تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نحلم ونحقق... اليوم الوطني السعودي الـ93

ما إن بزغت شمس الأحلام في المملكة العربية السعودية حتى امتطته مهراً وانطلقت في فضاءات الإبداع والازدهار، ففتحت أبوابها للمستقبل الجميل الذي يفيض بالفوائد التي عادت على المملكة بالخير الوفير انطلاقاً من توحيد المملكة على يد قائدها ومؤسّسها المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود (طيّب الله ثراه) كونها منار الهدى، ومهد البطولة عبر المدى، وعمل جاهداً للمّ شمل الأراضي السعودية تحت راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله».


يتجدّد الاحتفال باليوم الوطني السعودي في الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) لبلاد الإباء والشَّمم، لبلاد المروءة والعطاء والهِمم. وكان معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، إلا إطلاق الهوية الجديدة لليوم الوطني الـ93 للمملكة العربية السعودية، والذي يصادف الـ23 أيلول من كل عام تحت شعار «نحلم ونحقق».

حلم تحوّل إلى حقيقة على أرض الواقع في كل مناحي الحياة، فانعكست بوضوح تام على مشاريع ضخمة راهنت عليها المملكة في رؤية السعودية 2030، وهو ما جعلها ترسّخ من قوّتها ومكانتها لمواصلة تقديم دورها المهم والمحوري على كل الصعد. وجاء الشعار الفني مثل فرشاة فنان حالم ينثر عبق حروفه بانسيابية جميلة تتجاوز فضاءات الكون الرحبة، ويرسم حدود أرض المملكة التي تحتضن الحلم بإصرار وعزيمة تجعل منه حقيقة ثابتة شامخة كالجبال. بخط اليد كُتبت الأحلام لترسخ في الأذهان. هكذا يخطّ الحالمون أهدافهم في الحياة ليبدأوا رحلة التحقيق بخطوات مدروسة وواثقة في مشاريع اقتصادية واجتماعية إلى أكاديمية وتعليمية وبرامج سياحية وترفيهية.

بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، انطلقت المملكة في رحلة نحو مستقبل أكثر إشراقاً مع رؤية السعودية 2030، التي وضعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لتكون خريطة طريق تعزّز نقاط القوة التي وهبها الله للشعب السعودي والمتمثلة في: الموقع الاستراتيجي، القوة الاستثمارية، والمركز القوي في العالمين العربي والإسلامي. ويجري العمل على قدم وساق لتمكين المواطنين والشركات للوصول إلى الاستفادة المثلى من إمكاناتهم، إضافة إلى تنويع الاقتصاد، ودعم المحتوى المحلي، وخلق فرص نمو مبتكرة، تعزّزها بيئة داعمة للاستثمارات المحلية والأجنبية، بالتزامن مع فتح صندوق الاستثمارات العامة قطاعات جديدة تساهم في النمو الاقتصادي للمملكة.

ولأن مستقبل المملكة وازدهارها يقومان على العلاقة التشاركية بين القطاعين الحكومي والخاص، يُعدّ بناء قطاع خاص حيوي ومزدهر من الأولويات الوطنية. فالتقدّم الذي تحقق كان نتيجة لعمل المواطنين الجاد، والشراكات مع القطاع الخاص والقطاع غير الربحي، مع الاستمرار بالعمل معاً لتحقيق الأهداف وتعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية. وبنت رؤية السعودية 2030 اقتصاداً حيوياً ومتنوعاً، وعملت على تنمية الصناعات الواعدة، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص النمو لروّاد الأعمال، وفرص العمل للأفراد، لأن الاقتصاد المزدهر يساهم في إقامة الفعاليات الاجتماعية والثقافية والترفيهية والرياضية، وتشييد المتنزّهات والحدائق العامة، وزراعة المسطّحات الخضراء، لينعم الشباب في المملكة بعالم واسع من الخيارات المتاحة لهم.

استثمار

كما هيّأت الحكومة بيئة اقتصادية مرنة ومنفتحة تجذب الاستثمارات الأجنبية، وتدعم المواهب المحلية من خلال تشريعات ولوائح واضحة، وتحفّز روّاد الأعمال على المشاركة الفعّالة في نجاح برامج ومبادرات رؤية السعودية 2030، حيث يساهمون من خلال تميّزهم وابتكارهم في نمو القطاع الخاص وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل. كذلك تعمل الحكومة جاهدة على صناعة مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً للمملكة من خلال خطط التمويل المبتكرة واللوائح الداعمة وبرامج اكتشاف المواهب وتنميتها.

