فخامة تفوق الخيال في “الريتز-كارلتون المالديف”
لا ريب في أن جزر المالديف هي من أجمل الأماكن في العالم لقضاء شهر العسل، أو إجازة مع العائلة أو الأصدقاء، أو حتى السفر وحيداً للابتعاد عن صخب الحياة وضوضائها واستعادة الهدوء والسكينة... فالطبيعة هناك ساحرة حيث الشواطئ الرملية البيضاء المعزولة والمياه الفيروزية الصافية وأشجار النخيل الباسقة. تخيّلوا كل هذا الجمال الطبيعي مترافقاً مع فخامة مترفة وخدمات استثنائية لا نظير لها يقدّمها منتجع «الريتز-كارلتون المالديف» The Ritz-Carlton Maldives, Fari Islands الذي وجّه إليّ دعوة لقضاء بضعة أيام في ربوعه فحزمت أمتعتي وانطلقت في رحلة كنتُ على يقين مسبق بأنها لن تخيّب أبداً آمالي.
وصلتُ إلى مطار ماليه الدولي وكان في انتظاري مركب سريع لينقلني إلى منتجع “الريتز-كارلتون المالديف” The Ritz-Carlton Maldives في جزر فاري على الطرف الشمالي الشرقي من نورث ماليه أتول. بعد رحلة رائعة استغرقت قرابة 50 دقيقة بالمركب السريع، وصلتُ إلى المنتجع الذي اتضح لي من الوهلة الأولى أنه وجهة مميزة تستقطب كل من ينشد إقامة راقية تجمع بين روعة الإجازة في المالديف ومعايير الفخامة في الضيافة. وأودّ الإشارة إلى أنه يُمكن الوصول إلى المنتجع أيضاً عبر رحلة لمدة 10 دقائق بالطائرة المائية تنطلق من مطار فيلانا الدولي.
فور وصولي إلى المنتجع، رافقني “بونياد”، مضيفي الشخصي Aris Meeha (آريس ميها) خلال فترة إقامتي وأخذني في جولة سريعة في أرجاء المنتجع قبل أن أدخل إلى الفيلا الشاطئية التي تم حجزها لي، والتي جعلتني بكل بساطة أنبهر أمام روعة الشواطئ الرملية البيضاء والمياه اللازوردية للمحيط.
تصميم راقٍ مستوحى من الطبيعة
أُوكلت مهمة تصميم منتجع “الريتز-كارلتون المالديف” إلى شركة “كيري هيل” للهندسة المعمارية الحائزة جوائز عدّة، وتم الحرص على استلهام التصميم من عناصر المحيط الطبيعي الفريد. يتمحور كل جانب من جوانب فلسفة وتصميم المنتجع حول مفهوم الكلية والروح الحقيقية لجزر المالديف، من الهندسة المعمارية الدائرية البسيطة إلى الفكرة الشاملة للكمال. الرؤية وراء التصميم الأيقوني للمنتجع مستوحاة من المناظر الطبيعية للبحيرة الفيروزية ونسائم المحيط، التي تبرز حياة الجزيرة بطريقة خلابة، وهذا يشمل التصميم الداخلي والخارجي المتواضع والناعم والمريح من الناحية الجمالية.
يضمّ المنتجع 100 فيلا فاخرة مكوّنة من غرفة نوم واحدة أو غرفتين أو ثلاث، تتربع فوق مياه المحيط أو على امتداد خُلجان الشاطئ. وتوفر الفلل مساحات معيشة رحبة تتماهى بسلاسة مع المساحات الخارجية بفضل الأبواب البانورامية المُنزلقة، بالإضافة إلى شُرفة خاصة مع منصّة للاستجمام تحت أشعة الشمس الدافئة، وحوض سباحة خاص مُتماهٍ مع الأفق والمناظر الخلابة للطبيعة المحيطة. ويستمد التصميم البسيط للمنتجع رونقاً إضافياً بفضل تأثيره البصري في البيئة، كما يستقي جمالية فريدة من محيطه الطبيعي، ما يتيح للضيوف الاستمتاع بتجربة فاخرة بكل المقاييس. ولكل تصميم فيلا خصوصية تامة، لكونها محاطة بمنحنيات وخطوط الهندسة المعمارية الشاملة، مع تدفّق المياه والمناظر الطبيعية حول المساحات. تطل كل غرف النوم على الأفق من خلال الأبواب البانورامية المنزلقة التي تزيل الحاجز بين الداخل والخارج، مع مسبح خاص يندمج مع المحيط.
ويلتزم المنتجع بتلبية احتياجات كل ضيف في الغرف عبر توفير خدمة المضيف الشخصيAris Meeha (آريس ميها)، المستوحاة من العادات الملكية القديمة في جزر المالديف، والتي تندرج ضمن إطار الخدمات المميزة المتخصّصة التي لطالما اشتُهرت بها فنادق “الريتز-كارلتون”.
