السينما والتلفزيون لدعم مواهب المرأة الخليجية... الشيخة أبرار الصباح
الشيخة أبرار الصباح منتجة سينمائية وتلفزيونية من العائلة الكويتية الحاكمة، لحقت بشغفها وامتهنت الإنتاج الفنّي الهادف ووضعت نصب عينيها هدفاً واحداً: تغيير الصورة النمطيّة المرسومة عن المرأة العربيّة والمجتمع الخليجي. حوار خاص مع امرأة استثنائية تنشد التغيير الإيجابي من خلال الفنّ.
- مَن هي الشيخة أبرار الصباح؟ وكيف تعرّفين عن نفسك؟
الشيخة أبرار الصباح، امرأة كويتية، دخلت في مجال إنتاج وصناعة الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية وريادة الأعمال. هدفي هو تشجيع المواهب الفنية، خصوصاً النساء العربيات العاملات في هذا المجال وإلهامهن وتشجيعهن على تطوير المجال الإعلامي وصناعة المحتوى في عالمنا العربي. شغفي كبير بعملي وأؤمن بأنّ لدينا الكثير من المواهب والطاقات الكويتية والعربية التي يجب دعمها لمساعدتها على تحقيق طموحاتها.
- كيف وُلد حبّك للإعلام والإنتاج التلفزيوني والسينمائي؟
لطالما شُغفت بمجال الإعلام لكونه من أكثر المجالات التي تؤثر في المجتمع وتساهم في خلق التغيير. وقد استُعمل الفن عبر العصور لتوثيق الأحداث والتاريخ. ومن هنا جاء اهتمامي بدراسة الإعلام والتلفزيون والسينما لأفهم أكثر مدى تأثير هذه الوسائل في المجتمعات، ودورها المهم في خلق التغيير المنشود. فأنا أؤمن بهذا الدور الجوهري والأساسي في نهضة البلاد وتطوير مجتمعاتنا، وبالتالي إحداث نقلة نوعية فيه.
- بصفتك مؤسّسة ورئيسة مجلس إدارة شركة “أبيز برودكشنز” للإنتاج الفني والمسرحي، ما الصعوبات التي تواجهها المرأة الخليجية في مجال الإنتاج الفني؟
مثل أي مهنة، هناك العديد من التحديات التي أواجهها يومياً، ولكن لا شك في أنّ أبرزها كان إيجاد فريق عمل يؤمن برؤية الشركة وقيمها، وكان لي الحظ بأن أعمل مع أشخاص موهوبين وكفوئين جداً ساهموا في نجاح الشركة في وقت قياسي. إنّ إدارة فريق العمل والإشراف على العمل من اختيار النص وإظهار مواهب الفريق ومتابعة أدق التفاصيل هي بحد ذاتها تحدٍّ يتطلب مجهوداً كبيراً. نحن اليوم في عصر جديد، وهناك مفاهيم جديدة في ريادة الأعمال، والطريقة التقليدية لم تعُد تجدي نفعاً، فأنا عملت جاهدةً على خلق بيئة عمل مختلفة حيث يشعر الموظفون أنهم جزء من هذه الشركة ونجاح الشركة من نجاحهم، فبكل بساطة هذا هو السر وراء نجاح أي شركة.
أضف إلى أننا في شركة “أبيز برودكشنز” نعمل على ابتكار أعمال جديدة، ونسعى دائماً لتقديم الأفضل، إن لناحية الثنائيات أو قصة العمل. كما تتطلب الأعمال منّا مجهوداً كبيراً من ناحية التصوير والإعداد والإنتاج، خاصة أننا نهدف الى تقديم أعمال بمستوى عالمي لكي نتمكن من المنافسة وتقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية ذات مستوى عالٍ لتُعرض على منصات عالمية وإقليمية.
- تنتمين الى عائلة خليجية حاكمة، هل واجهت مصاعب في دخولك عالم الفن والإنتاج؟
على العكس، أفراد عائلتي هم الداعم الأكبر لمسيرتي المهنية، خصوصاً أن هدفي من العمل في هذا المجال هو تصدير ثقافتنا إلى كل العالم. فالفنّ هو وسيلة فعّالة تمكّننا من إيصال الصورة الحقيقية عن مجتمعنا الخليجي والعربي وإظهار قيمنا وكسر الصورة النمطية الخاطئة التي نراها في الإعلام والسينما الغربية عن شعبنا ومجتمعنا العربي.
- مَن دعمك، ومَن عارضك في خطوتك هذه؟
عائلتي هم من أول الداعمين لي ويشجّعونني دائماً لأعطي المزيد وأحقق النجاح. وأنا ممتنة لكل مَن ساعدني على دخول هذا المجال، وأشكر فريق العمل الذي يبذل مجهوداً كبيراً في تنفيذ هذه الأعمال التي تلقى تفاعلاً إيجابياً وتحقق نسبة مشاهدة عالية في مختلف الدول العربية.
- كيف تواجهين النقد السلبي والإيجابي؟
أنا أتقبّل النقد البنّاء والذي يُحسّن من مسيرتي، فالنقد الإيجابي أو السلبي يساعدني كي أطوّر مستوى أعمالي ويحفّزني لأعطي المزيد وأقدم أعمالاً مبتكرة ومحتوى متميّزاً. المهم هو أن نعمل باستمرار على تطوير أنفسنا وتقديم محتوى متميز ومبتكَر للجمهور العربي والخليجي.
