علماء يحدّدون المناطق المعرّضة لظواهر مناخية متطرفة في المستقبل!
بعد زلزال المغرب وإعصار "دانيال" المدمّر والأمواج العاتية في جنوب أفريقيا، يترقب الجميع التغيّر المناخي الحاصل بحذر وقلق، وقد وجد علماء أن هطول الأمطار المتزامن مع درجات الحرارة القصوى سيصبح أكثر شدةً وانتشاراً في المستقبل.
ونشرت مجلة Earth's Future دراسة مفصّلة عن تغيّر المناخ، حيث أكد العلماء أنه عندما تضرب الظروف الرطبة الحارّة، تؤدي موجات الحرارة أولاً إلى تجفيف التربة والحد من قدرتها على امتصاص الماء. ويصعب على الأمطار اختراق التربة، وتمتد بدلاً من ذلك على طول السطح، مما يؤدي الى حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية وتلف المحاصيل.
وفي هذا السياق، يقول هايجيانغ وو، الباحث في "جامعة نورثويست إيه آند إف" الصينية، والمؤلّف الرئيس للدراسة الجديدة: "لقد نالت هذه الظواهر المناخية المتطرفة المركّبة اهتماماً كبيراً في العقود الأخيرة بسبب تأثيرها الشديد في قطاعات الزراعة والصناعة والنظم البيئية".
واستخدم الفريق سلسلة من النماذج المناخية لتوقع الظواهر المتطرفة المركّبة، بحلول نهاية القرن إذا استمرت انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الارتفاع، ووجدوا أنه في حين سوف تصبح بعض مناطق العالم أكثر جفافاً مع ارتفاع درجات الحرارة، مثل جنوب إفريقيا والأمازون وأجزاء من أوروبا، فإن العديد من المناطق، بما فيها شرق الولايات المتحدة وشرق وجنوب آسيا وأستراليا ووسط إفريقيا سوف تتلقى المزيد من الأمطار.
ولفتوا إلى أن الظواهر المتطرفة الرطبة والحارّة ستغطي أيضاً مساحة أكبر وتكون أكثر شدّةً من الظواهر المتطرفة الجافة والحارّة.
والمناطق التي من المرجّح أن تتضرر من الظواهر المناخية الشديدة الرطبة والحارّة هي تلك المكتظة بالسكان والمعرّضة للمخاطر الجيولوجية، مثل الانهيارات الأرضية والتدفقات الطينية.
وبالتالي أكدت الدراسة أن ما يشهده العالم حالياً ليس عرضياً، بل من الممكن أن تتسبّب غزارة الأمطار وموجات الحر في حدوث المزيد من الانهيارات الأرضية التي تهدّد البنية التحتية، في حين يمكن أن تؤدي الفيضانات والحرارة الشديدة إلى كوارث بشرية ومادية على غرار ما حصل في ليبيا هذا الشهر.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024