بشرى وقوّة المرأة العربية
تؤكد أنها باتت تشعر بالفخر بعد تجربتها في لجنة تحكيم “مهرجان عمَّان السينمائي”، الذي شاركت فيه أخيراً بعد الاعتذار عنه لأكثر من مرة، كما انتهت من تصوير فيلمها السينمائي الجديد “أولاد حريم كريم”؛ الذي تشارك في جزئه الثاني بعد 18 عاماً من عرض جزئه الأول. في حوارها مع “لها”، تتحدث النجمة بشرى عن تجربتها في لجنة تحكيم “مهرجان عمَّان”، وتكشف تفاصيل مشاركتها في فيلم “أولاد حريم كريم” مع الفنان مصطفى قمر، وأسباب حماستها لمسلسلها الجديد “طبيبة شرعية”، وعودتها الى الغناء، كما تتطرق الى علاقتها مع طليقها، وموقفها من الزواج مجدّداً، وأمنيتها التي لم تتحقق بعد.
- لماذا تأخرت زيارتك الى المملكة الأردنية الهاشمية رغم دعوتك المتكررة الى “مهرجان عمَّان السينمائي”؟
لقد تلقيت أكثر من دعوة خلال السنوات الماضية للمشاركة في هذا المهرجان الضخم العزيز على قلبي، لكن نظراً للظروف التي كنا نعيشها في الوطن العربي والعالم بسبب جائحة كورونا، اعتذرت عن تلبية الدعوة أكثر من مرة، الى أن جاءت الفرصة أخيراً وتحققت المشاركة هذا العام، وفخورة لأنني كنت ضمن لجنة تحكيم أفلام المهرجان لسببين: الأول هو أنني عضو في مهرجان مهم مثل “مهرجان عمَّان السينمائي”، والثاني هو أنني أعشق فن السينما ومشاهدة الأفلام؛ ولذلك أسعدُ بأي دعوة تتضمن عدداً من الأفلام، وأتمنى أن أكون قد نجحت في تقييم أصحاب المواهب الحقيقية بوعي وإنصاف.
- بمَ تشعرين وأنتِ تشاركين في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية دولية؟
أرغب دائماً في خوض تجربة التحكيم، لأنها تجعلني أرى العمل الفني من منظور مختلف، فأُقيّمه بالاستناد الى نقاط محدّدة كنت قد وضعتها من قبل، وليس من أجل المتعة البصرية فحسب. تجارب التحكيم توقظ كل حواسي لمتابعة أدق تفاصيل العمل الدرامي من صوت وصورة وديكور... كما أنها تتيح لي رؤية المواهب الشابة وتقديم الدعم لها. وللأمانة، خلال تواجدي هذا العام في المملكة الأردنية الهاشمية، رأيت عدداً كبيراً من المواهب الشابة القادرة على إثبات نفسها مستقبلاً، وفوجئت بنوعية جيدة من السرد والحكي في موضوعات خارج الصندوق تستحق الإشادة بها، وأتمنى أن تواصل السينما نجاحها في الأردن أسوة بالأعمال السينمائية الناجحة التي تُقدّم في مصر وتونس والجزائر والمغرب ولبنان.
- مشاركتكِ في إنتاج فيلم “أولاد حريم كريم 2” بعد 18 عاماً من عرض جزئه الأول، هل هي مغامرة؟
بكل تأكيد، إنتاج فيلم “أولاد حريم كريم” مغامرة من نوع آخر بالنسبة إليّ، خاصة بعد نجاح جزئه الأول ورسوخه في أذهان جمهور السينما في الوطن العربي وليس مصر فقط. أعتقد أن تقديم أجزاء جديدة من أفلام قديمة ليس أمراً غريباً، بل هو شائع في كل دول العالم، ما دامت أحداث العمل قابلة للتطور وتحتمل إضافة أي جديد، علماً أن الفيلم يدور في إطار رومانسي كوميدي بسيط، مليء بالضحك الذي يعتمد على كوميديا الموقف بعيداً من أي إيحاءات.
