إستياء جماعي من برمجة رمضان...
تعاني القنوات التلفزيونية المغربية منافسة نظيراتها العربية التي تتفوق بشكل كبير في تقديم الأعمال العربية الكبرى، كما أنها تتحول مع التقدم في أيام شهر رمضان إلى طوق نجاة للمشاهدين المغاربة، والذين لم يعجبهم الطبق التلفزيوني المحلي. ولا تعاني القنوات التلفزيونية المغربية منافسة نظيراتها العربية فقط على مستوى المشاهدة، بل يتعدى مجال المنافسة إلى الإعلان، حيث تفضّل العديد من المؤسسات تمرير إعلاناتها في قنوات عربية، مثل مجموعة «إم بي سي» التي تحظى بنسبة متابعة كبيرة في المغرب، بالإضافة إلى قنوات «الجزيرة الرياضية» التي تعرف هي الأخرى نسبة متابعة مهمة بمناسبة نقل الألعاب الأولمبية التي تحتضنها لندن، إذ كشفت إحصاءات «ماروك ميتري» حول قياس مشاهدة قنوات القطب العمومي، أن 50.5% من المغاربة فضلوا مشاهدة القنوات الأجنبية وقت الذروة في شهر رمضان، في مقابل 36.7%، من المشاهدين فضلوا متابعة ما تقدمه القناة الثانية و8% تابعوا برامج القناة الأولى، و3.9% فقط حولوا اتجاههم نحو القناة «المغربية» خلال الأيام الأولى لشهر رمضان الذي تتصاعد فيه نسب المشاهدة.
وتأتي هذه الأرقام الصادمة في ظل التصريحات الأخيرة لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي بمجلس المستشارين وبلقاء جمعه مع وسائل الإعلام، معبراً فيه عن عدم رضاه عما تقدمه قنوات الإعلام المغربي العمومي من إنتاجات وأعمال تشمل «سيتكومات» ومسلسلات في شهر رمضان الجاري، مبرزاً ضرورة إخضاع الأمر إلى تقويم هادئ وموضوعي يرتكز على معطيات موضوعية وعلمية، «يسرد الإيجابيات والسلبيات من قبل خبراء، فالإعلام يجب أن يستجيب لتطلعات المواطنين»، على حد تعبيره.
رداءة
أجمع المغاربة على رداءة المنتوج التلفزيوني الذي شحذت له القنوات العمومية هممها، وصرفت من أجله الملايين في ظروف اقتصادية صعبة، وقال مواطنون تابعوا برامج رمضان على القناتين الأولى والثانية، إن المنتوج الذي يقدم في فترة الذروة لا يرقى إلى مستوى القنوات العربية. ولم تتطور البرمجة الرمضانية كثيرا، مقارنة بالسنوات الماضية، فظل أسلوب التمطيط والبهرجة هو السمة الغالبة، إلى جانب بقاء الأسماء التي تعودت على تأثيث المشهد التلفزيوني. وقال مهتمون إن البرمجة الرمضانية يغلب عليها التمييع، من خلال اعتماد سيتكومات، تفتقر إلى الحبكة الفنية، من قبيل سيتكوم «كلنا جيران» الذي حظي بدعم القناة الثانية للسنة الثالثة على التوالي من دون أن يقدم أي إضافة فنية، رغم اعتماد القائمين عليه على ممثلين مصريين وفكاهي جزائري أثرا على البناء الدرامي للسلسلة، التي تميز جزؤها الثالث بكثير من المطّ، والضحك المجاني، وغلبة الوصلات الإعلانية، وقالت المصادر ذاتها إن نسبة المشاهدة لا تعكس جودة المنتوج، خصوصا أن خصوصيات هذا الشهر تفرض طقوسا خاصة من بينها متابعة البرامج التلفزيونية.
نقاش عنكبوتي
برزت عدة تعليقات وانتقادات على المواقع الاجتماعية التي وجه من خلالها الجمهور المغربي ملاحظات مهمة خاصة بدراما رمضان والممثلين المغاربة الذين نالوا حصة الأسد من الانتقادات على جدران «الفايسبوكيين»، إذ اتهموا بـ«المشاركة في تردي الذوق العام»، «الممثلون المغاربة نمطيون، يظهرون كل سنة بنفس الشكل والمضمون، ولا يفرضون شروطا للمشاركة في الأعمال التي يشاركون فيها».
تألق في عمل ضخم
في المقابل تميزت مشاركة الممثلين المغاربة الذين اختارهم المخرج السوري حاتم علي في مسلسله «عمر»، والذي يحظى بمتابعة مهمة ويعرض على مجموعة من القنوات العربية وعلى رأسها «إم بي سي 1»، بالاحترافية، إذ أتقن هشام بهلول دور عكرمة بن أبي جهل، وتميز الممثل الشاب عبد السلام بوحسيني في الدور الذي اختاره له المخرج، أما الممثل القدير محمد حسن الجندي فكان حضوره في شخصية عتبة بن أبي ربيعة لافتا للأنظار، ولا يمكن أن نستثني من هذا التألق الممثل القدير محمد مفتاح الذي شخّص دور أبي لهب.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024