تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

صانع العطور Quentin Bisch وأسرار تحفته الأيقونية Good Girl Blush

في هذه المقابلة، يكشف صانع العطور كونتن بيش Quentin Bisch عن أسرار التحفة الأيقونية عطر Good Girl Blush الذي أطلقته الدار أخيراً…


- كيف تصف لنا عطر Good Girl Blush؟

يواصل هذا الإصدار تجسيد الإيقاعات الأنثوية التي بدأتها مجموعة عطور Good Girl منذ إطلاقها عام 2016، ليقدّمها ضمن مشهد يستحضر العوالم المرهفة لمساحيق أحمر الخدود، حيث تحوّلت الزجاجة المبتكرة على شكل حذاء إلى اللون الوردي الهادئ بكل ما يحمله من إيحاءات رومانسية، ولكن وفق سياق يتناغم مع ملامح القوة الكامنة في الهيكل المدبّب للكعب العالي. ويكشف العطر، كغيره من عطور المجموعة، عن مكوّنات متباينة تتكامل مع بعضها البعض، اعتماداً على ثنائيات عطرية تعبّر عن الجوانب المتعددة لشخصية المرأة. وهذا ما أردنا تجسيده من خلال مستحضر يرسم صورة الأنثى بأبعادها المتعددة.

- حدّثنا عن هذه المكونات وكيف تم اختيارها؟

تمثّل حبوب التونكا وزهر الياسمين المكوّنين الأساسيين في عطور Good Girl، وقد أردنا للإصدار الجديد أن يعبق بنفحات تعزّز من جاذبية التونكا بدون المساومة على اللمسة الأنثوية للياسمين. وقد لفتني منذ مدة أن الكعب المدبّب للحذاء يشبه أعواد الفانيلا، لذلك أردت الانتقال بهذا الرابط البصري إلى بُعد جديد من خلال إضافة رائحة الفانيلا كأساس يتناغم مع لمسة التونكا في النفحات القاعدية للعطر. بينما وجدت في زهر يلانغ يلانغ المكوّن الأفضل لتحقيق ثنائية عطرية متباينة، لما يحمله من عبق غني وانتعاش مشرق. أمّا توظيف رائحة الفاونيا فجاء لإضفاء لمسة عطرية تستحضر القوام الغباري الناعم لأحمر الخدود.


- ما الفرق بين هذه المكونات ونظيراتها في الإصدار الأصلي لمجموعة Good Girl؟

تعزز الفانيلا رائحة التونكا وتعيد ابتكارها بطريقة جديدة، بينما يُعدّ زهر يلانغ يلانغ في عالم العطور من أكثر أنواع الياسمين تفرّداً حيث يضفي أثراً مضاعفاً من الجاذبية والانتعاش، كما يوحي قليلاً بعبق التوابل التي تعيد إلى الأذهان أجواء الشواطئ المشمسة. أي أن مكونات الإصدار الجديد تحاكي العناصر في المجموعة الأصلية ولكن مع لمساتٍ أكثر نضارة وإشراقاً.

- كيف نجحت في إضفاء تأثير أحمر الخدود على العطر؟

لم تقتصر رحلة ابتكار العطر على رائحة الفاونيا فحسب، بل اختبرنا النفحات العميقة لثنائية الفانيليا وزهر يلانغ يلانغ باستخدام كمية مزدوجة من كل منهما. ويُعدّ هذان المكوّنان من العناصر العطرية التي تحمل نفحات متعددة، لذلك فكّرنا في استخدام تقنيات عدة مستقلة لاستخلاص عبقهما وإبرازه بشكل حقيقي ومميز.

- يبدو ما ذكرته غاية في الابتكار. هلاّ حدثتنا أولاً عن أسلوبك في توظيف رائحة يلانغ يلانغ؟

يتميز زيت يلانغ يلانغ برائحة مميزة ومألوفة لدى الكثيرين، ولكنني لن أنسى أبداً رائحة الزهرة الحقيقية في الطبيعة عندما اختبرتها لأول مرة، حيث بدت مختلفة كلياً وحملت تأثيراً أكثر إشراقة ودفئاً من رائحة زيت يلانغ يلانغ الأساسي، والذي يتميز بكثافة وجاذبية ويميل إلى عبق التوابل. وكان من الرائع أن نتمكن من توظيف هذين الجانبين المتباينين في عطر واحد، وأن ننجح في استكشاف نسخة متكاملة وجريئة من هذه الزهرة الجميلة.