- ما الذي ستقدّمه بشرى في الجزء الجديد من الفيلم؟
لن أكشف عن أي تفصيل يخصّ دوري في الفيلم، لأنني لم أشارك في الجزء الأول منه، ولذلك ستكون الشخصية التي أقدّمها في الجزء الثاني مهمة ومحورية في الأحداث، وسأتركها مفاجأة للجمهور... ورغم أنني قد أُغضب المخرج علي إدريس، سأكشف أن كلاً من الشخصيات الجديدة في العمل ستلعب دوراً محورياً في الأحداث، سواء الكبار أو الصغار، ففي النهاية نحن نتحدث عن عمل عاد الى الحياة بعد 18 عاماً، ولذلك من الطبيعي أن تنضم إليه شخصيات جديدة وتختفي أخرى وفقاً لسياق الأحداث.
- لماذا لم تكتفي بالإنتاج وقررتِ خوض تجربة التمثيل في الفيلم؟
لم أكن أخطّط للمشاركة بالتمثيل في هذا الفيلم، لكن المخرج علي إدريس والكاتبة زينب عزيز قدّما لي سيناريو عبقرياً، يجعل مَن يقرأه يوافق عليه بلا تردّد. وكما قلت في البداية، العمل بالنسبة إليّ مغامرة، كما أنني مثل الجمهور أحببتُ الفيلم ومتشوقة لمعرفة ماذا سيحدث لتلك الشخصيات بعد مرور الزمن عليها.
- اعتذر عدد من الفنانات اللواتي شاركن في الجزء الأول من الفيلم، ما السبب؟
لا أعرف سبب عدم مشاركتهن، خاصة أن الكاتبة زينب عزيز وضعت سيناريو الفيلم من دون شخصياتهن بعد أن علمت بمصير جميع أبطاله، علماً أنني آخر شخصية تنضم الى العمل.
- هل ستقدّمين دويتو غنائياً مع الفنان مصطفى قمر خلال أحداث الفيلم؟
هذه أيضاً من مفاجآت الفيلم، لكن كل ما يمكنني قوله إن هناك أغنية رائعة بعنوان “لت وعجن” أعتقد أنها ستنال إعجاب الجمهور حين عرض الفيلم، وقد أحببتها كثيراً وكذلك مصطفى قمر.
- حدّثينا عن إنتاجاتك الفنية الجديدة؟
أُحضّر حالياً لفيلم من إنتاجي بعنوان “ليه تعيشها لوحدك” من بطولة الفنانين: خالد الصاوي وشريف منير وسلمى أبو ضيف، وقد يبصر النور مع نهاية العام الجاري.
- وماذا عن الدراما؟
انتهيت أخيراً من تصوير دوري في مسلسل “طبيبة شرعية”، وهو عمل جديد عليَّ تماماً، لم أقدّم مثله من قبل، لذلك تحمّست كثيراً للمشاركة فيه، وهو من تأليف محمد الغيطي وإخراج شادي أبو شادي، وأشارك في بطولته مع الفنانين: صلاح عبدالله ونضال الشافعي وفراس سعيد ومروة عبدالمنعم، وتدور أحداثه حول عالم الطب الشرعي والأبعاد العلمية والفنية والطبية في تفسير الجريمة من خلال كواليس حياة طبيبة شرعية وزميلاتها، بعد أن وجدن أنفسهن متورطات في قضايا ترتبط بعملهن وتؤثر في حياتهن الشخصية.
- لماذا تبتعدين عن الغناء لفترات طويلة؟
أحبّ الغناء وأشتاق إليه دائماً، ربما ابتعدت عنه في الفترة الأخيرة بسبب ظروف الإنتاج السينمائي، والتمثيل، والمشاركة في المهرجانات السينمائية، لكنني عُدت إليه من جديد، وسعُدت بالنجاح الذي حققته أغنيتي مع المطرب الأوزبكي Azzamchik، بحيث تخطّت حاجز الـ60 مليون مشاهدة على موقع “تيك توك” بعد طرحها بساعات، وهذا رقم قياسي بالنسبة إليّ، وهنا لا بد من توجيه الشكر الى الشاعر هيثم سليم والملحن والموزّع الموسيقي إسلام صبري، كما أشكر كل مَن شاركني في أغنيتَيّ الجديدتين “رنة الخلخال” و”الليل”، وهما من أشعار أحمد حداد.