تجارب طعام استثنائية
علاوةً على الأناقة والرقي والفخامة، أذهلتني أطباق الطعام الشهية والمتنوعة في منتجع “الريتز-كارلتون المالديف”. فهناك سبعة مطاعم مختلفة تتيح للضيوف الاستمتاع بتجربة مثالية تمزج بين الأطعمة الفاخرة وقوائم المأكولات الصحية أثناء الاستمتاع بمشاهدة الإطلالات الخلابة على المحيط. تناولت العشاء في الليلة الأولى في مطعم “سامر بافيليون” Summer Pavilion السنغافوري الحاصل على نجمة ميشلان، ويوفر مساحات جميلة فوق الماء مزيّنة بأضواء الفوانيس، ويقدّم أشهى المأكولات العصرية المستوحاة من منطقة كانتون الصينية. وفي الليلة الثانية، أُتيحت لي تجربة التيبانياكي في مطعم “إيواو” Iwau، الذي يشير اسمه إلى “الاحتفال” باللغة اليابانية، وهو وجهة فريدة لتحضير وجبات التيبانياكي في الهواء الطلق. أما الفطور فكان يومياً في مطعم “لا لوكاندا” La Locanda الذي يقدّم خيارات عدة ومتنوعة تلبي كل الأذواق للفطور والغداء والعشاء. أما مطعم “بيتش شاك”Beach Shack فكان وجهة عائلية مميزة، حيث يمكن الاسترخاء وتناول أشهى المأكولات أمام الشاطئ الرملي والبحر الواسع، فيما يتيح مطعم “أو بار” Eau Bar لضيوفه الاسترخاء وسط أجوائه الساحرة أمام المسبح الكبير اللامتناهي، وتناول أطباق المحار والكافيار الطازج مع أطيب الكوكتيلات. وفي كل مساء، يُقام في Eau Bar احتفال تقليدي على وقع الطبول مع أجمل الإطلالات على مشهد غروب الشمس.
ولا ننسى طبعاً مطعم “أرابيسك” Arabesque المميز بتصميمه على طراز الخيمة البدوية التقليدية، حيث يقدّم لضيوفه أشهى المأكولات من مطابخ عدة بدءاً من لبنان إلى شمال الهند؛ بينما يمثّل مطعم “توم توم” المتنقل وجهة فريدة لتذوّق المأكولات الآسيوية الخفيفة، وهو محطة مثالية للضيوف في منتصف اليوم.
أنشطة متنوعة ومسلّية
يستطيع ضيوف منتجع “الريتز-كارلتون المالديف” الاستمتاع بمجموعة تجارب مصمَّمة لتعريفهم بثقافة جزر المالديف، بما في ذلك المغامرات المشوّقة مع برنامج سفراء البيئة الذي أطلقه جان ميشيل كوستو. من شأن هذا البرنامج الفريد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أن يُلهم الضيوف للتواصل مع الطبيعة وحياة المحيطات والمساهمة في حمايتها للأجيال القادمة.
ويسلّط برنامج المنتجع الضوء على الثقافة الغنية والنظام البيئي الفريد لجزر المالديف من خلال تجارب غامرة تلبي متطلبات الصغار والكبار على حدّ سواء، وتشمل دروس الطهي ورحلات السفاري بالدرّاجة الهوائية حول المنتجع، وتجربة “عجائب الحياة المائية” التي يُقدّمها أحد علماء الطبيعة المشاركين في البرنامج.
من جهة ثانية، يقدّم المنتجع برنامج “ريتز كيدز” الخاص بالعطلات الذي يشمل منطقة داخلية وخارجية تلبّي احتياجات الأطفال، مع وجود جليسات يساعدن في الاهتمام بالأطفال للسماح للأهل بقضاء وقت خاص والاستمتاع بالأنشطة المخصّصة لهم. يوفر نادي الأطفال حوالى 30 نشاطاً مختلفاً تهدف إلى تشجيع الاستكشاف، بما فيها تجربة “ريتز كيدز للبحث عن الكنز”، وبرنامج ممتع لليافعين يتضمن دروساً للتصوير تحت إشراف نخبة من خبراء التصوير السينمائي.
كما يوفر المنتجع تجارب مميزة لعشّاق الغوص والغطس من خلال مركز الغوص المتخصّص تحت إشراف شركة “دايف بتلر إنترناشونال”. ويحظى الضيوف بفرصة الاستمتاع برحلة بحرية مميزة على متن مراكب الدوني التقليدية، ما يتيح لهم مشاهدة الدلافين أو السباحة مع السلاحف وأسماك المانتا راي.
ويشتمل المنتجع أيضاً على مساحات مخصّصة للرياضة واللياقة البدنية، وبرنامج شامل لرياضة التنس مع تدريب متخصّص. ويمكن الضيوف الانضمام إلى الدروس المخصّصة لتعليم القرع على طبول البودبيرو، التي تُعد أحد أنماط الموسيقى المالديفية التقليدية وجزءاً محورياً من الثقافة الشعبية في المالديف.
جلسات سبا مميزة
يوفر سبا “الريتز-كارلتون” تجربة صحية شاملة ومفعمة بالفخامة بالشراكة مع علامة “بامفورد” المتخصّصة بمنتجات العافية المستدامة، ما يوفر للضيوف ملاذاً للتنعّم بالاسترخاء والهدوء فوق بحيرة فيروزية صافية. يضمّ السبا تسع غرف علاجية، بما يشمل جناح سبا مع ردهة للاسترخاء فيه وصالون وبوتيك. كما تتمتع كل غرفة علاجية بتصميم فريد ينضح بالطاقة الإيجابية، ناهيك عن قائمة علاجات السبا المخصّصة وجلسات التدليك العلاجية باستخدام مجموعة من الزيوت النباتية ومواد العناية بالجسم والبشرة من علامة “بامفورد”.
إلى اللقاء...
أربعة أيام استثنائية أمضيتها في منتجع “الريتز-كارلتون المالديف” وتوجّب عليّ العودة إلى بيروت. تمنيت لو أنني أستطيع البقاء لوقت أطول في تلك البقعة الساحرة من الأرض، حيث الهدوء والسكينة. ذكريات رائعة حفرت في عقلي وقلبي، وأنا على يقين بأنها سترافقني لسنوات طويلة. وقد عاهدت نفسي على أن أعود إلى جزر المالديف في أقرب فرصة سانحة لأنها المكان المثالي لقضاء إجازة لا تُنسى.
شاركالأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024