بخطىً ثابتة وإرادة متجدّدة وعزيمة لا تلين، تواصل رؤية 2030 تحقيق أهدافها وطموحاتها عاماً بعد آخر، التي حدّدها ولاة الأمر، وشهد العام الماضي 2022 الكثير من تحقيق الطموحات التي تؤكد أن المملكة تسير في الطريق الصحيح، نحو التقدّم والازدهار.

وبقدر الطموحات التي كانت عليها الرؤية عند الإعلان عنها في صيف عام 2016، وشمولية الأهداف، جاء العمل والجهود التي بذلها الجميع، لتحقيق تطلعات القيادة والشعب في تغيير وجه البلاد، وميلاد مملكة ثالثة، ترتكز على الثوابت والمبادئ، منطلقةً نحو آفاق واسعة، تدفع المملكة للانضمام الى دول العالم الأول المتطوّر والحديث.

اقتصاد

ولأن الرؤية كانت شاملة ووافية لكل مفاصل الدولة، فقد حققت نجاحات ملموسة في العديد من الملفات المهمة، وعلى رأسها الملف الاقتصادي، الذي نال الكثير من اهتمام القيادة الرشيدة، وحافظت من خلاله المملكة على مركزها، كونها صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

عند رصد نجاحات الاقتصاد الوطني، تحت مظلة رؤية 2030، لا ينبغي تجاهل الإيرادات الحكومية غير النفطية، التي زادت بأكثر من الضعف منذ عام 2016، وفاءً بما تعهدت به الرؤية في أحد أهدافها الاستراتيجية، بتقليل الاعتماد على دخل النفط، واستحداث مصادر دخل جديدة، تتمتع بالاستدامة والنمو، بعكس النفط الذي تتذبذب أسعاره بحسب الظروف الاقتصادية والسياسية في العالم.


سياحة

ومن الملفات التي استحدثتها المملكة لإنعاش اقتصادها، ملف السياحة، واستقطاب السيّاح من كل دول العالم، لزيارة مناطق المملكة والتعرف على ما تحفل به من آثار ومواقع سياحية ومناظر طبيعية، وهذا يتطلب من السعودية إطلاق التأشيرة الإلكترونية للسيّاح الدوليين، وتسهيل حصولهم على هذه التأشيرات إلكترونياً.

وضمن مبادرة دعم منشآت الترفيه التي تقدّمها الهيئة العامة للترفيه بالشراكة مع برنامج ضمان التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «كفالة»، قدّمت المبادرة منذ انطلاقها في تموز (يوليو) 2022 نحو 70 مليون ريال قيمة دعم مبادرة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالشراكة مع برنامج «كفالة».

كما تألقت بعروض «ديزني» على الجليد بأكثر من 750 قطعة أزياء لشخصيات «ديزني» في العاصمة الرياض لها محبّوها من مختلف الأعمار، بكل ما تشكّله من تميّز في التصاميم وروعة في الألوان.

اجتماع

ومن الإنجازات المهمة للرؤية أيضاً، أنها نجحت في التحدّي الأكبر، بزيادة نسبة تملّك المواطنين للمنازل، وحلّ أزمة السكن التي عانى منها المجتمع السعودي في وقت سابق، حيث وعدت الرؤية بالوصول إلى نسبة تملّك للمساكن، تصل إلى 70% بحلول عام 2030، واليوم تحقق الرؤية نسبة جديدة، وزادت ملكية المنازل بأكثر من 13%، ويحظى اليوم أكثر من 60% من السعوديين بملكية منازلهم.

إنجاز متفرّد

إنجاز آخر، لا يقل أهميةً عن الإنجازات السابقة، تمثّل في مبادرات المملكة للحفاظ على كوكب الأرض من التلوّث والانبعاث الحراري وارتفاع درجات الحرارة، من خلال إطلاق مبادرة «الرياض الخضراء»، ثم «السعودية الخضراء»، وأخيراً «الشرق الأوسط الأخضر»، ورفعت المملكة طموحاتها في هذا الجانب، بالإعلان عن هدف الوصول إلى «الانبعاثات الصفرية» بحلول عام 2060.


تمكين المرأة

ولم يكن للرؤية أن تحقق ما حققته، في معزل عن جهود المواطن والمواطنة، ومشاركة الطرفين في رحلة التنمية التي شهدتها البلاد. ومن هنا حرصت المملكة على تفعيل برامج تمكين المرأة السعودية، والاعتماد عليها في إضفاء لمستها في كل الملفات الاقتصادية.

وبرامج تمكين المرأة السعودية تميزت بالكثير من الحيوية، وكانت لها تأثيرات إيجابية، ما دفع البنك الدولي للإشادة بالمملكة في هذا الجانب، واعتبرها أفضل مصلح في مجال تمكين المرأة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079