- تسعين في أعمالك إلى تغيير الصورة النمطية التي رسمها الغرب عن العرب، أي صورة تسعين إلى ترسيخها عن هذه المنطقة ونسائها في عيون الغرب؟
الهدف الأساسي من عملي كمنتجة فنية في المنطقة العربية والخليجية تحديداً هو كسر نمطية النظرة العربية والغربية لدور المرأة في العالم العربي، إضافة الى سعيي الدائم لتطوير المواهب وتحفيزها على دخول مجال الإنتاج الفني وتحقيق النجاح. الغرب ينظر إلى المرأة العربية على أنها امرأة مظلومة ليس لها كيان ولا شخصية وأنها تابعة للرجل. ولكنني أعمل اليوم من أجل إظهار الصورة الحقيقية للمرأة العربية وتسليط الضوء على قصص نجاحها من خلال أعمالنا الدرامية ودورها المهم في المجتمع، ولتحقيق ذلك علينا أن ندعم النساء لدخول مجال الإنتاج الفني.
- كانت الكويت السبّاقة في مجال الإنتاجات الدرامية في الخليج. ماذا حققت الدراما الكويتية، وأين فشلت؟
لطالما كانت الكويت سبّاقة في المجال الفني وداعمة للفن والفنانين بشكل عام، وكانت ولا تزال عاصمةً للفن والثقافة في الخليج. وقد حظيت الدراما الكويتية باهتمام كبير من القنوات العربية التي تجذب شريحة واسعة من الجمهور العربي والخليجي. الا أنّ الكويت ومنذ وقت قريب بدأت تستثمر بشكل خجول في مجال الترفيه والسينما والإعلام. ومع ذلك، ما زال هناك غياب للاستثمارات من القطاعين الخاص والعام في هذا المجال، ولم يتم أخذ هذه الصناعة كفرصة استثمارية مهمة وحقيقية لتعزيز القطاعات الاقتصادية غير النفطية في الكويت. وفي السنوات الأخيرة، تمكّنت الدراما الكويتية من العودة بقوة كمنافس في السوق، وقد حققت مسلسلات كويتية نجاحات كبيرة في العالم العربي، بينها مسلسلا “شارع 9” و”زواج إلا ربع”، إضافة الى خوض السباق الرمضاني الماضي بمسلسلين هما: “منزل 12” و”حضرة الموقف” بمشاركة الممثل المصري حمدي الميرغني والذي حصد نجاحاً كبيراً وتفاعلاً إيجابياً من الجمهور العربي والخليجي. واليوم نحن نحصد نجاح مسلسل “حب بين السطور” الذي يحقق نسبة مشاهدة عالية.
كما نعمل في هذه المرحلة على التوسّع من خلال إنتاج أعمال ضخمة ومهمة، فبذلك نعيد دور الكويت في الإنتاج الفنّي والثقافي في منطقة الخليج من خلال أعمال جديدة ومتميزة إن لناحية اختيار النصوص الجيدة أو طاقم العمل المتميز.
- المنافسة اليوم حامية مع رواج الإنتاجات العربية المشتركة التي تحقق نجاحات كبيرة على المستوى العربي. ما رأيك بهذه الظاهرة؟
الساحة الفنية كبيرة ولها بوابة واسعة متاحة للجميع، ونحن نراهن دائماً على التميز في الإنتاج وتقديم النصوص الجيدة. أنا أحترم الجميع، والمنافسة الشريفة في هذا المجال صحية. هذا وقد تعاقدت شركة “أبيز برودكشنز” مع كبار الممثلين رغم أنها شركة فتية ونعمل كفريق واحد لتقديم أعمال ترقى الى المستوى المنشود وتحترم عقل المشاهد. وأنا سعيدة بهذه المنافسة، فهي تحض الجميع على تقديم الأفضل، وبالتالي يكون الجمهور العربي أكثر المستفيدين من هذا التنوع. ولطالما ضمت الدراما الكويتية الكثير من النجوم والممثلين الخليجيين وكانت السبّاقة في هذا المجال، وبالتالي من المهم جداً أن نعود بأعمال كويتية من بوابة خليجية، والهدف من ذلك هو إعادة مكانة الكويت الثقافية والفنية من خلال الأعمال التي تصوَّر في دول خليجية مجاورة، خصوصاً أننا نشهد انفتاحاً كبيراً في دول خليجية في مجال الإنتاج الفني والسينمائي. وأعتقد أن المُشاهد العربي أصبح اليوم على مقدار كبير من الوعي، وهو مَن يحكم على الأعمال، وله نظرة في الأعمال التي تقدَّم عبر الشاشات أو المنصّات الرقمية. وبالتالي نحن مسؤولون عن تقديم أفضل الأعمال التي ترتقي بوعي المُشاهد، فهو الحَكم النهائي في أي عمل. وأنا راضية كل الرضا على أعمالي التي تُعرض الآن، وأحاول دائماً أن أطّلع على آراء الناس لمعرفة ملاحظاتهم والأخذ بها وتفاديها مستقبلاً، فالنقد البنّاء مهم جداً وهو محفّز أساسي لي لأقدّم أعمالاً جديدة ومهمة.
- كونك تعملين في مجال الإنتاج، هل تسعين الى عرض قصص نسائية بهدف الإضاءة على معاناة المرأة في المنطقة وتغيير بعض القوانين الظالمة؟
الفن رسالة، وأنا أحرص على اختيار المواضيع الهادفة. نحرص في “أبيز برودكشنز” على اختيار القصص بدقة وتقديمها بصورة حقيقية وواقعية بعيدة من التزييف والتصنّع. وأنا دقيقة جداً في اختيار الأعمال التي تتوافق مع الثقافة الكويتية والخليجية الى حد كبير، وأسعى دائماً لتقديم ما يلائم المجتمعات الخليجية والعربية من خلال الأعمال الاجتماعية والكوميدية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024