وأنتم (موجّهة الحديث إلى باقي أعضاء لجنة الحكم) سترون ماذا سأفعل مع عاصي». اشادت بها شيرين وقالت «أنت فراشة بيضاء» فقاطعتها إيناس قائلة «وأنت لماذا لم تختاريني يا شيرين؟». ضحك الجميع وافتخر عاصي بخياره لأن مثل هذه الشخصية المنافسة هي ما يبحث عنه وقال لها «سنعمل على الشؤون الاجتماعية والإدارية في الفريق».


كواليس

صابر والكرسي

- كيف وجدت الكرسي؟
الجلوس على الكرسي مسؤولية كبيرة تشعرني بالحرج تجاه مواهب لم نلتفت إليها أنا وزملائي المدربون. أبحث عن صوت يتمتع بإحساس عال ومميز يدفعني إلى ضغط الزر بكل ما أوتيت من قوة. وفي كلّ مرّة تعجبني موهبة، أرقص في مكاني على أنغام الموسيقى متحمّساً وأقف وأصفّق من دون سابق تصوّر وتصميم.

- هل يحزنك اختيار متسابق أعجبك مدرّباً غيرك للانضمام إلى فريقه؟
طبعاً لا، و(يقول مازحاً) هو الخاسر وليس أنا!


عاصي واللغة الفرنسية

معظم المشاركين الذين يأتون من المغرب العربي يتحدّثون اللغة الفرنسية دون سواها، فكان صابر، الذي يتحدّث الفرنسية بطلاقة، يحاول استمالة المواهب بالتحدّث معهم بلغتهم، ما استفزّ عاصي الذي راح يردّد عبارات بالفرنسية فقال مثلاً لحسّان عمارة comme c'est jolie، وفعل الأمر نفسه مع المشاركة منى روقاشي التي غنّى لها بالفرنسية أغنية Faisons l'Amour.


كاظم وأشعاره

تنوّعت الأساليب التي اعتمدها عاصي وصابر وشيرين لكسب المنافسة وجعل المواهب تختارهم، فرقص صابر و«هيّص» عاصي ووقفت شيرين على الكرسي، وبقي كاظم وحيداً جالساً بهدوء ورزانة لا يملك سوى الشعر وسيلة قتال. لذا سنرى كاظم في حلقات المرحلة الأولى من the Voice يستعين بأشعار أغانيه للتأثير على المواهب.


شيرين و«جمهورية مصر العربية»

مع مرور المواهب المصرية على المسرح، كانت شيرين تصرخ من كرسيها بعد التعرّف إلى هوّية المغنّي «تحيا جمهورية مصر العربية». وردّدت هذه العبارة عشرات المرّات لتؤثّر على خيار المواهب وتجعلها تختارها، فنجحت مع مشاركين وفشلت مع آخرين، وظلّت «جمهورية مصر العربية» حيّة في كل تصويرات البرنامج على لسان شيرين.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077