- كيف تمكنت من استخدام شكلين مختلفين من الفانيلا؟

لقد نجحنا في استخدام مستخلصات طبيعية من حبوب الفانيلا الأكثر كثافةً وجاذبيةً لابتكار روائح متناغمة، ثم استخدمنا التكنولوجيا الحيوية لإعادة إنشاء عنصر الفانيلين من مسحوق الأرز. مما أتاح لنا الحصول على أفضل نظير للفانيلا الطبيعية من خلال توظيف قوامها الناعم، وبالتالي تعزيز تأثير أحمر الخدود في العطر.

- وكيف أضفت الفاونيا على التركيبة العطرية؟

استخدمنا مزيجاً من ماء الورد المُعاد تدويره مع جزيئات اصطناعية لابتكار رائحة الفاونيا. ومن يعرف طريقة توظيف هذه الأنواع من المكونات مع بعضها يستطيع استحضار رائحة طبيعية يدوم تأثيرها لفترة طويلة في البشرة وتمنح العطر نفحات من عبق الأزهار. لذلك تُعدّ الجزيئات الاصطناعية من المكوّنات المذهلة والإبداعات التقنية الثمينة.


- ذكرت سابقاً عبارة "معاد تدويره"، فهل تعتبر هذا العطر من المنتجات المستدامة؟

بكل تأكيد، حيث نقوم بإعادة تدوير ماء الورد بدلاً من إهداره والتخلص منه، مع الحرص على استكشاف طرق جديدة لاستخلاصه. كما نستعين للحصول على زيت يلانغ يلانغ بأجهزة تقطير فعّالة من حيث الطاقة، توفّر ما يصل إلى 50% من الخشب المستعمل كوقود لعملية التقطير في مدغشقر، المكان الذي يزوّدنا بزهر يلانغ يلانغ والفانيلا. بينما نسعى من خلال الشراكة مع برنامج Sourcing4Good إلى دعم المجتمع المنتج قدر استطاعتنا، إضافة إلى حماية التنوع البيولوجي والسكان المحليين الذين يمثّلون جزءاً أساسياً من عملية إنتاج العطور، باعتبارهم يتواجدون في موطنه ويختارون المكوّنات الأساسية. وترمز هذه القيم الأصيلة إلى الجوهر الحقيقي لمجموعة Good Girl.

- كيف يساهم عطر Good Girl Blush في تمكين المرأة؟

يساهم هذا العطر في تمكين المرأة بطريقة مباشرة للغاية، فأزهار يلانغ يلانغ، القادمة إلينا من جزر القمر في إفريقيا، يتم قطافها فجراً على يد النساء باستخدام تقنيات موروثة عبر الأجيال. ولكن نظراً لقصر فترة الحصاد السنوية، تبقى هؤلاء النسوة بلا عمل لبقية العام. ونحن نضمن للسيدات اللواتي يساهمن في إبداع العطور لدينا، فرصة الاستفادة من جلسات تعليمية وبرامج توجيه وإرشاد تفيدهنً في تطوير مشاريع ريادية.

وبالمثل، أسّست عارضة الأزياء Karlie Kloss، الوجه الإعلامي لعطر Good Girl منظمة Kode with Klossy غير الربحية بهدف مساعدة السيدات على تعلّم علوم الحاسوب من خلال إقامة مخيمات سنوية للبرمجة خاصة بالفتيات.


- كيف تنعكس قوة الأنوثة في عطر Good Girl Blush؟

أعتقد بأن اللون الوردي الشفّاف للزجاجة منحنا بعض الإلهام، لما يعكسه من عاطفة حسية وملامح أنثوية. وقد عملنا جاهدين لإيجاد أساليب تعبّر عن لون البودرة في العطر. ولكن الأبعاد الأنثوية لمجموعة عطور Good Girl تتميز بطابع مزدوج غني بالتناقضات. لذلك أردنا الذهاب بعيداً في هذا المشهد، وحرصنا على أن تحمل العبوة المصمّمة بشكل حذاء ذي كعب عالٍ رسالة تمكين قوية، يمكن قراءتها من خلال المكونات الثمينة للعطر، ومن طريق العودة إلى أصوله وإدراك قدرتنا على التأثير وإحداث تغييرات إيجابية في الواقع النسائي حول العالم.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079