- كيف ترين أوضاع التمثيل في الفترة الحالية؟
يجب أن نعترف بأن الفنان يجد اليوم صعوبة بالغة في العثور على أعمال فنية جيدة، لأن الأعمال الدرامية قليلة مقارنةً بعدد الفنانين المتواجدين على الساحة الفنية. نحن نحتاج إلى لوائح وقوانين تحمينا وتنظّم العمل، وأعتقد أن مجلس النقابة برئاسة الفنان أشرف زكي، والمتطوعين منا، نحتاج الى المزيد من العمل على هذا الأمر، وأتمنى لهذه المهنة أن تسير نحو الأفضل.
- ما الصعوبات التي لم تتمكن بشرى من تخطّيها حتى الآن في حياتها؟
واجهتُ صعوبات كثيرة في حياتي بكل المجالات، سواء بالعمل الفني أو الإنتاجي وحتى في الحياة الشخصية، لكن يبقى الأهم هو الاقتناع والرضا بما قدّره لنا الله، فما دمت راضياً في حياتك تستطيع أن تتغلب على الصعوبات التي تمر بها. وأنا اليوم أحرص على العيش بسعادة، وأنقل هذه السعادة الى المحيطين بي وأشجّعهم على العيش بهناء.
- هل عانيتِ مشاكل بعد انفصالك عن زوجك؟
أبداً، لأن علاقتنا متحضّرة ومبنية على الاحترام، لدرجة أن يوم مروري على السجادة الحمراء في حفل افتتاح “مهرجان عمَّان السينمائي”، كان طليقي يطمئن عليَّ، لأننا تربّينا على المبادئ السليمة، وستظل علاقتنا قائمة على الود، لأن الانفصال ليس نهاية العالم، بل ربما يكون بداية لمرحلة جديدة في الحياة، علماً أن علاقة صداقة كانت تجمعنا قبل الزواج، وتزوّجنا، ثم انفصلنا وحافظنا على صداقتنا، بحيث أستشيره أحياناً في أمور تخصّني، والعكس صحيح.
- هل يمكن أن نرى بشرى عروساً؟
الزواج قسمة ونصيب، وأنا أدعو الله أن يوفّقني في حياتي، ويختار لي الأفضل.
ما دورك في النسخة الجديدة من “مهرجان الجونة السينمائي” التي ستنطلق قريباً؟ كنت عضواً مؤسّساً للمهرجان، لكن دوري هذا انتهى بتقديم استقالتي، وسأحلّ ضيفةً على دورة السادسة من المهرجان بحيث أشاهد الأفلام الجديدة التي لم تتسنَّ لي متابعتها بسبب ضيق الوقت، كما ألتقي بالعاملين في مجال السينما، وأسهر مع زملائي الفنانين، فدوري التنفيذي في “مهرجان الجونة السينمائي” انتهى فعلاً مع نهاية الدورة الخامسة، وأعتقد أنني قمتُ به على أكمل وجه، واستطعتُ مع فريق عمل المهرجان أن نضعه في صدارة المهرجانات السينمائية في مصر والوطن العربي، وربما دول العالم.
- كيف تصفين المرأة العربية؟
هي القوة والسند لأسرته.
- ما هو حلم بشرى الذي لم يتحقق بعد؟
تقديم شخصية داليدا.
- ما أحب الأماكن الى قلبك؟
الجونة وشرم الشيخ، وخارج مصر أحب لبنان كثيراً.
- ما هي حكمتك في الحياة؟
اتّقِ شرّ من أحسنت إليه.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024