كم هو جميل أن نرى لبنان بأعين اللبنانيين، ولا سيما منهم أولئك المغتربين الذي يأبون إلا أن يحتفظوا لوطنهم بأجمل الصور التي تذكّرهم بالجذور والإرث الذي لطالما جعلهم يشعرون بالكثير من الفخر والاعتزاز، والأهم من ذلك كله، الانتماء.
فبمناسبة ذكرى تأسيسها الثانية، عادت الإعلامية زويا صقر مؤسّسة "ذا فلاور سوساييتي" The Flower Society إلى لبنان، إلى الجذور، حيث بدأ كل شيء بحب عميق يربطها بالأرض التي تفوح عبيراً يخاطب الروح، والتلال التي تزهو متألقةً بأجمل النباتات والزهور، لتصوير فيلم قصير يتوّج مسيرتها التي بدأتها منذ عام، في عالم تنسيق الأزهار وابتكار أجمل باقات الورود، متخذةً من دبي مقراً لها.
بدأت زويا صقر مسيرتها في لبنان، ثمّ انتقلت إلى دبي، وخلال 17 عاماً كوّنت أسرةً ومسيرة مهنية ناجحة، انقسمت بين الإعلام وبوتيك The Flower Society للأزهار.
لكن للاحتفال بالمرأة ليس هناك أفضل من لبنان، حيث وقع الاختيار على منطقة بيت شباب الجبلية المشهورة بتلالها مورفة الظلال وحدائقها الزاهية بأجمل الرياحين والأزهار، لتصوير هذا الفيلم الذي يسلّط الضوء على الحب الكامن في قلب كل سيدة للأزهار والورود.
تمّ التصوير تحت إدارة المخرج إيلي فهد، وهو من أبرز المخرجين اللبنانيين الشباب، والذي أخذنا بأسلوبه البسيط والمؤثر في الوقت نفسه، إلى عالم ربط بين علاقة المرأة بالورود، إذ عندما نتحدث عن المرأة، يحضُرنا قول الشاعر الفرنسي الكبير فيكتور هوغو: "لو لم يخلق الله المرأة، لما خلق الزهرة". ومن هنا نستطيع القول إن حلمنا قد بدأ بزهرة واحدة وامرأة واحدة، إنها بالتأكيد الطريقة التي يبدأ بها العديد من المواقف في الحياة؛ فالزهرة الأولى هي بداية الكثير من القصص الجميلة مثل الموعد الأول، الحب الأول، باقة الورد الأولى، فالحديقة، فالعرس، فالولادة، فالحياة. فكما تبدأ الحياة من امرأة فهي تبدأ من زهرة. وهكذا هو مجتمع "ذا فلاور سوساييتي"، هذا المجتمع الذي قام على أيدي النساء، وحرص على أن يردّ إليهنّ الجميل، فاستعان في هذا الفيلم بعدد من الممثلات اللبنانيات من مختلف الأعمار، لتنقل لنا كل واحدة منهن، مقتطفاً بسيطاً من حبها للورود التي تحيط بها وبعالمها، "فما من قصة جميلة إلا واكتملت مع الأزهار".
ليس هذا فحسب، بل ينقل هذا الفيلم للمشاهدين من مختلف أنحاء العالم، الصورة الأجمل التي نريد أن نعكسها عن لبنان: البلد ذو التراث العريق، المليء بالحب والجمال والأمل، رغم كل الصعاب وكل التحدّيات التي تحيط به من كل حدب وصوب.